الفصل 13

6.9K 226 9
                                    



الفصل الثالث عشر



حملها ليو بهدوء حتى وصل إلى جناحها إلا أنه غير رأيه ليحملها إلى جناحه المجاور ، وضعها برفق على السرير ، ثم نزع مجوهراتها وتاجها ثم تمتع بتحرير خصلاتها لينسدل شعرها على وسادته وهو يتوهج كألسنة اللهب ، إستلقى على السرير بعد أن إرتدى بنطلون بيجامته وإقترب منها يشدها لأحضانه نظر لوجهها الناعم مد يده يريد لمسها، إلا أنه توقف فهو يحترمها لن يقترب منها حتى تكون بكامل وعيها و زوجة له .
تنهد يفكر وقد لاحظ إرهاقها وهالات عينيها ، لقد قسى عليها جدا لكن غيرته أعمته عن الحقيقة تذكر لوم روبير لما فعله ب توماس ، وذكره برحلته معهم وكيف كان يتعامل معها كأخت ، حتى حين رقص معها لأول مرة لم يرى أي غيرة أو رفض من توماس وقد أخذها من بين يديه تقريبا ، لذا سمح لها بإرسال الرسالة وتلك الأدوية له .
إنه يخشى عليها بعد أخبار اليوم فهي أصبحت نقطة ضعفه التي عليه أن
يخفيها عن أعين المراقبين .
قبلها بلطف من جبهتها وهو يهمس بأذنها :
نوما هانئا حبيبتي .... سأحميكي حتى من نفسي صغيرتي .
ثم إستغرق بالنوم وهو يضمها إليه وشبه إبتسامة قد إرتسمت على شفتيه .
في الصباح تملمت جو قبل أن تفتح عينيها لتتفاجأ بالغرفة الغريبة والسرير الضخم الذي نامت عليه ، شهقت برعب إلا أنها ما لبثت أن تنفست براحة فهي ما زالت ترتدي ثوب حفلتها .
دخلت خادمتها لتصطحبها إلى الحمام والذي لدهشتها كان له بابا مشتركا مع غرفة الملك .
كان الحمام مهيأ وقد وزعت بتلات الزهور على سطح الماء وأضيفت عطور الياسمين التي تحبها .
رفضت جو بقاء أحد معها فهي لا تحب أن تستحم أمام أحد ، إرتدت ثوب حمامها ودخلت غرفتها تعتني بشعرها لتجففه وتجمعه على رأسها .
إرتدت ثيابها و جلست لتتناول فطورها على الشرفة كما طلبت ، لاحظت وجود وردة حمراء جميلة جدا قربتها تشم عبيرها العطر وتتلمسها برقة ، تناولت الرسالة التي كانت مع الزهرة لتقرآها :
صباح الخير حبيبتي أتمنى أن تكوني قد نمت جيدا وحلمتي بي
أنا لن أعتذر عن قسوتي فغيرتي نار تحرق كل من في طريقها
لكني أعدك بهدية مميزة ستحبيها وإعتبريها غصن زيتون مني
لندعي أننا تقابلنا لتو ولنتعرف من جديد فأنت ستكونين زوجتي
وأم أطفالي هذا قدرك وقدري أن أكون إلى جانبك وأحميكي صغيرتي
في المساء سنتناول العشاء معا فلتتجهزي من أجلي فاتنتي
والآن تناولي إفطارك وإنزلي للمضافة فهديتك هناك .
إبتسمت لكلماته صحيح أنه لم يعتذر منها ولكن معنى كلماته واضح ، تناولت بضع لقيمات صغيرة وشربت العصير قبل أن تخرج متجهة إلى المضافة وقد إنتابها الفضول لرؤية هديته .
دخلت لتراها أمامها ركضت لحضنها الحنون وعانقتها بحب ، بينما تعالات شهقاتها لتبكي بين ذراعيها ، لتشاركها البكاء لم ينتبها لمن دخل ثم خرج بهدوء وهو يرى إنفعالهما وحب تلك العجوز لصغيرته ، ليطمئن وقد أدرك كم كانت جوليانا بحاجة جدتها .

♡♡♡♡♡♥♡♡♡♡♡

عند ليا
وصل توماس في المساء وحيدا لقصر الأمير بعد أن غادرت جدته للقاء جوليانا فقد إستدعاها الملك بنفسه مما أراحه وبقي عليه أن يطمئن على شقيقته العزيزة ليا .
وقف عند بوابة القصر وعرف عن نفسه لكنه فوجئ بالحرس يمنعونه من الدخول فهذه أوامر الأمير قبل أن يغادر ، إحتار ماذا يفعل فهو لا يريد مشاكل مع الأمير ثم قرر الذهاب والعودة لاحقا .
إمتطى حصانه وقبل أن يغادر سمع صراخ إمرأة تستدعي الحراس وتطلب النجدة .
دخل بسرعة بحصانه دون أن يبالي بالحرس ليرى ذلك الدخان المتصاعد من إحدى النوافذ .
أول ما تبادر لذهنه شقيقته ليا فأسرع يقتحم تلك الغرفة ليرى المدفأة وإلى جانبها طاولة صغيرة وبقايا خزف على الأرض ، وقد إشتعل خشب تلك الطاولة القريب من المدفأة ، نظر حوله فرأى طاولة الطعام ليسحب غطائها وقد سقط ما عليها على الأرض ، إلتفت يضرب به ألسنة النيران حتى أطفأها ، بدأ الدخان ينقشع قليلا عندها رآها.
إقترب بتوجس ثم أصابه الخوف وقد ميزها ، كانت ساكنة وقد شحب وجهها وإزرقت شفتيها وهناك آثار أظافر على رقبتها ووجنتها ، حملها وغادر مسرعا للحديقة فهي بحاجة للتنفس ، صرخ يطلب طبيبا وقد ساد الهرج والمرج ليخبروه أن طبيب القصر غادر ولن يعود حتى مساء اليوم التالي .
حملها بسرعة ووضعها على الحصان قبل أن ينطلق مسرعا نحو القصر الملكي القريب من هنا ، ضمها بين يديه وكله أمل بنجاتها .
دخل إلى القصر في الصباح ، ترجل يحمل ليا ويطلب لقاء الأميرة ، منعه الجنود من الدخول حسب أوامر الملك ، فصرخ بهم غاضبا .
إبتعدو إن أختي بخطر سيعاقبكم الأمير روبيرتو إن أصابها أذى ... ثم بدأ ينادي باسم جوليانا التي كانت لحسن الحظ بالمضافة لذا قد شعرت بالضجة خارجا .
خرجت ترى مالأمر لتصدم بوجوده وتصرخ بالحراس .
_ توقفوا إبتعدوا عنه ..... تردد الحراس لتصرخ بحدة : قلت إبتعدوا .
إنحنوا بطاعة أمامها
بينما أشارت لتوم ليلحقها بسرعة بينما دخلت القصر وفي أعقابها جدتها إيما وتوماس دخلو لغرفة الضيوف لتطلب وضعها على الأريكة بنظرة سريعا قيمت الوضع هي ترى شحوبها لكن ما أثار قلقها الدماء التي تنزف من بين ساقيها .
صرخت وهي تراها خلفها : ميرتا أسرعي أريد غازا أرضيا وماء مغليا بسرعة وأحضري حقيبتي من الغرفة ونادي الطبيب الملكي على الفور .
إلتفتت لتوماس : إنتظر وجدتي خارجا لا تقلقا ستكون بخير .
بمساعدة الخادمات نزعن ثيابها الملوثة وقمن بتحميمها لإزالة رائحة الدخان وآثاره ، وضعنها على السرير وقمنا برفع رأسها بعدة وسائد .
تم وضع الغاز وفوقه وعاء مليء بالماء المغلي وقد أضافت له جو ورق الكينا وبعض الأعشاب العطرية الفواحة ....
نظرت ل ليا تحاول تمالك نفسها فصديقتها بخطر وذلك الطبيب لم يأتي حتى الآن .
دخلت ميرتا لتبادرها جو : أين ذلك الطبيب ، ألم تستدعيه ؟
_ آسفة سيدتي لقد رفض معالجتها بحجة أنها ليست من العائلة المالكة .
هدرت بحدة : تبا له سأقتله بيدي .... أخبريه أنها على وشك خسارة طفل الأمير روبيرتو هيا أسرعي .
حاولت تهدأت أنفاسها لتغلق عينيها وهي تتذكر إرشادات والدها ونصائحه وما قرأت في كتبها لعلاج مثل تلك الحالات ، إلتفتت لحقيبتها وأخرجت عشبة طلبت منهم غليها وتحليت مائها بالعسل لتساعدها ميرتا على جعلها تشربه .
أخرجت دهونا ذو رائحة نفاذة ودهنت به صدرها وبدأت تدلكه بتمسيدات دائرية قوية ...
بعد وقت طويل عبقت الغرفة برائحة الأعشاب العطرية وبخار الماء ولاحظت جو تحسن تنفس ليا وتوقف نزيفها .
خرجت جو بعد زوال الخطر ، وقد تركت ميرتا وخادمتين للعناية بصديقتها و شقيقتها ليا .

♡♡♡♡♡♥♡♡♡♡♡

خرج توماس من الغرفة لينهار على إحدى الأرائك في الردهة دون أن ينتبه لمظهره وتلوث ملابسه ، ولأول مرة في حياته يشعر بدموعه تخونه وبصدره يعتصر من الحزن ، جلست جدته تضمه إليها ولسانها يتلو بالدعاء لحفيدتها الصغيرة ، دعت لها الله ليحميها ويحمي طفلها من كل سوء .
خرجت جو تطمئنهم على زوال الخطر ، قبل أن تبتعد بسرعة.
سارت مسرعة كالإعصار بهيئتها المتعبة بعد تعب تلك الساعات ، وهي تشتعل من الغضب وقد علمت مكانه ، إقتحمت مكتبه بقوة ... نهض الطبيب وتلك الجةلسة على ركبتيه بخوف وهو يرى الأميرة تقتحم مكتبه .
لكمته بقوة فاجأته ... فسقط على الأرض يتلوى من الألم .
تجمد روبيرتو الذي تبعها وهو يراها بتلك الحالة وتفاجأ من عصبيتها وغضبها وهي تصرخ
_ أخبرني أيها الوغد لما لم تلبي ندائي ألا تعرف من أنا ... تبا لك .
_ أرجوكي اعذريني فأنا طبيب العائلة الملكية فقط ولست هنا لأعالج المحظيات ، وليس من حقك ضربي .
فارت مراجل غضبها فإندفعت تلكمه وتضربه بقدمها بعنف وقوة ، أمسكها روبرتو يحد من ثورتها بصعوبة بينما تقاومه لتصرخ بوجهه
_ تبا .. أتركني روبير أأدبه ، من يظن نفسه إن ليا ليدي وليست محظية فقط وحتى إن كانت أنت طبيب واجبك رعاية المرضى .... حاولت الإفلات من جو وقد أكملت ثورتها بوجه روبير وهي تضربه على ساقه .... ألا تفهم بسببه كنت تفقد الإثنين ليا وطفلك لأنه رفض علاجها .
تجمد روبيرتو من الصدمة ... ليا ... طفله ... ما الذي يسمعه ... أمسك بكتفيها ونظراته تطالبها بتفسير وتأكيد ما سمعه .
أشارت لذلك المسمى طبيبا وأشارت عليه ... لقد رفض علاجها بحجة أنها محظية ،رغم أنها تحمل طفل الأمير ، تبا لكم ولقوانينكم كلنا بشر ومن حق الجميع تلقي العلاج ... دفعته بحنق وإلتفتت لتغادر فرأت ليوناردوا واقفا يتابع الموقف بعد أن جذبته تلك الأصوات المرتفعة .
نظرت له بحدة وغضب بينما إندفعت للخارج .... مد يده و أمسك بيدها إلا أنها نفضتها بحدة وهي تبتعد عنه عائدة إلى ليا .
تبعها ببطء ليجد توماس منهارا يبكي مما صدمه ... بادرها توماس .... طمئني جو كيف هي هل ستنجو إني خائف عليها .
ربتت جو على ظهره وهي تضمه تعذره فهو لطالما كان حنونا ويحمي ليا الرقيقة طوال الوقت.
كانا متعانقين بأخوية وهي تخفف عنه دون أن تنتبه لملكها وقد تصاعد غضبه فهو إنتبه لتوماس الذي خاطبها كشاب مما أيقن أنه لا يحبها كفتاة بل شقيقة ومع ذلك ما زال يغار منه .
لحق بهم روبير وهو يجر ذلك الطبيب بعنف ليدخل الغرفة ومعه جو وتوم
عاينها الطبيب ليخبرهم أنها والجنين بخير لكنها فاقدة الوعي تحتاج بعض
الوقت لتستعيد وعيها ، ثم غادر بعد أن طرده ليو ....
وقف روبير يتأمل ليا ورأى علامات الضرب وخدوش الأظافر على وجهها ورقبتها وذبولها ..... أحس بنظرات جو وتوم الائمة لأنه لم يحسن حمايتها كما تعهد لهم ...
شعر روبير بالغضب بعد أن علم كيف وصل توماس لقصره وكل الأحداث التي جرت مع حبيبته وتعهد بعقاب فيولا وخدمه على ما حصل لفتاته .
تابعت جو الإشراف على علاج ليا التي لاحظت تحسن وضعها الصحي لتتركها بين يدي الطبيب و الممرضة الخاصين بروبير والذي إستدعاهما ، وقد أمرت بتجهيز غرفة لتوماس وجدتها قرب غرفة ليا ، لتغادر وقد تملكها الإرهاق والتعب .
دخلت غرفتها ببطء وإنهارت عل الأريكة تجهش بالبكاء لحال ليا دون أن تنتبه لليوناردو ..
وقف وهو يراها تدخل وتنهار ... تلك التي تسللت إلى داخله وأسرت نبضات قلبه ، رآها اليوم كتنين ينفث اللهب وهي تضرب طبيبه وتنفجر به مما زاد إعجابه بها جسدا وروحا ، والآن يراها كأنثى ضعيفة تحتاج صدرا حنونا يحتويها ويخفف حزنها ......
وقفت حين شعرت بوجوده وقد ميزت رائحة عطره التي أحاطت بها حين إقترب منها ، وضع يده على كتفها يديرها إليه .... قاومته بشدة وهي تضرب صدره بيديها الناعمتين .
دعني ... إبتعد عني أنت وقانونك البائس ....
تركها قليلا قبل أن يثبتها بمكانها وبنبرته الواثقة و البادرة : إهدأي جوليا ... يكفي .... تجمدت بين يديه بينما مسح دموعها برقة غريبة عنه .
_ الطبيب وقد طردته من القصر وجردته من مكانته ، ألن يرضيك ذلك صغيرتي .
_ نظرت له بصمت قبل أن تتحدث : وهل سيهمك ما سأقوله وما أريده فعلا هل ستنفذ ما أتمناه .
_ طبعا عزيزتي طالما تلتزمين بحدودي سأسمعك عزيزتي .
_ يجب أن تعلن أن العلاج لجميع وحتى إذا كانت جارية أو محظية هن بشر مثلنا يحق لهم مايحق لكل بشري بتلقي العناية الطبية .
_ حسنا عزيزتي ليس لأنك تريدين ذلك ولكن لأني لا أريد أن يتكرر ما حدث اليوم في قصري مرة أخرى ، وقد كنا نخسر طفل أخي .
تنهدت براحة إلا أنها مالبثت أن شهقت بألم وهو يمسك بفكها بقوة يجبرها على النظر في عينيه واللتان دكنتا لعنف ما يشعر به تجاهها ويده الأخرى تشد على خصرها ليقترب من أذنها هامسا :
_ تذكري حدودي لا يمكنك التصرف كالرجال بعد الآن أنتي فتاة وليس أي فتاة ، أنتي إمرأتي أنا ولا يليق بك مثل هذه تصرفات ، فتصرفات الشجار لا تليق بمكانتك إلى جانبي .
حاولت مجادلته ولكنها عوضا عن ذلك أصدرت أنينا متألم وهو يزيد ضغطه على خصرها ....
ترك وجهها ببطء قبل أن يقبلها على وجنتيها المحمرتين من أثر قسوته عليها ليهمس محذرا بصرامة :
حاذري .... ثم حاذري من إغضابي عزيزتي ، فأنت مهما علت مكانتك لازلت ملكا لي ولم تعد حياتك ملكا لك لتتصرفي كما تريدين .... هل فهمتي ؟
هزت رأسها وهي تتأوه من الألم ....
بينما دفعها عنه وإستدار خارجا من غرفتها متمالكا نفسه بسيطرته الجليدية التي يمتلكها .
شعرت بالضعف والخوف وقد أدركت أنها أصبحت ملك له ولن تستطيع التحرر من قيوده أبدا ، إستلقت على فراشها وقد تكورت كالجنين وهي تبكي بصمت .. تشتاق لوالديها ... لحياتها السابقة .... لحريتها المسلوبة ... لن تستطيع الهرب منه سيجدها أينما ذهبت .....
غفت ودموعها على خديها وهي تشعر بالوحدة وقلة الحيلة .
إستلقى ليو على فراشه وهو يتذكر تلك النمرة الغاضبة والتي خلبت لبه .... صورتها لا تفارقه وهي تنفجر بذلك الطبيب وتكيل له اللكمات القوية رغم رقة يديها ... أعجبته روحها القوية والتي سيروضها بكل الطرق ....
لا يريد كسرها ولكنه سيفعل إن إحتاج لذلك .
زفر بعمق وهو يفكر بأمن مملكته هل سيعيد الزمن نفسه ،يتذكر أنه قد قيل لهم أن اللورد الأسود قد مات ولكن معلوماتهم الآن تثبت عكس ذلك ، لا بد له من رؤية والده ليخبره الحقيقة ، ليستطيع حماية مملكته وشعبه والأهم من كل ذلك أميرته الجميلة .

**************



بين أسوار مملكته مكتوبة كاملة سلسلة قيد الجواريحيث تعيش القصص. اكتشف الآن