الجزء الثامن ( حبيسة الماضي )

8.7K 222 3
                                    

لاحت إبتسامة جانبية علي وجهه و هو يقرأ رسالتها اليومية التي تبعث فيها كل ما يحدث معها في اليوم يكاد يشعر أنه معها و جوارها... تحكي له تفاصيل التفاصيل وهو يستمع و يبتسم ربما تكرر الموضوع لمرات و لكنه سعيد لمحادثتها و اصبح وقت ما بعد منتصف الليل و قتهما الخاص حيث يتكلمنا حتي ينام احدهما و يغلق الآخر ....
أغلق الهاتف و وضعه جانبا و هو يتنهد ... هل سيبقي يتعامل معها علي هيئة صديق و هو يشعر بدقات قلبه تقرع كالطبول بقربها  ...
و هل ذلك الاحساس الذي يولد داخله و قد نمى في قلبه اتجاهها سيؤخذ علي محمل الصداقة !!!
صمت عقبه إبتسامة عاشقة وهو يتذكر ذلك اليوم عندما خرجت له من منزلها وهي ترتدي زيها الذي جعلها طفلة جميلة و انثي ماكرة و تذكر نظرتها الخائفة عليه عندما وجدها اسفل شرفته و كم كانت مفاجأة علي الرغم من أنها غريبة الا أنها كانت سعيدة  ....
و الان ها هو اشتاقها من جديد يعرف أن تلك الاحرف المكتوبة في الرسائل ليست بكافية و لا تشبع اشتياقه لها علي الاقل يسمع صوتها ها هو الجرس وها هي نبرة صوتها المرحة
_ فريدة : ايه دا انت الي متصل ؟!! شكلك شاحن رصيد جديد
ضحك بسعادة وهو يقول
_ أحمد : دايما فاهماني
_ فريدة : خير في حاجة
_ أحمد : لا ابدا بس اتخنقت من قاعدة البيت
_ فريدة : انت الي اخدت إجازة من المدرسة
_ أحمد : يا بنتي احنا تالتة ثانوي يعني عادي
_ فريدة : لا مش عادي اومال انا المفرود اشوفك ازاي
_ أحمد : انا بقاا كنت متصل علشان كدا
_ فريدة : علشان ايه ؟
_ أحمد : فريدة .. انا عاوز اشوفك في موضوع مهم جدا لازم نتكلم فيه
_ فريدة : موضوع ايه يا أحمد ؟!!
_ أحمد : هتعرفي لما أشوفك

*"********"**"*****
_ عاصم : اهدي يا نور في ايه
_ نور بهلع : مروة
_ عاصم : مالها مروة
خرج علي سمعها مالك الذي نظر لها بترقب و قد دق قلبه خوفا علي معشوقته ...
_ نور : مروة قافلة علي نفسها الاوضة و مش رادية تفتح لحد و مبتردش عليا
كانت شبه تصرخ و قد اصفر لونها اقترب منها عاصم و أمسك ذراعها وهو يهدأها بينما اندفع الآخر جريا نحو غرفتها يتبعه عاصم و معه نور ...
بدأ يطرق علي الباب بخوف و شدة و قد ذاد هرعه من عدم استجابتها فبدأ يحاول كسر الباب و معه عاصم و اجتمع حول غرفتها العديد من الطلبة و الطالبات الذين تجمعوا من الطرقات الشديدة و بدأ الجميع ينظر باتجاه الباب بترقب بينما صرخت نور عندما وجدت ذلك الغريب يحمل صديقتها علي ذراعيه ينظر لها بهلع و خوف و ذراعها الأيمن مغرقا بالدماء بشكل مرعب و لم تأخذ وقتا لتتفهم أن صديقتها قد سلكت ذلك الطريق الذي نهايته كانت شبه معروف .. إنه الإنتــــحار ...

**************
دقائق و كانت سيارة الإسعاف تنقلها الي المشفي المجاورة و ركبت نور مع عاصم في سيارة مالك و وصلو معا الي المشفي و دخلت الطوارئ نظرت  الي صديقتها التي حملت علي ذلك السرير المنتقل الذي نقلها إلي غرفة العمليات بعيون دامعة وشعرت أن العالم حولها قد أصبح ظلاما و لم تشعر بشيء سوي أنها كادت تسقط علي الارض الرطبة لاولا زراعا قوية حملتها بخفه قبل ان تسقط نظرت له بنصف عين مفتوحة لتستسلم بين زراعيه و بعدها غابت الدنيا عنها علي صورته ....

*****************
صمت يجر صمت ...
و عيناه ممتلأتان بالدموع التي تأبي أن تسيل علي خداه بكبرياء ..
ينظر إليها من زجاج الغرفة بعينان قد حملت الاسي و قلبا ينزف لشعوره الوشيك بفقدان معشوقته ....
وضع يداه علي الزجاج و كأنه يضعها علي وجهها النائم بإستسلام تأملها لفترة لم يعرف كم كانت ....
كم هو سئ ذلك الشعور بفقدان أحدهم قد احتل جزء من قلبك .. وهي لم تحتل جزأ بل احتلته كله ...
اااااه لكم هو يشعر الان برغبة في احتضانها كمان كان يفعل عندما كانت طفلة في الثالثة ....
و كم هو يلعن تلك الظروف التي أجبرته علي تركها بل و تسليم قلبه لغيرها ... و لكن لو تعرف انها كانت في باله في كل لحظة و لم تغيب  ... لو تعرف أنه لم يري أنثي غيرها حتي و أن كان متزوجا من غيرها ...
أغلق عيناه في اسي وهو يتذكر ذلك اليوم اللعين الذي اخبرهم أنه تزوج امرأة و سيسافر معها للخارج و تذكر معه ملامحها ... كانت في السابعة عشر من عمرها و كان يعرف انها متعلقة به من نظراتها و ترددها كما أنه لم ينكر أنه قد أنجزب لها الي حد كبير و ما شعر به بعد زواجه و ابتعاده عنها انها كانت تمثل جزءا كبيرا من حياته ....
و الآن و في تلك اللحظة ..
هو لا يشعر بها جزءا فقط من حياته بل هو يشعر أنها حياته نفسها و لخسارتها سيخسر حاله ....
ما يكسر نفسه الان أنه يشعر أنه سبيل ي كسر قلبها و جعلها تحاول الانتحار و لكن تلك الحمقاء  لا تدري انها ستقتل روحان لا روح واحده .......
سحقا لطالما كانت عنيدة و متهورة ... و لطالما عشقها و عشق طباعها ...
أسند رأسه علي الزجاج و قد ارسل لها نظرة حملت معها كل ألوان الاشتياق و اغمض عيناه وهو يدعي و يبتهل بأن تعود له سالمه حتي تعود معها الحياة ....

*****************
حركت جفونها بهدوء و تملكلت علي الفراش فتحت عيناه لتفاجأ باللون الابيض في كل مكان و الرائحة الطبية تملأ الأجواء ..
ماذا حدث  ؟!!!
ما الذي جاء بها الي هنا ؟!!
تحركت قليلا لتجد جسد رجل نائما علي الكرسي المقابل لها نظرت له بدهشة وهي تتأمل وجوده هنا معها  ...
ما هي الي دقائق و استيقظ عندما سمعها تهتف باسمه ... نظر لها بلهفة مختبٱه وراء الجدية  ...
_ عاصم : عاملة ايه دلوقت
_ نور : انا كويس .. هو في ايه ايه الي جابني هنا و .. و مروة ..  فين مروة
_ عاصم : اهدي بس مروة كويسة لسه خارجة من العمليات و الحمد لله هي عاوزة ترتاح يس شوية زيك كدا
_ نور : اغمي عليا ؟؟
_ عاصم : ايوه
_ نور بتفهم : انا كدا أما بزعل أو بتوتر بيغني عليا انا اسفة يا دكتور عاصم تعبتك معايا
_ عاصم : و لا تعب و لا حاجة استريحي و شوية و هنقوم نشوف مروة
ابتسمت و هي تومأ بالموافقة
_ عاصم : نور
_ نور : نعم
_ عاصم : انتي كنتي بتتكلمي عن مروة مش كدا
انتبهت للكلام و نظرت له باهتمام
_ نور : امتي ؟؟!
_ عاصم : مروة هي صاحبتك الي بتحب واحد و بتهرب منه خوفا من الماضي
نظرت له بدهشة ظهرت مع ظهور شعاع الفيروز من عيناها ...
_ نور : و عرفت ازاي ؟!!
_ عاصم : لأن مالك هو صاحبي الي مروة بتهرب منه
لم تكد ترد عليه ليسمعا معا طرقا علي الباب نظرا نحوه ليدلف مالك وهو يقول بلهفة و سعادة ...
_ مالك : مروة فاقت

************
يا ريت رأيكو في الكومنتات و فولو ليا علشان تشجعوني أكمل . .
شكرا

على أوتار العشق ( الجزء الأول : مكتملة )Where stories live. Discover now