الجزء الثالث

47 3 0
                                    

سيئول – نوفمبر ٢٠١٨
كانت سول جي جالسة أمام المرآة تستمع لمقطوعتها المفضلة التي تصدح من هاتفها النقال وراحت تضع اللمسات النهائية على زينتها عندما اقتحم الغرفة طفلها الصغير سونغ جاي ذو الخمسة أعوام وأسرع إليها وأمسك بفستانها قائلا : أمي أريد الذهاب معكِ.
دخلت مي جو إلى الغرفة خلفه وقالت : سونغ جاي هيا لنكمل ارتداء ملابسك.

انحنت سول جي ومنحته قبلة دافئة على وجنته وقالت : سونغ جاي عليك أن تبقى الليلة مع جدتك والخالة مي جو وأعدك بإننا سنصطحبك في الغد إلى حديقة الألعاب، اتفقنا؟
ضم سونغ جاي شفتيه في ضيق معلنًا اعتراضه فقالت سول جي : سونغ جاي هيا ابتسم، إن لم تبتسم سيأتي وحش الدغدغة ليجبرك على الابتسام.
بدأت سول جي في تحريك أصابع يديها ثم أخذت تدغدغ طفلها الذي أخذ يضحك بصوتٍ عالٍ.

قطع مرحهما رنين هاتفها فتناولته ونظرت لسونغ جاي قائلة : إنه والدك.
ردت سول جي على الهاتف : نعم عزيزي، أنا جاهزة تقريبا سأنزل على الفور.
أنهت سول جي المكالمة وربتت على رأس طفلها بحنان وأخبرته أن يذهب مسرعًا للخالة مي جو وطلبت منه أن يكون مطيعًا ويستمع إلى كلام جدته ومي جو في غيابها.

تناولت سول جي سترتها وارتدتها فوق فستانها وأمسكت بحقيبتها وقالت لمي جو : عليّ الذهاب الآن.
مي جو : استمتعي بوقتك ولا تقلقي ساعتني بسونغ جاي جيدًا.
اقتربت سول جي من باب الشقة ووقفت مي جو وهي تحمل سونغ جاي في وداعها وبمجرد أن فتحت الباب ناداها طفلها : أمي لقد نسيتِ أن تقبليني.
ضحكت سول جي ثم اقتربت منه وأعطته قبلة سريعة ولوحت لهما وأغلقت الباب من خلفها.
تحسست مي جو وجه سونغ جاي بحنان وقالت : اليوم يوم مميز، إنها الذكرى السادسة لزواج والديك.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

سيؤول – ٢٠٠٨
ليلة الجمعة..

انتهى يوم دراسي آخر وتزاحم الطلاب للخروج من باب المدرسة وتنفس نسمات الحرية فقد حلت عطلة نهاية الأسبوع المنتظرة أخيرًا.

كان دونغ ووك يمشي مع دوك هوا عندما أتى سي جو من ورائهما ومد ذراعيه وضم الاثنين قائلًا : ما هي خططكما لعطلة نهاية الأسبوع يا صديقيّ؟
دوك هوا : النوم والمزيد من النوم. لقد أفنيت نفسي في التدريب هذا الأسبوع وأود أن ارتاح. لندعُ الله كي لا يستدعينا المدرب في العطلة.
ضحك سي جو وقال : ماذا عنكَ دونغ ووك؟
دونغ ووك : لم أقرر بعد ولكن اعتقد أني سأنام أيضًا.
لمعت عينا سي جو وقال بحماس : ما رأيكما أن نقضي الليلة في الساونا؟
دونغ ووك : لم أذهب إلى الساونا من قبل.
سي جو متعجبًا : لا بد أنك تمزح أليس كذلك؟
دونغ ووك : لا.
سي جو : إذن لنذهب سويًا. أعدك أنك ستستمتع هناك.
نظر دوك هوا إليه بشكٍ وقال : ما سبب إصرارك على الذهاب إلى الساونا؟
-لا شيء.
-حقًا. لماذا أشعر بأن والدتك قامت بطردكَ من البيت مجددًا.
ضحك سي جو وقال : الأمر ليس كذلك.
-إذن هل تشاجرت مع حبيبتكَ؟
-بالطبع لا. سأسافر مع فريقي إلى اليابان لمدة أسبوع وأردت قضاء وقتًا ممتعًا معكما يا رفاق قبل الذهاب. كما أن دونغ ووك يعجبني كثيرًا وأريد التقرب منه.
ضحك دونغ ووك وقال : هذا شرفٌ لي.
هزّ دوك هوا رأسه قائلًا : أشم رائحة شيء مريب ولكن لا بأس ساتغاضى عن الأمر.
سي جو بحماس : إذن. هيا بنا إلى الساونا.

فرصة أخيرةWhere stories live. Discover now