المشهد الثالث من احداث الرواية

46.1K 926 8
                                    

المشهد الثالث من رواية سجينة هوسه
عثمان & صفا
ضغط على ذراعها العارية بقسوة وهو يقول بصوت غاضب :
" ما هذا الذي ترتدينه ...؟"
اجابته بملامح خائفة مرتعبه من الغضب الشديد البادي عليه :
" قميص نوم ..."
" ولماذا ترتدينه ...؟! ماذا تظنين نفسكِ فاعلة ...؟! هل تحاولين جذبي بهذه الطريقة ...؟! هل تظنين بأنني سأنجذب لمحاولاتك القذرة هذه ..؟!"
كان يكلمها بصوت هادر وهو ما زال قابضا على ذراعها معتصرا اياه بشدة ... هطلت دموعها من مقلتيها لا إراديا وهي تشعر بالالم يحتل قلبها بسبب كلماته تلك ...
تحدثت من بين دموعها الاليمة قائلة بصوت متوسل تترجاه ان يكف عن كلامها هذا الذي يهين قلبها البريء  :
" ارجوك يكفي ...."
لكنه كان مصرا على اهانتها وكسر قلبها ،
" كلا لا يكفي ... قلت لك الف مرة كفي عن افعالك الغبية هذه ... ام هل صدقتي ان زواجنا هذا حقيقي وأنك زوجتي بحق ...؟!"
تطلعت اليه بملامح واهنة معذبة ليبتسم بسخرية وهو يستمر في رمي كلماته القاسية في وجهها :
" اياكِ ان تصدقي للحظة واحدة ان زواجنا هذا قد يصبح في يوم ما حقيقة ... اياك ان تضعي آمالك على شيء كهذا ..."
" لماذا تفعل بي هذا ...؟! لماذا ...؟!"
سألته بصوت عالي والدموع اللاذعة تنهمر على وجنتيها بغزارة و رأسها منخفض نحو الأسفل ...
قهقهه بصوت عالي حتى شعر بتقطع انفاسه من شدة الضحك ... توقف عن الضحك اخيرا لتتحول ملامحه الى الجمود التام وهو يجيبها بصوت بارد بحت :
" لا تعيشي الدور يا حلوتي ... دور الملاك البريء هذا لا يليق بك ... اما عن سؤالك هذا فسأجيبك عليه ... انت من اخترت هذا ... انت من خططتِ ونفذتِ وحققتي ما تريدين ... فلا تلومينني حينما أتصرف معاك بهذا الشكل ... هذا لا شيء امام فعلتك الحقيرة ... "
أردف قائلا بنبرة ذات مغزى :
" كلانا يعرف ان هذا القناع البريء الذي ترتدينه منذ وقت زواجنا لا يليق بك ... مثلما كلانا يعرف ان كل ما يحدث بيننا نتيجة لعبة انتِ بدأتِ بها بنفسك وعليك تحملها بكل مساوئها وآلامها ...."

سجينة هوسه Where stories live. Discover now