الفصل السابع عشر

26.6K 850 35
                                    

الفصل السابع عشر
بعد مرور اسبوع
أوقفت صفا سيارتها امام مقر الشركة الخاصة بعائلتها ثم هبطت منها و اتجهت الى داخلها ...
اخذت تسير داخل رواق الشركة متجهة إلى مكتب لبيد ...
ما ان وصلت إليه حتى طرقت على الباب ودخلت إليه لتجده جالسا على مكتبه وما أن رأها حتى أشار لها أن تدخل مرحبا بها :
" اهلا يا صفا... تعالي هنا ..."
تقدمت صفا ناحيته وجلست على الكرسي المقابل له ليهتف بها لبيد :
" هل انت جاهزة للعمل ...؟"
تحدثت صفا بجدية :
" لاكن صريحة معك ... لست بجاهزة ابدا ... لكن لا بأس دعنا نجرب ..."
" بالضبط يا صفا ... دعينا نجرب..."
ثم حمل هاتفه واتصل بأحد الموظفين لديه ليدخل بعد لحظات شاب أشقر وسيم في العشرينيات من عمره...
فرغت صفا فاهها بدهشة من وسامة الشاب الماثل أمامها...
استعادت وعيها اخيرا حينما سمعت لبيد يقول بجدية:
" صفا ... هذا أسامة أحد أهم موظفي الشركة واشطرهم...سوف تعملين معه منذ الآن فصاعدا... سوف يشرح لك كل شيء ..."
ثم التفت إلى أسامة موجها حديثه لها :
" وانت يا اسامة ... لن أوصيك على صفا ... اريد ان توضح لها كل شيء ..."
" لا تقلق سيد لبيد ... الانسة صفا أمانة لدي ..."
أشار لبيد إلى صفا قائلا:
" هيا يا صفا اذهبي مع اسامة ... سوف تعملين معه في مكتبه في الفترة الأولى..."
اومأت صفا برأسها موافقة قبل أن تنهض من مكانه وتتبع اسامة وهي ما زالت مدهوشه به وبوسامته...
...........................................................................
تقدم غسان ناحية أزل وهو يحمل بيده صينية تحوي كوب من عصير البرتقال والقليل من المقرمشات ووضعها أمامها...
تحدث بجدية قائلا:
" اشربي العصير وتناولي الطعام يا أزل ... "
" ستذهب إلى العمل ...؟"
سألته بضيق ليجيبها:
" اسبوع كامل وانا معك ... لا يجب أن اترط الشركة أكثر من هذا ... "
" أريد أن انهض من السرير قليلا ... اتمشى بالحديقة مثلا ..."
" حبيبتي ... ان تبقي في الفراش أفضل لك ... "
زفرت أنفاسها بملل وضيق واضح فاقترب منها وطبع قبلة على جبينها قائلا بحب:
" لا بأس... بامكانك الهبوط إلى الأسفل قليلا ... لكن حاولي ان تنتبهي على نفسك ... وحالما تشعرين بتعب عودي إلى فراشك فورا ..."
هزت رأسها بابتسامة متسعه بينما خرج غسان من غرفته متجها إلى الشركة...
...........................................................................
دلف لبيد الى مكتب غسان بعدما علم من سكرتيرته انه عاد إلى العمل ...
تقدم الى داخل مكتبه وهو يقول بسخرية :
" لا أصدق ما أراه امامي ... السيد غسان عاد اخيرا من رحلته الاستجمامية... يا إلهي كم انا محظوظ ..."
" لا داعي لسخريتك يا لبيد ... انت تعرف وضعي ..."
" وضع ماذا يا رجل ...؟ "
" اجلس يا لبيد ... ودعنا نتحدث بأمور العمل... لقد فاتني الكثير..."
جلس لبيد على المقعد المقابل له وهو يقول بجدية :
" كل شيء بخير ... لقد انتهيت من جميع الصفقات التي كانت لدينا... "
رفع غسان حاجبه مستغربا قائلا:
" ومن أين جائت تلك الشطارة ...؟ ليس من عادتك أن تكون منظما إلى هذه الدرجة..."
زفر لبيد أنفاسه قبل أن يقول بسخرية :
" بما انني فاضي بلا زوجه فلا يوجد شيء افعله أفضل من العمل ..."
" ماذا حدث بينك وبين ميار ...؟"
سأله غسان باهتمام ليجيبه لبيد بضيق:
" مصرة على الطلاق ..."
" وماذا عنك ...؟"
" لن اطلق... قلتها وانتهى الأمر..."
قالها لبيد بايجاز ليهز غسان رأسه بتفهم ثم بدأ يتحدث معه عن أمور العمل التي فاتته خلال الأسبوع السابق ...
...........................................................................
دلفت ميار إلى داخل أحد المطاعم الراقية حيث ينتظرها لبيد للحديث معها ... اخذت تبحث عنه بعينيها لتجده جالسا على إحدى الطاولات في انتظارها...
تقدمت ناحيته بملامح ناقمه وجلست على الكرسي المقابل له وهي تقول بضجر:
" ماذا تريد يا لبيد ..؟ اظن ان حديثي معك كان واضحا..."
" ميار ... هل من الممكن أن تهدئي قليلا...؟"
اخذت نفسا عميقا قبل أن تقول :
" ممكن ..."
بدأ لبيد يتحدث محاولا صياغة كلماته بعناية فائقة حيث قال بنبرة جادة :
" ميار ... انا معترف بخطئي... اعترف بانني أخطأت بحقك ... ولكن انا كان لي اسبابي... وانت يجب أن تقدريها... كما انني لن أتزوج جوان ... يعني المشكلة التي كانت بيننا انتهت..."
" ما علاقتي بكل ما تقوله...؟ ما تقوله لا يمثل لي اي أهمية... انت لا تصلح للزواج يا لبيد... انت لست الرجل الذي يمكن أن اعتمد عليه... كيف تتوقع مني أن اعيش مع رجل يخونني كل يوم مع امرأة جديدة... ؟! مالذي يجبرني على هذا..؟"
" انا لن اخونك يا ميار ... اعدك بهذا "
" لا توعد بشيء انت لا تستطيع ايفائه..."
صمتت للحظات قبل أن تردف بجدية :
" لنتطلق بهدوء يا لبيد... هذا أفضل لك ولي..."
ثم نهضت من مكانها واتجهت خارجه من المطعم تاركه اياه لوحده يشتعل غضبا وقهرا ...
...........................................................................
ولج عثمان إلى داخل الشركه بعد أن عاد من سفره الذي امتد لمدة أسبوع...
اخذ يسير في رواق الشركه متجها إلى مكتبه حينما لمح صفا تسير داخل ممرات الشركه وهي تحمل بيدها ملف احمر اللون تقرأ به بتمعن...
عقد حاجبيه بعدم فهم قبل ان يتقدم نحوها وهو يسألها مندهشا :
" صفا ... ماذا تفعلين هنا...؟"
رفعت صفا بصرها من فوق الملف لترميه بنظرات مزدرءة قبل أن تقول ببرود :
،" انا اعمل هنا ..."
" ماذا...؟!!!"
صرخ بعدم تصديق قبل أن يقول :
" كيف تعملين هنا ...؟ انت لا تملكين اي شهادة لتعملي بها ..."
اجابتها بلا مبالاة وهي تبتعد عنه عائدة إلى مكتبها:
" اسال لبيد ... هو من طلب مني أن اعمل هنا في الشركة..."
اعتصر عثمان قبضتي يده بقوة ثم اتجه إلى مكتب لبيد وشياطين غضبه تلاحقه ...
...........................................................................
"لبيد... يا وجه المصائب ... انت وراء هذا ... أليس كذلك...؟"
قالها وهو يقبض على ياقة قميصه محاولا خنقه ليدفعه لبيد بقوة وهو يقول بنفاذ صبر :
" ماذا جرى لك يا رجل ...؟ عن اي شيء تتحدث ...؟ انا حقا لا افهم مالذي فعلته لكل هذا ...؟"
" اغيب يومان عن الشركة لأعود وأجد صفا تعمل بها ... كيف يحدث شيء كهذا ...؟ كيف ...؟"
" وما علاقتي انا بهذا ...؟ "
" هل تمزح معي ... ؟!!! ألست أنت المسؤول عن تعيين الموظفين ... ؟ كما أن صفا اخبرتني انك من عينتها بنفسك واخترت لها وظيفتها ايضا ..."
" اللعنة عليك يا صفا وعلى من يقرر مساعدتك ..."
قالها لبيد في سره ثم عاد بتركيزه ناحية عثمان ليقول بلا مبالاة مصطنعة :
" حتى لو كان هذا صحيح ... ما علاقتك انت ...؟ هل تكون ولي أمرها وانا لا اعلم ...؟!"
" باي حق تعمل هنا وهي لا تملك اي شهادة ...؟ هل من المنطقي أن نعينها بشهادة الاعدادية ...؟"
" لكنها سوف تدخل الجامعه عن قريب ... وسوف تدرس إدارة أعمال... يعني مجال عملنا ... ما المشكلة اذا تدربت من الآن واكتسبت خبرة ... في النهاية هذه شركتها مثلما هي شركتنا.... لديها الحق في العمل فيها متى ما تشاء ..."
زفر عثمان أنفاسه بغيظ قبل أن يخرج من المكتب تاركا لبيد يراقبه باستمتاع ليقول بخبث:
" ما زال هناك الكثير في انتظارك ... انتظر قليلا وحينها سوف ترى ماذا سأفعل بك..."
...........................................................................
نهضت ميار من نومها على صوت طرقات باب قوية ... قطبت جبينها بانزعاج وهي تحاول تخمين هوية الشخص الذي يطرق باب منزلها ...
تقدمت ناحية الباب بخطوات بطيئة وفتحتها لتجد ابن عمها أمامها...
صرخت بقوة محاولة إغلاق الباب إلا أنه كان أسرع منها وهو يدفع الباب بأقصى قوته ويتقدم ناحيتها...
صرخت به بصوت عالي :
" أخرج من هنا ... أخرج حالا ..."
" لن أخرج يا ميار ... لقد جائتني فرصتي اخيرا وسأنالك كما كنت اريد ..."
قالها وهو يقبض على ذراعها محاولا تكبيلها بيديه فاستمرت في مقاومته وهي تصرخ :
" انت مجنون... اتركني وشأني... هل نسيت بانني متزوجه ...؟"
" كلا لم انس ... لم انس انك فضلت ذلك الحقير عليك ... وليته يستحق ... لم تمر اشهر قليلة على زواجك وسوف تنفصلين عنه ..."
قال كلماته الأخيرة بسخرية جعلتها تشتاط غضبا قبل أن تضربه بمرفقها على بطنه إلا أنه لم يتأثر ابدا بل ازدادت قبضته على ذراعها أكثر...
في هذه الأثناء كان لبيد قد وصل إلى منزل ميار فوجد الباب مفتوح ... دلف إلى الداخل ليرى امامه ميار وهي مكبله بين يدي ابن عمها ...
ركض ناحيته وبدا يسدد اللكمات له بعد أن خلص ميار من بين يديه ...
كان يصرخ به ويضربه بلا وعي وشعور غريب بالغيرة والقهر سيطر عليه وهو يراه ممسكا بميار بهذه الطريقة ...
فجأة أخرج ابن عمها المسدس من جيبه ووجها ناحية ميار ليتطلع لبيد إليه بصدمة قبل أن يركض أمامه ليلتقط الرصاصة التي لحسن حظه استقرت في ذراعه
نهاية الفصل

سجينة هوسه Where stories live. Discover now