تسآلت بتخوّف: والعمل! 

- أصلًا ماحدش يعرفك وممكن تكون عدت عليهم، لكن لازم ننهي كل حاجة قبل ما تسيبي أوكرانيا. 

- إزاي؟!

- هتروحي في ميعادك بكرة عادي جدًا زي ما هو متخطط، هتشتري المعدات واللي هتتشحن وهي مخفي جواها المخدرات، وطبعًا عشان الشحنة بإسم داليا فلازم تشحنيها قبل ما تمشي، بعد الشراء مباشرةً،  عشان كده لازم وقت القبض عليها يكون قبل وصولك مصر وبعد مغادرتك من هنا، يعني وانتِ طايرة، الخبر لو جه وانتِ عل أرض دي مش هيمر بسلام أبدًا.  

جلست زينة ضآمّة كفيها ببعضهما مسندة على رقبتها، رافعة رأسها لأعلى، تغمض عينيها، تتنفس بصعوبة، اقترب أدهم وجثى على ركبته أمامها ممسكًا بيديها.

ثم قال: ما ينفعش تقلقي كده وأنا معاكِ، والأهم مني إن ربنا معاكِ.

- ونعم بالله!
ثم ضربت رأسها هامسة بغيظ: إزاي نسيتي يا غبية؟!

- يمكن عشان آن الأوان ننهي المسلسل السخيف ده، وتكون آخر مرة ليكِ تشاركي في أي مهمة. 

- مش وقته الكلام ده أدهم. 

- لا وقته! 

نظرت إليه فاعتدل واقفًا ثم جلس جوارها، ضمها إليه بهدوء، مسح على شعرها بحنان هامسًا: انتِ مش عارفة أنا خايف عليكِ أد إيه!  وكل مااتخيل إن في إحتمال يمسك أي مكروه بترعب عليكِ،  مجرد غيابك عني بحس إن ممكن أي حاجة تحصلك وافضل قلقان عليكِ لخد مااشوفك تاني، زينة أنا مقدرش أبعد عنك ولا عندي استعداد أخسرك أو أفقدك، دي هتكون آخر مرة بدون نقاش وانتِ لازم تسمعي الكلام بدون نقاش ولا مناهدة. 

ابتسمت ورفعت عينيها إليه مردفة: أول مرة أحس إنك خايف عليّ بجد مش بس عايز تطلعني فاشلة وما بفهمش،أول مرة أحس إنك غيور للدرجة دي، بس عارف إحساس رائع أووي! 

رفع حاجبيه بدهشة ثم ضيق عينيه وقال: يبقى إنتِ قاصدة تغيظيني بأه! 

حاولت التهرب منه وافلتت نفسها من بين يديه قائلة: مش كده، كل الحكاية إني كنت بتصرف بتلقائية لاقيتك بتغِير كده فعجبتني، بس يعني ماانكرش إني انبسطت بمعاكسة طوني، ككلام بسمعه مش كشخص، كلامه ما تجاوزش عندي حاسة السمع وما خطاش ولا خطوة ناحية قلبي.

- ما تغظينيش باقولك!

ثم قال : كل ده عشان شوية كلام حلو!

أهدرت بدلال: إمممممممممم!

تنحنح أدهم قليلًا ثم تحدث بوله: أنتِ حقًا أجمل من رأت عيني، ما أجمل عينيكِ ورسمتهما الساحرة، وهذه الأهداب المرصوصة ولا أروع فنان تبارك الرحمن!
ما أجمل شعرك الطويل هذا! الذي مهما تركتيه على طبيعته يصير أروع وأروع.
يخلل يده بين خصل شعرها ويمسدها بنعومة، مكملًا: وأخيرًا قد ظهرت شامتكِ و وردتاكِ الرائعتان!
تلمس خديها، كاد أن يكمل وهو يدقق النظر بشفتيها لكنها قاطعته ونهضت واقفة......

(يا أنا يا أنت)         By:Noonazad.   Where stories live. Discover now