أجابت بإبتسامة مصطنعة: الحمد لله يا فندم! من ساعة ما جيت هنا وما حدش بيضايقني غير فتحية واهي مشيت والحمد لله!

سكت عزيز قليلًا مضيقًا عينيه كأنه يتذكر شيء ثم قال: تفتكري ممكن تكون راحت فين؟!

- مش حاجة مهمة عشان انشغل بيها للدرجة.

أومأ عزيز بإعجاب قائلًا: وجهة نظر، لكن السؤال يا ترى هتفضلي هنا على طول!

أجابت بتخوف مصطنع: وانا حصل مني حاجة يا فندم عشان تطردوني؟!

- لا لا أبدًا، أنا قصدي ما عندكيش طموح!  عايزة تفضلي طول عمرك خدامة! 

تصنعت قلة الحيلة وأهدرت: يعني لو كان بإيدي هقول لأ!

- ولو لاقيتي اللي يساعدك ويفتحلك مركز تجميل في أجمل وأرقى مكان، هه!  قلتِ إيه؟!

-هه!  ودي محتاجة قول يا باشا!  طبعًا أوافق، بس إزاي؟!

- يعني، مساعدة إنسانية، إنتِ بنت طموحة وشاطرة وتستحقي لليحطك ع الطريق.

اتسعت إبتسامتها المزيفة وصاحت: بتتكلم جد يا باشا!

- وأنا عمري هزرت معاكِ قبل كده ولا إيه؟!

- ألف شكر طبعًا يا باشا، بس يعني...

- بس إيه؟! المكان جاهز ناقصه المعدات، وانتِ هتسافري لأوكرانيا تشتري منها اللازم كله. 

لمعت عيناها بدهاء لكن أسرعت بتصنع البلاهة قائلة: أوكرانيا!  ودي فين دي يا باشا؟

- ما تشغليش بالك، عندي معارف هناك هبعتك ليهم.

- بس يا باشا مش السفر ده محتاج تأشيرة وباسبور وحاجات كده!

- دي بسيطة، كل حاجة هتبقى تمام، وهتعرفي كل حاجة في وقتها. 

سكتت هنيهة، ظلت واجمة، فقال عزيز: وبعدين يا داليا! إيييه هتعطليني أكتر من كده! عامةً ده مجرد عرض لو ما عجبكيش يبقى كأني ما قولتش حاجة.

-لا يا باشا هو ده عرض يترفض!  أنا بس مش مصدقة يا باشا، مش عارفة أشكر سيادتك إزاي!

بعدها انصرفت، ظلت شاردة متأكدة أنها محاولة لإستدراجها معه لكن تلك المرة نحو الهدف مباشرةً، فكل ذلك كان متوقعًا خاصةً بعد خلو الساحة من فتحية، لكن كان على زينة إظهار هذا الوجوم والتخوف.

ظلت جالسة وقد خرج عزيز منذ فترة خارج البيت، بعدها دق الباب، ذهبت لتفتح، كان أدهم قد جاء بحجة زيارة يحيي.

تلفت حوله كالعادة وهمس: إيه الأخبار؟!

أجابت بشرود: مش عارفة.

- وده غباء ولا تواضع؟!

وهنا نزل يحيى من السلم الداخلي، سلم على صديقه، ثم قال: عايزك برة في التراث.

قالها ناظرًا نحو زينة كأنه يستأذنها، ثم تحركا الإثنان نحو التراث.

أخرج يحيى (الفلاشة ) من جيبه، أعطاها لأدهم قائلًا: خد دي وحافظ عليها زي عينيك وروحك، وصلها لسيادة اللوا مباشرةً وفي أسرع وقت.

نظر فيها أدهم وهو يتفحصها بين أصابعها، تسآل بتوجس: فيها إيه؟!

- إجابات لأسئلة كتير عندكم، ماعدا المكان بالتحديد مش موجود غير في أوكرانيا. 

-مكان إيه؟! 

- زعيم المافيا.

- يبقى عشان كده طلب من زينة تسافر هناك، كنا في البداية بنظن إنه عايز يجندها، بس الواضح دلوقتي إنه عايزها كبش فداء.

ثم نظر إلى يحيى بإمتنان وعانقه بشدة قائلًا: مش عارف أقولك إيه!

- ما كانش ينفع الإنتظار أكتر من كده، وانت بتماطل معايل عامل نفسك مقتنع، والحمد لله إني أُلهمت الصواب والدور السليم.

- كنت بحسبك رضيت بالأمر الواقع، انت إنسان عظيم ورائع، واللي عملته أكبر دليل على كده، ضربت كام عصفور بحجر واحد؟!

- كتير، لكن خلي العصفور الأخير في وقته، المهم وصّلها في أسرع وقت لأنها خطيرة جدًا ولو اكتشف إختراق البيانات فيبقى فيها دم كتير.

-اطمن يا يحيى...

ربت على كتفيه بإمتنان وأكمل: ألف شكر يا غالي. 

تعانقا مجددًا، وانصرف أدهم، بعد عدة أيام استدعى عزيز داليا في مكتبه بعد أن أعد كل شيء، أهدر: خدي يا داليا باسبورك وتذاكر الطيارة ذهاب وعودة، خدي كمان الهدوم دي؛ مش معقول هتسافري بالهلاهيل دي.

-  بس أنا مش فاهمة لحد دلوقتي اللي المفروض أعمله! وبعدين يا باشا أنا مااعرفش لغات!

- طيارتك بكرة الساعة تسعة صباحًا هتوصلي هناك هتلاقي اللي في انتظارك، محجوزلك في أفخم فندق، المندوب ده هو اللي هيتولى أمر توصيلك للفندق، وبالليل هيجيلك ويوصلك بناس مهمين هتتعرفي عليهم وتاني يوم هتروحي تختاري كل اللي تحتاجيه من معدات وبعد كده هتشحنيها...

ثم أخرج لها علبة ما تبدو كعلبة لمساحيق التجميل وأكمل: والعلبة دي نوع جديد من المكياج إنتاج مصنعي، طبعًا هوردلك كل اللي تحتاجيه في مركز التجميل بتاعك، ودي هتكون عينة تديهالهم عشان يتعاقدوا معايا بعد كده. 

- طب يعني يا باشا هسافر لوحدي؟!

أومأ عزيز قائلًا: أكيد، انتِ هتقعدي يومين، فرصة تغيري جو،  أي سؤال أو استفسار؟!

أومأت نافية: لا يا فندم.

-ييقى تتفضلي وتستعدي لبكرة كويس، واتمنى ما تنسيش حاجة من كلامي.

- تحت أمرك يا باشا.  

وانصرفت من أمامه.............................

NoonaAbdElWahed

(يا أنا يا أنت)         By:Noonazad.   जहाँ कहानियाँ रहती हैं। अभी खोजें