الفصل الثالث والثلاثون (زفاف الموسم)

7.1K 270 7
                                    

راقبت جودي باكتئاب اماني وهي تغادر حفل الزفاف برفقة هشام .. من المفترض بها أن تكون سعيدة .. بل هي حقا سعيدة لأن أماني قد تزوجت أخيرا بالرجل الذي تحب ..
حفل الزفاف كان رائعا ومثاليا كما أرادت السيدة لميس أن يكون عليه زفاف ابنها الوحيد .. وأماني بدت رائعة الجمال مما بهر جميع المدعوين وأنساهم الشائعات التي لم تتوقف حولها منذ وفاة والدها .. بدت مرتبكة قليلا .. قلقة وهي تواجه نظرات الآخرين التي تركزت عليها .. بالعكس من هشام الذي بدا شديد الوسامة بحلته السوداء الغالية الثمن والتي لاءمت بشكل مدهش جسده الرياضي الضخم .. كان شديد الثقة بنفسه .. وأظهر للآخرين وبكل وضوح أهمية أماني لديه .. إذ أحاطها بذراعه معظم الوقت .. وكان يبتسم لها دائما حريصا على راحتها .. وبدت عليه السعادة وهو يطعمها بيده من كعكة الزفاف الضخمة المكونة من 7 أدوار
الشيء الوحيد الذي يعكر على جودي سعادتها لأجل أختها هو ذكرى مواجهتها لطارق مساء الأمس .. لقد أخبرته أخيرا برغبتها في إنهاء خطوبتهما .. ومع الجهد الكبير الذي كلفها به إخباره بهذا .. إلا ان ردة فعله كانت بعيدة تماما عن الصدمة التي توقعتها .. إذ بدا عليه البرود الشديد وهو يسألها عن السبب .. أجابته بارتباك بأنها أدركت لتوها بأنها لا تحبه كما يجب .. وأنه يستحق أخرى أفضل منها تقدر كل ما هو قادر على تقديمه لها
قال لها فجأة بصرامة :- اعفني لو سمحت من سماع كلماتك المنمقة والمدروسة جيدا كي تخفف من غضبي .. وسأكون ممتنا لو كنت صريحة معي بما يكفي لتخبريني عن الرجل الآخر الذي قلب كيانك وغيرك منذ أشهر
أطلقت شهقة ذهول وهي تحدق به مصدومة .. بينما قال هو ساخرا :- هل ظننتني بهذه الحماقة يا جودي .. لقد راقبت وبدقة كل تغير ولو كان طفيفا في تصرفاتك .. في البداية عزوت الامر إلى صدمتك بوفاة أبيك .. ثم قلقك بشأن اماني .. ولكن فيما بعد .. كان من السهل علي أن اعرف بانك قد توقفت فجأة عن حبي .. وبما انني لم اتغير على الإطلاق ولم أقم بأي تصرف من شأنه تغيير مشاعرك .. فقد استنتجت الحقيقة بنفسي .. وهي ان رجلا آخر قد دخل في المعادلة .. وكل ما كان علي فعله هو الانتظار لأعرف إن كنت ستخبرينني بالحقيقة .. أم أنك ستتابعين استغفالي وتمضين قدما في مهزلة الزواج المنتظر
اغرورقت عيناها بالدموع وهي تقول :- طارق .. أنا آسفة ..
هب واقفا عن الأريكة حيث كان جالسا في صالة الاستقبال في منزلها وقال بجفاف :- احتفظي باعتذارك .. فانا لست بحاجة إليه .. ونعم .. لقد كنت محقة في شيء واحد .. انا أستحق أخرى أفضل منك بالتأكيد
عادت جودي إلى الواقع مع ارتفاع ضجيج المدعوين الذين أحاطوا بالعروسين أثناء ركوبهما سيارة هشام المزينة بإتقان
معظم المدعوين كانوا قد غادروا ولم يتبق إلا القليل من المقربين إلى عائلة هشام .. راقبت هشام وهو يساعد أماني على حشر نفسها مع فستانها المنتفخ داخل السيارة .. وعندما اغلق الباب برفق ودار حول السيارة ليجلس مكانه خلف المقود .. أنزلت اماني زجاج النافذة ومدت رأسها تبحث بعينيها عن شخص ما .. وعندما رأت جودي .. أسرعت تلك تلوح لها بيدها وهي تبتسم ببشاشة .. لقد أخطأت عندما أخبرت أختها الكبرى صباح اليوم بما حدث معها .. وتمنت لو يتمكن هشام من ان ينسيها القلق لهذه الليلة على الأقل .. ارتاحت عندما بدت الطمأنينة على وجه اماني التي لوحت لها بدورها .. وقبل ان تنطلق السيارة .. لاحظت جودي التغير المفاجئ الذي طرأ على ملامح أماني .. فقد انقلبت الراحة ليحل محلها الذعر الخالص وهي تحدق بنقطة محددة
استدارت جودي غلى حيث تعلقت انظار أماني .. لترى مصدر جميع كوابيس اختها يقف بعيدا وقد غطى الظلام معالمه .. بحيث لم يفطن لوجود أحد .. وقد بدت عليه الوحدة الشديدة .. والحسرة البالغة
لقد كان صلاح

سيدة الشتاء जहाँ कहानियाँ रहती हैं। अभी खोजें