الجزء الخامس

45 2 0
                                    

قبل اختراع البوصلة وأجهزة الملاحة الحديثة، استرشد البحارة بالنجوم لمعرفة طريقهم قديمًا. فكانوا يراقبون الأجرام السماوية ليتأكدوا من إبحارهم في الاتجاه الصحيح. فإذا انحرفوا عن مسارهم، كانت السماء خير مرشدٍ لهم.
وهكذا يُسَخّرْ الكون آياته لهدايتنا إلى الطريق الصحيح ولكن إذا قمت بإرادتك الحرة بإغلاق عينيك عن النجوم وضللت طريقك، فلا يمكنك وقتها أن تلعن الكون فأنت هو المخطئ لإغلاقك عينيك فلا تلومن إلا نفسك...

سيئول - نوفمبر ٢٠١٨
عناوين أخبار التاسعة مساء
"حقق فريقنا القومي فوزه الثالث على التوالي ببطولة آسيا للبيسبول المقامة حاليًا باليابان وصارت رائحة الفوز بكأس البطولة تداعب أنوف الكوريين فهل سيفعلها فريقنا القومي الذي يعج بالنجوم ويحقق آمال شعبنا ويحصد الكأس من جديد؟!"
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

سيئول ٢٠٠٨
صمتت الجدة قليلًا ثم أمسكت بيد سول جي وراحت تربت عليها بحنان وقالت : سأمنحكِ نصيحة وأتمنى أن تعملي بها من أجل مصلحتكِ الخاصة.

-أي نصيحة؟

الجدة : ابتعدي عن دونغ ووك.

سحبت سول جي يدها من بين يدي الجدة ونظرت إليها باندهاش وقالت : ماذا تقصدين؟

أكملت الجدة : ابتعدي عنه قبل أن تتعقد الأمور. قدركما ألا تكونا معًا. يجب ألا تتحديا القدر وإلا سيسوء الأمر.

سول جي متحيرة : أنا لا أفهم حقًا ما تقولينه جدتي.

قطع حديثهما دخول دونغ ووك وبحوزته حقيبة بلاستيكية تحوي زجاجة مياه وبعض الأطعمة الخفيفة. تناولت العجوز زجاجة المياه وفتحت غطاءها وبدأت في الشرب وبعد أن ارتوت، وضعتها جانبًا وشكرت الصديقين على كل ما فعلاه وأخبرتهما أن عليهما الذهاب فهي متعبة وستخلد إلى النوم.

ودَّع الاثنان الجدة وخرجا من المتجر بينما وقفت الجدة تراقبهما من خلف الباب الزجاجي حتى اختفيا عن ناظرها.

هرش دونغ ووك شعره مفكرًا وقال : لا أظن أنني انتبهت لهذا المتجر من قبل!
ثم نظر إلى سول جي وقال : هل أنتِ بخير؟ تبدين شاحبة للغاية؟

-أنا بخير. ولكنها أخبرتني شيئًا عجيبًا قبل ثوانٍ.

دونغ ووك بفضول : ماذا أخبرتكِ؟

حدقت سول جي في وجهه قليلًا ثم قالت : لا شيء، لا تهتم. لقد تأخرت عليّ العودة إلى المنزل.

مشت سول جي عدة خطوات وفجأة شعرت بأن الدنيا تدور من حولها فوقعت على الأرض فاقدة للوعي. شعر دونغ ووك بالفزع فأسرع وحملها بين ذراعيه وجرى بها إلى المشفى.

فرصة أخيرةWhere stories live. Discover now