الفصل الاخير

38.6K 1K 45
                                    

الفصل الاخير
خرج عثمان من بيت جده وهو يكاد ينفجر من شدة غضبه ... لا يصدق ما سمعه هناك ... لقد اتفق الجميع عليه ووقف ضده ... وكأنه المذنب الوحيد فيما حدث... حاول أن يسيطر على غضبه المتصاعد وهو يهبط من سيارته متجها إلى داخل الشركة وتحديدا نحو مكتب صفا ...
ما أن وصل إلى هناك حتى دفع الباب بقوة لتجفل صفا من هجومه المفاجئ عليها ...
تقدم ناحيتها وهو يقول بغضب :
" هل ما سمعته صحيح ...؟"
عقدت صفا حاجبيها باستغراب وهي تسأله:
" ماذا تقصد ...؟"
" لا تمثلي علي الغباء الآن ... اتحدث عن أسامة الذي تقدم لخطبتك ..."
فتحت صفا فمها ببلاهة بعد أن صدمها ما سمعته ... ظلت على هذه الحال لفترة ليست بقصيرة حتى استوعبت ما يقوله عثمان لتقول :
" من قال هذا ...؟"
اجابها بضيق:
" جدي هو من قال هذا ... ويبدو أنه موافق..."
" انا لا أعلم شيء عن هذا ... لقد عرفت للتو عن هذا الموضوع ..."
ارتاح عثمان قليلا بعد ما سمعه منها وعن جهلها لكل ما يحدث ... اخذ نفسا عميقا قبل أن يسألها يترقب :
" وما رأيك انت ..؟"
صمتت صفا للحظات قبل أن تقول بجدية :
" لا اعلم ... أسامة شاب مميز ووسيم... انا بحاجه لأفكر قبل أن اتخذ قراري النهائي..."
" تفكرين...!! انت يجب أن ترفضي حالا ..."
" ارفض ... لماذا ...؟"
سألته صفا باستغراب ليظهر الارتباك واضحا على عثمان مما جعل صفا تبتسم بخبث قبل أن تقول بجدية :
" أسامة شاب رائع وأخلاقه عاليه ... يعني لا يوجد سبب لرفضه ... وانت لا يحق أن تتدخل فيما لا يعنيك... كم مرة يجب علي أن أخبرك بهذا ..."
" حسنا يا صفا ... كما تريدين ... لكن ليكن بعلمك انا لن أسمح لهذه الزيجة أن تتم ..."
" لماذا...؟ وبأي صفة...؟ هل أنت ابي أو اخي وانا لا اعلم ..."
سألته بحنق ليجيبها ببرود :
" ابن عمك وطليقك السابق وزوجك المستقبلي..."
قالها ثم خرج من المكتبه تاركا صفا في قمة ارتباكها وسعادتها في أن واحد ...
...........................................................................

دلفت صفا إلى مكتب جدها في منزله لتجده جالسا هناك يقرأ في أحد الكتب كما اعتاد أن يفعل دائما...
ما أن شعر بوجودها حتى قال :
" ادخلي يا صفا ... كنت انتظر زيارتك هذه منذ الصباح ..."
تقدمت صفا ناحيته وجلست على الكرسي المقابل له وهي تسأله بتردد :
" لماذا فعلت هذا يا جدي ..؟ لماذا أخبرت عثمان بأن أسامة تقدم لي ...؟ "
أغلق الجد كتابه ووضعه على الطاولة أمامه ثم نهض من مكانه واتجه ناحية ليجلس على الكرسي المقابل لها وهو يقول بجدية :
" من اجلك ... لأنك تحبينه ... وهو أيضا يحبك ..."
" يحبني...!!! هل تسخر مني يا جدي ...؟ عثمان لا يحبني..."
قالتها بتهكم حزين ليقاطعها الجد :
" كلا يحبك يا صفا... وانا واثق من هذا ..."
تطلعت إليه صفا بعدم اقتناع ليردف الجد :
" لو رأيته كيف جن جنونه حينما علم بخبر خطبتك... أليس هذا بدليل على حبه لك وغيرته عليك ...؟"
صمتت صفا للحظات مفكرة في حديث جدها قبل أن تقول :
" لهذا السبب طلب مني لبيد أن اعمل في الشركة ... كل شيء كان خطة منك يا جدي ..أليس كذلك ...؟"
" نعم يا صفا ... كل شيء كان بتخطيط مني ... ولبيد ساعدني بهذا ... وانت ايضا سوف تساعديني ..."
" كيف تطلب مني شيء كهذا يا جدي ... وانت اكثر من يعرف ما فعله بي عثمان ... وما فعلته انا به ..."
" انتما الاثنان اخطئتما يا صفا ... وعليكما أن تتحملا مسؤولية خطئكما..."
اشاحت صفا وجهها بضيق قبل أن تقول بعد اقتناع :
" افعل ما شئت يا جدي ... لكن عليك أن تعرف بأنني لن أتدخل في كل هذا ولن أسمح لكرامتي أن تهان مرة أخرى ..."
قالت كلماتها الأخيرة ثم نهضت من مكانها متجهة خارج الغرفة تاركة جدها يتابعها بنظراته وابتسامة سعادة تكونت على شفتيه ...
...........................................................................
مر اسبوع كامل والأوضاع كما هي ...
الجد ما صار مثلا على اكمال خطته وقد أبلغ الجميع بأن اليوم هو الموعد الذي سيتقدم به أسامة لخطبة صفا ...
وعثمان يغلي من غضبه وغيرته مما يحدث ...
وصفا تلتزم الصمت ولا تعترض على اي شيء ...
...........................................................................
" جدي ما تفعله خطأ كبير ... ماذا لو لم يفعل عثمان شيء ... كيف سيكون موقفنا أمام الجميع ...؟"
قالها لبيد بتوتر واضح جعل الجد يزفر أنفاسه بضيق قبل أن يقول بثقة :
" انا واثق من أن عثمان سوف يتصرف ... انا متاكد من هذا ..."
صمت لبيد ولم يتحدث بينما اكمل الجد متسائلا :
" هل أوصلت صفا إلى الكوافير..."
اجابه لبيد بملل :
: نعم جدي اوصلتها ... لقد أصبحت على آخر الزمن سائق خصوصي الانسة صفا ... وكأنه لا يوجد لدي غيرها ..."
" إلا تكف عن تذمرك يا ولد ..."
" جدي ... انا ما زلت عريس جديد ... وانت ترسلني طوال الوقت في مهمات صعبه ... ما ذنب زوجتي في كل هذا ..."
" اخرس يا لبيد ... عن اي مهمات صعبة تتحدث ...؟ هل السلام الى الحرب وانا لا اعلم ...؟"
صمت لبيد ولم يتحدث بينما اكمل الجد بدوره :
" لننتظر ونرى ماذا سيفعل عثمان ... "
........................ .................................................
كانت صفا جالسه في أحد أرقى مراكز التجميل والعاملة تقوم بتزيين شعرها ووضع المكياج لها ...
كانت تشعر بالضيق الشديد والاختناق بسبب ما يجري حولها من مخططات هي في غنى عنها ...
رن هاتفها فالتقطته لتجده رقم غريب يتصل بها ... ضغطت على زر الإجابة ليأتيها صوت عثمان البارد وهو يقول :
" انا في الخارج ... أريد أن أراك فورا ... واذا لم تخرجي سوف ادخل بنفسي اليك واخرجك من المكان ..."
شتمت في داخلها بصمت ثم نهضت من مكانها وخرجت متجهة اليه لتجده واقفا بجانب سيارته ينتظر خروجها وما أن رأها حتى تقدم ناحيتها وهو يأمرها قائلا :
" اركبي ..."
" ماذا تريد يا عثمان ... ؟ وكيف تخرجني من المكان بهذه الطريقة السخيفة ...؟"
قالتها بعصبية شديدة لم يبال بها وهو يأمرها مرة أخرى:
" اركبي حالا ..."
" لن أركب..."
قالتها بعناد جعله يقبض على ذراعها ويدخلها في سيارته غصبا عنها بينما هي تقاومه وتضربه بكل قوتها ...
أغلق عثمان باب السيارة ثم اتجه ناحية مقعدة وجلس عليه وبدا في قيادة السيارة غير متأثرا بصراخ صفا ومحاولتها لايقافه...
أما لبيد فكان قد وصل قبل لحظات ليرى المشهد أمامه ليبتسم براحة وهو يخبر جده بنجاح خطته ...
...........................................................................
اوقف عثمان سيارته في أحد الشوارع الفرعية ثم استدار ناحية صفا وهو يرمقها بنظرات هادئة جعلتها تسأله بضيق :
" هل سوف تبقى تنظر إلي بهذا الشكل...؟"
" وهل يوجد مانع ...؟"
سألها بسخرية جعلتها تشيح وجهها عنه بضيق ...
ظلا صامتين لفترة طويلة كلاهما غارق في عالمه الخاص ويفكر بطريقته الخاصة حتى قطعت صفا هذا الصمت وهي تقول بملل :
" إلى متى سوف تبقى هكذا ...؟"
تحدث اخيرا عثمان قائلا :
" حتى توافقي على طلبي ..."
" وما هو طلبك ...؟"
سألته صفا بعدم فهم ليجيبها بجدية :
" الزواج بي ..."
" في أحلامك ... شيء كهذا لن يحدث ابدا يا عثمان ... اساسا كيف أتتك الجرأة لتطلب مني شيء كهذا بعد جميع ما فعلته بي ..."
" لماذا تتحدثين وكأنني المذنب الوحيد فيما حدث ... انت ايضا أخطأتي... كلانا يجب أن يتحمل مسؤولية اخطاؤه ..."
" حتى لو كان كلامك صحيح ... هذا لا يعني أننا تعود لبعض..."
" لكن انا اريد هذا وبشدة ..."
" لماذا ...؟ مالذي تغير الآن ...؟"
زفر أنفاسه بغيظ قبل أن يقول بجدية :
" لا اعلم ... كل ما اعرفه انني اريدك بشدة ... ولا أريد لأي شخص كان أن يأخذك مني ..."
ابتسمت صفا بسخرية على حديثه قبل أن تقول بمرارة:
" اطمئن ... لا يوجد أحد سوف يأخذني ... اسامة لا يريد الزواج بي... هذا كله مخطط من جدي ... "
" ماذا ....؟!!!"
قالها عثمان بعدم تصديق لتومأ برأسها مؤكده ما قالته ثم تسرد له مخطط جدها بالكامل وكيف ساعده لبيد في تنفيذه...
ما أن أكملت كلامها حتى قالت بحزن مخفي :
" والآن بامكانك اعادتي إلى منزلي بعد أن تأكدت من كل شيء ..."
اخذ عثمان يتطلع إليها بصمت قبل أن يقود سيارته متجها إلى منزل صفا ...
...........................................................................
بعد مرور ثلاث اشهر
كان غسان يقف أمام غرفة العمليات وبجانبه كل من ناريمان ورويدا وياسمين في انتظار خروج الطبيب ليطمأنهم على حال أزل والتي لسوء الحظ تعسرت ولادتها بشكل طبيعي مما اضطرهم للجوء إلى العملية القيصرية ...
كان الجميع في حالة ترقب وتوتر شديدين حتى ظهر الطبيب اخيرا وعلى وجهه ابتسامة خفيفة ليخبرهم بسلامتها وسلامه طفلها ...
عم الفرح في أرجاء المكان واتجه الجميع إلى الغرفة التي نقلت إليها أزل ليطمئنوا عليها وعلى الطفل ...
...........................................................................
" هيا يا ميار لقد تأخرنا كثيرا ..."
هتف لبيد بهذه الكلمات بضيق شديد بينما خرجت له ميار وهي تدمدم ببعض الكلمات الغريبة ليسألها لبيد :
" ماذا تقولين ...؟"
" أشتمك...."
قالتها ببساطة جعلته يكز على اسنانه بغيظ بينما ترسل له هي ابتسامة صفراء تتحداه من خلالها ان يفعل بها شيء ..
" حسنا يا ميار ... تستغلين كونك حامل حتى لا اعاقبك أليس كذلك ...؟"
" نعم يا عزيزي ... بالضبط هذا ما تفعله ..."
زفر أنفاسه بضيق قبل أن يقول بنفاذ صبر :
" لقد تأخرنا... هيا لنذهب..."
حملت ميار حقيبتها واتجهت خارجة من غرفتها يتبعها لبيد...
...........................................................................
في الشركة
كان عثمان يسير وراء صفا التي تمتنع من الرد عليه أو محادثته مما اضطره في نهاية المطاف إلى القبض على ذراعها ويسحبها خلفه إلى مكتبه ...
" كفي عن تصرفات المراهقين هذه ... انا لست بمراهق لاجري وراءك كل هذه المسافة ..."
" ومالذي يجبرك على هذا ...؟"
قالتها بسخرية جعلتها يعتصر قبضة يده بقوة وهو يقول بنفاذ صبر :
" صفا ...!!"
صمتت صفا ولم تعقب على حديثه بينما اكمل هو بدوره :
" ثلاث شهور وانا اركض وراءك هنا وهناك ... ثلاث شهور واحاول إقناع بالعودة إلي... وانت غير مبالية باي شيء ... حتى جدي حاول اقناعك وانت ترفضين... ماذا يحب أن أفعل حتى تسامحيني... انا سامتحك على ما فعلتيه معي ... انت ايضا يجب أيضا أن تسامحيني..."
" ومن قال باني لم اسامحك... انا بالفعل سامحتك ومنذ وقت طويل ... لكن هذا لا يعني باني اوافق على العودة لك ..."
" يا إلهي الصبر..."
ابتسمت صفا في داخلها على تصرفاته وغيظه الواضح...
" صفا ... باختصار انا مللت من هذا الوضع ... الان أريد معرفة قرارك النهائي ... ومهما كان جوابك اعدك بأنني لن أعترض عليه ..."
شعرت صفا بالخوف يتسرب إليها فعثمان يبدو جادة هذه المرة على غير العادة ... هي تحبه وتريده ولكن كرامتها ترفض الرجوع إليه ... شعرت بحيرة من نفسها وتصرفاتها...
افاقت من شرودها على صوت عثمان وهو يقول :
" ماذا قررت ...؟"
وفجأة ودون مقدمات قالت :
" موافقة ولكن بشروط ..."
" شروط ماذا...؟"
سألها بعدم فهم لتجيبه موضحة :
" خطوبة فقط ...والزواج يكون بعد الانتهاء من دراستي الجامعية..."
" ماذا ...!! تريدينني ان انتظر أربع سنوات حتى أتزوجك..."
" ثلاث سنوات ونصف ..."
قالتها مصححة ليهدر بها غاضبا :
" وهل تفرق كثيرا ... ما تطلبينه صعب يا صفا ... مالذي يجبرني على الانتظار كل تلك السنوات ..."
" والله هذا قراري... وانت حر ... بامكانك الرفض اذا اردت .."
قالتها بلا مبالاة وهي تهم بالخروج من غرفة مكتبه إلا أنه قبض على ذراعها بسرعة مانعا اياه من الخروج قبل أن يقول بحنق:
" حسنا موافق ..."
اتسعت ابتسامة صفا لا اراديا بينما تسائل هو :
" لكن لماذا وضعت شرط كهذا ..."
اجابها بجدية فاجئته:
" حتى نأخذ فرصتنا في التعرف إلى بعضنا جيدا ... ولا نستعجل بأي شيء ... "
..........................................................................
دلف كلا من لبيد و ميار إلى الغرفة التي تقطن بها أزل لتقدم لبيد من غسان وهو يقول بسعادة :
" مبارك يا رجل ... أول حفيد في عائلة التميمي..."
ضمه غسان بقوة وهو يقول:
" عقبالك ..."
بينما حييت ميار أزل وباقي الموجودين في الغرفة لتجلس بجانب لبيد ولسان...
اخذ لبيد يهمس لغسان:
" بالطبع سوف تأخذ اجازة لمدة عام كامل حتى يكبر الصبي أليس كذلك ...؟"
" كيف عرفت هذا ...؟"
قالها غسان بسخرية ليصيح به لبيد بغيظ :
" نعم ... هل صدقت ام ماذا ...؟ ثلاثة أيام فقط وسوف تعود إلى عملك.. "
" وهل اهون عليك يا ابن عمي ...؟"
" نعم تهون ...راعي انني رجل متزوج ولي اولوياتي.... لن أقضي اليوم كله في الشركة لوحدي وانت تتمتع مع زوجتك وطفلك ..."
" وعثمان ماذا يفعل ...؟"
" إنه يجري وراء ابنة عمك هنا وهناك ... لقد أصبح مثل المجنون ... حتى أسامة لم ينفذ منه ... تخيل لقد أصدر قرار نقله إلى الفرع الآخر للشركة ... "
" الموضوع هذا بات مملا ..."
" كثيرا ...وليس هذا فقط ... ليت الموضوع يقتصر على أعمال الشركة ... "
" ماذا أيضا ...؟"
سأله غسان بعدم فهم ليجيبه لبيد.:
" السيدة ميار ... تتوحم طوال الوقت على أشياء غريبة .. كما أنها تقرأ مني ولا تطيق أن اقترب منها ... اشهر أمامها كأنني خروف لم يستحم منذ ثلاثة أعوام..."
قهقه غسان عاليا مما جعل لبيد يرمقه بضيق ليكتم غسان ضحكاته وهو يقول :
" استحمل ... اقل من تسع شهور وينتهي كل شيء ..."
ثم قال بعدها بخبث :
" وسوف تجلب بنت مثل القمر ..."
" اخرس يا غسان ... بعيد الشر ... اي بنت يا رجل ...؟ انا اريد صبي ..."
ابتسم غسان بسخرية بينما اكمل لبيد بدوره:
" هذا ما ينقصني ... ان تأتيني بنت وتنتقم مني عما فعلته بجنس حواء ..."
...........................................................................
بعد حوالي ساعة كان الجميع مجتمعين في الغرفة بدءا من الجد واولاده وأحفاده ...
الجميع كان يشعر بالسعادة والبهجة خصوصا بعدما دخلا عثمان و صفا سويا واخبروهم بامر عودتهم لبعض ...
" والآن ماذا ستسمون الصبي ...؟"
قالها لبيد بحماس لينظر غسان إلى أزل وهو يقول :
" سميه انت ..."
ابتسمت أزل بخجل قبل أن تقول :
" سأسميه احمد ...فأنا احب هذا الاسم كثيرا ..."
اغمض غسان عيناه بنفاذ صبر قبل أن يفتحها وينظر إلى خالته التي تنظر إليه بتحدي فيبدو أنها نجحت بالسيطرة على زوجته المسكينه وتروضيها لصالحها ...
تمت بحمد لها

سجينة هوسه حيث تعيش القصص. اكتشف الآن