الفصل العاشر

45.3K 962 5
                                    

تحركت بخطوات هادئه و حذرة ، و الفرس  امامها يتحرك في كل اتجاه ، و يضرب بحوافره الارض بقوة، كان يظهر عليه رقي سلالته من لونه الاسود و خصلات شعرة المتفحمه و تفاصيله ، اتنظرت الوقت المناسب، عندما توقف يلهث يلتقط انفاسه،  بهدوء اقتربت منه و مسحت علي رآسه برفق، ابتعد براسه عنها للجه الاخري و عاد للخلف مع صوت صهيله المعترض ، فا كررت فعلتها حتي هدء و هدءت انفاسة.
من حسن حظها انه مروض من صاحبه و الا كانت النتائج و خيمه، و لكنه يظهر انه فقد غاضبآ، او ربما يشتاق لصديقه.
ضحكت بسعادة لاستجابته لها و هدوءه معها و سامحه لها لملامسته و مداعبت خصلات شعرة السوداء الناعمه .
تصنم صقر للمشهد الماثل امامه، و كأنها لوحه فنيه جميله و متناقضة، قربها منه و همسها  له ببعض الكلمات و هدوءة امامها، سواده القاتم و فستانها الوردي و حجابها الابيض الذي زاد من جمالها.
زفر انفاسه بعد لهاثه اثر ركضه لعلمه بغضب سلطان، و جن جنونه عند علمه من ابيه بذهاب كارما اليه، كاد يتوقف قلبه من بشاعة تخيلاته لما سيحدث لها و لكن ما حدث ، انه شعر ان قلبه خُطفت دقاته لتلك القابعه بجانب فرسه.
- انتي عارفه ان محدش يعرف يتعامل مع سلطان غيري
التفتتت لصوته الذي حفظته و قالت بابتسامه هادئه : اسمه حلو اوي، بس احنا خلاص بقينا صحاب
تسائل بفضول: ازاي عرفتي تتعاملي معاه
_ ماما كانت بطلة سبق و كسبت مسابقات كتير و كانت بتحب الخيل اوي، تقريبا ورثت ده منها و حبيته، اتعلمت و اشتركت في مسابقات كتير و كنت بكسب
ثم قالت ضاحكه بخفوت  معترفه: علي فكرة لو ما كنتش عارفه ان سلطان مروض ما كنتش جيت جمبه، اللي جمد قلبي ان عرفت انه بس زعلان شويه
ابتسم بهدوء قائلا: فعلا، سلطان لما بيكون زهقان او عايز يشوفني بيعمل كده
تسائلت و هي تطعمه بعض السكاكر: ميت روضه
_ انا
رفعت حاجبيها بأستغراب : انت، ازاي انا عارفه ان الترويض صعب حدا و خطر
اجابها و هو يخلع عنه وشاحه: عادي، اتعودت

ثم قال فجاءة : انا ممكن اسمحلك تركبي اي حصان من اللي هنا

رفعت احدي حاجبيها و قالت بحنق : تسمحلي!  يا سلام علي كرمك

فقال مكملا : اه، بس بشرط

تركت السرج و قالت بضيق : من غير شروط، انا اصلا مش عايزة
و قبل ان تتحرك قال مسرعا : قصدي يعني طلب، انك ما تركبيش لوحدك
عشان ما تتوهيش زي المرة اللي فاتت
اومات براسها و قالت : اذا كان كده ماشي
حرك رأسه و قال: تركبي سلطان؟
كان عرضآ مغريآ للغايه و لكنها في آخر لحظه اشارت اتجاه حصان آخر لايقل جمالا عن سلطان، و تسلقته برشاقه تحت انظار صقر.
اعتلي صقر فرسه بقفزة واحده وجذب لجامه ثم تحرك به و اشار لها بيده قائلا: ورايا
ذمت شفتيها بغيظ من طريقته في القاء اوامره، فا اسرعت بالحصان حتي استبقته، ارتسمت علي وجهه ابتسامه و حفز سلطان بقدميه حتي ركض بقوة و ابتعدوا عن البيت الكبير بسباق لم يكن اي منهما يتخيله، و لكن يا تري من سيفوز في النهايه.
،،،،،،،،،،،،
توقف صقر و اشار اليها فا هدءت من ركضها
قالت له و هي مازلت قابعه علي فرسها: وقفت ليه
اشار لها للناحيه الاخري فا اتسعت عينيها من جمال ما رآت، لم تلاحظ وجودهم علي تلك التله العاليه سوي الآن، عندما شاهدت البلده بأكملها من عليها مع منظر لنهر النيل رسمت لوحه سبحان الخالق فأبدع.
نزل من علي فرسه برشاقه و ربط السرج بجزع الشجره، ثم فعلت كارما مثله و وقفت علي حرف التله بجانبه.
تطلعت اليه و لعينيه الناظره للامام،
تآكلت لاول مرة بذلك الفضول الغريب الذي اصبح يتملكها اتجاه، لذلك الرجل المتناقض في غروره و تواضعه و كرمه مع السيده ، إلقاءة طوال الوقت للاوامر بينما يستمع لجده ووالده بكل اهتمام، حتي في ملابسه متناقض، تاره تراه بملابس شبابية تظهره اصغر سنآ و عفويآ كا اول مرة رآته بها، و اخري كا هذه جلباب و العمامه و وشاحه الذي تركه قبل جولتهم و كأنها خلقت له خصيصآ تعطيه تلك الهيبه  كأنه قادم من عصر آخر.
تنهدت و استمع لتنهيدتها و قال بصوتا هادئآ: ايه رئيك في المكان
اجابته بأعجاب قائله: جميل جدا
_ بحب اجي هنا، هدوء بعيد عن الدوشه و اشوف البلد كلها قصاد عيني

عشق الصقر /سارة حسنTempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang