بعد الغدا الدسم.. 
قام تركي من على السفرة وبعد ما غسل يدينه 
ناظر نفسه بمراية المغااسل نظرة طووييلة... وين تركي الأنيق
هذاك اللي ما يفارق الثوب والشماغ.. 
اللي ما يقدر الا يرسم سكسوكه خفيفة دايم..
الحين غير ! لازم يخلي دقنه نابت شوي.. وابتعد عن تسريحة شعره المعتادة... 
وهو واقف لمح ان فيه جسم صغير واقف وراه قريب منه ويناظره ..
التفت وشاف نفس البنت الصغيرة اللي تشابه خالد في ملامحها
لكنها أكثر براءة وحمره على بياض..
لا شعووري ابتسم لها ، ما عرف ليش ذكرته بأخته...
يا الله وش كثر اشتااااااق لها..
تركي : وش اسمك ؟
بيان وهي مستغربة : بيان ..!
قرب منها ما درى الا هي منحااااشة ، وقف منصدم وعلى طوول ضحك... رجع يناظر نفسه في المراية !! ما تخوف لهالدرجة يا تركي..!!
مسك دقنه وهو يكلم نفسه : ما تخووف الا وسيييييم مافي منك.. 
طلع من المغاسل للصالة وشاف بيان جالسة بحضن ابوها 
وصينية الشاهي موجودة .. 
ومن شافته همست في اذن أبوها بشي ما يدري وشو ..
سمع ابو خالد يقولها : هذا اسمه وليد..
بيان : وليد؟؟
ابوها : ايه وليد..
بيان بصراحة بريييييئة : شكله مررررررة مو حلو .. وصخ!!
كتم تركي ضحكته لا ينفجر ، وأبو خالد مسك يد بنته يعاتبها :
عيب يا بابا هالكلام ما يصير.. قولي له آسفة اشوف..
بيان ناظرت في تركي مترددة ، وتركي ماله بهالموقف الا يبتسم يتودد لها .. وبالأخير نطقت بصوت منخفض : أنا آسفة..
دخل تركي يده بجيبه وطلع حلاوة مص كانت معه من فترة ، 
ورماها عليها طاحت بحضنها .. خذتها وقلبتها مرارا وتكرارا..
ابو خالد : قولي شكرا بابا..
بيان من غير لا تناظر فيه : شكرا..

++++
سحر من جهة ثانية
نست هالضيف الفقير الموجود بالبيت وطلعت بالحديقة ..
متمددة عالأرجوحة الكبيرة الطويلة وهي مغمضة عيونها تبي تسترخي ، والأرجوحة تاخذها بخفة قدام وورا .. 
كانت وردة حلوة ناعمة بكل ما للكلمة من معنى.. 
حست بيد تهزها فتحت عيونها الشفافة شافتها بيان..
رجعت غمضتها وهي متضايقه لأن لحظة الاسترخاء الحلوة 
خربت عليها : بيان !.. 
بيان : مين هذا اللي عند بابا ؟؟
تسأليني وانا نفسي مدري ، غير انه واحد فقير يدور رزقه :
اسألي بابا لا تسأليني ..
بيان وهي ترفع الحلاوة عشان تشوفها : عطاني حلاوة شوفي!!

كويس بعد يعرف يوزع حلاااااو ..!،! 
غمضت عيونها بدون اهتمام ، وسمعت اختها تفك قرطاس
الحلاو وشكلها كلتها ...وعجبتهاا !!
بيان والحلاوه ماليه فمها الصغير : الله حلوووووة مرة !...
تبين أروح أجيب لك منه وحدة تذوقين..؟
ابتسمت سحر بسخرية : خلي هالفقير في حاله وحلاوه خليه له !
راحت بيان وسحر بقت لحالها.. شالت سالفة هالفقير المغرووور المتعنفق
من بالها مو ناقصة تفكر بهمووم الناس تكفيها همومها..
××××××××××××

في بيت ابو محمـد ،،
بعد الغـدا اللي ما حضرته شادن كالعادة .. 
صعدت مشاعل فوق ودقت على أختها غرفة عمر لقتها نايمة أو غافية..
مشاعل : شدوون ابوي يبيك تحت..
شادن وهي دافنه وجهها بين وسادتين : ابي اناااام مشاعل تعبانة انا..
مشاعل : لمتى يعني!! بتنزلين يعني بتنزلين.. انتي عارفه ان ابوي 
ما غلط بشي وان محد غلطان فليش مصرة على تجاهل ابوي ..
قامت شادن جالسه ، هي تعرف ان ابوها ما غلط ويمكن اذا فكرت
فيها صح بتلاقيه من خوفه على مستقبلها انه منع عمر من الزواج
لما تستقر أموره.. بس هي بسبب غياب عمر عنها الفترة الأخيرة
وندرة اته تبي تحط اللوم على احد ..
وما لقت الا أبوها المسكين تحط اللوم عليه..
قررت تروح وتشوف وش يبي.. 
نزلت وشافت ابوها بالصالة..
وهي تناظر بعيد : سم يبه ناديتني ؟؟
ابوها ابتسم بوجهها .. معروف عنه الحزم واذا جا الموضوع
لبناته فهو يكون أكثر حرص وحزم.. وهذا سبب من اسباب
تأخر ارتباط شادن بـ عمر... بس من يدري يمكن ابوها على حق
في تأجيل هالزواج لأجل غير مسمى..
ابو محمد : تعالي وانا ابووك لمتى صادة عني حتى اني نسيت وجهك..!
شادن استحت وقررت تعتذر.. يمكن كانت قاسية عليه
وهي اللي ما تعودت تقسى على أحد : سامحني يبه انا الغلطانة..
وآسفة اذا تضايقت مني..
أشر لها تجي راحت وجلست جنبه وهي منزله عيونها تمنع دموعها...
ما تقدر تكبح تأثرها ، الموضوع اذا جا لـ عمر فهو حساس بالنسبة لها...
غياب عمر يوم عن يوم يتعبها وهي اللي ما تعودت انه يغيب
يوم واحد عنها ... عاشت معه طوووول حياتها ،
ومن صغرها راعته وراعاها ، وفجأة لقت نفسها تحبه ،!،
يتعب الحب اذا جاك من حيث لا تدري...!!
ابوها : قولي لي وأنا ابووك وش اللي مضايقك اذا أنا غلطت
قولي لي أصلح من الغلط..
رفعت عينها وما قدرت تكتم أكثر .. اعترفت بصريح العبارة :
أبي عمر يبه...!!
وصدت عنه بألم وهي تغمض عيونها ..
اما هو ابتسم : يبه ليش زعلانة لهالحد انتي تعرفين اني ما ارفض هالزوااج
بتاتا ولا كان ما وافقت عالملكة والعقد..
بالعكس عمر تربيتي ولدي الثالث أحبه وأعزه.. 
بس الواحد بعد المفروض ما يتسرع وعمر يحتاج يستقر بنفسه قبل.. 
والزواج لاحقين عليه..
شادن : بس عمر يبه من شهرين ما فيني وش معناة هذا اكيد مل.. صرت أتخيله كل يوم ممكن يدخل علينا ويطلب فسخ عقد الزواج..
ابتسم لها من جديد: لا ان شاءلله الولد قالي بآخر مرة انه يشتغل بالشرقية وأول ما يستقر ويكون مستعد ياخذك ذيك الساعة مبروك لكم..
تنهدت ليش هي مكبره الامور ليش تحس ان الموضوع أكبر من كذا...
ليش مكالمة ذيك الليلة - ليلة الملكة – من سنة مسببه لها 
كوابيس وخوف عليه !!!!..
وليش تتحرى أي خبر ينزل بالجريدة ممكن يصدمها وينهيها ؟!!
ابو محمد : شادن وانا ابوك تطمني ولا تفكرين
اني سويت كل هذا عشان امنع الزواج.. لا بالعكس
من جا لي عمر أول مرة قبل لا يطلع من البيت ،
وانتي عمرك 17 يقول انه يبي يخطبك وانا موافق وقلت له البنت حلالك
بس بعد ما ينضج شوي وتستقر أحواله ويكوّن نفسه..
شادن عارفه هالحقيقة مو شي جديد ، هزت راسها موافقة :
أدري يبه... آسفة انا الغلطانة من الأول..
ابو محمد : الله يرضى عليك..
حبت راس أبوها تراضيه وتركت الصالة... 
طلعت الدرج لكنها ما قدرت تكمله كله.. 
وقفت بنصه وجلست وأسندت راسها عالدربزين ،!
فييييه شي مضيق على صدرها ! ورغم ان ابوها طمنها بكلامه 
انه مارح يوقف بطريق هالزواج مهما كانت الظروف.. إلا ان خوفها على عمر وتفكيرها الدائم فيه مسبب لها قلق ماله علاااج..!
نزلت مشاعل وهي حاطه سماعات الآي بود حقها على إذنها ،
ترقص على أنغام الأغنية وكل درجه تنزلها تسوي حركة رقص غربي..
مرة تدوور ومرة تحرك خصرها ومرة كتووفها..
لكنها وقفت عن الرقص يوم طاحت عينها على شادن
جالسة بشكل غريب بنص الدرج..
نزلت بسرعة وجلست جنبها : وججع خوفتيني شفيك ؟؟
التفتت شادن وناظرتها ببرود : كم مرة قلت لك السماعات اذا حطيتيها
لفترة طويلة تضر بسمعك واذنك..
مشاعل : علميني شفيك وخلك من سماعاتي..
زفرت شادن وقامت واقفة وطلعت الدرج ، 
لـغرفتها هالمرة مو لغرفة عمر...
دخلت مشاعل وراها وسكرت الباب وشادن ترمي ظهرها بإهمال عالسرير ..
مشاعل : وش صار مع ابوي ؟؟
ابتسمت شادن وتعدلت جالسة من اهتمام مشاعل انها تصالح
بينها وبين أبوها : حصل خير لا تخافين .. صاااافي يا لبن..
مشاعل وضحكت "وأخيرا" : ايه ما ينخاف عليك ..
قولي لي ألحين ارتاح بالك
شادن ما ردت رمت ظهرها لورا من جديد وهي تتمتم : 
ابوي من حينه وهو شديد على عمر وقاسي معه.. 
تعامله معه من واحنا صغار يختلف حتى عن معاملته مع محمد وبندر.. 
مشاعل وهي تنبطح جنب اختها : شي طبيعي ..لأن ابوي يعتبر عمر
أمانة برقبته من بعد ما فقد أبوه قبل لا يطلع على الدنيا ،
ومن بعد ما ماتت أمه عقب زواجها من أبوي بفترة قصيرة ..
وشدته وقسوته معه احيانا من خوفه عليه لا تضيع هالأمانة..
شادن : صح كلامك بس............
مشاعل : لا تهوجسين بالسالفة ابوي كان دايم يخاف على عمر
أكثر من عياله بندر ومحمد.. وهذا سبب شدته وحزمه معه...
ولا نسيتي البلاوي اللي كان يسويها ، هوشااااته مع عيال الحارات 
ورجعته من المدرسة وملابسه دم.. على انه ما يتكلم واجد
لكن طاقاته بالضرب والهوشات فضيعة هههههههههههههههههههههه...
ابتسمت شادن لأن عمر ياما دخل عليهم وهو يجر مشكلة وراه..
اللي يخلي ابو محمد يطلع من طوره احيانا ، ومن زود خوفه عليه
لا تفلت سيطرته على هالولد كان يعاقبه أشد عقاب...
وما كان يوقف جنب عمر إلا شـادن الطفلة الصغيرة..
كانت تشوف الكل على خطأ وعمر لحاله على صوااااب...
رجعت ذاكرتها ليوم من الأيام .. لمشكلة من المشكلات
اللي كان عمر يطيح نفسه فيها ..!
كانت شادن وقتها 10 سنين جالسة بالحديقة تلعب ..
بوقت دخلة عمر البيت وهو متبهذل ، ثوبه غبار وياقة ملابسه دم،
والكدمات تملا وجهه.. 
أول ما شافته شادن شهقت تركت اللي بيدها وركضت له... 
دخل هو الملحق المكان اللي يختلي فيه بنفسه بالعادة ..وأول ما سكر الباب جلس عالأرض ورمى راسه لورا بتعب ... 
الا شادن تدخل عليه باندفااااع وتناديه باسمه : عمــر..!
طالعها بنظرة سريعة وصد للجهة الثانية ...جلست جنبه ومسكت
ذراعه بتخفف عنه لكن هو بصمت سحب ذراعه منها ما يبيها تلمسه..
شادن : وش فيك؟ مين ضربك ؟
عمر وهو يمسح الدم اللي عند فمه بأصبعه : محد شادن اتركيني لحالي..ممكن؟
شادن بعناااااد : لااا قولي أول مين ضربك.. احد بالمدرسة ؟؟
شافته يقوم من عندها بصمت وهو يفك أزرار قميصه ويفصخه...
رماه عالأرض وأخذ قميص كت معلق على باب الملحق ولبسه..
فتح الباب وطلع وشادن بخوف قامت وراه تلحقه ..
راح لحنفية في الحديقة وفتحها وبدا يغسل وجهه 
من الدم لعل الكدمات والأثار تخف... 
شادن ودموعها بعيونها الطفولية سألته : ليش دايم يضربونك ليش دايم؟؟
مسح وجهه بطرف قميصه وتحرك من قدامها من غير أي جواب ..
مشت وراه مثل الظل تبي جواب ليش أغلب الأيام يجيهم والدم بوجهه .. 
رجع للملحق وقفل الباب قبل لا يمديها تدخل .. 
انهببببلت الا عمر لا يصير فيه شي..
وقتها كانت تموووت فيه 
تحبه ما تدري من وين جا هالحب والمعزة من الطفولة..
صارت تطق الباب بإصرار وتناديه والعبرة خانقتها .. 
تبي تعرف بس مين ضربه تبيه يتكلم..
شادن وهي تدق الباب : عوووومر افتح الباب انا شادن
ليش فيك جرح بوجهك...؟
مرت عشر دقايق على هالحال يدها الصغيرة الناعمة حمرت 
من كثر الطق وعمر من داااخل مو راضي يرد...
ولأنه دايم يضعف قدام اصرارها فتح الباب وهو حاط كمادة باردة
عند شفايفه خذاها من الثلاجه الصغيرة الموجودة بالملحق..
وبهدوء ناظرها بعيونها : انتي ما تملين؟؟؟
شادن بطفولة ركضت جوا وحضنته ، لكن مسرع ما دفته من بطنه بقهر : ابوي لو يدري بيعاقبك يا عمر ..!!
عمر ما اهتم راح وانسدح عالكنبة الموجودة وهو حاط الكمادة عند فمه.. وقال بهدوء لا مبالي : مو أول مرة يا شادن صرت أعشق العقاب
ما أقدر أعيش من دونه...
ما فهمت قصده بهالسن الصغيرة.. لكن الحين بعد ما كبرت
وتفتح عقلها فهمت من كلامه ان التمرد يجري بدمـه..!!
قربت منه بخطوات صغيرة قلقة وجلست على حافة الكنبة عنده
تتأمل وجهه الملون وهو مغمض.. حطت يدها الناعمة الصغيرة على خده بتلمس مكان الكدمة ، ولمحت منه ابتسامة ناعمة خفيفة من غير لا يعارض ، بالعكس مسرررع ما نام وهي حاطه يدها على خده ،
بـ ظن منها انها لو لمست الكدمة تقدر تخفف العوار عنه... 
مشاعل : شادن !.. شادن !... هاه؟!.. شادن شادن شادن...
فتحت شادن عيوونها الله يخس عدوك مشيعل 
خربتي احساس الذكرى علي..
شادن بملل : تجين دايم بأوقات غلط تدرين؟؟
مشاعل : ليه لا يكون عايشة أحلام الماضي 
وحب الحاضر والمستقبل خخخخخخخ..
شادن : ايه عندك أي مانع بالسالفة..!؟
مشاعل : لا ما عندي مانع.. عمر زوجك وحبيبك ليش بمانع ...
آآآآآه عقباااااااااالي يارب..
شادن بسخرية : انتي خليك مراهقة مو لايق عليك الحب..
مشاعل بالمصري : الحب ما يعرفش عمر يا حبيبتي ..
وانا حبيت وانتهيت وما اقدر أغير المكتووووب...
غمضت شادن عيونها وهي ترجع للذكرى وهمست : ألا ليت الزمن يرجع ورى والليالي تدور.. ويرجع وقتنا الأول وننعم في بساطتنا......
مشاعل ابتسمت وبروقاااااان لبّست شادن وهي مغمضة سماعة
ولبست هي السماعة الثانية وجلست تدندن..
++++++++++++++++

لاتبكيKde žijí příběhy. Začni objevovat