الجزء الخامس عشر

20 2 2
                                    

عدنا غريبين وكأن الحب ما زارنا يومًا ولا الشوق قضَّ مضاجعنا..
عدنا غريبين ومحونا ذكرى كل يومٍ مضى حتى ذلك اليوم حين التقينا..

سيئول ٢٠١٨

نزلت سول جي عن الفراش وحملت سونغ جاي وخرجت من الغرفة واتجهت للمطبخ لتجد زوجها واقفًا يعد الطعام وفور رؤيتهما ارتسمت على وجهه ابتسامة مشرقة ولمعت عيناه العسليتان وهو يقول : صباح الخير حبيبتي. هل نمتِ جيدًا؟

تجمدت الكلمات على طرف لسانها ووقفت سول جي تحدق في سي جو الواقف أمامها باندهاش وأخذت تفكر : يا إلهي! هل تزوجت سي جو؟! كيف حدث هذا؟!

اقترب سي جو منها وقام بتقبيلها على جبينها وقال : لم أرد إيقاظك. أعلم أنكِ سهرتِ لوقتٍ متأخر كي تنهي كتابك لكن سونغ جاي أصر أن تفطري معنا.

- أوبا، لمَ تتعب نفسك وتعد الفطور؟

- هذا أقل ما يمكنني عمله لزوجتي الحبيبة. كما أنني أشعر بالأسف لأنني سأسافر في الغد إلى اليابان وسأغيب عنكِ شهرًا حتى انتهاء البطولة.

ابتسمت سول جي وقالت : حسنًا.

جلست سول جي مع زوجها وطفلها لتناول الفطور وبعد انتهائهم، أخذ سي جو سونغ جاي إلى غرفته وبدّل ملابسه وخرج وهو يحمله ونظر لسول جي التي كانت جالسة تطوي بعض الملابس وقال : سأصطحب سونغ جاي إلى حافلة المدرسة وسأذهب بعدها إلى النادي. سانتهي سريعًا وأعود لأساعدكِ في التحضير للحفل.

سول جي مندهشة : حفل؟!

- نعم الحفل الذي سنقيمه على شرف مي جو ودونغ ووك بمناسبة خطبتهما.

كانت كلماته كالسهم المارق انطلقت فأصابتها في قلبها مباشرة. أومأت سول جي برأسها فاقترب منها سي جو وعانقها ثم ذهب في طريقه مع ابنهما.

جلست سول جي على الأريكة وأخذت تفكر فيما قاله للتو: هل هذا يعني أن دونغ ووك هو حب مي جو الأول الذي لطالما تحدثت عنه؟ يا إلهي! على أي حال ما دام بخير فلا بأس بهذا. لقد تبقى أسبوع على موعد الحادث وما دام بعيدًا عني فسيكون بخير.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حل المساء وبدأ الزوجان في استقبال الضيوف القادمين للحفل. كانت مي جو سعيدة للغاية بخطبتها وكانت تتفاخر بخاتمها وتريه للجميع. أما سول جي فكانت متوترة ولا تعلم كيف ستتمكن من النظر في عينيّ دونغ ووك بعد ما قالته، فربما تكون قد مرت ست سنوات نظريًا ولكن عمليًا هي أخبرته بهذا منذ ساعات قليلة مضت.

بعد قليل حضر دونغ ووك وسلَّم على سول جي ببرود ثم التصق بخطيبته مي جو وراح يتغزل بها ويمازحها وبدا أنهما واقعان في الحب تمامًا. كانت سول جي تراقبهما من بعيد وكانت تشعر بنيران الغيرة تتأجج بداخلها فدونغ ووك كان رجلها وحدها قبل كل شيء. وفي النهاية لم تتمكن من احتمال الأمر فصبَّت كأسًا من الشراب ووقفت ترتشفه في الشرفة.

فرصة أخيرةWhere stories live. Discover now