(12)

4.6K 160 12
                                    

بقلم : نهال عبد الواحد

مرت أسابيع عديدة و زينة تقوم بعملها على أكمل وجه، استمرت في جمع المعلومات، كانت أحيانًا تتسلل إلى غرفة فتحية أثناء إنشغالها تفتشها بدقة دون إحداث فوضى فيها أو أي تغيير.

وجدت عقد زواجها من عزيز بإسمه الأصلي عرفة وشهادة ميلاد راضي إبنهما وصور شخصية تجمعهما في شبابهما، لكن هيئة عزيز بدت مختلفة تمامًا وكأنه قد خضع إلى عمليات تجميل لتغيير هيئته وملامحه؛ حتى يتمكن من الهروب من العديد من الأحكام التي صدرت ضده غيابيًا، هرب بطريقة مبتكرة، أخفى حقيقته تمامًا، وعندما شك فيه اللواء عبدالله (والد زينة وهند)  خاصةً وتورطه في قضايا جسوسية تلف حبل المشنقة حول رقبته قام عزيز باغتياله.

كان هناك صور لإبنهما  وأيضًا عقود لبعض الممتلكات وتوجد بطاقة عائلية قديمة تحمل اسمه الحقيقي، لكن المجرم مهما طال الزمن فلابد وأن ينكشف أمره.

اختفت فتحية فجأة دون معرفة سبب اختفاءها، لكن قد تأكد أدهم وقتها أنها قد قُتلت لكن كيف، أين أو متى؟!

ربما شك الآخرون ومنهم وجدان أن عزيز هو من طردها لأنه الوحيد الذي كان يعزز تواجدها بالبيت.

قد طالت مدة سفر رانيا وأمجد، قد انتهى شهر العسل بالفعل، لكن أمجد إستغل الفرصة وتنقل بين عدد من الدول يعقد بعض الصفقات للأجهزة الطبية، مع التأكد من شفاء زوجته تمامًا من الإدمان.

قضت وجدان طوال فترة غياب إبنتها وحيدة إلا عندما تلتقي أحيانًا بصديقتيها، وكان يحيى يجيء زائرًا أمه على فترات لكن لم يمكث فترة بل يكتفي بيومين فقط حتى لا يحتك بأبيه.

لم يكن يحيى يجيء  فقط للإطمئنان على أمه، إنما  أيضًا للقاء حبيبة قلبه الذي زاد تعلقه، حبه وهيامه بها، ينوي بشكل جدي أن يصحب أمه تعيش معه عقب زواجه من هند.

حاول يحيى  بشتى الطرق أن يعرض خدماته ليعاون أدهم، لكنه لازال يماطل فيه ويتهرب منه، فمهما كانت علاقته بأبيه ففي النهاية هو الأب.

لكن يحيي كلما جاء في زيارة كان يدخل المكتب محاولًا اختراق حاسوب أبيه الشخصي واختراق نظام الحماية الموجود على الحاسوب بطريقة غير ملحوظة، كانت كل محاولاته تبوء بالفشل، مضى زمنًا في محاولاته، دائم البحث والتفكير في طرق الهكر والإختراق، حتى أخيرًا تمكن من إختراق حاسوبه وخرق كل البيانات بطريقة غير مكشوفة، حمّل كل شيء على (فلاشة ) بدقة وبراعة، ذلك لم يكن بمستحيلٍ عليه؛ فهو مهندس للكمبيوتر والإلكترونيات و ماهرٌ في تخصصه وبارعٌ في عمله.

كان عزيز منذ فترة دائم الملاحظة لداليا، معجب بذكاءها وقدراتها، ذات يوم بينما كانت داليا تدخل لعزيز القهوة في غرفة المكتب، طلب منها أن تجلس ليتحدث إليها، فاستطرد: يا ترى انتِ مرتاحة وسعيدة في الشغل عندنا؟!

(يا أنا يا أنت)         By:Noonazad.   حيث تعيش القصص. اكتشف الآن