***************************

حان وقت الحفل الذي كان صاخبا وقد حضرت وفود من كل الممالك المجاورة والكثير من النبلاء والضباط .....
وقف الملك الكسندر وإلى جانبه ليوناردو وجوليانا التي تألقت بثوب فضي أحاط بها بروعة وجمال أطاح بقلب ليو وألهب نظراته .
الكسندر : نحتفل اليوم بانتصارنا على من خانوا بلادهم وباعوا أنفسهم للشيطان وبهذه المناسبة أحب ان أشارككم أيضا فرحة لا توصف وأعرفكم على ابنتي الأميرة رومينا كلابيرون بانتن زوجة الجنرال الكونت إيريك بانتون .
اقتربت رومينا برفقة إيريك الذي وصل قبل قليل وانضم لها دون ان يحظى بفرصة للانفراد بها ...
قبلت يد والدها بعد أن توجها وسط تصفيق الجميع وتأملهم لجمالها فقد تألقت بثوب أسود ناقض بياض بشرتها واحمرار شعرها فشكلت هالة رائعة جذبت أنظار الرجال وحسد النساء قربها إيريك بتملك وقد شعر بالغيرة تتملكه .
الكسندر : سنحتفل أيضا بزفاف ابني روبيرتو على الليدي إليانور و زفاف اللورد توماس على الليدي سينتا .
هيا لتعزف الموسيقا وليشاركنا الجميع أفراحنا ، عزفت الألحان و بدأ الرقص
بينما جلس الكساندر سعيدا بأولاده وتمنى ان يصلح إيريك علاقته بابنته فهو
قد لمح غيرته وحبه لها لذا قرر ألا يتدخل بينهما .
زفر وهو يتمتم .. فهؤلاء الصبية كبروا وأصبحوا رجالا تضرب بهم الأمثال ولكنهم للأسف فاشلون مع النساء .

إيريك وليا
أمسكها بإحكام يقربها إليه وقلبه ينبض بسرعة ، يشعر بارتجافها بين يديه همس لها برقة : ألم تشتاقي لي صغيرتي .
لم تجبه فقد خشيت أن تخونها نبرتها وتفضح اشتياقها له أما هو فشعر بحاجة كبيرة للانفراد بها ، لحظات وكان قد توجه بها إلى جناحهما دون ان تستطيع الإفلات من قبضة يده .
بينما في الحفل انتهى توماس من الرقص ليجلسا على أحد الموائد في إحدى زوايا القاعة ليستأذن منها قليلا واتجه لأحد معارفه ...
في هذه الأثناء كان عمها وابنه يراقبان سينتا وتوم الذي شاهداه يبتعد عنها ليسرعا باغتنام الفرصة ..
كانت سينتا تشعر بالسعادة وهي تتأمل زوجها وتحمد الله الذي عوض صبرها وهبها زوجا يحبها ويحميها ...
شهقت بحدة وهي تشعر بيد قوية تكمم فمها وتسحبها للخلف حاولت المقاومة إلا أنه كان قويا فجأة استرخت ثم فاجأته بركله قوية جعلته يصرخ بشدة ويشتمها بألفاظ قذرة وهو يقول : لن أتركك بعد كل ما عانيناه لنتخلص منكم ... تجمدت بمكانها بينما كانت تحاول الهرب
لشناعة ما تسمع ...
بهذه اللحظة أمسك توم به ولكمه بقوة بينما كان كارل قريبا منهما فسارع لإمساكه بينما إنهار العم على الأرض
يصرخ باكيا : الحقوني لقد خطف ابنة أخي وسيقتل خطيبها ...
ارتجفت سينتا بين ذراعي توم ، بينما توقفت الموسيقا .

اقترب ليو والكسندر منهما وتجمهر الحضور باستغراب وقد تعرف على اللورد توماس بأنه المقصود بهذا الاهتمام .
تابع العم كلامه إلا أن ليو صرخ بوجهه : اصمت أيها الوضيع أي ابنة أخ تطالب بها كنا سنرحمك ونتركك تذهب لكن طمعك وجشعك
أوقعاك .
تحدث الكسندر : ليسمعني الجميع هذه الفتاة ظلمت ممن يجب أن يكون لها سندا وظهرا تحتمي به لكنه هو من أمر بقتل شقيقه وزوجته وكاد يقضي على ابنة أخيه ....
العم : كلا سموك صدقن ....
قاطعه توم : لقد سمعت اعترافه انه قاتل .
العم : أنت كاذب تريد ابعادنا .
أمسك ليو بفكه بقوة وقد طفح كيله من تصنعه : وانا سمعتك أيها الوضيع .... أما سينتا فهي كشقيقتي تماما وهي زوجة اللورد توماس
وبشهادة والدي بنفسه ... دفعه بقوة وهو يشمئز منه و هتف آمرا ...
حراس ألقوه بالسجن وليعدم هو وابنه غدا ....
هتفت سينتا : كلا أرجوك لا تقتلهم فقط أبعدهم ، فسياتي يوم يدفعون به ثمن جرائمهم ، أرجوك سمو الملك .
زفر ليو : لولا أننا مدينين لك فأنت أحد الذين ساهموا بحماية هذه المملكة لم أكن لأتركهم أحياء فمن هم من أمثالهم لا يستحقون الشفقة ... كارل تولى أمر ترحيلهم غدا وسجل اسمهم على الحدود فهم ممنوعين من الدخول للمملكة وإن فعلاها سيطبق حكم الإعدام بحقهم .
كانت سينتا خائفة و خجلة مما حدث ، اقترب الكسندر منها وهي مازالت بين أحضان توماس وقال : أتسمح الآنسة الجميلة بمشاركتي الرقص .
شهق الجميع وهم يرونه يرقص معها فهو منذ زمن طويل لم يشارك بالرقص عم المرح من جديد .
بينما أحست جوليانا بتعب ليو و إرهاقه فسحبته للخارج ترافقه لجناحه ....
بينما استمر الحفل دون ان ينتبه أحد لغياب إيريك ورومينا .

************************

دخلت جو تسند ليو يساعدها كارل الذي رآهما في الخارج ، استلقى ليو بألم وهو يتأوه ...نظرت جو ل كارل وقالت : من فضلك ساعده بتغير ملابسه سأحضر حقيبتي وأعود .أسرعت لجناحها بدلت ملابسها ثم أحضرت حقيبتها وعادت مسرعة إلى جناحه وهي تتمنى ان يكون بخير .طرقت ثم دخلت وكان كارل خلال هذا الوقت قد بدل ملابس ليو الرسمية بأخرى ...قامت بنزع الضماد وتفحص الجرح تنهدت براحة فقد التئم الجرح بسرعة ولا علامة على تلوثه لذا قامت بدهنه بمعقم ومطهر للجروح وضمدتهبلطف .ليو : يمكنك المغادرة كارل وإياك أن يعلم أحد بجرحي فلم أخبر والدي كي لا يقلق .أومئ برأسه مجيبا : كما تريد سموك .تابعت جو عملها ثم أمسكت الشراب الذي أمرت إحدى الخدم بصنعه ..جو : تفضل ليوناردو إنه مغلي بعض الأعشاب التي تساعد على التئام الجرح بشكل كامل ....شربه دون ان يبعد نظراته عنها ...ابتعدت عنه وهي تتمتم : عذرا .... سأذهب لغرفتي فأنا متعبة أستأذنك للذهاب للنوم ....و هربت بسرعة دون أن يستطيع إجابتها صمت لحظات قبل أن ينفجر ضاحكا رغم ألم جرحه فتلك الفتاة فريدة من نوعها أحب براءتها وخوفها عليه ....أما توماس فقد رفض البقاء في القصر فغادر مع إيفانيا إلى قصره، الذي أمر خدمه بتجهيزه وتحضير جناح والديه لاستقبال عروسه ، حيث سيبدئان حياتهما الجديدة معا .....

أما كارل
تسلل إلى جناح إيفانيا فهو لم يبقى برفقتها طويلا بسبب ما حدث دخل بهدوء ففوجئ بتلك الصغيرة التي انقضت عليه ، ابتسم وحملها عاليا يؤرجحها بقوة بينما كانت تضحك ، نظر لخطيبته التي تراقبه بسعادة فقد كانت تخشى ألا يتقبل وجود شقيقتها معها ...
قدم علبة شوكلا فاخرة للطفلة ووردة حمراء لحبيبته التي احمر وجهها من نظراته الجريئة ، وحمدت ربها لوجود شقيقتها معهما .
اتفقا على ميعاد الزفاف وكل التفاصيل الأخرى ، طلبت منه السكن في منزل عائلتها إلا أنه رفض .
لينتهي ذلك النهار الطويل على أبطالنا بسعادة بينما بالنسبة ل رومينا وإيريك كانا بحال آخر تماما ............

*********************

بين أسوار مملكته مكتوبة كاملة سلسلة قيد الجواريWhere stories live. Discover now