chp4"مخاوف"

4K 454 29
                                    

1|03|2019

Rosemary's. P.o.v

الخوف ، واحد من أسوء الأحاسيس التي تتملك الإنسان، نحسب أنه سيقل كلما كبرنا لكنه العكس تماما كلما كبرنا زادت مخاوفنا وصارت أسوء ، في صغرنا لطالما إنحصرت  في الخوف من الظلام والتوسل لأمهاتنا لإبقاء نور المصباح مشتعل ،الخوف من الوحش الذي يختبئ أسفل السرير وداخل الخزانة في الليل ليأكلنا عندما ينغلق باب الغرفة لكن عندما نكبر أكبر مخاوفنا تصبح النظر في المرأة والتحديق بأنفسنا لرؤية ما أصبحنا عليه وحقيقة أننا نحن من كنا وحوش ذاتنا منذ البداية
لربما كان من الأسهل لنا أن تبقى مخاوفنا ملعقة في الخوف من الظلام فذلك كان ليكون أحسن بكثير بالأمور التي تخيفنا الأن لكن الشيء الذي جميعنا متيقنون منه أن الخوف يولد معنا ويموت معنا ولا يفارقنا ولو لثانية واحد أثناء عيشنا .
.
.
.
.

نزلنا من سيارة إيميليا أمام قصر ضخم ،كان صوت الموسيقى يعم الأجواء والعديد من السيارات مركونة أمام المدخل بالإضافة إلى العديد من الشباب الذين كان يتهافتون للدخول ، مسكت إيميليا بيدي وسحبتني برفقتها بسرعة ،دخلنا للمنزل الذي كان ممتلئ بالعديد من الوجوه التي لم يسبق لي أن رأيتها  من قبل 
إستمرت إيم بسحبي لحيث كانت مجموعتها جالسة والشيء الغريب أنه لا أحد كان يقترب منهم في الدائرة التي كانوا يجتمعون بها...كأنه محرم الإقتراب منهم !
"أهلا بالجميع " ألقت إيم التحية على الجميع بينما حدق تشارلي بي وقال"بلوندي....! لم أكن اعلم أنكِ قادمة....لو اخبراني لكنت أقلتك برفقتي ...."
"لا بأس كما أنني قد أتيت مع إيم وليس بفردي"
"بالمناسبة تبدين جميلة جدا بلوندي" قال تشارلي بغزل صريح و أنهى جملته بغمزة
"فستانك رائع حقا  " أردفت أديلين بإبتسامة واسعة على وجهها
ثوان حيث رأيت الفارس الأسود يدخل للمكان والجميع يفتح له الطريق...ياله من صاحب هيبة أظن إن بعض الفتيات أغمي عليهن ....هل يتدرب على دخوله الإستعراضي هذا أم ماذا؟
رمي نفسه على الاريكة بجانب تشارلي الذي مده بقارورة بيرة ليشربها من دون أن يردف بحرف أو حتى تحية والجميع لم يستغرب من فعلته...يبدون معتادين
"والأن ما رأيكم بلعبة سبع دقائق في الجنة " قالت أريا لتردف أديلين " أليست خمسة دقائق؟"
"أصمت أديلين الحفلة حفلتي أنا من يضع قوانين ألعابها" ردت بكل وقاحة وغرور بينم قلبت أديلين عينيها بملل
"لا داعي لإدخالي" أردف كايلر
"لا تكن ملل كاي جميعنا سيلعب ...حسنا من لا يعرف قوانين اللعبة سنقوم بإدارة القارورة ومن يقع الإختيار عليهما سيبقيان معا في  خزانة مغلقة لمدة سبعة دقائق ...لنبدأ "
قامت بإدارة القارورة التي كانت على سطح الطاولة وبسبب حظي الرائع وقع الإختيار علي والأسوء الأخر كان الفارس الأسود "
"أنا خارج اللعبة " قال كايلر
" أنت تظلم الفتاة المسكينة الان كاي هل ستدعها تبقى بمفردها داخل الخزانة المظلمة...؟"أردفت أريا
لعن بين شفتيه ثم أردف " حسنا مرة واحد فقط"
اللعنة...  اللعنة...اللعنة ...أنا أخاف من الاماكن المظلمة والمغلقة  ...تشجعي روز ماري سبع دقائق فقط ...إنها سبع دقائق فقط
دخل كلانا للخزانة بينما قالت أريا " لن اغلق الخزانة بالمفتاح لنتمكن من فتحها بسهولة "
أغلقت الباب وكل ما رأته عيناي كان الظلام ...ظلام مرعب يعيد ما سبق ومررت به من قبل
أشعل كايلر إنارة هاتفه وقال"أعتذر عن هذا الموقف السيء الذي وضعت به"
"لا بأس إنها مجرد لعبة " قالت وأنا احاول عدم إظهار الخوف من المكان المغلق الذي كان ينهش داخلي
" بدأت أشعر بغصة في حلقي ونفسي ينقطع لكنني بقيت متماسكة ...مرت دقيقتان بقي خمس...خمس دقائق فقط
"روزماري هل أنتِ بخير ؟"
حدقت بعيونه الرمادية وعضضت شفتي "نعم أنا بخير "
"هيا لنخرج من هذا المكان الغبي سحق لأريا ولعبة الغبية "
حاول فتح الباب لكنه لم يفتح عم الرعب كيلني وبدأت أنفاسي تنقطع أكثر فأكثر
ضرب الباب عدة مرات لكن من دون جدوى "اللعنة....تلك العارهة اغلقة الباب "
شعرت بدموع ساخنة تنساب على وجنتاي وجسدي يرتعش بقوة  ،لم أعد قادرة على التنفس على الإطلاق
"روز..روزماري ماخطبكِ؟"
وضع يدا على وجنتي ومسك يدي بالأخرى
"لا استطيع التنفس ..." تركت يده وبدأت بضرب الباب والصراخ بشدة
"إفتحوا الباب....رجاءاً  ليفتح احدكم الباب ... أنا أخاف من الاماكن المنغلقة "
"روزي أنظري لي ...إهدئي وحاولي التنفس...لا تخافي أنا معكِ " وضع كلتا يديه مكورا وجها ثم سحبني لحضنه الدافئ وبدأ يربت على شعري بهدوء وهو يهمس في أذني بكل حنان" حاولي أن تهدئي ...ذعرك سيزيد من الامر سوءا" قام بعناقي بقوة كبيرة حتى شعرت جسدي الصغير يحبس داخل صدره ويديه الكبيرتان تحيطان بي كأنه يخشى فقدان شيء ثمين يملكه والغريب في الأمر أنني فعلت المثل وحوطته بذراعايا الصغيرتان  ولوهلة فقط...شعرت بأمان لأول مرة في حياتي بأكملها ...أمان بأنه لن يصيبنا أي مكروه مادمت لن أفارق حضنه
ولاول مرة أشعر بهدوء كهذا خلال نوبة ذعري والفضل كله لهذا المدعو كايل....الذي أعرفه منذ يوم فقط...
فتح تشارلي الباب والذعر على وجهه
"روز ...هل أنتِ بخير ؟"
لاحظت أن أريا و جايسون و إيميليا كانوا خلفه يحدقون بفزع ،بقي تشارلي صامتا ولم ينطق أحد أخر بعد رؤيتهم منظري أنا وكايل نعانق بعضنا بقوة ،إبتعدت عنه بهدوء وفور أن فهم رغبتي بالإبتعاد تنحى جانبا ثم قال محاولا أن يفسر لأصدقائه ما رأوه لتوهم " روزماري تعاني من فوبيا الأماكن الضيقة والمظلمة هي حافظت على هدوئها في البداية لضنها أن الباب لم يتم إحكام غلقه بالمفتاح لكن بعد إستواعبها أن أحد أحكم إغلاقها أصابتها نوبة فزع "
دفعت إيميليا جايسون وأريا ثم إقتربت مني تعانقني بقوة وهي تهمس" أعتذر حقا لو كنت أعلم أنكِ تعانين فوبيا لما كنت في الأساس سمحت بحدوث هذا "
"لابأس إيم إنه ليس خطؤك " قلت بصوت مرتجف ومنخفض ، وفورا بعد إبتعادها رما تشارلي أيضا نفسه إتجاهي وهو يتأكد أنني بخير بالكامل " أنتِ بخير الأن أليس كذلك؟"
"كايلر قام بتهدئتني أثناء النوبة أنا بخير الأن "
"أظن أن احدهم يدين لكِ بإعتذار روز " قال جايسون وهو يحدق بأريا بغضب
"ليس خطئي أنها لم تخبرنا أنها تعاني من هذه اللعنة "
"أريا...." شد كايلر بغضب على إسمها ولحظة رأيت الخوف في عينيها منه
"أعتذر عن هذا حقا ماكان يجب عليا غلق الخزانة عليكما "
"الجميع الأن يخير هيا بنا لنعود للحفلة ولا ندع الليلة تضيع هباء" صفق جايسون بيديه وعاد له الحماس...كأنه لم يحدث شيء قبل قليل ...
.
.
.
عدنا حيث كانت المجموعة وجميعهم كان يتساءل عن ماذا حدث ...حسنا تشارلي قص عليهم التفاصيل ليجحدني جميعهم بنظرات الشفقة اللعينة التي لطالما مقترها وكرهتها كرها جما....
"على أية حال مارأيكم بلعبة أخرى " إقترحت أديلين
"رجاء لا إكتفينا " ردت إيميليا
"هيا فقط ما رأيكم بجرأة وحقيقة"
"في الواقع هذه فكرة جيدة " رد أيزاك الذي كان يحمل كوب مشروب في يده وهو ثمل للغاية
ما المتوقع من دينسيوس؟
نهضت أديلين وادارت القارورة ليقع الإختيار على إيميليا و أليكس
ضحك الجميع وقالت إيميليا "إذا عزيزي أليكس جرأة أم حقيقة"
"تعرفينني إيم "
"إذا جرأة...لنرى أتحداك أن تشرب زجاجة مشروب كبيرة من دون أن تتوقف وتأخذ نفسا وإن لم تفعل أنتَ تعلم جيدا ماذا سيحدث ...ستصبح عبدا لي ليوم كامل "
هل هي تتحدث بجدية زجاجة بأكملها من دون التوقف ...وزجاجة كبيرة!!
إنفجر الجميع بالضحك بينما تمتم أليكس بشتيمة لإيميليا لم تزد إلا من ضحكات المجموعة
رفع أليكس القارورة إلى شفتيه وبدأ بالشرب من دون توقف أو حتى نفس والجميع كان يصرخ تشجيعا له والغريب أنه أكملها...لقد أكمل قارورة لتوه الرب وحده يعلم قدرة التحمل لدى هذا الفتى
"حسنا الأن جولة أخرى " صرخت أريا بحماس ليقترب أليكس من القاروة ويديرها مرة أخرى ليقع الإختيار على اديلين و جايسون
"حسنا عزيزتي أدي لنرى جرأة أم حقيقة"
"لا أريد اي مخاطرة لذلك أختار حقيقة "
" إذا اديلين متى كانت أخرة مرة أقمت فيها علاقة مع شاب "
إنفجرت الجميع بالضحك وحتى اديلين ....التي لو كنت مكانها لتمنيت إذا إنشقت الارض وإبتلعتني من هذا السؤال الجريئ لكن هي كانت تضحك لو أن الامر كان عاديا جدا
"جديا جايس هل هذا سؤال يطرح على أفروديت " أجابت آنا بسخرية وتذكرت لتوي أنها تلقب بافروديت آله الحب لذلك هذا متوقع منها
" حسنا سأجيب عن السؤال ...اخر مرة كانت ليلة البارحة "
صرخ الجميع ضحكا ...اللعنة لقد بدأت أنزعج من هذا الصخب ،لاحظت كيف رسمت ملامح الغضب على وجه أليكس فبالطبع لن يكون سعيدا بمعرفت أن الفتاة التي يحبها كل يوم مع فتى جديد 
إقتربت أديلين وادارت القارورة لتقع علي وعلى أريا ....لماذا أحس أن هذا لن يمر على خير، حدقت بي بخبث وقالت " إذا روز جرأة أم حقيقة "
"حقيقة " أجبت مباشرة سبق ورأيت نوع جرأتهم ولا أريد التورط فيها على الإطلاق
"إذا روزماري لماذا تخلى والدك عنك "
حدقت بصدمت بها وشعرت بشيء يؤلمني بداخلي لطالما كان هذا الموضوع حساسا جدا بالنسبة لي وأشك أنها تعمدت سؤالي لكي تجرحني بعد أن إجبرت على الإعتذار مني...
أفسر الأن لما يمقت الجميع هذه الشيطانة

" أريا كفي عن هذا " سمعت صوت كايلر الذي كدت أنسى أنه يجلس معنا

"ماذا كاي إنه مجرد سؤال ولماذا كلما أتحدث معها تدافع عنها كانني سؤؤذيها كأنك فارسها المغوار أنا فقط سألت لما تخلى عنها والدها وأعادها لأمها ...يال الأسف لا بد من أنه سيء أن تتخلى عنك أمك في البداية وتتركك مع والدك ثم والدك يقذفك مرة أخرى لأنه لا يريدك "

"لا تتحدثي عن شيء لا تعرفينه " أجبتها وأنها احاول حبس الدموع التي تشكلت داخل مقلتاي
" جميع البلدة تتحدث أن والدك تخلى عنك ...أخبريني روز هل كنت فتاة سيئة مثيرة للمشاكل ام والدك تخلى عنك فقط " رسمت إبتسامة صفراء على وجهها....هي علمت أنها ستؤذيني بهذا...هي علمت أنها ستتسبب ببكائي بسبب كلامها....هي علمت أنها نقطة ضعفي...

نهضت من مكاني بأسرع ما يمكن من دون كلمة واحدة والدموع تتخذ مجراها على وجنتاي
لم أعرف اين اتجه كنت فقط أركض هربا من الماضي جزء فقط اعاد الرعب والخوف  لكياني فما بالك بالماضي كاملا ،الظلام كان يعم كل مكان في الغابة التي وجدت نفسي داخلها تماما كروحي ...لكن الفرق الوحيد بيني وبين هذه الغابة انها إمتلكت قمرا ينير أجواءها بينما أنا فلا...
أخر ماسمعته هو أصوات الأخرين ينادونني بعد هروبي من ذلك المكان...لقد شعرت للمرة الألف ان قلبي كسر لماذا حتم على البشر إن يكونوا بهذه القساوة لما عليهم التمتع بإيذائك وتجرعك للألم ،كرهت ضعفي هذا وكرهت أمثال أريا الأشخاص الذين يعيش بداخلهم وحوش تتغدى على رؤيتك تعاني ،كلنا يعيش بداخلنا شياطين ...والكثير من يسمح لهذه الشياطين بأخذ السيطرة على حياته وأعتقد أن المدعوة أريا واحدة منهم ،لم ترضى الدموع التوقف ... كان قاسيا تحدثها عن أمور لا تعرف ولا ذرة عن حقيقتها ...كما قلت من قبل مجتمع يعيش على الأحكام المسبقة
بقيت أسير من دون معرفت الإتجاه الذي أسلكه وصلت أمام بحيرة كبيرة رائعة نزعت حذائي وإقتربت منها واضعتا قدماي داخل المياه الباردة لأشعر بالقشعريرة تتسلل جسدي بأكمله
أخرجت قدماي وعدت لأسير داخل الغابة مرة أخرى محاولتا العثور عن مخرج منها ولكن الامر يزداد سوءا وأنا أستمر بالتوغل في الغابة وليس الخروج منها شعرت بشيء يلحقني
إنتشر الرعب بداخلي وأنا اشعر بأحد إخر في المكان توقفت لأتاكد أنه يوجد احد أخر يدعس على الأوراق المتساقطة وبالفعل ...بالرغم من توقفي إستمر الصوت ،مررت ناظري أتفقد كل شبر من المكان أجهزي نفسي لأي مباغة ،للحظة التي شعرت بشيء خلفي ،لمس أحدهم كتفي لأبدأ بالصراخ رعبا إستدرت لاجد فتاة بعيون خضراء... على الأغلب شبح فتاة بعيون خضراء فحسب علمي أن هذه الفتاة إنتحرت

" هارموني...هارموني ستيورت ...ألا ينبغي أنكِ ميتة...؟"
.
.
.
.

يتبع...

innocent lies|أكاذيب بريئةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن