الخامس و العشرون و الاخير

13.1K 340 6
                                    

اليوم هو اليوم الموعود لتجهيزات عقد قران احفاد الجارحي، النساء يحضرون اشهي الاطعمة الصعيديه، و الرجال يتممون علي الذبائح، البهجه تحيط بأرجاء سرايا الجارحي بداخلها و خارجها و لابد ان يتذكر الجميع هذا اليوم لعدة اشهر قادمه..

و كأنه استرد صحته اليوم ، يقف عتمان من الصباح يباشر الذبائح و الموائد بنفسه، لم يشعر بتعبه من تلك السعاده الذي امتلكها اليوم،
هتف عتمان بأبنه قائلا بتنبه: مش عايز حد جعان، كل واحد ياخد نصيب داره و هو ماشي، و لو ماكفوش ادبحوا تاني و تالت
اجابه رحيم مطمئنا: اطمن يا حاج، خير ربنا كتير
التفت برأسه و هتف متسائلا:فين صقر امال
_ ده من صباحية ربنا خرج و لسه جاي من شويه
قال له والده : ابعت حد ينادم عليه ، مش عايزين الليل يدخل علينا قبل ماتخلص الموائد
اومأ له رحيم و قال : حاضر يا حاج
و صاح بأحد العاملين ليحضر له هاتفه ، ليهاتف عريس الليله...
،،،،،،،،،،،
بحيوية و نشاط استقبلت كارما يومها، سعادتها واضحه علي وجهها، تضحك كل ماتقابل إحدي نساء الدار التي فور رؤيتها يتبادلون الزراغيد للعروسه ، دلفت لغرفتها و بحذر ازاحة ستار شرفتها ، تبحث عنه خفيه بين الرجال في الاسفل و لم تجده، تعرف انشغاله اليوم و لكن تمنت و لو رأته حتي لو من بعيد ، من بعد اخر محادثه بينهما و لم تراه سوي مرات قليله جدا، يتخللها بعض الرهبه المحببه لها و كثير من نفاذ الصبر له..
تركت الستار بأحباط و التفتت ، توقف مكانها بباستغراب من رؤيتها لذلك الصندوق علي طرف فراشها.
بفضول اتجهت اليه و ازاحه الرباط الابيض المحيط به، فتحت الصندوق و صدر منها شهقه مبهوته من ما وجدته.
لامست طرف القماش في الصندوق مأخوذه من رقه شغله اليدوي، اخرجته من من الصندوق بطوله الذي سقط علي الارض، فستان يشبه فساتين الاميرات، لونه الذهبي الآخاذ و األآلئ المشغولة بصدره و اكمامه، و يبدء في الاتساع من الخصر بطبقات من الشيفون الرقيق.
و لم ينسي مستلزماته من حجاب و حذاء ، حتي البنس لم يسها عنها.
و بطاقه حمراء مكتوب عليها بخط منمق
( اول ما شوفته اتخيلتك به، و بصبر نفسي لحد باليل ... و اشوفك
مع إني عارف ان الستات هاتاكلك بعينهم ، و لو سألتي ليه اللون ده... هاقولك لون عينيكي.
صقر)

بضحكه عاليه احتضنته و دارت به حول نفسها عده مرات ، تركته بحرص و ركضت لهاتفها و بمجرد ما اجابها
قال صقر لها بصوته الهادئ: عجبتك الهديه
هتفت بسعادة و قالت : جميله اوي اوي ، ذوقك حلو جدا
اجابها بابتسامة علي الحانب الاخر : مبسوط انها عجبتك.. هاموت و اشوفك بيه، لسه بدري اوي علي باليل

عضت علي شفتيها و قالت : ... مش بدري اوي بس
وصمتت قليلا قائله : وأنا كمان عايزاك اول حد يشوفني بيه
اجابها بعبث : طيب بسيطه هاجييلك
هتفت كارما وقاالت : لا لا تيجي فين اوعي
استمعت لضحكته هاتفا : انتي جبانه علي فكرة، علي العموم باليل هاشوف الفستان وصاحبه الفستان وعيون صاحبه الفستان
بخجل ووضحكه بملئ وجهها : ايه إيه بس خلاص الله
_ كارما
_ نعم
_ راضيه انك هاتكوني مراتي ؟
استمع لتنهيدتها و عينيها تحكي خبايا قلبها بحبه، اضطرب قلبها بدقاته مستشعره الكلمه و معناها، عدة ساعات قليله و تصبح زوجته علي سنه الله.
استمع لهمسها الخافت وهي تقول : راضيه يا صقر، راضيه بكل اللي جاي بس و انت جمبي ، راضيه بكل حاجه انت فيها
استمعت لضحكته الخافته بصبرآ نفذ متمتآ لها : و كأن الوقت بيعاند فيا يا بنت عمي
عضت علي شفتيها و قالت : صقر، بيستعجلوني تحت
اجابها بعد بره بصوتآ شجي : اشوفك باليل
اغلقت هاتفها و وضعت يدها علي قلبها في حماس شديد لقدم الليل .
،،،،،،،،،،،،،،،
اما عند العروسان الاخرين
هاتفت زهره كريم بعد تأخره عن ميعاد قدومه مستائله: وصلت لفين يا كريم

عشق الصقر /سارة حسنWhere stories live. Discover now