الاداب الباطنيه للسجود

Začít od začátku
                                    

ليعلم أن أقرب ما يكون العبد إلى الله وهو ساجد، وأنه سنة الأوابين، ويستحب إطالته، فقد سجد آدم ثلاثة أيام بلياليها، ساجداً على حجارة خشنة فأحصى عليه ألف مرة يقول: لا إله إلا الله حقاً حقاً، لا إله إلا الله تعبدا ورقاً، لا إله إلا الله إيماناً وصدقاً، وكان الصادق (عليه السلام) يسجد السجدة حتى يقال: إنه راقد، وكان موسى بن جعفر (عليه السلام) يسجد كل يوم بعد طلوع الشمس إلى وقت الزوال

  

التنعم بالعبادة

.٢١ إننا لا نستوعب حقيقة هذا العشق للسجود، وذلك عندما نتصفح سيرة أئمة أهل البيت (عليهم السلام) في عبادتهم، والسبب في ذلك إننا لم نصل إلى هذه المرحلة من البلوغ الباطني، لنستوعب طبيعة اللذائذ الباطنية، والتي يصب شرابها في أقداح تلك الأرواح المقدسة.

و

عليه فإن من وصل إلى مرحلة التلذذ بالعبادة، فإنه لا يعيقه شيء في هذا الطريق أبدا إلى يوم لقائه، و هذا الحديث القدسي شاهد على ذلك حيث يقول تعالى: ] يا عبادي الصديقين! تنعموا بعبادتي في الدنيا، فإنكم تنعمون بها في الآخرة [ ، وقد ورد في الخبر التعبير بالعشق مسندا إلى العبادة، في قول النبي (صلى الله عليه وآله) :] أفضل الناس من عشق العبادة فعانقها، وأحبها بقلبه ، وباشرها بجسده ، وتفرغ لها، فهو لا يبالي على ما أصبح من الدنيا على عسر أم على يسر [ وهنا للعلامة المجلسي في بحاره تعليق منيف حيث يقول : ] عشق [ من باب تعب والاسم العشق، وهو الإفراط في المحبة، أي أحبها حبا مفرطا من حيث كونه وسيلة إلى القرب الذي هو المطلوب الحقيقي... وربما يتوهم أن العشق مخصوص بمحبة الأمور الباطلة، فلا يستعمل في حبه سبحانه وما يتعلق به، وهذا يدل على خلافه، وإن كان الأحوط عدم إطلاق الأسماء المشتقة منه على الله تعالى، بل الفعل المشتق منه أيضا بناء على التوقيف... قيل: ذكرت الحكماء في كتبهم الطبية، أن العشق ضرب من الماليخوليا والجنون والأمراض السوداوية، وقرروا في كتبهم الإلهية أنه من أعظم الكمالات والسعادات، وربما يظن أن بين الكلامين تخالفا، وهو من واهي الظنون، فإن المذموم هو العشق الجسماني الحيواني الشهواني، والممدوح هو الروحاني الإنساني النفساني، والأول يزول ويفنى بمجرد الوصال والاتصال، والثاني يبقى ويستمر أبد الآباد وعلى كل حال

  

سجود السهو

.

٢٢ إن الشريعة قررت ما يسمى بسجدة السهو لمن سها في صلاته، فيطلب منه التعويض عن هذا النقص بسجدة بين يدي الله تعالى بعد الصلاة بكيفيتها الخاصة، ولو كان هناك شيء أفضل من هذا النحو من السجود لتدارك النقص في الصلاة، لأمرنا به.

وهنا لنا الحق أن نقول: بأن من سها عن ربه في مجمل حركة حياته لا في خصوص صلاته، وغفل عن بعض ما أوجبه عليه ـ ولو كان لقصور منه ـ ألا يحسن له أن يتدارك النقص في عبوديته لربه، وذلك من خلال سجود سهو بالمعنى الأعم؟!.. أي يسجد متقربا إلى الله تعالى، مبدئيا أسفه لطول غفلته عنه، كما لو خرج من مجلس كان الغالب عليه كلام البطالين، و قد ورد في دعاء مكارم الأخلاق ما يدل على ذلك: ] وعندك ما فات خلف، و لما فسد صلاح [

أسرار الصلاة Kde žijí příběhy. Začni objevovat