الجزء الرابع عشر

22 1 0
                                    


ربما كُتِبَ لنا ألا نرى بعض الأشخاص بأعيننا أو تلمسهم أناملنا، بعض الأشخاص مكانهم بالقلبِ وكفى..

سيئول - ٢٠١٨

بدأت سول جي في البكاء فضمتها مي جو وهي لا تفهم ما يحدث بالتحديد ولكنها أحست أن قلب صديقتها يتمزق وعليها أن تواسيها.

أبعدت سول جي نفسها ثم همست : لقد قتلت أمي.

قامت سول جي من مكانها وأسرعت إلى حجرتها وارتمت على فراشها وبدأت في البكاء.

بعد قليل دخلت مي جو وناولتها هاتفها قائلة : إنه دونغ ووك.

ردّت سول جي فأتاها صوت زوجها من الجانب الآخر وهو يقول : حبيبتي، هل كل شيء على ما يرام؟

أجابت سول جي وهي تغالب دموعها : نعم عزيزي.

-اتصلت لأهنئك بعيد زواجنا وبفوزك بجائزة الدولة. أنا آسفٌ لأنني لست متواجدًا معكِ بهذا اليوم الهام، لكن أعدكِ بأنني سأعوضكِ عن هذا عند عودتي من اليابان.

- لا بأس أوبا. فقط كن بخير ولا تتأذى.

- لا تقلقي. ماذا عن سونغ جاي؟ هل ما زال نائمًا؟

- نعم.

- حسنًا قبليه من أجلي.

- حسنًا.

- أحبك كثيرا سولا.

- وأنا أيضًا أوبا.

-سأذهب الآن وسأكلمكِ مجددًا بعد المباراة.

-حسنا اعتنِ بنفسك.

- إلى اللقاء.

وضعت سول جي الهاتف جانبًا وقامت من مكانها واتجهت نحو مكتبها وراحت تبحث في أدراجه حتى وجدت صورة قديمة لأمها فاحتضنتها بقوة وهمست : آسفة أمي. سامحيني.

نامت سول جي محتضنة صورة والدتها وبعد ساعات استيقظت على صياح مي جو وطفلها سونغ جاي وهما يشاهدان التلفاز ويهتفان لفريق بلدهما.

خرجت سول جي من الغرفة فأسرع سونغ جاي إليها واحتضنها قائلًا : لقد فاز أبي.

حملت سول جي طفلها وضمته إلى صدرها بقوة وقالت : هل فعل؟

-نعم. أبي رائع للغاية.

التفتت مي جو إلى سول جي وقالت : هل تشعرين بخير الآن؟

هزت سول جي رأسها بالإيجاب وقالت : نعم.

قامت مي جو من مكانها وقالت : سأذهب لأعد المائدة لنتناول العشاء.

بعد أن تناولوا العشاء، رن هاتف سول جي فأسرعت بالرد لتجد زوجها فهنأته قائلة : مبارك عليك الفوز.

-شكرا لكِ حبيبتي ولكن ألم تذهبي إلى الحفل لتلقي الجائزة؟

- لا. كنت أشعر بالمرض ولكني صرت أفضل الآن.

فرصة أخيرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن