(16)

4.3K 157 27
                                    

بقلم : نهال عبد الواحد

خرجت زينة من المطار بعد أن بدلت ملابسها في إحدى الحمامات،  توقفت عند المدخل كأنما تحاول تذكر مقصد أدهم هل تعود لبيتها عند أمها أم البيت عند عزيز! وبعد تفكير أكدت لنفسها أنه عند عزيز وهم سيجيؤن خلفها بالقوات للقبض عليه هو وشريكه هذا.

بالفعل ذهبت إلى فيلا عزيز وقتها كانت رانيا، أمجد، يحيى و وجدان يجلسون في التراث يتسامرون، جاءت رانيا زائرة لبيت أمها لتجمع باقي أشياءها بعد عودتها من السفر ثم الإنتقال لشقتها، بينما هم جالسون إذ لمحوا داليا تدخل من باب الفيلا بهيئتها تلك (هيئتها الحقيقية) وجموا جميعًا على إختلاف أسبابهم.

أهدرت رانيا بإنبهار: اده اده!  مش دي داليا؟! أوووووه دي اختلفت كتير أوي، دي احلوت خالص، أمال لو قعدت أكتر من كده كانت هترجع شكلها إيه؟!

ثم ضحكت فضحكت أيضًا وجدان توميء برأسها أن توافقها كلامها، ثم قالت رانيا: لكن يا ترى إيه اللي يخلي بابي يهتم بيها كده؟! مش غريبة دي!

تنهدت وجدان بعدم فهم مردفة: الله أعلم يا بنتي!

بينما كان أمجد ويحيى ينظران لبعضهما البعض في قلقٍ وتوتر، نهضا معًا يقابلاها كما نهضتا رانيا و وجدان.

ما أن دخلت زينة من الفيلا حتى وجدت أمامها عزيز و ذلك اللورد أمامها، وجمت للحظات، تطلعت أمامها لتجد الجميع واقف وجدان، رانيا، أمجد ويحيى، قد صار اللعب على المكشوف، لكن قبل أن تتفوه بكلمة كان عزيز قد جذبها من شعرها، جرها نحوه معنفها بشدة.

نبس عزيز بفحيح كريه: بأه حتة بت تافهة زيك لا راحت ولا جت تخدعني أنا! إنتِ مين بالظبط يا بت إنتِ؟! إنتِ مرشدة للشرطة ولا إيه؟!

صاح اللورد باللغة الإنجليزية: اصمت أيها الأبله! لقد أضعتنا بثقتك الزائدة في نفسك، ذلك الغرور، أنك لا تفوتك فائتة وكل خيوط اللعبة في يدك، وها نحن قد تقيدنا جميعًا بها!

أحابه عزيز بغضب: ليس بعد،  فهذه ليست النهاية أبدًا، النهاية دائمًا تكون في صالحي أنا.

تابعت زينة: صحيح إنك مغرور و خسيس.

طرق رأسها في الحائط بقوة وصاح بها: إنتِ مين يا بت انتِ؟! انطقي!

تحاملت زينة على نفسها محاولة إخفاء تألمها، نابسة بين أنفاسها المتلاحقة: أنا عملك الأسود، أنا قابضة الأرواح اللي هتقبض روحك وتقصف عمرك، بس قول إن شا الله!  أنا اللي يتمتني من تلاتين سنة، أنا اللي حرمتني من ابويا وانا لسه طفلة بت ست سنين، موته وخليته في ذاكرتي مجرد سراب من غير تفاصيل، مش هسيبك تتنعم بحياتك ولو للحظة واحدة.

وقبل أن ينطق عزيز بكلمة صاح فيه اللورد: لا وقت لتلك الحسابات أيها الأحمق، مؤكد أن الشرطة على وصول للقبض علينا، هيا بنا!

(يا أنا يا أنت)         By:Noonazad.   Where stories live. Discover now