الفصل الثاني

8.5K 147 2
                                    

عشق... أم كره و انتقام
الفصل الثاني
بأحد أكبر مباني الدولة و أهمها على الاطلاق ..مبنى عالي محصن بطاقم عسكري كامل على قدر عالي من التمرس مدربون خصيصا لحماية أجهزة الدولة المهمة ..
تحديدا في أحد الطوابق ..في غرفة واسعة محاطة بأربع حراس عند الباب ..كان يجلس هو بكل ثقة و برود و هيبته الطاغية ..تكفي لادخال الرعب بقلب محدثه ..
على كرسي محاط بثلاث رجال يرتدون الزي العسكري الرسمي كان يجلس هو ..و من غيره صاحب لقب الإمبراطور ..
خاطب ذلك القابع أمامه يلهث بتعب يكاد يقسم أن عضامه كلها تحطمت و كل جزء منه ينزف ..يلعن الساعة التي تجرأ فيها على تحدي الإمبراطور ..
آسر متكأ على الكرسي و عيناه مغمضتان ..تكلم بنبرة باردة جليدية جعلت من ذاك الملقى أرضا يرتجف رغما عنه : لقد أخذت من وقتي ثلاث عشرة دقيقة كاملة ..لذا سأسألك لآخر مرة ..
فتح عيناه و اعتدل بجلسته ينضر له بنظرة جليدية ..و ردد بالحرف : لصالح ..من ..تعمل ..
نظرته وحده عقدت لسان ذاك الخائن ..هو قد اختار المجازفة في سبيل الثروة التي وعد بها من قبلهم ..لكنه الآن مهدد بحياة عائلته إن تكلم ..و هو يعلم أن آسر لا يرحم أبدا فهو لم يأخذ لقب الإمبراطور من فراغ ..
تكلم بصوت ضعيف أنهكه التعذيب : لا أستطيع للتكلم ..اتركني أرجوك حياة عائلتي على المحك إن تفوهت بكلمة واحدة ..
مخطأ هذا الأحمق لو ضن أن تلك الكلمات ستشفع له عند الامبراطور ..هو لم يرحم قلبه قبل خمس سنين فكيف يرحم هذا الخائن لبلده اليوم !!
وقف آسر ببرود و يداه بجيوب بنطاله ..سار نحوه بثقة ..ثم انحنى قليلا أمام وجهه لتخترق أنفه رائحته النفاذة ..
و يشعر بالمعنى الحقيقي للرعب و هو يقابل عيناه للصقرية الملتهبة ببريق ألم خفي ..جعله يلعن اليوم الذي قرر فيه الدخول لمملكة الامبراطور و تحدي أبناء الساري الأربعة ..
آسر و عيناه تنطق حجم غضبه الساحق : أعطيتك فرصة ..و لكنك أضعتها ..استقبل جحيمك اذن ..
رمى عليه هذه الكلمات ثم استقام واقفا ..يسير بخطى واثقة نحو الباب متجاهلا ذاك الذي يصرخ خلفه متوسلا أن يسامحه بحق عائلته ..
هه هل قال عائلة !! هو ليس من النوع الذي يغفر و لا من النوع الذي يرحم مهما كانت الأسباب ..فلتلعن حضك الذي أوقعك بمملكة أبناء الساري ..و ٱلعن نفسك أكثر لأنك وقفت بطريق الإمبراطور ..
وصل لسيارته الفخمة التي تقبع عند باب المبنى ..ثم استقلها في الخلف مومئا لسائقه بالانطلاق ..ليسمع صوت طلق ناري منبعث من الطابق الذي كان فيه يعلن نهاية حياة ذاك الخائن ..الذي فضل الثروة على أبناء بلده ..
لم يهتم أبدا و واصل طريقه للشركة ..لم يعد يهمه شيء في الحياة ..هدفه الوحيد هو حماية وطنه ..
فهو فقد الثقة في الجميع ..منذ أن دمر نفسه بيديه ..منذ ذاك اليوم ..قبل خمس سنين !!

•••
شركة sarry ..أكبر شركة للإلكترونيات بالشرق الأوسط ..لها مكانتها الدولية و موقعها المميز في البورصات العالمية ..
معروف عن هذه الشركة أنها كانت مجرد شركة دولية كغيرها ..لكن منذ أن استلم أبناء الساري الأربع إدارتها ..أصبحت بضرف قياسي عبارة عن سلسلة شركات عالمية تتميز بمكانة عالية بين دول العالم ..
و إن سألت عن أبناء الساري ..فستعلم عنهم ما سيجعلك تفضل الموت على العبث مع أحدهم ..المجنون وحده من يرمي نفسه لطريقهم ..فالكل يعرف أنهم عداد الموت لكل من يجرأ على تحديهم ..
بأعلى طوابق المبني الضخم ..أو المقر الرئيسي لسلسلة الشركات ..
تحديدا بمكتب آسر ..تجمع الأربعة الذين يوقعون الرعب بأكثر القلوب شجاعة ..
لكن من لا يعرفهم عن قريب ..يجهل طريقة تعاملهم من بعضهم ..
كان آسر يجلس خلف مكتبه متكأ على كرسيه يعبث بالتابلت ..
أمامه استقر مراد يراجع الملفات بملل و على بعد منه جلس رعد و إياد ..
آسر ( في 29 من عمره ..عيون عسلية فاتحة و شعر أسود غزير يصل لرقبته ..و جسم منحوت بعضلات تبرز قوته الجسدية الطاغية ..ببساطه هو رمز للوسامة و الرجولة الفائقة ..وسيم حد الثمالة )
آسر بملل : ألا يحلو لكم العمل إلا بمكتبي ..
رعد متكأ على الأريكة بعيون مغمضة من الإرهاق : لا تبدأ  بالتذمر الآن يا ابن العم ..
( رعد سليم ..29 عام ..عيون رمادية داكنة ..و شعر بني مائل للشقار ..جسم لا يخلو من العضلات قادر على اطاحة عدوه أيا كان ..طول فارغ و شخصية طاغية ..أيضا معشوق للفتيات لشدة وسامته مع غموض شخصيته )
مراد بسخرية : لا تقلق لن نسرق شيئا منك ..
إياد يهز كتفيه : لديك كمرات المراقبة لتتأكد إن أردت ..ههههه
مراد بدرامية و يده بقلبه : لاااه أتقصد أننا سنسرق مكتب ابن عمنا ..أي سنسرق ممتلكات الشركة ..و التي هي لنا ..
إياد يتابع بصدمة مصطنعة : ايييش ..سنسرق أنفسنا ..
وضع يداه برأسه : يا الهي كم هو فضيع ..غير معقول ..كيف يمكننا أن نفعل ذلك ..
مراد اعتدل بابتسامة صغيرة : لحظة ..الشركة لنا لذا نفعل بها ما نشاء ..
ضرب إياد كفه معه بضحكة : وااااو كم نحن أذكياء ..
رعد بضجر : هييي اصمتا أنتما ..
آسر بتنهد : مزعجون
( التوأم : مراد و إياد ..مراد بعيون خضراء داكنة ..و إياد خضراء مائلة للون العسلي ..كلاهما بشعر بني مائل الرمادي ..يجعلهما محط الأنظار بكل مكان ..و لا يخلو الأمر من جسد محوت بالعضلات ..شخصية مرحة أغلب الأحيان و صارمة قوية عند الجد ..لكن قل ضحكهما كثيرا منذ الحادث قبل سنوات ..ذاك اليوم للذي كان كاللعنة على أبناء الساري كسواء )
رعد عينيه بتنهد : جدتي تريدنا أن نجتمع على العشاء اليوم ..
آسر بانزعاج : عشاء ماذا الآن ..لن أذهب
إياد أغمض عينيه بيأس : ألا ينوون تركنا و شأننا ..
رعد : ماذا تعني بلن أذهب ..ألا تعرفها ..
حمل آسر معطفه ليرتديه ..و هم بالخروج ..
آسر بلا مبالاة : لا يهمني ..أنا عائد للقصر
تنهد رعد خلفه ..لينهض هو الآخر : هيا أنتما فلنذهب
إياد بيأس : لا أريد الذهاب أيضا ..لما لا نفعل كآسر ..
مراد : لأنها لن تقدر على محاسبة آسر ..فهي تعرف عناده ..
حمل معطفه ليرتديه : أما نحن ..فلا تعليق ..
وقف رعد عندهما بعصبية : هيييي انهضا ..
نهض التوأم بعبوس
مراد : يااا مزعج
إياد يتابع : جداا ..
رعد ببرود تابع سيره متجاهلا لهما ..

عشق... أم كره و انتقام بقلم زينب رابحWhere stories live. Discover now