الثامن عشر

11.7K 333 4
                                    

عم الصمت المكان ، ينظرون لبعضهم بأندهاش ثم تنتقل اعينهم علي صقر المستريح بجلسته بعد ما القي بكلمته القاطعة و الناهيه.
قال عتمان محتفظآ بهدوءة و وقارة : طبعا عرفتوا السبب ، متأخذوناش علي اللي حصل، و ان شاء الله نعزمكوا في الليله الكبيرة

التفت مجد لوالده هاتفآ بغضبآ مكبوت : يالا يابا
ثم اقترب من صقر و عينيه تقدح شر قائلا من بين اسنانه: مبروك يا صقر... هديتك في رقبتي يا عريس
ابتسم له ساخرآ و لم يعقب، فقد مكتفي بغضبه المكتوم و نظرته المتحسرة.
اصابه الحنون ام ماذا؟؟  من بين كل نساء الارض يختارها، من بين كل الصبايا يفكر بها زوجته  ... والله لولا وجود جده و والده و انهم في ضيافة منزلهم، لكان ابرحه ضريآ و اوسعه غضبه الذي سيطر عليه قد استطاعته، حتي يجعله يلغي فكرة الزواج نهائيآ....
خرج من شروده علي صوت والده الغير راضيآ: ايه اللي انت عملته ده يا صقر
لم يملك إجابه و لم يفكر مرتين في إلقاء تلك المفاجئة
قال رحيم مجددآ  معاتبآ: ايه بتتصرف كده و كأن مالكش كبير ترجعله و تشور عليه
اجابه صقر علي الفور قائلا: العفو يابا انت علي راسي.. انا بقالي فترة فعلا بفكر اخد الخطوة دي، بس كنت مستني شويه بنت عمي تاخد علينا و علي الحال عندنا
القي صقر نظرة علي عتمان متحيرآ من صمته، فقال صقر : جدي
وقف عتمان مستندا علي عكازة و قال : خدت رأي بنت عمك
حرك صقر رأسه بالنفي، فقال عتمان دون نقاش آخر : مافيش حاجه هاتحصل غير لما اخد رأي حفيدتي لاول
قال صقر بخفوت : طبعا يا جدي
فا اكمل مشددا: اي كان قرارها يا صقر
اوما له صقر بعينين تآبي خسارتها عازمآ علي إدخالها محراب عشقه راضيه...
،،،،،،،،،،،،،،
اقتحمت زهرة غرفة كارما قائله : شكل القاعده ما كنتش تمام
اعتدلت  لها كارما قائله : ليه
_ مجد و ابوة ماشيين وشهم جايب الوان، و حتي جدي و ابويا و صقر طالعين وشهم متغير
_ ما تعرفيش حصل ايه فيها
حركت كتفيها و قالت : لا ماعرفش
تسائلت كارما : ايه سبب العدواة دي بينهم
اجابتها زهرة : في حاجات انا ماعرفهاش... كل اللي اعرفه ان مجد بيغير من صقر جدا من و هما عيال، و بينهم مواقف كتير مش تمام
اومات كارما برأسها، بينما علا رنين هاتف زهرة، فا زينت ثغرها تلك الابتسامه
شاكستها كارما و قالت غامزة بأحدي عينيها : يا سلام يا سلام، بقينا نتصل في المملكة وقت اهو، الله يرحم ايام الوقفه في البلكونه، حتي بلكونتي دي تشهد
ضحكت زهرة و القتها بوسادتها قائله : بكرة تيجي علي سكتي و والله ما هارحمك
اشارت لها كارما بيدها و قالت : اجري اجري قبل ما يقفل
لم تكذب زهرة خبر و هي تركض لغرفتها  ، لتختلي بهاتفها و ذلك المتصل المُلح و الذي علي قلبها احلي من العسل...
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

سرد رحيم على مسامع زوجته المنتبهه لحديثه ما حدث في المضيفه.
استقبلت أمل الخبر بابتسامه هادئه مستمرة في الانصات اليه.
تغلب عليه الفضول و قال متسائلا: غريب رد فعلك يا أمل
اجابته أمل قائله : ليه يا رحيم
_ توقعت انك تزعلي من تصرفه اللي عمله من دماغه و لا تخافي علي زعل اختك
اجابته أمل و تحدثت: يا حاج تصرفه ما يقللش منك ابدا لا سمح الله، انت عارف صقر دايما يشورك و يشور جده ثم استطردت مستكمله بابتسامه : صقر بيحبها يا رحيم، لما لاقها هاتروح لحد تاني وقف و قال انا أولي بيها
فا تسائل رحيم : مش خايفه علي زعل اختك و انتي عارفه انها رايداه لبنتها
ردت عليه أمل موضحه : و هو الحب بالعافيه، سعاد اختي و ماله، ايناس متربيه معانا زيها زي زهرة، بس سبحان الله قلبه ما مالاهاش ، هانغصبه اسم الله عليه
ابتسم له رحيم و قال بحنان : طول عمرك عاقله يا أمل، و عمر العيبه ما طلعت منك
ابتسمت له و قالت :  يااه يا رحيم امتي يجي اليوم ده، و كارما بت حلال من يوم ما جات ما شوفتش منها حاجه وحشه، الشهاده لله البنت ادب و جمال ، ده يوم المني يوم ما نشوف البكري عريس و نشيل عياله...
مال عليها رحيم و قال : و الله لو بقيتي جده لميت عيل، عمر عيني ما تشوفك غير احلي الستات
علي الرغم من سنوات زواجهم التي تعدت الثلاثون، الا انها ما زالت تخجل كا صبيه عروس
قالت له موبخه برقه : يوة يا رحيم خلاص كبرنا بقي
نفي و قال بلين قلب حبها و عشرتها : ابدا، ده انتي الحب الاول و الاخير و اللي يوم عن يوم يزيد من ااول يوم شوفتك فيه لحد ما اتكتبتي علي اسمي و جبتيلي صقر و زهرة ، لحد النهارده، عشرتك طيبه و اصيله يا امل
ربتت علي صدرة بحب كبير : ده انت حب عمري يا رحيم، و الحمد لله عشرتك كانت دايما ليها نصيب من اسمك..
،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،

ركعت علي قدميها وقالت متوسله : و بعدين يا كامل هافضل كده لامتي، كارما كانت هاتكشفني و خايفه حد من الدار ياخد باله
نفث دخان ارجيلته و وقال  : عايزاني اعمل ايه يعني يا سعاد
اجابته بهلفه : اكتب عليا رسمي
تشدق ساخرآ: و اجي اطلبك بقي من الحاج عتمان و ولا جوز اختك
ابتلعت ريقها و هتفت: من غير ما يعرفوا مش مهم

تلجلجت كلماتها وقالت: لو حد شم خبر مش بعيد حاج عتمان يدبحني
قال بلا مبالا: و مافكرتيش في كده ليه من الاول
ضغطت علي شفتيها بقوة و هتفت: انت عارف ليه
تحدث كامل و مازال يأخذ انفاسا من ارجيلته: ماغصبتكيش علي حاجه
اجابته بترجي معترفه: كنت محتاجالك، محتاجه لراجل يحسسني إني ست و مرغوبه
رفع إحدي حاجبيه ووقال: كنتي ممكن تتجوزي
استقامت ببطئ و اتقدت عينيها بحقد خفي: كلهم قليلين، مطلقه و معايا بت، ماكنش حيلتهم حاجه و انا مش هانزل لعيشه قليله بعد العز اللي شوفته في بيت الجارحي ،  بس ايناس هاتعرف تعمل اللي ماعرفتش اعمله و هتبقي مرات الكبير
ثم التفتت و وقالت صارخه بغضب: مش هاخد حد قليل يحسرني بقيت عمري كل ما شوف أمل و جوازتها اللي مافيهاش غلطه ،  مش هافضل اتحسر علي حب رحيم ليها و انا اللي جوزي سابني و طفش
و على ذكر أمل لمعت عينين كامل بذلك العشق القديم الخفي بين قلبه و لم يعرف يوما غيره، حتي بعد زواجه و وفاة زوجته كانت هي الحب الاول.
جاء صوت كامل خافتآ: ما تدخليش أمل في الحكايه يا سعاد، امل طول عمرها في حالها
ضاقت عينيها و قالت بابتسامه تهكمية: امل! الحب القديم ها
هب كامل واقفآ ناهرها بغضب محذرآ: سعااااد
عضت علي شفتيها كاتمه حقدها و غيظها قائله: فاكرني مش عارفه، مش اخده بالي من اسمها اللي بتقولو و انت نايم في حضني
اسرع اليها و جذبها من ذراعها بغضب : اياكي تتكلمي عليها كده و لا تفكري تتكلمي معايا با الطريقه دي فاهمه و لا لا
نظرت له و قاالت بغيرة واضحه : فيها ايه زياده عني
هتف بها كامل  و قال : عمر ما كان بيني و بين اختك حاجه، و عمري ما اتكلمت معاها و لا تعرف عني اكتر من اللي الناس تعرفه، ما كاننش نصيبي و سبتها لحالها و عمري ما فكرت و لا هافكر اني اذيها
ضيقت عينيها و تسائلت ساخرة : والله ما طلعت سهله امل مدوبه الرجاله في حبها
اشتعلت عينيه و كاد ان يصفعها علي وجهها و هدر بها بأعصاب ثائرة : اختك شريفه مالهاش في الغلط، اما  انتي انا ما غصبتكيش علي حاجه، كان في ايدك تقولي لا او حتي تشتكيني لعتمان، ما تفكريش نفسك ضحيه احنا الاثنين اوسخ من بعض، بس انا ما بأذيش  في خلق الله مادام ماحدش جه علي سكتي، بس انتي ممكن تاكلي اللي منك عادي لا نك جاحده

اخفضت رأسها و لم تستطع قول المزيد ، زجها للخلف قائلا: روحي يالا، امشي من قدامي
تغيرت تعبيرات وجهها في لحظات و هتفت بتذلل: كامل و النبي ما تاخد علي خاطرك مني، دا انا
قاطعها بانفعال : قولت اخفي من قدامي الساعه دي يا سعاد
وضعت حجابها الاسود علي راسها و غطت بطرفه نصف وجهها حتي لا تظهر معالمه و ابتعدت عن محيطه الغاضب...
غير مدركه لتلك العينين التي تدقق بها و بسيرها الحذر و التفاتها حول نفسها خشية من ان يراها آحد، و لم تري ذلك الجالس علي فرسه يتابعها بعينين صقر قاتمه و مريبه..
يتبع....

عشق الصقر /سارة حسنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن