الفصل 2

9.5K 302 8
                                    


    الفصل الثاني

♥♥♥♥♡♥♥♥♥


● بعد مرور أربع أعوام أصبحت جوليانا بال 16 عشر من العمر إزدادت جمالا وقد برزت منحنياتها الأنثوية لتمتلك جسدا بالغ الأنوثة بطولها ورشاقتها رغم إشتداد جسمها من تدريباتها القتالية ، إزدادت ساعات دروسها لتطور قدراتها وتمتلك أسرار مهنة والدها وأجدادها، كما أنها دعيت للقصر عدة مرات إلا أن والدها إعتذر بسبب دروسها فهي تخشى لقاء الملك منذ رحلة الصيد تلك لأن التظاهر أمامه سيضعها بخطر شديد ولابد أنه سيكتشف سرها . ● خلال هذه السنوات تنازل الملك عن العرش وذلك منذ سنتين لإبنه ليوناردو الذي تولى الحكم و إلى جانبه صديقه الكونت إيرك كمستشاره العسكري ، شهدت البلاد تطورا ورفاهية تحت حكمه ، عرف بالقوة والقسوة والعناد وحبه لإمتلاك كل ما ندر ، لم ينسى أمر جوليانو إلا أنه إنشغل بأمور مملكته ، بينما روبير على عهده يقضي أوقاته بين النساء إلا أنه عرف بالدهاء ومهاراته الدبلوماسية مع الممالك المجاورة .
● رومينا أخفت جمالها وشعرها كما أوصتها جدتها لترتدي ثيابا تجعلها تبدو أكبر سنا لم تخبرها جدتها بسر نسبها أخبرتها فقط بأن هناك أعداء لوالدها يبحثون عنها لذا تركتا كل شيء ورائهما وانتقلا إلى هنا ، قامت جدتها خلال هذه السنوات بتعليمها كل ما تعرفه من علوم وآداب لكن خوفها الدائم حرم رومينا من تكوين الأصدقاء ، أكملت جدتها العمل بالتطريز والخياطة وقد إزدادت شهرتها لدقة عملها وروعة إنتاجها مما جذب العديد من سيدات الطبقة الراقية في تلك المنطقة .
● توماس أصبح ب 21 وإليانور في 18 بقيا إلى جانب جو التي إعتبرتهما أفراد من عائلتها


♥♥♥♥♡♥♥♥♥
أصيبت الأميرة إليزابيلا بالمرض وعانت من أثارها وسيطرته على جسدها ليقرر اللورد نقلها للعاصمة حالا .
خرج جوليانو مع توماس في رحلة على ظهور الخيل وقد ضاق صدره فوالدته مريضة وبحاجة لعناية طبية لذا غادر والده معها بإتجاه العاصمة ليدخلها المشفى هناك.
_ توماس لا تقلق جو ستكون الأميرة بخير ووالدك معها .
_ زفر جو بغضب لا أعرف لما منعني والدي من مرافقتهم أستطيع حماية نفسي بعد كل تلك السنوات من التدريب .
_ توم لا تقلق ربما والدك قام بذلك كي لا تقلق والدتك أنت تعرف خوفها عليك كم يزيد من مرضها ويتعب أعصابها .
_ جو لا أعرف لكني أشعر بشعور سيء وكأن هناك مصيبة قادمة لأول مرة يراودني هذا الشعور .
_ توم لا تتشائم هيا لنتسابق الآن آخر من يصل للبيت سيعتني بالأحصنة .
إنطلق توم يتبعه جو على ظهور الخيل في سباق خسره جو بسبب شروده مما إنتهى الأمر به لينظف حصانه شاركه توم وهو يجاهد ليخفف عن أميرته الحزينة التي يعتبرها كشقيقته إليانور ويعلم كم أن التظاهر يتعبها ويخنقها فهي حرمت من الدلال ومن كل أمور الفتيات بالرغم من وجود إليانور لجانبها فهي ظلت بعيدة عنها .
بعد عدة ساعات على مشارف العاصمة ، كانت الأميرة تلفظ أنفاسها الأخيرة بين يدي زوجها وحبببها بعد أن أضناها المرض .
عرف أنها النهاية وأنها ستفارقه نظر في عينيها يغوص في بحورهما بينما تنظر له بإبتسامة وعيناها تودعانه تحكي له عن عشقها ... حبها .... ألمها لفراق توأم روحها وهي تقول :
_ لا تحزن حبيبي ولا تلم نفسك ليس بمقدورك هزيمة القدر ، فقط إعتني بفتاتنا فهي بحاجة إليك .... وضعت يدها على صدره لتشعر بدقات قلبه المتسارعة تحت أناملها ، إحتضنت يده يدها رفعها عن صدره يقبلها وقد خنقته دموعه و قيد الحزن صوته وهو يضمها لصدره ويربت على ظهرها شعر بيدها تشد على يده قبل أن تتراخى أصابعها ويثقل جسدها بين ذراعيه ليعلم أن روحها قد رجعت لخالقها وفارقت جسدها ..
دقت مطرقة القدر لتعلن وفاة حبيبته ومليكة قلبه ليفقد تمالكه وتنهمر دموع عينيه لفراق توأم قلبه ...
لا يعلم كم ظل يحتضنها قبل أن يمددها على المقعد ، خلال لحظات تعالت أصوات رجاله بينما أتاه أحد حراس موكبه
سيدي أحد الحراس شاهد تحركات مشبوهة يبدوا أننا سنتعرض لهجوم و أعدادهم كبيرة ؟
نظر لجثمان حبيبته لن يسمح لهم بالإقتراب منها قام بكتابة رسالة عاجلة ثم أخذ سيفه وإرتدى درعه قبل أن يهبط من العربة .
أمر الجندي بسرعة إبعث بهذه الرسالة للملك وأرسل جندي يشرح له الوضع ويطلب مساعدة أقرب مركز للشرطة في المدينة ، ثم إلتفت لرئيس حراسته ستنطلق مع العربة لترافق جثمان الأميرة وتحرص على حمايته بروحك خذ معك بعض الحراس لن يكفيني قتلك لو فشلت هل تفهم ، أخبر الملك أن وصيتها الأخيرة العناية بالأمير جوليانو والآن هيا إذهب نفذ .......
نظر لحارسه الشخصي أنت إجمع باقي الرجال سنهجم عليهم قبل أن يهاجمونا وهذا ما كان ، كان قتالا داميا فخصمهم ليسوا قطاع طرق بل هم مدربون وبارعون ،ويفوقوهم عددا .
نظر لرجاله وهم يقاتلون ببسالة لكن الكثرة غلبت الشجاعة ليأمرهم بالإنسحاب ، عاد للخلف مع مرافقه يستدرجهم بعيدا عن رجاله فهم يريدونه هو ، بينما يتراجع تبعه رجالهم فهو هدفهم فوجئ برجال من الخلف يحاوطونه بينما هتف قائدهم : أيها اللورد سلم نفسك لنا وسنبقي على حياتك ، نظر لحارسه ورفيقه بتفاهم ثم إستلا سيفهما وإنطلقا يقاتلان قاتل بكل شجاعة ففقدانه لأميرته تركه حزينا غاضبا لا يهاب الموت يفضله على للوقوع في الأسر .
خلال هذا الوقت وصلت العربة للقصر وتم إرسال فريق لدعم اللورد لكن خطوط القدر قد رسمت وكانت لحظة وفاة اللورد وهو يقاتل بكل شرف وكأنه فقد الرغبة بالحياة ليصاب بسهم غادر فأوامرهم تقضي بقتله إن لم يستطيعوا أسره ليقع ويلفظ أنفاسه الأخيرة لتفارق روحه هذا الجسد ليلحق برفيقة دربه لتنتهي حياة هذا العالم الذي وهب حياته للعلم والمعرفة ورفض كل المناصب التي عرضت عليه ليعيش مع عائلته بعيدا عن متاهات وصراعات القصر ليخطف المرض منه زوجته ليعود ويخسر حياته ليلحق بتوأم روحه ليموت فداء لمملكته ويخلد إسمه مع الأبطال والشهداء .
كان الملك غاضبا بشدة لما آلت إليه الأحداث في هذه الليلة الكئيبة فتح ذلك الصندوق الذي أرسل له مع جثمان الأميرة ومعه رسالة اللورد .. قرأ كلمات اللورد الأخيرة ، ونظر لتلك العلب بين يده والتي بسببها فقد اللورد حياته ، وقف إيريك إلى جانبه وهو يرى تلك العلب التي يحملها ليوناردو ليسأله : ماهذه العلب التي تحملها .
ليوناردو : أترى بسبب هذا الشيء فقد اللورد حياته إنه الترياق الذي سيعالج السم الذي وضع لجنودنا ذلك المرض الذي نشره عدونا سينتهي لنعود ونستلم زمام المعركة .
إيريك : لكن كيف ستخبر جوليانو لقد فقد والديه معا لن يكون الأمر سهلا .
تنهد ليون : طبعا لم أنسى رقة ذلك الفتى بالرغم من مهاراته بالقتال إلا أنه يبدو رقيقا كالفتاة سينشغل بتصنيع المزيد من الدواء فهو يمتلك كل أسرار مهنة أجداده ومع الوقت سيخف حزنه .
إيريك هذا صحيح لكنه الآن سيستلم مهام والده فهو تلقى كافة علوم الأعشاب وصنع الدواء لذا سيكون مستهدف ونحن للآن لا نعرف من هو الخائن .
ليوناردو : لا تقلق لقد أرسلت من يرافقه بأمان ليحضر إجراءات دفن والديه ، سيبقى هنا فلن نسمح بخسارة موهبته .
إيريك : وماذا لو رفض لا أظن أنه يريد العيش في القصر فهو لم يوافق على أي من دعواتك للحضور إلى هنا من قبل .
ليوناردو : ليس لديه أي خيار سيعيش هنا وسيبقى إلى جانبي بإرادته أو غصبا عنه فنحن بحاجة لعلومه كما أن العناية به كانت وصية الأميرة الأخيرة وسأحققها مهما كان الثمن فنحن ندين للورد بهذا ليس أمامه إلا الخضوع لأوامري .
تنهد إيريك فذلك الفتى سيعاني من فقدان والديه بنفس الوقت و الواجبات التي ستثقل كاهل فتى في هذا العمر

♥♥♥♥♡♥♥♥♥

جلس جوليانو مع توماس وإليانور في جناحه الذي خصصه الملك له ، لم يظن أن والديه سيرحلان معا ليتركاه وحده مع هذا السر الثقيل تنهد بحزن بينما قدمت إليانور القهوة .
توماس : مراسم الدفن بعد قليل عليك أن تستعد ، نظر لأميره الحزين لا يعرف كيف يخفف عنه حتى إليانور لم تستطع قول شيء .
بعد قليل دخلت إيما جدة توماس ومربية الأمير الذي ما إن رآها حتى إرتمى بحضنها وقد هطلت دموعه وتعالت شهقاته التي كان يكبح إنفجارها بكل قوته ، لتربت على ظهره وهي تضمه إلى صدرها دون أن تتكلم ، بينما إنسحب توماس وإليانور للخارج .
توماس توجه للأسفل ليشرف على ترتيبات الدفن ، بينما توجهت شقيقته إليانور إلى غرفتها إلا أنها توقفت وهي ترى ذلك الرجل واقفا أمامها.
○ مرحبا أيتها الجميلة هل أنتي حقيقة أم مجرد سراب .
نظرت ليا لذلك الرجل الواقف في طريقها كان وسيما جدا طويل القامة مفتول العضلات يرتدي ثياب الفروسية شعره بني عيناه خضراوين تنظران لها بخبث شديد أقلقها .
○ عذرا أيها السيد من فضلك إبتعد أريد المرور .
تابعت سيرها إلا أنه قطع طريقها بجسده تحركت لليمين ثم لليسار وهو يتحرك معها ثم بلحظة خدعته وإستطاعت العبور إلا أنه تحرك بخفة الفهد ليمسك يدها ويسحبها نحوه دفعها نحو الجدار ليحاصرها بيديه دون أن يلمسها ، إرتجفت ليا بين يدي هذا الشاب الوسيم فهي لأول مرة تقترب من شاب لهذا الحد تمالكت نفسها و صرخت به بغضب
○ ابتعد عني أيها الوقح من تظن نفسك .
○ سيدك أيتها الجميلة هيا أخبريني من أنتي وماذا تفعلين هنا .
نظرت له بتمرد وصرخت بوجهه .
○ ابتعد فورا ليس لي سيد هل فهمت .
نظر لها بخبث و إقترب منها يكاد يلامس شفتيها وهي كالمسحورة بقربه ، كانت أنفاسه تلفح وجهها ، تشعر بحرارة جسده قربها ، ودقات قلبها تتسارع .
○ همس إذا عزيزتي هل قبلك أحد من قبل أم أني سأكون أول من يتذوق هذه الشفاه الشهية فاتنتي .
أيقظتها كلماته من سحر هيمنته خلال لحظة كانت قد إستطاعت الهرب منه ، إبتعدت بينما كان هو يقفز على ساق واحدة ويمسك الأخرى بيده وهو يتألم ويراها تبتعد ..... و عوض أن يغضب ضحك من قلبه فتلك الصغيرة غافلته بل قامت بضربه واختفت لم يجرؤ أحد على ذلك من قبل إبتسم بمكر وصورة تلك الجريئة تداعب خياله قصيرة بيضاء عيناها بلون أشعة الشمس فمها الشهي وتلك المنحنيات الرائعة وكأنها دمية جميلة أعجبته وقرر ستكون له .
أغلقت الباب ورائها وهي تضع يدها على صدرها وقلبها الفتي ينبض بسرعة ذلك الرجل ليس سيدا عاديا بل لابد أنه ذو مكانة رفيعة ... هزت رأسها وهي تفكر بكيفية تجنبه والحذر منه وتجنب ملاقاته لن تقلق لابد أن جوليانا ستحميها منه وتبعده عنها هزت رأسها تحاول إخراجه من أفكارها .
أكمل روبيرتو طريقه لغرفة جوليانو دخل ليراه بوجهه الشاحب وعينيه الحمراوين وبقربه مربيته التي ما لبثت أن إعتذرت لتغادر وتتركهما بمفردهما .... نظر روبير لصديقه وإقترب منه ..
○ آسف لخسارتك عزيزي جوليانو لا تقلق أنا وأخي لن نتركك أبدا بإمكانك الإعتماد علينا دائما .
جوليانو رد بنبرة مرتعشة لشدة حزنه لفراق عائلته
○ شكرا لك أيها الأمير روبير ..من فضلك فلنخرج أريد تودعيهما قبل الدفن .
هز روبير رأسه وقد رافقه بصمت وهو يدرك شعوره فهو فقد والدته أيضا .
في قاعة المناسبات وقف جوليانو وإلى جانبه ليا وتوماس يتلقى التعازي من مسؤولي القصر والنبلاء بالقرب منه يقف روبيرتو وإيريك بينما ليوناردو يقف ليس ببعيد وهو يراقب جو و عقله يموج بالعديد من الأفكار والتخطيطات و ليا تقف بتوتر تنظر لذلك الشخص وقد ميزته كما توقعت مكانته رفيعة ولكن لم تتصور أنه الأمير الثاني للملكة لم تفتها نظراته التي لم تفارقها حتى أنه غمز لها ذلك الوقح نظرت له بتأنيب وقد فرغ صبرها بينما كان هو يراقبها وهي تقف إلى جانب جوليانو يتساءل عن مكانتها ومدى قربها من جو ... طلب من مرافقه إحضار كافة المعلومات عنها فهو يريدها ..... حتى إن كانت لجوليانو وهو يشك فهو أول من يقترب منها كرجل فردة فعلها واضحة ... صمم سيأخذها فقد أعجبته تلك القطة المتوحشة سيروضها لتطيعه وحده مهما كلفه الأمر.
بعد أسبوع جلس ليون في مجلسه ومعه إيرك وروبيرتو يناقشون أمور المملكة حين دخل جوليانو ، جلس إلى جانب روبيرتو وكان هناك بعض المستشارين المقربين من الملك .
ليوناردو : حسنا جمعتكم اليوم لأن هناك خائنا ضمن جيشنا لذا سيتولى إيريك قيادة الجيش وسأزوده بمزيد من الجنود لحماية حدودنا الجنوبية بفضل الدواء الذي أمدنا به اللورد إستطعنا علاج الجنود هناك من السم نظر لجوليانو هل تستطيع صنع المزيد من هذا الدواء ؟
جوليانو : نعم لا تقلق ولكني بحاجة للعودة ... قاطعه ليوناردو بإشارة من يده مستحيل لقد أمرت بنقل كافة تجهيزات مخبركم إلى هنا وتم تجهيز مبنى خاص للعمل ولسكنك ومرافقيك بمكان سري لذلك لن تغادر ... إلتفت لروبير ستبقى و تتابع مع جوليانو وتشرف على أمنه و سرية البحوث والتصنيع .... نظر لجوليانو الذي يحاول الأعتراض .. تابع بصرامة إنها أوامري هل فهمتم ..... والآن غادروا .
إنحنى الجميع بإحترام إلتفت جوليانو ليغادر وهو يشعر بالإحباط يريد الإبتعاد بعيدا عنهم عن كل تلك الضغوط ....
ليوناردو : جوليانو إبقى لا تغادر .
إزدادت نبضات قلب جو فهو يخشى البقاء مع ليوناردو بمفردهما فهو الوحيد الذي يؤثر به ويشعره بالخطر إستدار ينظر له حتى إصطدمت عيناهما لأول مرة منذ مجيئه للقصر ، نظر لتلك العينين الثاقبتين اللتان تخترقانه أبعد نظره ببطء بينما إقترب ليون منه بينما خطا جو للخلف ،توقف ومازال يراقبه بدقة وسأله ليون : هل أنت بخير جوليانو ، إجلس لما التوتر هل هناك ما تخفيه عني أو تخشاه .
جو وقد تمالك نفسه : لا يوجد شيء سموك ولكني متوتر لأن قاتل أبي لا يزال طليقا كما أني ... أريد العودة لمنزلي .
تنهد ليون وهو ينظر له : أعلم لكن هذا لحمايتك كما أننا نحتاج للمزيد من ذلك الدواء كي ننقذ جنودنا والمملكة لن أسمح بعودتك طالما هناك خطر على حياتك هذه وصية والديك الأخيرة ستبقى حتى نعرف من هو الخائن ونتخلص منه هيا إخرج روبير ينتظرك بالخارج ثم بنبرة حنونة لا تتردد بطلب أي مساعدة تحتاجها جو فنحن عائلتك لا تنسى ذلك .
نظر لذلك الصبي وهو يخرج لا يعلم لما قلبه تعلق به يريده إلى جانبه يشعر أن وراءه سرا ..... تردده ...... خوفه ... تجنبه لقربه ... كل ذلك يدفعه للشك ... تنهد يبعد كل هذه الأفكار الغريبة عن ذهنه ليطلب محظيته ويذهب إلى جناحه ليرفه عن نفسه وينسى مسؤولياته قليلا .
بعد عدة أيام إنتقل جوليانو ومرافقيه وربيرتو إلى المبنى المخصص له والذي فاجئه فهو عبارة عن فيلا فخمة وقد جهز الطابق السفلي فيها كمخبر لصناعة الدواء وفيه كل ما يلزم ، شعر بالإمتنان فتوم وليا لم يتركانه وحده حتى روبير كان يحاول إخراجه من حزنه بعبثه ومزاحه المستمر.
خرجت ليا تتمشى بالخارج وهي تشعر بالملل فشقيقها وجو مشغولان تكاد لا تراهما بينما ذلك الأمير الوقح يلاحقها بابتسامته الغريبة وغمزاته الخبيثة ، هل يظنها سهلة المنال بالرغم من إعجابها بوسامته فهي لن تفرط بنفسها أبدا ، فجأة أحست بتلك الخطوات ورائها إلتفتت فرأت من يشغل أفكارها يقترب منها ، إلتفتت تضع يديها على خصرها النحيل بغضب وهي تقول : ماذا تريد أيها الأمير ألم تكتفي من ألاعيبك وتلميحاتك الخبيثة أتمنى أن تبتعد وتتركني بسلام وإلا سأطلب حماية جوليانو .
نظر روبير لتلك الغاضبة أمامه بإفتتان وهو يتمعن بملامحها وعينيها ، خديها المحمرين من الغضب ، شعرها الكالح السواد مرفوع بتسريحة أنيقة كم تمنى أن يراه حرا ليستنشق رائحته عيناها الواسعتان بلونهما الأصفر الغريب وكأن أشعة الشمس أعطتهم هذا اللون الرائع وذلك الفم كم يشتهيه وجسدها المثير رغم قصر قامتها إلا أنها رائعة ، عاد من تأمله على تمتمة تلك الجميلة بكلمات غاضبة نظر لها : ومن قال لك أنها ألاعيب أيتها الصغيرة أنت منذ رأيتك قد أصبحت لي سآخذك مهما كان رأيك جميلتي فلا تعتبي نفسك بالمقاومة هل تفهمين أنتي ملكي برضاكي أو غصبا عنك .
نظرت له وقد أحست بغضب جارف يجتاحها من يظن نفسه صرخت بغضب وقد فقدت أعصابها من غروره : إسمع سمو الأمير بالرغم من أنك أمير فأنا لست جارية لديك ولن أكون هل تفهم ....
لم يتكلم بل إبتسم بسخرية بطريقة جعلت مراجل الغضب تشتعل في صدرها إقتربت منه : هل فهمت سمو الأمير أنا فتاة حرة ولست ملك أحد نظر لعيناها بإفتتان وهو يرى عينياها تشتعلان بلهيب الغضب وكأن النار تخرج منهما .
تابع ببطء : على مهلك صغيرتي لا تتعبي أعصابك لا مفر لك مني فاستسلمي طفلتي خلال أيام ستكوني تحت قدمي تؤدين فروض الطاعة جاريتي الجميلة .
بلحظة كانت يدها ترتفع لتهبط على وجنته بقوة دون أن تعي عواقب فعلتها فهي منذ صغرها كانت سريعة الغضب وكلامه أفقدها السيطرة .
جمدا كلاهما بينما إحمرت وجنة روبير من صفعتها ... شحب وجهها بشدة وهي ترى عيناه وقد إختفى بريقهما ليصبحا مظلمتان وكأن الظلام قد إحتلهما ماهي إلا ثوان و كانت محمولة على كتفه أصابها الذعر من عواقب فعلتها و من عقابه حاولت المقاومة ... ضربت ظهره ... تخبطت بين يديه ... إلا أنه قوي بدأت بالصراخ ، لم تشعر إلا وهي تقف على قدميها وقبل أن تصرخ من جديد شدها إليه يكتسحها بعناق قاس ، شفتيه تقتنصان شفتيها بقبلة إمتلاك وكأنه يضع وشمه عليها ويوسمها بإسمه كانت تقاومه بعنف فجأة بضربة منه خلف رقبتها جعلتها تسقط بين ذراعيه فاقدة الوعي وقد تقرر مصيرها ودخلت سجنه وقيدت بقيده الذي لن تستطيع التخلص منه .
حملها بين ذراعيه ومازال الغضب يمتلكه ، إتجه نحو الإسطبل وضعها على ظهر حصانه وهو يلقي أوامره على خادمه لينطلق بها نحو قصره ليقسم أنه سيروضها ويعلمها معنى الخضوع لسيدها .

♥♥♥♥♡♥♥♥♥


بين أسوار مملكته مكتوبة كاملة سلسلة قيد الجواريWhere stories live. Discover now