الفصل الحادي والاربعون (جودي)

8.2K 276 1
                                    

استيقظي يا حبيبتي
تسللت الكلمات الناعمة إلى أذني جودي لتنتزعها تدريجيا من العالم المظلم الذي كانت تسبح فيه
:- جودي
فتحت جودي عينيها ببطء .. ونظرت إلى وجه أماني الشاحب .. إلى عينيها القلقتين فهمست :- ما الذي حدث ؟ أين أنا ؟
سألتها أماني برقة :- ألا تذكرين ؟
حاولت جودي هز رأسها ولكنها فشلت .. إذ أحست برأسها ثقيلا .. ولكنها تذكرت فجأة فهمست :- لقد كنت أقود سيارتي
أومأت أماني قائلة :- هذا صحيح .. وقد فقدت سيطرتك عليها فاندفعت نحو عمود النور
أغمضت جودي عينيها قائلة :- يا إلهي كم أنا غبية .. هل تضررت السيارة كثيرا ؟
ظهرت الدموع الحبيسة في عيني أماني وهي تقول بانفعال :- هل يقلقك وضع السيارة يا جودي ؟ أنت من بقي في غرفة العمليات لساعات .. يا إلهي جودي .. هل تعرفين كيف كان شعوري وأنا أنتظرك خارجا دون أن أعرف إن كنت ستنجين أم لا
سالت دموع جودي فورا وهي تقول :- أنا آسفة يا أماني .. أنا حقا آسفة .. لم أكن أفكر .. لقد كنت مشوشة وغاضبة وكل ما أردته هو أن أبتعد عن ....

صمتت جودي وقد ارتسم الألم على ملامحها .. فمدت أماني يدها لتمسح الدموع عن وجه جودي المكدوم قائلة بهدوء :-
سأستدعي الطبيب ليراك
عندما أتم الطبيب فحص جودي قال لأماني وقد لاحظ دموع مريضته :- لا انفعالات يا آنسة .. لقد كنت واضحا بأن المريضة بحاجة إلى الراحة التامة
تمتمت أماني :- لن أزعجها مجددا
غادر الطبيب برفقة الممرضة ..فجلست أماني إلى جانب جودي قائلة بحنان :- أنا آسفة يا حبيبتي .. ما كان علي الانفعال في وجهك بهذه الطريقة
همست جودي :- لقد كنت قلقة علي فحسب .. أنا من عليه الاعتذار بسبب غبائي .. ما الذي سيقوله زوجك عني الآن ؟
أتاها صوت هشام من الباب المفتوح وهو يقول :- سيقول بأنه سعيد جدا لأن شقيقته الجديدة بخير
نظرت إليه من فوق كتف أماني .. وقد اعتراها إحساس عميق بالأمان .. إنها في وسط عائلتها .. ابتسمت بإرهاق قائلة :- لم ترى شيئا بعد من عائلة النجار يا هشام .. عدني بأنك لن تندم لاحقا على ارتباطك بأحد أفراد العائلة
التقت عينا أماني وهشام للحظة خاطفة .. سرعان ما انتهت عندما عادت أماني تنظر إلى جودي قائلة :- أظنه يفكر بأن عبء واحدة من هذه العائلة المجنونة أكثر من كافي .. وأعتقد بأنه أكثر من متحمس لتزويجك والخلاص منك
قال هشام محتجا :- هذا غير صحيح
ابتسمت جودي وهي تقول مداعبة :- للأسف يا صهري العزيز .. عليك إيجاد عريس مناسب أولا قبل تزويجي
قالت أماني بهدوء :- أظن هناك من يتمنى بشغف أن ينال هذا الشرف
لهجة أماني وطريقة كلامها كانت أكثر من واضحة .. شحب وجه جودي .. مما جعل أماني تقول بقلق :- هل تتألمين ؟
تمتمت جودي :- ليس كثيرا .. مما يدهشني وفقا لكل هذه الضمادات في كل مكان
:- مازلت تحت تأثير المسكنات .. لا تستعجلي الاحساس بالألم لأنه لن يتأخر كثيرا
مرت لحظات صمت طويلة قبل أن تقول أماني :- هل يسبب الحديث عنه كل هذا الألم يا جودي ؟
أشاحت جودي بوجهها بعيدا فقالت أماني :- على كل حال .. لست مضطرة لإخباري عنه بعد الآن .. تمام ينتظر في الخارج منذ ساعات ويأمل بأن يتمكن من رؤيتك
هتفت جودي برعب :- لا أريد أن أراه
قالت أماني بحزم :- جودي .. الرجل يقف في صالة الانتظار منذ وصولك إلى المستشفى .. بل هو من اتصل بسيارة الاسعاف فور وقوع الحادث .. أنت تدينين له بسماع ما يريد قوله
عضت جودي شفتيها .. فقالت أماني برفق :- جودي .. لقد قابلت تمام لأول مرة منذ ساعات .. ولكنني أستطيع أن أقول لك بأنني لم أر يوما رجلا منهارا كما كان قبل أن يخرج الطبيب ويخبرنا عن وضعك
تمام يحبك يا جودي .. وأنت لا تستطيعين إنكار تلهفك لرؤيته .. قابليه فقط .. واستمعي إليه .. وأنا سأكون خلف الباب مع هشام .. نداء واحد منك .. وسيخرجه هشام من الغرفة على حمالة .. أنت أحد أفراد عائلته الآن .. وهو ينتظر بلهفة الفرصة ليرد لتمام ما سببه لك من حزن
قال هشام مؤكدا :- ليس لديك أي فكرة

سيدة الشتاء Kde žijí příběhy. Začni objevovat