في قاعة الإحتفالات
كان الجميع متشوقون لرؤية العروس فمنهم من سمع عن جمالها ومنهم من رآها وأعجب بها فهي نالت إحترام الجميع لما جلبته من خير على المملكة .
وقف ليوناردو وهو يرتدي ثيابه الرسمية وعبائته الملكية ويضع تاجه المرصع بالألماس ينتظر عروسه ، التي أرهقت قلبه وأثارت مشاعره واكتسبت إحترامه وتقديره ....
تذكر أول مرة رآها كصبي في الثانية عشر ، منذ تلك اللحظة ولد شعور عميق بداخله وهو يرى جماله ورقته ، وتعمق ذلك الشعور بعد رحلة الصيد الذي شارك فيها ، ظن حينها أنه يشعر بشعور الأخوة لابن عمه إلا أنه بعد سنين وحين رآه يافعا بدا يدرك شعوره فتعذب بشدة تنهد يتذكر قسوته عليها بعد ذلك ولكن قلبه أحبها وتعلق بها ....
عاد من ذكرياته على تغير الموسيقا إعلانا عن بدء المراسم نظر بلهفة نحو البوابة وكله شوق لرؤيتها .
بينما كان روبيرتو وإيريك واقفان إلى جانبي ليونادرو ينتظران مرافقات الأميرة ، كان روبيرتو يرتدي زيه الأميري وعبائته المخملية بينما إرتدى إيريك بزته العسكرية الرسمية المليئة بالأوسمة ...
إتجها نحو البوابة أول ما سمعا تغير الموسيقا ، وقفا أمام البوابة التي فتحت وبدءت المراسم ....
دخلت بالبداية رومينا بطلتها الفريدة والجذابة والتي اسرت عيني إيريك الذي تقدم منها وإنحنى يقبل يدها ويجذبها إليه ثم يسيران ليقفا إلى جانب ليو .
وهو يكاد يفقد اعصابه لرؤية رد فعل الحضور لرؤية جمالها يريد خطفها بعيدا جدا ...
لتدخل بعدها ليا برقتها ليتسلب انفاس حبيبها وزوجها وهي تقترب منه ليفعل ك إيريك ثم يسيران ليقفا إلى جانب ليو من الجهة الآخرى ...
تسارعت النغمات ووقف الجميع ينتظر لتدخل شقيقة إيفا طفلة جميلة جدا ، مشت تنثر بتلات الورود على الممر نحو العرش وخلفها كارل وإيفانيا ثم توماس وسينيتا لياخذا مكانهما على جانبي العرش ..
أخيرا دخل الكسندر و جوليانا التي تأبطت يده تمشي نحو مستقبلها وقدرها
بينما إقترب ليوناردوا ليحييها ثم اخذ يدها من والده ثم رافقها نحو العرش ليجلسها إلى جانبه بينما تعالت الهتافات لرؤية ملكتهم الرائعة والتي كسبت قلوبهم بأفعالها و عيونهم بجمالها الساحر ....
جلس ليو وقلبه ينبض بشدة ، تألقت عيناه وهو يتأملها بحب ولهفة ، كحورية من شدة جمالها وسحرها ...
كانت يدها ترتجف بين يده وقد تأثرت برهبة الموقف وكل تلك العيون التي تراقبها ....
رفع ليو بيدها يقبلها بلطف ويهمس : أخيرا مليكتي أصبحت لي ... إنك رائعة الجمال حبيبتي ...
إحمرت وجنتيها وهي تنظر لعينيه اللتان تحتضناها بحميمة وبوعد إرتجف له قلبها فهربت من نظراته تنظر للحضور .
بينما إبتسم ليو وقد أحب خجلها منه ، كأي فتاة في مثل هذه الموقف ....
بعد عدة لحظات وقفا وإفتتحا الرقص ..
تنهد إلكسندر وهو يرى ابنه ليوناردو يراقص عروسه الجميلة والذي تمنى دائما رؤية هذا اليوم ليطمئن قلبه على ولده الذي تحمل كثيرا منذ صغره وخصوصا حين توج ملكا باكرا بسبب مرضه لم ينكر بانه كان ملك قويا و جلب الخير لبلادهم ، لكنه كان وحيدا ورغم عدله إلا أنه لا يمتلك أي رقة او تسامح حتى أتت من سلبته قلبه كما سلبته أفكاره وأذابت بروده ، كم تمنى ذلك منذ علم بأنها فتاة وليست أي فتاة ابنة صغيرته ، من رباها كابنة له وحزن على فراقها ، ولكنها تركت لهم أجمل هدية .
لم يستطع تخيل ابن عمها ذاك الذي كاد يحرمهم من وجودها حولهم ، لا يعرف لما ليو لم يقتله وتركه حيا ليستفيد من علومه ، دون أن تعلم جو فهي تظنه أعدم فورا ، رغم أنه اصيب بالشلل فقد ضربت جو مراكز الأعصاب لديه . وتمنى ألا ياتي اليوم الذي سيندم ابنه على إبقائه حيا .....
بعد فترة تعالت الأصوات خارج القصر تطالب برؤية الملك والملكة ....
اللذان لبا نداءات شعبهم الذي يشارك لأول مرة بتاريخ المملكة بالاحتفالات الملكية .
اغرورقت عينا جو بالدموع وهي ترى من شرفة القصر الأمامية واقفة إلى جانب ليو ، كل تلك الجموع الهائلة التي ملئت ساحة القصر حتى خارجه والجميع يهتف لأجلهما ، أطفال ونساء ، رجالا وشيوخا ...
يعبرون عن امتنانهم ومحبتهم وهم يرون تحية ملكهم وملكتهم لهم ...
رفع ليو يده ليصمت الجميع ويعم الصمت لحظات قبل ان يتعالى صوته هادرا مطمئنا وواثقا يخاطب شعبه واعدا بغد أفضل و مستقبل مشرق و عادل
للجميع دون تمييز .
بينما الحفل مستمر في داخل القاعة ، وسط أجواء الفرح والسعادة .... ..

ليو وجوليانا

انتهى من تحية شعبه ليمسك بيدها ويسرع نحو جناحهما وهي وراءه تحاول عدم التعثر بثوبها الطويل ....  انتبه لصعوبة سيرها فحملها بين يديه وهي تطلب منه انزالها ليسرع قبل ان يقابلا من يعيقهما .....
في الجناح ، دفعها ليو بسرعة لغرفة النوم : هيا صغيرتي بدل ملابسك بما ستجدينه على السرير و أسرعي ....
جو : ولكن لا نستطيع ترك ..... قطع كلماته بقبلة سريعة وهو يهمس بإذنها أسرعي عزيزتي وإنزعي مجوهراتك أيضا ....
لتدخل بينما أسرع بتغير ملابسه بملابس فروسية عادية ووضع تاجه جانبا .
خرجت جو بتلك الثياب البسيطة التي وجدتها ، ثوب بقماش عادي إلا أنه متقن الصنع .
نظرت بدهشة نحوه وهي ترى ملابسه بينما ابتسم لها ، وسار للشرفة
ممسكا بيدها لترى الحبل المجهز جانبا .
ليو : أتثقين بي حبيبتي ، هزت موافقة ليكمل أغلقي عينيك وتمسكي
بي جيدا.
نظرت لعينيه بثقة ثم أغمضت عينيها وعانقته بإحكام وهو يحملها على ظهره ليقفز بعدها بوساطة حبل مجهز نحو الأسفل ...
شهقت تشدد من إحتضانه وهي تشعر بقفزتهما .
ابتسم بخفة لكارل الذي ينتظره ممسكا بحصانه ، وضعها فوقه وركب خلفها لينطلقا معا على صهوة الحصان تاركين كارل واقفا وعلى وجهه ابتسامة وهو يرى ملكه ورفيق عمره يتصرف بجنون ، تمنى لهما السعادة فهما يستحقانها ، عاد للحفل وهو يتمنى إقناع إيف بتقديم موعد الزفاف ......
انطلق الحصان بهما متجاوزا الازدحام نحو الأراضي الواسعة دون أن ينتبه لهما أحد كما خطط ليو تماما ، ابتسمت جو بسعادة وقد ابتعدت عن كل تلك المظاهر والرسميات التي كانت تخنقها ....
وصلا إلى المنزل الصغير الذي تشاركا فيه لحظات صعبة وأخرى جميلة سترافقهما طوال العمر .
حملها بين يديه ليدخل معها إلى المنزل متجها نحو غرفتهما ، ليتحدا معا بقلبيهما وجسدهما ويتعاهدان على الحب والاحترام .
ليمتلك من احبها وظنها شابا وتعذب سنينا في حب ما حرمه الله ليعلم أنها فتاة فيقسو ويتجبر ليعود ويحنو ....
ليتعلم أن اللطف والحنان مفتاح بوابة أسوارها يليها حبه الذي بادلته إياه ليشكلا أجمل ثنائي في المملكة

بين أسوار مملكته مكتوبة كاملة سلسلة قيد الجواريWhere stories live. Discover now