Part 3 ( لقاء مقدر )

135 26 3
                                    

صباح جديد ملئ بالحماس والنشاط ، بالأخص لدى مارك الذى بدأ اليوم مرتخى ، هادئ الأعصاب على عكس الأيام الماضيه

فى الشركة كان يتحرك ذهابا وإيابا مباشرا على الموظفين ، بينما تأتى ليسا متأخرة عن موعدها ليقف أمامها يمنعها عن الوصول لمكتبها بينما ينظر لها بحدة معلقا : للمرة الأخيرة أنبهك ، لتلتزمى بمواعيدك أو ترحلى فحسب
لتحدق به بضجر بينما تتحكم فى نبرة صوتها لترد بنبرة خافته : آسفه ، لدى عذر قوى لكن أعدك ألا تتكرر
ليفسح لها الطريق محاولا السيطرة على إبتسامته
حسنا هى لطيفه للغايه ، للحد الذى يجعل ثور غاضب مرتخى
بعبوس وجهها اللطيف ، عيناها الواسعتان وشعرها الأسود الطويل ذات الخصلات الحمراء الرقيقه
لتجلس على مكتبها بينما تتحدث بعبوس : لا أعلم لماذا أقع معه دائما ، ذلك الجدار المتحرك
حاليا هو يجلس على مكتبه ، يرتشف القهوة شاردا بتلك الحبيبه المجنونه التى تعشق افتعال المشاكل ، حبيبته التى هدأت وأصبحت ألطف بين يدى تشان ليقول بإعجاب ظاهر على ملامحه : " هو حقا أذكى كثيرا فى هذه الأمور ، ذلك الغبى " فيقهقه بينما يتذكر نفوره الدائم من الفتيات وإقحامه فى المشاكل التى يثيرها
لينهى أعماله متوجها إلى البيت وفى باله محادثه سارا
يردف إلى الداخل بينما يبدأ بكتابه رساله نصيه لطيفه
ثوان معدودة ليقرر مضايقه تشان وإذ به يجرى بأنحاء الغرفه مسببا أصواتا مزعجه لإيقاظ ذلك المسكين الذى اعتاد على هذا التصرف الطفولى منذ الصغر ، ليفرك عيناه بنعاس ناظرا إلى مارك الذى يملؤه النشاط بينما يصرخ فى الأرجاء : " شكرا لك تشانى ، بفضلك استعدت سارا "
ليكمل بإمتنان : دورك توقف هنا عزيزى الوسيم تشان
ليتنهد تشان بثقل مخفضا رأسه

فى الجهه الأخرى كانت سارا ، تسير فى جامعتها التى عادت إليها بعد فترة غياب وتأهيل نفسى دام طويلا
بينما تلوح ل تالا تصلها رساله نصيه من مارك الذى عاد أخيرا
فتبتسم لتقوم بالإتصال به
مارك : صغيرتى اشتقت لك
لتبتسم سارا بخجل : حقا ؟ لقد تحدثنا طويلا بالأمس
مارك فاركا جبهته : حسنا ، لقد إشتقت لصوتك
سارا بسعاده : لقد اتصلت تلقائيا مع علمى أنك لن تجيب ، لكنك فاجئتنى بالرد حقا
مارك : لم نتحدث لفترة طويله ، آسف
سارا : أعلم مدى إنشغالك ومكالمات عملك الكثيره ، لا بأس فنحن نتحدث على الإنترنت
ليبتسم مارك بإمتنان لأخاه الذى أحسن صنعا فيردف قائلا : حسنا لتتحدث صغيرتى وتروى لى أحداث يومها
ليدخلا فى محادثه طويلة بينما هناك تشان يشعر بالوحدة مجددا
لقد تحدث معها فترة كفيله لتجعله ينجذب لها ولشخصيتها الجميله ، لتجعله يفتقدها ويشعر بالوحدة أكثر من قبل

فى بيت سارا ، تحديدا فى غرفتها المبعثرة والتى بدأت بترتيبها بينما تراسل مارك
هى حقا تبدو كإنسان آلى يقوم بعمل العديد فى آن واحد
لتنتهى من أعمالها وتجلس على الأريكة متعبه تكتب ل مارك الذى لن تتعب أو تمل منه أبدا
لقد لاحظت إختلاف فى أسلوب الكتابه ، حسنا هى تستطيع التمييز بسهوله الآن
لكن لم يخطر فى بالها أبدا أن كلا الأخان تحدثا معها
لم تكن لتتصور أنها تحادث قلبان بينما توجه مشاعرها بالإتجاه الخاطئ
هى انجذبت لجانب مارك الثانى بمعنى أدق " تشان " وأحبته بشدة ، انجذبت للشخص الخطأ تماما
" أشعر أن لديك جانبان ، هل تعانى إنفصام الشخصيه " قالت سارا بينما تضحك بخفه
ليجيب مارك عاقدا حاجبيه : " نعم أعانى ، هل تودين خوض عراك ؟ لا أمانع للعلم
تنهدت سارا : " يا إلهى الجانب المجنون مرة أخرى "
ليخوضا نقاش لطيف فتعتلى أصواتهم وتملأ ضحكاتهم المكان
ليدخل تشان مقاطعا إياه بالتحدث مع مارك الذى سرعان ما ترك حاسوبه ليعانق أخاه شاحب الوجه
مارك : ما بك تشانى ؟
ليجيب تشان ظاهرا على ملامحه الحزن : لا شئ ، فقط أردت الجلوس معك
ليردف مارك قائلا : لقد تغيرت سارا كثيرا ، هى ألطف الآن أيضا هى أكثر مراعاة ، أنت حقا شئ ما
ليبتسم تشان بفتور : " أنا لم أفعل شيئا ، فقط حاولت فهمها " ليكمل جملته متسائلا بإهتمام " هل تحبها حقا ؟ "
أجاب مارك : " بالطبع ، لقد أحببتها كثيرا "
ليكمل بإبتسامه اتسعت على ثغره : منذ الوهلة الأولى جذبتنى ، تعلم أن لدى العديد من الأصدقاء على الإنترنت لكنها مختلفه تماما هى صادقة جدا ، بل الأصدق بينهم
أحببت طريقتها الطفولية و أسلوبها الناضج عندما تتحدث بجديه ، أيضا هى تبدو كملاك تماما ، أحب شعرها الطويل وعيناها الجميلتان
أتشوق لرؤيتها وجها لوجه ، أعتقد أنها ألطف فى الحقيقه
تشان : لا اؤمن بعلاقات الإنترنت ، أشعر أنها زائفه بالكامل لكن هى لطيفه حقا
اومئ مارك بخفة ليكمل : لقد اعترفت لى أولا ، هى ليست جريئه لكنها فقط تحبنى للحد الذى جعلها تعترف
أعلم عنها الكثير وأثق بها كثيرا لكن ينقصنى وجودها هنا جانبى ، لكننا سنلتقى قريبا هل تعلم ؟ سنلتقى ولن أدعها تفلت من يداى "
تحدث مارك كثيرا بينما إبتسامته لا تفارقه ، فهو يتحدث عن من ملكت قلبه وعقله ، تسنت له الفرصه ليتحدث عنها براحه و ثقه للآخر الذى يستمع بإهتمام وملامح باهته

- بالحديث عن سارا أو " سومى كما اسمها الحقيقى " هى ليست مخادعه أو شخصيه مزيفه بالكامل ، هى فقط شخص ملئ بالندوب لا يثق بأحد ، أيضا لديه الكثير لقوله لكنها لا تملك إلا تالا
تالا صاحبة الشخصيه المرحة ، جالبة المتاعب ، التى تتحدث كثيرا لدرجه جعلت سارا لا تتحدث كثيرا عن ألمها و مشاعرها مستمعة لحكايات الأخرى المثيرة والمضحكه
والدتها توفت بينما كانت فى الثامنه عشر ، والدها يعمل فى بلدة أخرى ، فقط يرسل إليها المال وكأنه كل ما تحتاجه
هى أيضا خسرت حبها الأول والندبة الأكبر فى قلبها التى لم يزدها تشان إلا ألما
فاضطرت اللجوء إلى الإنترنت ، عالم الإنترنت الكبير لتلقى ما بجعبتها لشخص لا يعرفها ، شخص سينسى ما قالته بمجرد رحيلها
تعاملت بحساب زائف لتطوى شخصيتها الحقيقيه
لكن الشخصيه الجديده ليست زائفه بالكامل ، فهى لا تزال على طبيعتها ، تتحدث بكل تلقائيه
كونت صداقات طفيفة مع فتيات من بلدان عديدة
لتتعرف على مارك
مارك الذى أثرها بشخصيته اللطيفه ووسامته الغير معتادة
فهو طويل القامة ، ذا بشرة بيضاء تميل للبرونزيه
عيناه عميقتان مع وجه نحيف مشرق
حسنا هو يمتلك الإبتسامه الأجمل على الإطلاق
صوره كانت لطيفة للغايه ، للحد الذى أودى بها للدخول معه بحديث
هى كانت مجرد معجبة سريه ، تتابعه فى صمت إلى أن تحدثا فأعجبت بشخصيته وتأثرت بها إلى أن صار شخص مهم بحياتها
بل محور حياتها التى حصرتها فى الإنترنت
بالبدايه كان التعارف زائف لحين أصبحت العلاقه وطيدة لتخبره عن حياتها وبعض أسرارها ، هى صدقا أرادت إخباره حقيقتها كاملة لكنها خشيت خسارته فقررت مقابلته أولا
هى تحضر من أجل رحلتها منذ فترة طويله ، فقط تنتظر إنتهاء العام الدراسى فى الجامعه ، أيضا التمهيد لخالتها لكى تسكن برفقتها
فهى خجولة جدا لطلب ذلك 
10:40 pm
تجلس ليسا برفقة والدتها المريضه والتى تتأخر عن عملها غالبا بسببها ، يرتشفان الشاى أثناء مشاهدة فيلما ما
لتتحدث والدة ليسا : ما أخبار عملك الجديد ؟
لتتنهد ليسا : " حسنا العمل جيد لكن ابن مالك الشركة .. " لتقوم ليسا من مكانها مقلدة إياه فتكمل " هو سخيف للغايه و غبى ، لكنه وسيم "
لتضحك والدتها متسائله : كم عمره ؟
ليسا : لا أعلم أعتقد أنه فى منتصف العشرينات
لتتحدث عنه كثيرا دون وعى منها تحت نظر والدتها التى تحدق بها مبتسمة للطافتها وهى تتحدث بحماس

فى صباح اليوم التالى - تحديدا بشركة CMM
تجلس ليسا على مكتبها منتظرة ذلك المتعجرف ليأتى كى يرى أنها قادمه قبل موعدها ، فهى شخصيه ملتزمه للغايه لكن ظروف والدتها هى من تحكمها
وما إن أتى ذلك الوسيم المتعجرف ، دخل إلى مكتبه فورا لتزفر ليسا بضجر
بعد عدة دقائق خرج ليباشر العمل بالخارج حتى وصل إلى مكتبها ليقول : هل أنت متفرغه للغايه لتتركين العمل عابثه بهاتفك ؟!
لترد بغضب : لست متفرغه لكن ألا يحق على الرد على والدتى المريضه التى لم أجلب لها أغراضها كى أصل فى الموعد
ليجيبها ببرود : لا أهتم بمشاكلك الشخصيه فقط اهتمى بعملك
ليذهب مبتعدا كى تتنهد تنهيدة طويله فتتحدث بنظرات تحدى " أيها المغرور سأحطم غرورك قريبا "
فى العادة مارك شخص لطيف ويعامل الجميع بلطف ، الغريب أنه يتعمد إحراجها دون سبب واضح
بعد عدة ساعات وإنهاك واضح فى العمل أنهى مارك ما يفعله ليتجه إلى خارج الشركه بينما هناك نظرات حاقدة تتوعده فى صمت
ليسير فى الشارع بينما يتفحص رسائله ، وما إن وجد رسالة سارا ابتسم بشدة وبدأ بالكتابه ... لتتناثر الحروف ومعها أشياء مارك الذى ارتطم بالأرض بشدة مغطى بدمائه إثر وقوع الحادث .

أحببتُها مرتينWhere stories live. Discover now