الجزء الأول

145 5 8
                                    

نسير في طرقنا المقدرة في هذه الحياة، نرى إشارات التوقف والعودة واضحة وضوح الشمس، لكننا نصر على إكمال الطريق لآخره غير عابئين بتلك الإشارات؛ ربما لأننا قطعنا شوطًا طويلًا يمنعنا من رفع راية الاستسلام أو ربما هي رغبتنا الدفينة في الوصول لتلك النهاية السعيدة التي لطالما حلمنا بها ولكن بعض النهايات السعيدة كالسراب قد تراها من بعيد وتشعر باقترابكَ منها ولكنك لن تطولها أبدًا وستظل ضائعًا، عَطِشًا، تتمنى العودة إلى نقطة البداية وسلك سبيلا آخر ولكن سيكون الأوان قد فات. وهكذا ستكتشف أن بعض الطرق لم تُخْلَقْ كي تُقْطَعَ وأحيانا التوقف في منتصف الطريق والعودة أفضل من تتبع السراب.
أنا أخبرك بهذا عن تجربة وحتى تفهمني جيدًا دعني أعود بك إلى نقطة الصفر حيث بدأ كل شيء...

سيئول - ربيع ٢٠٠٨

بدأ العام الدراسي منذ أسابيع قليلة وفي صباح أحد أيام الربيع الدافئة، تجمع طلاب فصل ٣-٣ بمدرسة تشونغ دام العليا بانتظار بدء الحصة الأولى.

دخل معلم الفصل السيد كانغ ودخل في أثره فتى وسيم طويل القامة وقوي الجسد يرسم ابتسامة خجولة على وجهه، نظر إليه المعلم وربت على كتفه مُشَجعًا ثم وجه كلامه إلى باقي الطلاب قائلا: سينضم إليكم في عامكم الأخير بالثانوية هذا الشاب الوسيم، لمَ لا تعرفهم بنفسك؟

تقدم الفتى خطوة للأمام وابتسم بإشراق وانحنى لزملائه ثم اعتدل وقال : مرحبا، اسمي كيم دونغ ووك، لقد انتقلت من بوسان إلى سيئول حديثًا. أتمنى أن نصبح أصدقاء، شكرا لكم.

تعالت أصوات الطلاب مرحبين به ثم أشار السيد كانغ إلى أحد المقاعد الفارغة وطلب منه الجلوس فيه.

توجه دونغ ووك إلى مقعده وقبل أن يجلس التقت عيناه بعيني الفتاة التي تجلس بالمقعد المجاور، كانت عيناها متألقة وبها بريق ساحر أعمى عيني دونغ ووك لثوانٍ واخترق جسده بعمق فشعر بأن قلبه سيقفز من مكانه من قوة دقاته وفي النهاية اختل توازنه وسقط على الأرض.

بدأ جميع من حوله في الضحك وشعر دونغ ووك بالإحراج وإذا بالفتاة ذات العينين الساحرتين تهب واقفة وتقترب منه وتمد له يدها قائلة : هل أنت بخير؟

تاه دونغ ووك في عينيها مجددا وتلعثم قائلا : نـ..نعم، نعم بخير. ثم أمسك بيدها ونهض واقفًا وجلس بمقعده وعادت هي أيضا إلى مقعدها المجاور ثم نظرت له قائلة : أنا هان سول جي، تشرفت بلقائك.

لم ينطق دونغ ووك حرفًا وبدا وكأنه تجمد في مكانه وحدث نفسه قائلا: لا بد أنني أتيت إلى الجنة لهذا أنا أرى هذا الملاك.

ابتسمت سول جي فكشف فمها الدقيق عن صفين من الأسنان البيضاء المتلألئة والتي شعر دونغ ووك أن بإمكانه رؤية انعكاسه بها وقالت: أنت، فتى بوسان هل أنت بخير؟

فرصة أخيرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن