الفصل الاول

75.4K 1.3K 22
                                    

في احدي المحافظات في صعيد مصر  ..
استقيظ علي اثر صوت المنبه،احتاج لبضعة دقائق ليستعيد تركيزة من جديد، مسح على وجهه و استقام لتجهيز نفسه قبل نزوله للافطار مع العائله، في عاده يوميه من صغرة حتى الان، حتي بعدما اصبح في بدايه عقده الثالث  واجب عليه الالتزام بتلك العاده، انتهي و توجه للاسفل...

هو اكبر حفيد لعائله  الجارحي ، اقدم عائلات الصعيد و اكثرهم تواجد في المجالس العرفيه، نظرا لشدتهم في  الحق و حكمهم العادل .
شهرة اكتسبتها العائله من والد جده و جده و تسلمها والده و مسك الرايه هو من بعدهم.
كلمته لا ترد و الجميع يرضي بحكمه،
ينزل بطلنا علي الدرج بطوله الفاره ،و عرض منكبيه، يتميز بالبشره السمراء لتعرضه للشمس و يزين وجهه لحيه منمقه، و تزيد عليه وسامه تلك الغمازة اليتيمه في وجنته ، لتزين وجهه الرجولي ، و جلبابه الصعيدي المعتز به جدا ،  .....
ينزل بكبرياء وثقه لاتليق الا به (صقر رحيم عتمان الجارحي ) 
توجه للافطار مع عائلته و يترأس المائده كبير العائله جده  الحاج عتمان الجارحي في العقد السابع من عمره ، غزا الشيب شعرة بأكمله ، لكن عقله  مازال يقظآ محتفظآ بحكمته في ادارة الامور و قرارته حاسمه لا رجعة فيها، رغم شدته الا انه ليس بقاسيآ ، تشرب صقر الكثير من صفاته لقربه الدائم منه.

جلس صقر بجانبه و كأنه يثبت مكانته دائما، انه دائما بجواره.
بجانب صقر اخته الوحيده (زهره)  تصغر صقر بعدة اعوام..
بجانبها ابنت خالتها (ايناس) التي تختلس النظر لصقر لعله يروي ظمأ قلبها بنظرة خاطفه،
منذ الصغر تري صقر حبيبها و النصف المنتظر اقترانه بها، و رغم علم العائله و الجميع انها الانسب و االاقرب، الا انها لا تملك سوي الامنيات ، خصوصا و معاملته المحيره لها..
و علي الجانب الاخر يجلس( رحيم)  ابن عتمان ، منذ مرضه ولي صقر اداره اعمال العائله لثقته في قراراته  ، افني عمرة للعائله ، كان عكاز والده و يده اليمني في عمله، و الرجل المسؤل عن عائلته.
و بجانبه زوجته (امل) والده صقر و زهره ، سلامها النفسي منعكس علي وجهها الهادئ، و بجانبها اختها (سعاد) ، منذ ان سافر زوجها عادل ابن عتمان و اخو رحيم للحصول علي الدكتوراه في الخارج لم يعد، كان مختلفا، لا يشبههم في ارتباطهم بالارض و الزرع، اراد العلم و الدراسه و بذكائه و اجتهاده كان متفوق في دراسته،
و من الأساس كان زواجه من (سعاد) كان رغما عنه ،  بأمر من والده الحاج عتمان ، بعد حصوله علي الدكتوراه   لم يكن يريد الزواج من سعاد لاختلاف الطباع و الثقافه تزوجها رغما عنه  ،  عكس رحيم فا امل حب طفولته و شبابه ،  اما عادل فابعد زواجه منها سافر للخارج ليستكمل دراسته
و قابل شريكته التي تشبهه، الذي كان يبحث عنها( كاريمان) كانت من ام لبنانيه و اب امريكي تزوجها و واجه زواجهما رفض عائلته فقرر عدم العوده لبلده خشي غضب عتمان، و انجب منها فتاه (كارما) تيمنآ لاسم حبببته ...

دارت عينين عتمان  في وجوه الجالسين من حوله، رغم وجود عزوته بجانبه الا انه ابدا لم يستطع تجاهل تلك الغصه بقلبه ،  ينظر لاماكن المقاعد الشاغرة يتخيل احبائه الغائبين قد عادوا، يتمني الشعور بتلك الراحه لاكتمال الاحفاد من حوله، و يعود الغائب.
وجهه انظارة الي صقر، ارتسمت ابتسامه بسيطه علي وجهه و قال
- عامل ايه يا صقر 
اجابه صقر بأهتمام: بخير ياچدي، انت صحتك عامله ايه
حرك عتمان بلا اهتمام و تسائل : مسافر النهارده؟
اجابه صقر : ،ايوه ياجدي، عندي شغل في مصر ضروري، اخر طلبيه بعتناها حصل فيها مشكله و هاروح احلها
اومأ له عتمان براسه ، ثم تسائل باهتمام و عينين متلهفتين:
وعملت ايه في حكاية بنت عمك ،  عرفت هاتوصل امتي
اوما صقر براسه و قال : ايوة، المحامي كلمني و قال هتوصل بعد يومين يا جدي و انا اللي هاروح اجيبها من المطار
تنفس عتمان الصعداء و رفع راسه لاعلي متمتآ: الحمد لله الحمد لله
هتفت زهرة  : اكيد جايه المرة دي..اكتر من مرة يدونا ميعاد و ماترجعش

عشق الصقر /سارة حسنWhere stories live. Discover now