الفصل التاسع

5.6K 143 9
                                    


أيا نبض القلب و الهوس ..أيا عشقا تغلغل في النفوس ..أيا حبا عصف في ثنايا الروح ..
أيا من كنت حبيبي ..من ناديتك يوما عزيزي ..
من ضحيت لأجله بأحلى سنيني ..
أيا قاتلا لشخصي ..!! يا مغرقا لعشقي ..
ألم تقل لي يوما أنك أنيسي ..نصفي الآخر زوجي و خليلي ..
يا من دمرت قلبي و سحقت صميم نفسي ..
استقبل اليوم هدية من بقايا رووحي ..
روحي التي اشتعلت ..محترقة بلهيب غدرك ..
تحملني حبيبي ..فأنت جعلتني أتجرع مرارة الآلام ..
لتدفعني بقسوة ..نحو هاوية الانتقام..!!

*********

رنا ..اتركيها !!
نطقت لميس بالكلمتين و هي تغمض عينيها بقوة ..

لتشد رنا على السلاح أكثر و عيناها قد احتضنت الجحيم ..
لتصمت رنا بألم حفر ثنايا قلبها عبر السنين  ..
ثم ابتسمت بقلب ممزق و نظرات خالية من أثر الحياة ..
بنبرة ميتة و همس مظلم : أتركها ..!!

ضحكت بمرارة و ألم دفين لتشد دينا طرف مقعدها و دموعها تحارب للظهور ..
بينما تتنفس لميس ببطء ..و تروّي ..تحاول أن تهدأ نفسها ..
لتقربت رنا من المرأة المجهولة التي شحب وجهها و هربت منه الدماء حتى جف و صار تحاكي شحوب الموتى لتنطق برجفة باصفرار سيطر على ملامحها :
من تكونين ..

أتكأت لميس على طرف الطاولة بذراعها و تنفسها يعلا و يزداد صعوبة ..
صعب ..هاذا فوق احتمالها ..
لتنظر لها رنا خلف قناعها الليلي نظرة أوقعت قلبها عند أقدامها ..
نظرت لها رنا بعيون خاوية مات بها الاحساس و همست بنبرة خالية من أي أثر للحياة :
جحيمك ..
سحبت صمام الأمان للخلف ليشتد رعب المرأة و تزرق ملامحها رهبة و تنطق رنا بهمس خاوي ..به لمحة ألم وأدتها بقسوة داخل صميم قلبها المتوجع :
سامحيني يا صاحبة السمو ..لن أنفذ أمرك هذه المرة ..
و انطلقت رصاصة من فوهة سلاحها الآلي لتتسمر في منتصف قلب تلك المرأة ..
التي ارتدت للخلف بقوة أثر الطلقة الغاضبة التي اخترقت جسدها ..
ليتحشرج صوتها و تصفر ملامحها بشحوب الموت ..
شهقت بقوة عالية قبل أن تترنح مكانها
و تندفع الدماء منها لتسقط أرضا عند أقدامها جثة هامدة ..
جسدا بلا روح ..!!
و عيون رنا الجليدية تتابع انفصال الروح عنها .. بنفس قد فقدت طعم الحياة ..

**********************

اتسعت حدقتاه من هول الصدمة و تسمر مكانه ينظر للشاشة بعدم تصديق ..
لينطق توأمه جواره بهمس مذهول : قتلتها ..؟؟
لم يستمع إليه من الأساس ..بل انفصل عن العالم كله و هو يرى السلاح بيدها و الجثة عند أقدامها ..
عندها فقط ..انمحت الفكرة المجنونة التي كانت تدور بذهنه ..أن تلك الحديدية هي رنا ..طفلته ..
لا رنا لا يمكن أن تقتل ..هي تخاف من ظلها لا تؤذي ذبابة !!

وضع يديه برأسه بحيرة قاتلة و تملكه شعور بالعجز و اليأس يلفه ..
شدد على خصلاته الشبه شقراء بعذاب فاق احتماله ..
دق قلبه أكثر معلنا تمرده و عيناه ما تزالان متسمرتان على الشاشة ..على الوجه المقنع للفتاة الحديدية ..
لم يتحمل آلام قلبه الصارخ بألم يستجدي الروح ..
ليرفع يده بأنين لموضع قلبه و عيناه مسلطتان بلا انحراف على الشاشة ..

عشق... أم كره و انتقام بقلم زينب رابحDonde viven las historias. Descúbrelo ahora