الفصل 31

5.1K 187 10
                                    


دخل الملك وجنراله وبرفقتهم جوليانا إلى العاصمة التي زينت بالأعلام والشرائط الملونة وخلفهم الجيش وسط هتافات الناس وتشجيعهم. وقد أمر الملك الكسندر بوضع موائد في الأحياء الفقيرة وتقديم ما لذ وطاب من الطعام وتوزيع مخصصاتهم المسروقة بعد استرجاعها من الخونة ... مما أسعد الشعب الذي يأمل بتحسن معيشته في المستقبل .
كان استقبالا حافلا ذهب بعده كل شخص ليرتاح ويستعد للحفل بعد ساعات قليلة .

عند سينتا 
في غمرة هذه الأحداث وصل عم سينيتا وابنه وهما لا ينويان على الخير أبدا 
استقبلهم مساعد روبيرتو ثم أوصلهم لإحدى غرف الاستقبال واستدعى سينتا لتقابلهم ...
استجعت شجاعتها ودخلت ... ووقفت أمامهما تتأملهما بصمت ....
بينما هما وقفا ببطء متفاجئان من جمالها وحسنها وثيابها الفخمة وهما من كانا يظنان أنها ستكون بحال صعب بسبب مل مرت به منذ خطفها .
العم : كيف حالك ابنتي الم تشتاقي لنا .
لم تجبهم فتحدث ابن عمها ونظراته تكاد تعريها من ملابسها .... هيا عزيزتي فنحن اتينا من أجلك لنأخذك لبيتك وعائلتك اولى بك .
لم تنطلي عليها كلماتهم ولطفهم المزيف فبعد ما عاشته أصبحت تميز الزيف من الأصالة والخباثة من النقاء .
أنا آسفة عمي لن أذهب معكم فأنا سأبقى هنا .
قهقه ابن عمها بسخرية : ربما تعودت على حياة الجواري ، أم على قذاراتك ستأتين معنا برضاك او دونه هل تفهمين .
ابتسمت بانتصار : ومن اخبرك أني جارية ، أنا مرافقة الأميرة شخصيا واعتبر فردا من العائلة ، لذا غادروا بهدوء وكرامة .
احتقن وجه ابن عمها وقال يأمرها : اسمعي جيدا أنت ابنة عمي وستكونين زوجتي أنا اولى بك وسأحمي سمعة عائلتي من تلوثها بوجودك .
تألمت لكلماته التي طعنت قلبها : كلا لا أحتاجك فالله عوضني بزينة الرجال وأنا مخطوبة إليه .... رفعت إصبعها ليلمع خاتمها الثمين ويذهلان وهما يحاولان تقييم ثمنه
انتفض ابن عمها واقترب منها وهي تتراجع وتصرخ ابتعد عني إياك أن تلمسني ....
أغمضت عيناها ببطء لتسمع ما جعلها تتفاجأ وهي ترى توماس يضربه بقسوة ثم رماه على الأرض .
فقد كان على الشرفة وسمع كل شيء قالاه لها مما جعله ينتفض غضبا .
هتف عمها : توقف عن ضربه أيها الوضيع ...
بلحظة كان توماس قد التفت إليه يلكمه بقوة ثم ووقف أمامهما بكبرياء أنا خطيبها وأنتما لا مكان لكما هنا فلتغادرا حالا .
في هذه اللحظة دخل الأمير روبيرتو بكل هيبة وشموخ ووراءه حراسه بعد أن أخبروه بوجودها عرفه العم فأسرع يعدل جلسته وينحني للأمير وهو يبكي : أرجوك سيدي أنصفنا هذا الوضيع خطف ابنة أخي و لعب بعقلها ومنعنا من التقرب منها
ابتسم روبيرتو وهو ينظر لتوم ثم عاد نظره لذلك العم الخبيث : من تدعو بالوضيع ألا تعلم أنك تتحدث مع اللورد توماس ومرافق الأمير جوليانو بنفسه وشقيق زوجتي أيضا .
شهق ذاك البائس بشدة لحصولها على مثل هذا الخطيب الذي يهدد مصالحه بلقبه ومكانته الرفيعة إلا أنه لم ييأس : حتى لو كان نبيلا فابنة أخي جاهلة وانا ولي أمرها واريد أخذها لعائلتها .
تأمله روبير وقد أدرك خبثه ودناءته ....
فقال : ستنزلون اليوم بضيافتنا فلدينا حفل وغدا سنتحدث ونجد حلا .
ابتسم العم بظفر وقد ظن أن أقنع الأمير وخرج وابنه مع مساعد الأمير الذي طلب وضعهم بغرف الضيافة خارج القصر .
ثم نظر توم لروبيرتو : لما سمحت لهم بالبقاء ؟
روبير بجدية : لنكسب الوقت ستتزوجان الآن وحالا فذلك الرجل خبيث جدا وطالما أنتما لم تتزوجان فسيأخذها بقوة القانون فهو يعتبر ولي أمرها .
أومأ توم وهو ينظر لها متسائلا نظرت إليه تحدثها عيناه ... تعدها بالأمان والحب ..
هزت رأسها موافقة وقد علمت بأنهم لن يتركوها وشأنها مطلقا .
تم عقد الزفاف بحضور الملك الكسندر الذي بارك لهما وشهد بنفسه على العقد .
ثم أوصلها توم لغرفتها وامر حارسين بحراستها قبل أن يهمس لها : تركت لك شيئا على سريرك أتمنى أن أرك بهم سأعود لأصحبك بنفسي للحفل جميلتي الصغيرة ......
قبل يدها وانصرف وقد سلبها نبضات قلبها وخلب لبها بتصرفاته المراعية واللطيفة .....
فوجئت حين فتحت الهدية التي تركها فقد وجدت ثوب زفاف كامل رائع الجمال ومعه كل ملحقاته . طرق باب جناحها ليدخل فريق من المتخصصات التي أرسلتهم ليا و الذين بدأن على الفور بتجهيزها لحضور الحفل .

بين أسوار مملكته مكتوبة كاملة سلسلة قيد الجواريحيث تعيش القصص. اكتشف الآن