الفصل الرابع و العشرون

5.2K 137 2
                                    

الأوحد ..

و بين عشق و ضياع
تستمر ... النظرة

كان يقود سيارته و الصمت يلف المكان يرفع عيناه المرآة حتي يتأمل شرود ملامحها بينما هي تنظر من الزجاج صامتة
و لكن ذاك الصمت لم يستمر كثيرا فها هي تعود غاداه لحالها

_غادة : أنت ماشي ببطء كدا ليه ... سرع شوية خلينا نلحقهم

نظر لها بطرف عينه قبل أن يقول بهدوء ناقض ثورتها الداخليه

_ شريف : لو مشينا اسرع من كدا هنعمل حادثة

وفرت بحنق قبل أن تبتعد بجسدها كله عنه
أما هو نظر لها بطرف عينه قبل أن يقول بنبرة غامضة

_ شريف : خايفة عليه ؟
_ غادة : طبعا

كان ردها منفعل كعيناها ...
رغم عفوية الرد
إلا أنها أشعلت في نيران كادت أن تحرق ما بداخله ... لاولا استرسالها في الكلام

_ غادة : مش زميلي ... و حبيب صاحبتي!!!
_شريف : صاحبتك دي إلي احنا كانت بتتخطب من ساعة تقريبا

نظرت له و هي تتفهم معنى كلماته ... لابد أن الجميع يحمل نفس التفكير
فكيف لعروس لم يدم علي لبسها لخاتم الخطبة سوى دقائق أن تكن بتلك الحالة علي رجل آخر ... و الأغرب هو رد فعل خطيبها
الذي وقف يراقب بلا أي تعليق

_ شريف : روحتي فين

نظرت له بشرود و عيناها تبرق بافتتان لك تلحظه ... و لكنه ظل يراقبه من المرأة المائله

_ شريف : غادة!!!

نظرت ارضا و بدأت في البكاء علي حال صديقتها و حال أحمد الذي كان الأخ الذي عوضها عن الجميع
أما ل آخر لم يشعر بنفسه إلا وهو يوقف السيارة و يتجه بكامل جسده لها ...

_ شريف : غادة مالك ؟

لم ترد بل ظهرت شهقة ناعمة منها حركته
أما هي فسمعها تقول

_ غادة : هي الي عملت فيهم كدا
_ شريف : هي مين
_ غادة : فريدة
_ شريف : غادة أهدي و احكيلي في ايه

نظرت لعيناه مطولا قبل أن تسترسل و تحكي له كل شئ كان بين أحمد و فريدة منذ لحظة البداية حتى تلك اللحظة القاسية
نظر لها مطولا قبل أن يمد اطراف أصابعه يمسح لها دموعها بنعومة صاحبته ابتسامه رائعة ظهرت و كأنه يطمأنها ...
ظلت تتأمله قليلا قبل أن تراه يبتعد عنها بهدوء و يعاود القيادة .. و لكن تلك المرة حرك المقود بحركة عكسية سريعه ليغير مسار السيارة في لحظة ..

_ غادة : احنا رايحيين فين ؟
_ شريف : البيت

صمتت و لكن عيناها تطلبان الإجابة
أما هو فراقب الطريق بشرود قبل أن يقول

_ شريف : هما محتاجين يبقوا مع بعض ...

وصمت و نبرته صاحبت معاناته الغريبة منذ فترة ....

_ شريف : لأن مفيش حاجة هتتحل إلا بيهم

لحظتها لم يكن يعلم أن كان الكلام موجه لأحمد و فريدة أما له ...
فالأمر أصبح كالمتاهة
بينما كان ذاك الشعور لم يكن من طرق واحد فالأخرى كانت تفكر
هل كلماته موجهه لها بشكل غير مباشر
ام أنه مجرد تشابه ظروف

*****************
كانت جالسة في النادي تنظر إلي ساعتها بين الحين و الآخر .. و عيناها تراقب مدخل النادي
كعادته متأخر ...
و كعادته يتبختر ....
و ها هو يسير بعنجهية ... و كأنه لم يتأخر ساعة كاملة عن الموعد

_ نور : و الله !! ساعة كاملة يا عاصم .. ساعة
_ عاصم : آسف يا نور .. بس كان ورايا كام حاجة كدا خلصتهم وجيت علي طول
_ نور : طب اقعد
_ عاصم : طب الحمد لله اخدنا تصريح العقاد

صمتا قليلا قبل أن يقول هو بنبرة زادتها المرح
_ عاصم : انهردا عيد ميلاد

نظرت له بعينان ملأها الدهشة قبل أن تشاهد الجميع يقترب و عيناه مسلطة عليها .. سمعت الجميع يردد

_ عيد ميلادو احلى عيد
_ عاصم : ايه إلي شايفه دى
_ القمر في ليلة عيد

ابتسمت بسعادة طفلة بينما هو أشار بيده لي تقدم رجل بكعكة كبيرة ...
تلك الكعكة كتب عليها كلمة ظلت تنظر لها بزهوله قبل أن يقترب هو منها و يهمس

_ عاصم : كل سنة و انتي جمبي

نظرت له بحب بينما هلل الجميع بسعادة ..
مد يداه يأخذ العلبة التي كان يضعها في ملابسه و قربها منها

_ نور : ايه دي ؟!!

أخرج عقدا رائعا باللون الفضي كتب عليه
" ما شاء الله "
البسها إياه وهي تنظر له بحب

_ نور : دي احلى هدية جاتلي في الدنيا
_ عاصم : بالظبط .. احلي هدية جاتلي في الدنيا

ابتسمت لعيناه ..
بينما قالت بعفويتها التي طالما عشقها

_ نور : تعرف أن محدش عملي مفاجأة حلوة زي دي قبلك
_ عاصم : و مين قالك أن دي المفاجأة
_ نور : تقصد ايه
_ عاصم : هتعرفي بعدين

و ابتعد بعيناه عنها بينما هي اشاحت بوجهها عنه بميل ...
و عيناها تراقبان الكلمات المكتوبة علي الكعكة بزخرفة

_ كل سنة و انتى نور عيني

****************
خرجت معه وهي تبتسم و هو يضحك حتي قطعا مسافة بعبده عن النادي قبل أن يأتيها اتصالا جعلها تقف متهجمة تنظر له بعينان متجمدتان ..

_ عاصم : مالك يا نور
_ نور : ااحمد أخويا عمل حادثة و في المستشفى

و هي دقائق و كانت في سيارته
وهي دقائق و كانا يدخلان المستشفيات عبر الممرات الطبية صاحبت الرائحة العقيمة

****************
Sar7onii
https://sarahaa.net/w/590340

على أوتار العشق ( الجزء الأول : مكتملة )Where stories live. Discover now