الفصل 19

5.7K 214 2
                                    


    الفصل التاسع عشر 
في جناح الجواري

وقفت جوليانا بذهول وهي ترى تلك الفتاة التي تحمل عصا بيدها وتهم بضرب إيفانيا بينما كانت إيفانيا تحتضن شقيقتها لتحميها من الضرب .
بحركة سريعة قامت جو بضرب يد الفتاة بساقها لتسقط العصا لتدور برشاقة وتضربها بين كتفيها بحركة خاطفة لتسقط تلك على الأرض وقد فقدت إحساسها بقدميها و انتابها ألم شديد ، وسط ذهول الجميع وشهقاتهم .
اقتربت جو من إيفانيا لترى الصغيرة ترتجف بين يديها وقد لونت وجنتها بالأحمر وعلام أصابع قد طبعت عليها ....
جلست على ركبتيها وهي تنظر لطفلة وتبتسم : كيف حالك صغيرتي ...
نظرت الفتاة والدموع تملئ عينيها السماويتين وأومئت ببطء وقد تذكرت جو وإنقاذها لها .
جو : حسنا صغيرتي ما رأيك برؤية حصاني وإطعامه السكر .
هزت رأسها وقد إبتسمت قليلا ...
إختارت جو إحدى الجواري الكبيرات في السن وأمرتها بإصطحابها للإسطبل والعناية بها .
ثم بكل كبرياء وهيبة إتجهت إلى صدر الجناح نحو المكان المخصص لجلوس الملكة و جلست برقي ملوكي .
كانت ميرتا قد أتت بعد أن وصلها أن الأميرة في جناح الجواري وهناك مشاكل حدثت بين الجواري .
جو بصرامة : والآن إشرحو لي ما حدث .
إرتبك الجميع بينما كانت تلك الجارية قد وقفت بمساعدة جاريتين و اللتان كانتا تحاولان إجلاسها .
جو : توقفوا لم أعطيها إذنا بالجلوس في حضرتي .
إرتعش الجميع بخوف من صرامتها بينما هتفت تلك الجارية : بل أنت لا تعرفين من أنا ... أنا مفضلة الملك ولن يكون مسرورا لمعاملتك هذه لي .
زفرت جو ببطء وقد إنتابها الغضب لكنها لم تظهر أي إنفعال كما رغبت تلك الخبيثة فتربيتها كرجل أعطتها الصبر والحنكة لإدارة مدينة وليس مجرد جناح لجواري .
إبتسمت ببطء لتتسع إبتسامتها وتقهقه وسط دهشة الجميع لهذه المواجهة وقد أدركو جميعهن أن الأميرة ليست خصما سهلا أبدا .
نهضت جو ببطء وعاودت سؤالها : إيفانيا ماذا حدث هنا .
إيفانيا : لقد كانت شقيقتي تلعب حين أتت تلك و أمرتها بخدمتها وفرك قدميها وحين رفضت صفعتها وكانت ستضربها .
صرخت تلك : إسكتي أيتها الجاري الوضيعة ....
بلحظات وبسرعة خاطفة كانت جو أمامها تلكمها لتسقط على الأرض وبكل قسوة وتسلط
جو : أنت الجارية الوضيعة إيفانيا وشقيقتها ليستا جاريتين بل هي مرافقتي الخاصة الليدي إيفانيا لورنسن ابنة الجنرال الراحل جورج لورنسن هل فهمتن جميعا .
تلك : كلا لا يمكنك معاملتي هكذا ، سأخبر الملك بكل شيء ...
قطعت كلامها بلهاث متألم وهي تمسك ببطنها وتتأوه بألم من ركلة جوليانا المؤلمة .
عادت جوليانا لمتكئها وقالت
جو : إيفانيا تعالي إجلسي بقربي ....
وأشارت لها لتجلس جانبها بكرسي المرافقة ثم بكل غرور قالت وهي تنظر لجمعيهن بقسوة حيث لم يجرأ أحد على مساعدة تلك المحظية .
جوليانا : ميرتا .
إنحنت ميرتا بإحترام : أمركي مولاتي .
جو : سترافقين تلك الجارية وتقدمي لها العلاج الازم ...
نادت : أيها الحراس
أتى حراسها بينما كارل بقي يقف في مكانه يراقبها بذهول وإعجاب بتلك الأميرة التي فعلا تستحق أن تكون الملكة بجدارة .
إنحنى الجنود على ركبهم رغم أن جو كانت تنهرهم في العادة إلا أنها تجاوزت كي تثبت مكانتها وتسيطر عل الجميع .
إقترب كارل والذي كان الجميع يعرفوه فهو مرافق الملك وقال :
تحت أمرك مولاتي نظرت له جو بإمتنان فهو إستجاب لما تسعى للحصول عليه وإثباته في هذا المكان .
_ أودع تلك الجارية السجن وإرفع قضيتها للمحاكمة بتهمة الإعتداء على طفلة و إهانة ملكتها المستقبلية وأميرة المملكة .
كارل : أمرك مولاتي .
كارل : خذوها من هنا هيا .....
ثم إستدار للجواري اللواتي إنحنين للأميرة وهو يهتف بهن مسقطا قلوبهن
بين أقدامهن ...
لمن يجهل منكن فأنتم في حضرة سمو الأميرة جوليانا باكستون سليلة العائلة المالكة وخطيبة الملك ليوناردوا وملكتكم المستقبلية ..
ولمن لا يعلم سلطتها توازي سلطة الملك لأنها أميرة تحمل دما نقيا من دماء سلالة ملوك كلابيرون وأيضا بما أن الأميرة ات دم نقي فالملك لن يكون له أي محظيات .
إبتسمت جو فهي الآن أثبتت مكانتها وفردت جناحيها لتستغل سلطتها وتحقق ما تطمح له .
بينما كانت إيفانيا تجلس بدهشة من جبروت هذه الأميرة الإستثنائية التي تدهشها في كل لحظة تمضيها برفقتها .
نهضت جو ومشت لمكان وقوف كارل وتبعتها إيفانيا .
جو : إسمعن جميعا في قصري يمنع التعرض لأحد مهما كانت صفته إن كنتن جواري أو خادمات أو أي صفة أخرى ، ومن يتسبب بالأذى ... سيعاقب بشدة ثم إشتدت نظراتها وقسى صوتها : هل فهمتن .... ميرتا .
_ بأمرك سموك .
جو : أريد لائحة بأسماء كل شخص هنا مهما كانت صفته و أعطها لإيفانيا.
ميرتا : أمرك سموك .
لتخرج جوليانا بكل هيبة وشموخ يرافقها كارل وإيفانيا ، بينما كان بعض من في الجناح يشعر بالرهبة والخوف من قوة هذه الأميرة ، بينما البعض الآخر كن يشعرن بالفرح والأمل بالتخلص من سوء المعاملة والتمييز الذي يعانون منه .
تنهدت جوليانا وشكرت كارل لتطلب منه التجهز فهي ستذهب للمختبر وطلبت من إيفانيا الاطمئنان على شقيقتها والذهاب لغرفتهما التي طلبت تجهيزها لهما .

ملاحظة :
في قانون المملكة
أي أميرة ملكية تحمل الدم الملكي تتزوج الملك تمتلك نفس صلاحياته وتستطيع المساهمة بإدارة شؤون المملكة وحضور المجلس العام وتعتبر السلطة الثانية إلى جانب الملك ويطبق قانون العقوبات على من يقلل من مكاناتها وكأنه أهان الملك شخصيا .

**********************

عند ليا
زيارة جوليانا أسعدتها إلا أنها ما زالت تشعر بالتعب ، تستلقي على السرير تشعر بالملل لتدخل خادمتها وقد أحضرت لها عدة رسمها وبعض أغراضها وما فاجأها علبة الشوكلا الفاخرة التي تعشقها و باقة الورد الأبيض والتي أخبرتها أن الأمير طلبها خصيصا من أجلها من قصر روبيرتو مما أشعرها بالسعادة لتفكير روبيرتو بإرضائها و أدركت أن هذه طريقته بالإعتذار .
أمضت باقي الوقت مع جدتها وقد أشرق وجهها وإسترخت في فراشها تتمنى أن تبقى سعادتها وتستمر للأبد .
بينما ركز روبيرتو على عمله ، وقد كان قد طلب مسبقا من سفرائه في الممالك المجاورة إرسال تقاريرهم فعمل على قرائتها ليدرس الوضع الخارجي للملكة كما طلب منه ليو .

عند رومينا
أمضت أوقات جميلة وهي تتعرف على زوجها وتعجب به يوما بعد يوم لا يعكر صفوها إلا تلك اللمحات الخاطفة التي تتذكرها وتصيبها بالصداع دون أن تستطيع فهمها ، حاولت سؤال دونا عن ماضيها إلا أنها لم تخبرها شيئا يفيدها باقي أوقاتها أمضتها في تصميم الملابس .
بينما كان إيريك جالسا إلى جانب رومينا بعد عودته من العمل وتناولهما العشاء أخبرها بأن الملك إستدعاه للقصر وسيرحل بعد غد .
قالت رومينا بإستعطاف : أرجوك أريد الذهاب معك للقصر قد مللت وحدي هنا
كما أني إشتقت للأميرة وأحببتها وأريد أن أبارك لها خطبتها .
تنهد ففعلا الأميرة جو طلبت منه عدة مرات إصطحابها معه للقصر لكنه يتهرب خوفا من تعرف أحد عليها .
تنهد : حسنا ... هل أنتي راضية الآن؟
أحس بتردد رومينا .
فقال : مابك صغيرتي كأنك تريدين طلب شيئا مني ؟
رومي : ممم .... حبيبي أريد ..
قاطعها بخبث : يا حياتي ... أعيدها مرة آخرى .
رومي إحمرت بشدة وقد إنتبهت لكلمة التحبب التي تلفظها لأول مرة بينما أدارها لتقابله وألح عليها : هيا أنعشي قلبي حبيبتي وإلا لن ألبي لك ما
تريدين .
إبتسمت له وهي تقول بخجل : حبيبي .
ليقبلها بعمق إلا أنها تهربت منه كي لا يضيع طلبها في غمرة شوقه إليها
رومي : إنتظر ... وعدتني بإجابة طلبي أليس كذالك ؟
تنهد ببطء وهو يبتعد عنها وهو يقول : حسنا عزيزتي هاتي ماعندك ؟
رومي : أريد عدة خياطتي من منزلي وأريد أن أختار بعض الشابات الصغار هنا لأعلمهم كيف يخيطون ليساعدوني في عملي ويكون مورد رزق أيضا.
عبس بشدة وقد إنقلب مزاجه وأجابها بحدة : زوجتي لا تعمل ولن تعودي لمهنتك مهما حاولتي فلا تسأليني مرة أخرى .
رومي : أرجوك عزيزي سأعين مندوبة عني لن أذهب لأي مكان أرجوك إني أشعر بالململ وأريد العمل .
إيريك بكل قسوة : قلت لكي لا يمكنك ... ألا تفهمين يبدو أني تساهلت معك ونسيتي من يكون زوجك .
رومي وقد بدا الصداع يداهمها : لكنك وعدتني لم أظن أني سأبقى حبيسة
هذا المكان إفهمني أريد ان أكون نافعة ..
قاطعها وقد إحمر وجهه من الغضب فهو لم يعتد على أن يناقشه أحد في أوامره فكيف بإمرأته ، فهو قد هيأ لها الرفاهية والجواهر والملابس وكل ما تتمناه أي إمرأة ماذا تريد بعد .
أمسك كتفيها بعنف يهزها بينما إشتد صداعها لتشعر بنغزات الألم تكاد تثقب رأسها و بالضباب يلفها وهي تسمع صوته الغاضب والذي يطرق أبواب ذاكرتها بحدة .
إيريك : يبدو أنه لا يليق بك مكانة الزوجة بل تريدين ان تعملي كالجواري ...
مع كلمته الأخيرة شهقت بشدة وكأنها تحتاج أن تتنفس ، تشنجت قسمات وجهها قبل أن تصرخ بشدة وتسقط فاقدة وعيها بين ذراعيه .

**********************
عند جو
أكملت وقتها في مختبرها برفقة كارل الذي زاد إحترامه لها ، قام بمساعدتها
بنقل ما أحضروه من السوق وترتيبه في الأوعية الخاصة به ....
عملا معا بإنسجام ثم جلسا في قاعة الإستقبال يتناولان القهوة .
تردد كارل قليلا يريد سؤالها لكنه يخشى أن يتسبب بإزعاجها ... لتبتسم جوليانا وهي ترى ذلك الفارس بتلك الحالة القلقة .
جو : أخبرني كارل هل أنت متزوج ؟
إحمر قليلا : ليس بعد سموك لكن قريبا .
إبتسمت بخبث فهي أدركت مشاعره وهي ترى نظراته لإيفانيا ولمعان عينيه
وإبتسامته حين سمع بإسمها ، فوالدها كان رجلا عظيما عاش ومات بشرف من أجل هذه المملكة ، فنسبها يشرف أعلى الرجال رتبة .
قالت بهدوء : هيا تشجع وأخبرني ما تريد أن تسألني إياه فما زلت جو ذاته رغم أنكم تعلمون اني فتاة .
كارل : أريد سؤالك عن إيفانيا كيف تكون إبنة الجنرال بمثل ذلك الموقف بل إبنتيه وليس إبنة واحدة ؟
نظرت له بتأمل : أجيبني بصراحة أولا هل تعجبك وتريدها .
كارل : نعم تعجبني وأريد أن تكون زوجتي ولكن ....
تنهدت جوليانا : حسنا فهمت .... إسمعني جيدا ..... بعد أن أخبرته بقصتها كاملة .. شعرت بغضبه ، وقد تلون وجهه بحمرة الغضب .
كارل : كيف يحدث مثل هذا الأمر دون أن نعلم ، أنا بنفسي أوصلت تعازي الملك و العطايا التي سلمت لهم تعبيرا عن إمتنانه وإكراما لخدمة الجنرال
لهذه المملكة .
زفرت جو : ليس هناك إلا إحتمال وجود مؤامرة للإستحواذ على الإرث .
كارل : سيغضب الملك بشدة لسماعه ما مرت به تلك الفتاتان التي تركهما الجنرال أمانة لدينا ... قطع كلامه وقطب مفكرا .
جو : ماذا تذكرت كارل أخبرني .
كارل : أتذكر أنهم أرسلوا خبر بزواج الفتاة وإنتقالها مع عريسها لإحدى الممالك لذا لم نتابع موضوعها ولم نعلم بوجود الطفلة .
جو : إسمع هذا يؤكد شكوكي ، سأترك لك هذه المهمة وتصرف بكل سرية وليظل الأمر بيننا وعندما ترد إعتبار إيفانيا وتقدم زوجة والدها للعدالة حينها سأعتبرك قد دفعت مهرها وسأخطبها لك بنفسي .
إبتسم وقد أحس بأن المستحيل أصبح بقبضة يده ، فقد أعجبته منذ البداية ولكن كونها جارية جعل الزواج منها مستحيلا .
كارل : أعدك .. سيحصل في أقرب فرصة .
هزت رأسها : حسنا كارل ، إني أثق بك ..
والآن لنعد قبل أن يحل الظلام ونتلقى توبيخا من روبير .

******************



بين أسوار مملكته مكتوبة كاملة سلسلة قيد الجواريWhere stories live. Discover now