الثاني و العشرون

12.3K 324 2
                                    

اختفي عن الانظار ليومان، في رساله خاصه ان ترسل له جوابها، و ها قد طلب الجد رؤيتها متأكده من سبب طلبه لها.
استقبلها كعادته بتلك البسمه الحانيه و جلست بجواره.
و دون مقدمات منها، وجدت نفسها تسرد علي مسامعه كل ما يجيش بصدرها اتجاه شقيقتها، تخشي آلمها و ازدياد كرها لها اكثر، كرهها التي قابلته من اول يوم لها دون ان تفعل ما تستحق ذلك، تحكي خوفها من القادم معها و ما كانت تمني نفسها به اتجاها.

استمع لها عتمان بأنصات و صبر، و لكنها قالت بعتاب: ليه ما اتقبلتش امي و جوازهم، يمكن كنا دلوقتي احسن من كده
اجابها بعدما انتهت : التفت لها براسه و قال بهدوء: يوم ما ابوكي قابل امك قالي يابا انا لاقيت نصي التاني مع انه كان متجوز و مخلف... بس عشق ،  و انا عارف انه ماحبش سعاد و انا اللي فرضتها عليه، كنت عايز اربطه بهنا مع اللي انا شايفها مناسبه ليه، انتي مالكيش ذنب، ده غلطتي انا، انا اللي كنت المفروض اتقبل قرار ابني و نتايجه، لكن غضبي من عصيانه ليا هو اللي وصلنا لكده
ثم تنهد و قال بصوتآ مختنق: حتي لما طلبت منه يرجع، اتهرب بحجة حياته اللي هناك و ان امك مش هاترتاح هنا ، كل واحد شاف الصح بطريقته، الحاجه الوحيده اللي ماقدرش الوم ابوكي فيها انه ماحبش سعاد او هي ماعرفتش تخليه يحبها  لكن هو اداها حريتها و هي اختارت تفضل هنا .

صمت كلاهما و لم يعد هناك المزيد من الحديث لذلك الشأن.

مسح علي رأسها داعيآ لها بالصلاح و ان يحفظها الله من كل سوء
ابتسمت له كارما و قالت : ليه بحسك خايف عليا طول الوقت
اجابها عتمان : علشان فعلا خايف عليكي ، اقولك حاجه بس ما تفكريش اني بقولها علشان توافقي علي صقر
اوامات براسها تحسه علي الاسترسال
_ ما حستش إني هاكون مطمن عليكي، غير بعد صقر ما طلبك،  يومها قولتله حفيدتي لو رفضت انا كمان مش هاوافق و رأيها اللي هايكون،
ثم اكمل بحنو : يوم ما مشيتي و شوفته و هو هايتجن من غيابك، عرفت انك هاتكوني بأمان معاه، اصل الراجل مننا ما يتهزش من غياب ست غير لما يكون حاببها.
اخفضت رأسها بخجل و تلك الابتسامه تداعب ثغرها برقه، قال عتمان لها :
: صقر مش ناوي يرجع غير بعد ماتقولي رئيك
، ها ، تقولي دلوقتي و لا نسيبه كام يوم كمان
عضت علي شفتيها و قالت ضاحكه بمشاكسه : حرام كفايه عليه كده
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
تعالت الزغاريد المتتاليه من قبل أمل التي احتضنت ابنها فور دخوله المنزل، لم يستغرق المزيد من الوقت بعد ما اعطي له جده البشاره و آتي لتلك التي تركته يومان يتقلب علي الجمر..
اقبلت كل من كارما و زهرة لاستكشاف سبب تلك الزغاريد المفاجأة، توقفت كارما عن ركضها فور ما ابصرته و عادت خطوتين للخلف ، لم تدري بوجوده و لسوء حظها رآها بأندفاعها و حالتها الفوضوية و حجابها التي القته علي شعرها كيفما اتفق
ابتسم بخفوت فور ان ابصرها و رأي اندافعها و من بعده ارتباكها من رؤيته.

قال عتمان بفرحه جليه علي ملامحه: كريم طلب يحدد ميعاد كتب الكتاب ايه رئيك يا عروسه
شهقت زهرة بمفاجاه، قد فعلها دون يخبرها ليجعلها في ذلك الوضع من الخجل امام اسرتها، توعدت له فور ان تحدثه، رغم قلبها الذي يدوي بداخلها من الافراح
ضحكت كارما و قالت بفرحه : يعني الزغاريد دي ليكي و انتي مش عارفه
نظر صقر لجده فا ضحك عتمان مستعدآ للقادم: و ليكي كمان يا كارما
ثم نظر لصقر ثم لها و قال : ايه رئيك نخلي الفرحه فرحتين
اتسعت عينيها و تسائلت يترقب : ازاي
كان جواب صقر ما ان وقف قبالتها  بصوته الذي يزلزل كيانها و يخلق بداخلها شعورا بالرهبه : كتب كتاب كريم و زهره ، و انا وانتي
صفقت زهرة بحماس و سعاده، بينما
رمشت كارما بعينيها عده مرات و تسارعت دقات قلبها من تأثيرة عليها، اندفعت هاربه من امامه و اتجهت لجدها شبه مستغيثه: جدو هو الجواز عندكم  سريع كده ليه ، انا لسه موافقه الصبح
ربت علي وجنتها و قال بهدوء: انتوا الاثنين قاعدين في بيت واحد، ماينفعش يبقي متكلم عليكي و البلد عارفه و تفضلوا في نفس البيت من غير رباط بينكم ، و بعدين ده كتب كتاب بس
صمتت للبره و التفتت ببطئ مستشعره تلك النظرات المصوبه في ظهرها ، ينظر لها .....بتوعد! 
و كأنه يمنع نفسه بشق الانفس من إقناعها بنفسه، و لكن احتراما للحضور ، قليل من الصبر لن يضر..
تسائل عتمان لكل من زهرة و كارما قائاا:ها يا عرايس نتوكل علي الله
حركت زهرة راسها بخفه بخجل ،
نظرت كارما لصقر بوداعه فا ضيق عينيه مترقبآ، وقفت كارما ببطئ  و ضمت يديها ببعض و كما الافلام الابيض و الاسود القديمه قالت : اللي تشوفوا يا جدو
و ركضت مع زهره لاعلي، لم يستطع ان يسيطر علي ضحكته ، متوعدا لها بعد ان تدخل لعرينه...
،،، ،،،،،،،،،، ،،،،
لم تيأس ايناس، لم يهدء عزمها عن هدم تلك العلاقه، كل ما تزداد تلك النار من خسارتها لكل شئ.
علا رنين هاتفها، و لم يبقي امامها سواه، لم تعد تملك ما تفعله بيدها.
اجابته بعينين حادتين تنظر للا شئ امامها، تستمع بأنصات لما يخطط له....
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
قبل عقد القران بيومين
غير الولعه ياض ، و خد حط الحته دي كمان
كلمات قالها مجد بلسان ثقيل ، في تلك الجلسه الليله الملئيه بمخدر الحشيش، تخدر عقله و ثقل لسانه و احمرت عينيه و اصبحت كالدماء
ترك عيد ارجيلته و قال : ما كفاياك لحد كده يا مجد
اشار براسه بلا و مازال ينفخ من انفاس ارجيلته قائلا كلماته ببطئ و هو يشير الي راسه : عايز اشغل دي
هتف عيد به ناصحآ: ياواش ياواش يا مجد، متتخليش الكيف يغلبك

هتف به مجد و هو يجاهد ان يفتح عينيه: صقر الجارحي هو اللي هايتغلب
انتبه له عيد و شعر بريبه حديثه فاتسائل مجاريآ حديثه : هايتغلب ازاي
كان مجد في حاله من عدم التركيز لذلك استرسل قائلا: لما انا اللي اخدها، لما يعرف انها خلاص بقت بتاعتي
لم يفهم عيد حديثه، حتي ظن انه يهذي من الحشيش، لكن تسائل بفصول محددا: هي مين ياصحبي
_كارما
ردد عيد من خلفه بأستغرب : و دي تهمك في ايه
_تهمه هو، عايز اكسر قلبه، و احرقه، البيه طلع حبيب و عامل فيها شجيع السيما و فرد صدرة اوي  و قال تخصني لما عرف اني عايزها، و ما هداش غير لما حدد كتب كتابه بكرة.
قال عيد بدهشة من حديثه: و ناوي علي ايه
ارتسمت تلك الابتسامه الخبيثة علي محياه، و لمعت عينيه ببريق الانتقام و الحقد
و استمر استرساله علي مسامع عيد، المندهش من مدي خطته و ما سينتج عنها من دماء.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

اغلقت الباب من خلفها و كل ما بها يرتعش، جسدها ينتفض و جبينها يتصبب منه العرق، يديها مليئتن بالدماء تحاول مسحهم بطرف جلبابها الاسود..
تحركت قدماها بصعوبه و آنين بكائها مكتوم خوفآ من ان يسمعها احد، لا تصدق انها فعلت ذلك، لا تصدق انها وصلت لتلك النهايه
جلست سعاد علي طرف فراشها و عينيها متسعه علي اخرهما ، و اللحظات الاخيرة بينهما تمر امام عينيها، غضبه و اندفاعها ، كلماته اللاذعه و توسلها المريض.
مرت امام عينيها لحظاتهم  و مشداتهم الاخيرة

_يووووه مش هانخلص من الحكايه اللي مالهاش طعم دي
ظلت تندب سعاد و قالت لكامل ردآ عليه : ماخلصت و مقصوفة الرقبه جات و كوشت علي كله و بتي طلعت من المولد بلا حمص
هدر بها كامل و قال: انتي اللي عملتي في بتك كده، انتي اللي عشمتيها
عضت علي يدها بغيظ و قالت : بلاش طريقتك دي و النبي مش ناقصه
ثم ضربت علي فخذيها و قالت بغيظ شديد: يعني في الاخر هاتبقي مرات الكبير ،  تعالي شوف امل و اللي عملاه هناك من فرحتها، طبعا عيالها الاثنين ببيتجوز مرة واحده، و ببتي انا اللي بختها مايل، اه الهي ماتوعي تفرحي بيهم يا امل
صرخ كامل بها بغضب و هدر: ما كفاياكي بقي، ايه كميه السواد ده، سوده من كل الناس حتي اختك و عيالها
_ هدرت قبالته قائله بأنفعال مريض: ايوة ما انت لازم تتحمق عليها اوي ما هي حبيبة القلب
جذبها من ذراعيها  بقوة و اشتعلت عينيه بغضب: انتي مش طبيعيه، اختك انا ماشوفتهاش من سنين، و للا تعرف عني حاجه و لا تعرف باللي بتقولي عليه، انا عمري  ما قربت حتي  من طيفها
ثم هزها بعنف و قال : كلامك ده يطير فيه رقاب و انتي زي الوابور ، بطلي غل بقي ، ماتجيش هنا تاني و الدار دي انا ها هدها
خرجت عن شعورها  و مسكته من ياقة جلبابه هادرة بغضب اعمي : دلوقتي بقيت انا الغلاويه و عايز تهرب
_ اهرب من ايه يا خرفانه انا ماعليش اي حاجه، انتي اللي كنتي سهله زياده عن اللزوم ،  ما همكيش العار اللي هايحل علي راس عيله الجارحي، من الاخر كده انا مابقتش عايز اكمل في الوساخه دي، اتسترت معايا كتير بكفايه كده
اشتعلت عينيها بلهيب جهنم و دون ذرة تفكير جذبت السكين الموضوع علي المنضدة و اندفعت عليه و غرزتها من خلفه حتي تناثرت دماؤة مع تأوهاته الموجعه و سقط علي الارض ، تصنمت مكانه و كانها تمثال من شمع تري الدماء النازف منه بعينين جامده....
يتبع

عشق الصقر /سارة حسنWhere stories live. Discover now