(8)

5.3K 169 3
                                    

بقلم :نهال عبد الواحد

وبعد أن خرجت رانيا مع دكتور عادل، نظر أمجد بين أدهم ويحيى ثم تسآل: ممكن أفهم بأه إيه الحكاية؟!

قال يحيى: في إيه يا أمجد؟! صحيح إنه راجل له هيبة و وقار لكن رانيا قطعًا ما تقصدش حاجة، إنت عارف كويس هي بتحبك أد إيه!

ضيق أمجد عينيه قائلًا: عارف يا يحيى ومش مستنيك تقوللي، ومش ده اللي أقصده، أنا بتكلم عن علاقة فتحية بإدمانكم، يا ترى إيه تحليلك يا حضرة الرائد؟! مش دي شغلتك برضو!

أومأ أدهم مجيبًا بجدية: إطمن، أنا متابع الموضوع ده كويس، المهم إنك تفهم رانيا إنها تاخذ حذرها من فتحية كويس، وبلاش تجيب سيرة لأي حد مهما كان، وكل الأمور إن شاء الله هتكون تحت السيطرة.

نظر يحيى إلى أدهم كأنه يفهم مقصده، فأكمل أمجد: عامةً أنا اتفقت مع رانيا إننا هنرجع من الهني مول على شقتنا مش عل فيلا.

أهدر يحيى براحة: كويس جدًا...

أشار لأدهم وأكمل: نسيبك بأه، يلا بينا يا أدهم!

خرج الشابان كلًا منهما بسيارته حتى وصلا إلى مكانهما المفضل، جلسا بين صخور البحر، ظل الصمت حليفهما لفترة، انتبه يحيى بعد فترة إلى أدهم، كأن به خطب ما فلم يألف صديقه في هذه الحالة، صامت، شارد، متابع أمواج البحر المتلاحقة، كل موجة تعانق أختها تستقبل واحدة وتودع الأخرى.

قطع يحيى ذلك الصمت إلا من عزف الأمواج قائلًا: مالك يا أدهم فيك إيه؟! إيه اللي شاغلك بالشكل ده؟!

انتبه أدهم لكلمات يحيى بإنتفاضة خفيفة: هه!

ثم قال: طمني عليك.

عقد يحيى حاجبيه زافرًا وقال: ليه بتتهرب من سؤالي يا أدهم؟! ويا ترى إيه سبب وجود زينة في بيتنا؟! ويا ترى له علاقة ببابا؟!

نظر نحوه أدهم ولم يعقب بارتباك، لا يعرف من أين يبدأ! باغته يحيى قائلًا: عارف إنها ممثلة بارعة لكني برضو عرفتها...

ثم ابتسم مكملًا: مش هتصدق ساعة ما دخلت عليها وهي مع رانيا لاقيتها بتحكي قصة حياتها ومشوار عذابها، وإن باباها اتوفى، وأمها القاسية المفترية إتجوزت بعده على طول و حبيبها اتقتل ليلة فرحهم، وفيلم تراجيدي مالوش مثيل مع العياط والشهقات، حاجة توجع القلب!

وقهقه بشدة، أهدر أدهم: أكيد كانوا بيتكلموا مؤكد عن الحب ولما جا الدور عليها فبركت القصة دي...

ثم همس بشرود: القلب ده تعبته كتير أوي!

رغم همسه إلا أن همسه التقطته أذنا يحيى، رفع أحد حاجبيه بتعجب وصاح: إده! مين اللي أدامي؟! أمال فين الدنجوان المتجمد اللي بيتنطط من بنت لبنت؟!

تنهد أدهم بشرود واستطرد: مش عارف يا يحيى، مش فاهم نفسي، فجأة لاقتني هايم بها كده، صحيح كنت عارف حقيقة شعورها من زمان نحوي لكن كنت بكابر أو... مش عارف، مش عارف حاجة يا يحيى!

(يا أنا يا أنت)         By:Noonazad.   Where stories live. Discover now