الجزء الثامن

21 2 0
                                    


كل إنسان لديه مقدرة على التحمل، صحيحٌ أنها تختلف من شخصٍ لآخر ولكن حتى أكثر الأشخاص صبرًا تأتي عليه لحظة ويفقد صوابه، فكما يقولون "كثرة الضغط تولد الانفجار"...

سيئول - ٢٠٠٨

مر أسبوعان على واقعة رسالة مستر إكس البغيضة واستحالت حياة بوني جحيمًا لا يطاق. فرغم اعتراف جون سو بأنه يحبها وبأنه لم يعد يطيق حبيبته السابقة مين جي، حمّل الجميع بوني مسؤولية الأمر وراحوا ينعتونها بأبشع الألفاظ ويتهمونها بإغواء جون سو وإبعاده عن حبيبته ففي نظر الجميع كيف يترك اللاعب الوسيم حبيبته الجميلة الثرية وينظر إلى فتاة لا تمتلك من الجمال شيئًا حسب معاييرهم العقيمة ونسوا أن الحب لم يتعلق يومًا بالمظاهر.

صباح الإثنين...
ركبت سول جي الحافلة في طريقها إلى مدرستها. كان الهواء مثقلًا بأنفاس العائدين من عطلة نهاية الأسبوع الذين يتمنون لو تمتد العطلة لساعة واحدة حتى. كان هناك شيئًا غريبًا في الأجواء، ولم تكن سول جي بحاجة إلى رؤية غرابًا أسودًا ينعق بوجهها في الصباح لتعلم أن هناك شيئًا سيئًا على وشك الحدوث.

عمّ الهرج والمرج المدرسة منذ الصباح الباكر. وفور دخول سول جي المدرسة وقع نظرها على الطلاب المجتمعين في الفناء لمشاهدة بوني الواقفة على السطح وتهدد بالانتحار. ولدهشة سول جي كانت مين جي وغيرها من الطلاب واقفين يحثونها على إلقاء نفسها بل أخرجوا أيضًا هواتفهم النقالة وأخذوا يصورون ما يحدث.

ومن أعلى مكان بالمدرسة وقفت بوني تلقي نظرة أخيرة عليهم وتمنت في قرارة نفسها لو يصيح بها أحدهم لتتراجع، تمنت لو أن وجودها يهم ولو شخصًا واحدًا ولكن للأسف لا أحد يهتم. لقد خسرت كل شيء بسبب جون سو الذي وعدها بأنه سيقف بجوارها إلى الأبد واليوم قام هو أيضًا بالتخلى عنها. فكرت بوني : لماذا أنا مغفلة هكذا؟ من ترك حبيبته لاهثًا خلف فتاة أخرى فسيكررها مجددًا وسيستمر في فعل نفس الأمر حتى آخر أنفاسه.

رفعت بوني إحدى ساقيها عن السور ووضعتها في الهواء وأغمضت عينيها. أحست بوني بأنها خفيفة والآن صار كل ما عليها فعله أن تحرر ساقها الأخرى من قيد هذا العالم الغبي وتقفز إلى عالمٍ آخر آملة أن يكون أكثر رفقًا بروحها المتعبة.

صاحت سول جي بجزع : لا تفعلي أرجوكِ.

ألقت بوني بنفسها وسط صياح الجميع فأغمضت سول جي عينيها في ألم وفجأة توقف صياحهم لوهلة ثم أخذت أصواتهم تعلو من جديد وبدأ البعض في الهتاف باسم دونغ ووك.

نظرت سول جي إلى أعلى لتجد بوني متدلية من السطح بينما يمسك دونغ ووك بيدها ويتوسل إليها لتمسك به بقوة. أتى السيد كانغ من خلف دونغ ووك وأمسك به بقوة وفي النهاية تمكن الاثنان من سحب وإنقاذ بوني التي بمجرد وصولها إلى السطح من جديد انفجرت في البكاء وأخذ المعلم يربت على كتفها مواسيًا.

فرصة أخيرةDonde viven las historias. Descúbrelo ahora