الفصل 30

5.5K 185 6
                                    



عند رومينا

خلال ساعات قليلة جهزت المضافة بكل ما يلزم رومينا من مواد وأدوات الخياطة كما تم فرش أحد الغرف بأثاث مكتبي وحولت لمكتب فخم من أجل رومينا، كما جهزت غرفة أخرى بمرايا وكل ما يلزم لتكون غرفة قياس . 
عادت إيفانيا بصحبة سينيتا حسب أوامر الملك ، كما أحضرت معها بعض الجواري التي إختارتهم مع مرتا ممن يمتلكون خبرة بالخياطة وبعض الجواري الصغار بالعمر واللواتي يرغبن بالتعلم .

في مكتب رومينا
إيفانيا : رومي اعرفك على سينتا التي عينها الملك لمرافقتك ، وهي من ساعدتهم بكشف الخائن ، سينيتا أعرفك بالأميرة رومينا ابنة الملك الكسندر ...
انحنت سينتا باحترام : تشرفت بمعرفتك سمو الأميرة .
ابتسمت رومينا بلطف : أهلا بك سينتا لقد سمعت عنك من إيفانيا ومرحبا بك بيننا ، ولا داعي لألقاب ناديني رومينا فقط فنحن سنصبح أصدقاء أليس كذلك .
ابتسمت سينتا وقد إطمئن قلبها لصحبة الأميرة .
قدمت لهن القهوة ... وفجأة فتح الباب لتطل ليا ...
عانقتها رومينا وهي تقول ممازحة : أخيرا أخبرينا كيف سمح لك أميرك بالخروج من قفصك .
عبست ليا بمزاح : أي قفص إنه كالعسل على قلبي ، و لم آتي لزيارتك بل أنا هنا لأكون أول زبونة عندك .
رومينا : وأجمل زبونة أنت اطلبي فقط وتدللي ما نوع الثياب الذي تريدينها ؟
إحمر وجه ليا بفتنة : أريد ثوب زفاف فزفافي بعد يومين ومع طفلي العزيز
لن أجد ثوبا مناسبا أرتديه .
هتفت رومينا بسعادة وعانقت ليا : أخيرا ستصبحين زوجة أخي أتمنى لكما كل
السعادة .
مضى الوقت وسط مزاحهن وضحكاتهن إلا رومينا التي سرحت بعلاقتها مع زوجها وهي حتى الآن لا تعلم كيف ستتصرف وقد قربت عودته وكيف ستكون ردة فعله حين يعلم بمشروعها الذي رفضه من قبل ........

**********************

عند جوليانا وليوناردو

وقف ليو بذهول وهو يراها أمامه ، لم ترى عيناه أجمل منها ولا أكثر فتنة
رآها كحورية تسلب القلوب وتأسر الأنظار بحسنها وجمالها .
اقتربت منه ببطء بحذائها العالي و الذي ترتديه لأول مرة ....
اشتعلت نظراته ودكنت عيناه أكثر وهو يرى ما ترتدي لأول مرة يرى فتنتها فهي امرأته ملكه وحدها من تسيطر على أفكاره ومشاعره وقفت أمامه وبصوت مغناج : 
الحمد لله على سلامتك ملكي ، قلقت عليك حين خرجت طمئني هل جرحك بخير .
نظر لعينيها وهو يرى اهتمامها الصادق به : لا بأس لا تقلقي حبيبتي .....
أخبريني هل كل هذا التغير خوفا من عقابي على تهورك وعدم التزامك بالأوامر .


بحنق : كلا ليس كذلك ... لا يهمني عقابك لأني أستحقه لكني لست بمتصنعة بل أردت ....أردت ...
لم تستطع ربط حروفها وهي ترى نظراته لها فالتفتت تريد الهرب بعيدا عن تأنيبه وخوفا من جفائه ...
أمسك بيدها يشدها إليه تأوه من اصطدامها بصدره اقترب منها وهمس بأذنها ويداه تحاوطان خصرها المنحوت : هل أخبرتك أنك رائعة الجمال ...
ابتعد ينظر في عينيها وتعجب بشدة لأول مرة يرى احمرار وجنتيها ، وخجلها الذي لم يره من قبل .
انتفض قلبها وتسارعت دقاته لقربها منه وسماعها غزله الصريح حاولت الكلام دون جدوى أعجبه خجلها وضياعها بين يده سحبها نحو الغرفة شعر بتشنجها
فهمس : لا تقلقي صغيرتي فأنت أمانة في عنقي ولم أخن الأمانات يوما ...
ابتسمت برقة وثقة وقد اطمأنت لكلماته فهو ابن عمها ....
نعم هي تثق به لن يلوث حبهما ويخون أمانة والديها ووالده الذي أقسم أمامه أن يصونها ويعتني بها. استلقى على السرير يتأوه بألم شديد بسبب قطب الجرح،
استلقت بجانبه وعانقته بلطف وهي تدرك مدى صبره وتحمله لألم الجرح وأعراض تراجع السم في جسده والذي يعجز عن تحمله أقوى الرجال .
وضع رأسه على صدرها ينعم بأحضانها قال وهو يستمع لضربات قلبها المتسارعة :
أتعرفين .... واشتدت نبرته وهو يكمل بوعيد ..
إن رأيتك ترتدين مثل هذا الثوب أمام أي أحد سأقتلع عيناه وأرميها بعيدا ... فتنتك .. جسدك ... حسنك .... نظراتك كلها ملك
لي حبيبتي ...
همست بأذنه : أمرك سيدي لن أفعلها أبدا ... أما الآن فيجب ان تأخذ قسطا من الراحة كي تسترجع طاقتك ..
سألها : أخبريني جوليا لو أعطيتك الخيار يوما، هل ستتزوجينني أم سترحلين وترفضي حبي .... أعرف أني بالغت بعصبيتي وغضبي بعض الأحيان ولكن اعلمي أنه بسبب الألم الذي عشته كل تلك السنوات وأنا أظن بأني أحب شابا
لا تدركين مقدار عذابي واشمئزازي من نفسي لذلك، كم كنت أعاني بصمت كنت دائما أشعر بالعار من حبي المريض لأدرك في النهاية أنك فتاة و يمكنني إبقائك بقربي .
جو : أنا أتفهمك لكنك كنت مرعبا بحق ، وأنا كنت أخشى نظراتك وعشت بخوف دائم حين أكون بقربك ، لو تعلم كم أخفتني وأرعبتني لكنك فيما بعد جعلتني أشعر بمشاعر غريبة وبحريق يتملكني بمجرد نظرة منك .
ابتسم وهو يلح عليها : إذا هيا أجيبي على سؤالي ... هل ستختارين البقاء أو الرحيل ؟
جو : حسنا لا اعرف ... لكن على الأغلب سأبقى بجانبك ، نعم سأبقى .
ابتسم لها بضعف وبدا يغلق عيناه وقد تملك منه التعب والألم ليغرق بأحلامه وهو بين يدي من أسرت فؤاده وملكت قلبه .
حين تيقنت من نومه وضعت رأسه على الوسادة ببطء ثم دخلت إلى الحمام وارتدت ثيابا للنوم واستلقت بجانبه ولكن فوق المفرش بينما هو أسفله ووضعت بضع وسائد بينهما ، ثم بقيت لمدة طويلة تتأمل سكونه ووسامته وتشكر الله على نجاته .
لم تظن أنها تحبه لهذه الدرجة إلا حين رأته منهارا وحياته في خطر ، أحست وكأن روحها تفارقها وكادت تفقد رباط جأشها وتعجز عن مساعدته إلا أن قلبها وحبها له انتصر وأعطاها الإرادة لتسيطر على مخاوفها بفقدانه وتكمل محاولة علاجه لينجو أخيرا بعد مرور لحظات قاسية جدا ولولا وجود توماس ومساعدته لها لفقدت تمالكها فالكل كان ينظر لها ويلومها لما تسببت به ..... ظلت غارقة بأفكارها حتى غرقت في نوم عميق بلا أحلام .......
استيقظ ليو في الصباح ليراها نائمة إلى جانبه فوق الغطاء ، تأملها وهو يتذكر ما حدث بالأمس ، خجلها الذي فاجأه واعترافها بمشاعرها لأول مرة ، ابتسم بظفر وهو يدرك بأن قلبها أصبح ملكه ولكن عليه إشعارها بالأمان كي لا تقاوم مشاعرها وأكثر ما كان يسعده بأنها كانت جوهرة نفيسة خبئت بعيدا هو من أخرجها وجعلها تتألق ...
مد أصابعه يريد لمسها إلا أنه توقف قبل لمسها قبض على أصابعه لن يلوث حبه إنه يريدها روحها وجسدها ولن يأخذها إلا وهي زوجته أمام كل المملكة .
غادر مسرعا وقد قرر بالعودة فورا والاستعجال بزفافه فهو لن يطيقالانتظار لوقت أطول ....
قامت الخادمة بإيقاظ جو لتخبرها بأن تستعد فالملك سيعود اليوم للعاصمة ،
وقامت بمساعدتها بارتداء ملابسها ...
أما ليو توجه للمكتب حيث أتى الطبيب وعاين جرحه وبدل الضمادة .
أما إيريك خرج ينفذ أوامر ليو بتجهيز الجيش للعودة كما أمر ببقاء دارك وفرقته وتنصيب دارك رئيسا للمدينة وفرز كتيبة من الجيش لتوضع تحت إمرته .
وتم نقل الخونة إلى إحدى عربات السجن لينقلوا إلى سجن القلعة تحت حراسة مشددة بعد أن رأى أن إبعادهم أفضل كي لا تتهور جوليانا من جديد ....
وتم إرسال رسالة للعاصمة التي جهزت لاستقبال الملك وجيوشه .

بين أسوار مملكته مكتوبة كاملة سلسلة قيد الجواريWhere stories live. Discover now