الجزء التاسع

8.1K 208 2
                                    

كانت الشمس ترسل اخر شعاع لها و هي تقف في مكانهما المميز عند تلك الشجرة الكبيرة
" شجرة التوت "
في البر الغربي من حيهم السكني ....
كانت تنتظره بلهفة .. ما هو ذاك الموضوع الذي يريدها فيه ... و ما مضمون ما سيقول ..
و لكن هي تكذب هي فقط ملهوفة للقائه هو لا تنكر اشتياقها و لا تنكر مشاعرها التي باتت واضحة جدا لها ... تراها واضحة له أيضا ؟!!
و من بعيد لمحته يتقدم نحوها بخطوات واثقة و بلمعة عين راتها واضحة في الضوء الخفيف لشعاع الشمس الطفيف ....
_ أحمد : إتأخرت عليكي ؟!
_ فريدة : لا خمس دقائق تأخير و الدنيا ساقعة علي كدا
ضحك بخفة علي مظهرها الطفولي
_ أحمد : معلش خليها عليكي المرادي
وصمت قليلا قبل أن يوجه كلامه لها مرة آخري
_ أحمد : انتي عاوزة ايه ؟!
_ فريدة : انت اهبل يا بني  ... أنت الي عاوزني و في موضوع مهم و قال جايبني في عز البرد لا و بهزر كمان ابو دم خفيف
_ أحمد : خلاص خلاص يا سااتر انا نسيت انا قلت ايه اصلا يخرييت شكلك
_ فريدة : يووه دا هيقول نسيت و انا هموت من البرد
نظر لها و لملابسها الخفيفة كانت فعلا تشعر بالبرد اقترب ناحيتها و خلع الجاكيت الخاص به و حاوطها به فأصبحت بين زراعيه وتحديدا بجوار قلبه الذي أخذ يقرع كالطبول اما هي فعلقت عيناها به و قلبها يدق بلا هوادة ... ابتسم بحانية وهو ينظر لعمق عيناها ...
_ أحمد : شكلي كدا افتكرت انا كنت هقول ايه
_ فريدة : ايه ؟!!
_ أحمد : فريدة أنا بحبك
نظرت له بشئ من الزهول و رغما عنها ابتسمت بسعادة  و لمعت عيناها بالدلها الإبتسامة بجاذبية جعلت قلبها يعاود دقاته له و بلا وعي احمر وجهها وهي تتأمل ملامحه الجدية
_ احمد : فريدة ؟؟
_ فريدة : نعم
_ إحمد : بقلك بحبك
_ فريدة : أحمد احنا صحاب و زمايل و ...
_ أحمد : صحااب ؟!!
صمتت و اخفضت بصرها بينما هو أكمل حديثه و قد علي صوته بعض الشئ
_ أحمد : انتي شايفه اننا صحاب يا فريدة ؟!!
_ فريدة : اه يا أحمد انا شايفة اننا صحاب
_ أحمد بغضب : انتي كدابة ... احنا عمرنا مكنا  صحاب
و ابتعد بخطوات عنها و لكنه عاد بنظره لها مرة أخري ...
_ أحمد : و لا عمرنا مهنبقاا صحاب يا .. يا فريدة
و سار مبتعدا عنها متجاهلا ندائتها المتكررة و مطالبتها له بالوقوف لسماعها ...
و لكن اي سماع ..  لقد صرحت أنها لا تريد حبه و أن علاقتهما معا هي فقط للصداقة لا غير ....
اما هي فقد عادت لمنزلها و دخلت غرفتها لتبكي طوال الليل بلا هوادة و تشعر أن قلبها ينزف الما له و لها ... لا تعرف لما رفضت حبه .. لا لا هي لم ترفض هي فقط أخبرته أنهما صديقان ....
و لكن هنا ليسا بصديقان ابدا و هي تعرف ذلك و متأكدة أنها تحبه كما رأت اليوم حبه لها ...
و لكن ما يفيد الندم ....
و لكن هي تحبه و لن تتركه يذهب من يدها انه اول حب في حياتها و ستحاول معه بشتي الطرق لارجاعه تعرف أنه عنيد و متهور لكن تعرف ايضا أنه يحبها و سيسامحها ...
انه خطأها و ستصلح منه حتي و أن جائت علي نفسها في سبيله ....

*******************
دخلت الغرفة مسرعة الي صديقتها التي ابتسمت لها فور رؤيتها ....
_ نور : كدا برضو يا مروة تخضيني عليكي بالشكل دا
_ مروة بوهن : انا كنت خايفة من الموت لأنه كان هيحرمني منك يا نور بجد
_ نور : بس بقاا متقوليش كدا بعد الشر عنك يا روحي هتقومي و كل حاجة هتبقاا تمام
_ مروة : نور .. هو ايه الي حصل انا جيت هنا ازاي ؟!!
_نور : ابدا يا ستي نشفتي ريقي تخبيط علي الباب و انتي و لا هنا  .. رحت لدكتور عاصم و كان معاه شاب كدا .. الغريبة بقاا أن الشاب دا هو الي كسر الباب هو و د. عاصم و شالك لحد هنا و كان شكله خايف عليكي اوي ...
ابتسمت مروة بحانية وهي تتذكر عندما دخل عليها الغرفة و في تلك اللحظات لم تري الصورة الا مشوشة للغاية وز لكن صورته احتلت عقلها و رائحة عبقه قد احتلت أنفها بامتلاك ....
و لم تسمع منه سوي
" لا يا مروة ارجوكي انا خسرتك مرة و مش حمل خسارتك تاني "
حركت رأسها بحزن ... عن أي خسارة يتحدث هل فاز بها اولا حتي يخسرها ...
هل كان يراها في البداية و شعر بخسارتها  ..
لقد تعمد خسارتها في البداية وهو يعلم أنها لن تستطيع أن تكمل بدونه .. و مع ذلك اصر علي البعاد ....
عن أي خسارة يتحدث  ؟!!
لقد خسرت نفسها عندما شعرت بأنه باعها .. عندما شعرت عدم اهتمامه بمشاعرها نحوه ... عندما رأت انثي أخري قد أعلن زواجه منها ...
لقد خسرت نفسها فكيف هو يخسرها مجددا ؟!!

*******************
_ عاصم : هتفضل برا كدا كتير ؟!
_ مالك : عايزني اعمل ايه يعني ؟
_ عاصم : ادخلها يا اخي بدل وقغتك دي اعملها اي حاجة حسسها بوجودك
_ مالك : كدا احسن ليها هي لو شافتني هتتعب و انا مش عايز حالتها تسوء
_ عاصم : يا مالك انت مصر تتعب نفسك وتتعبها معاك انت بتحبها و عارف انها بتحبك ليه بقاا مش قادر تاخد خطوة
_ مالك : علشان انا لما بقرب منها بتعبها يا عاصم ... قربي منها بقاا خطر عليها انت نشفتش ايه الي حصل دي كانت هتموت نفسها
_ عاصم : ودا دليل كفاية علي انها لسه بتحبك
_ مالك : وفايدته ايه الحب لو مش هنكون مع بعض ... لو كان في طرف بيسبب الالم للطرف التاني
_ عاصم : انتو بحبكو تقدروا تتخطوا الأزمة دي بانكوا تبعدو عن الماضي يا مالك
_ مالك : هي مصرة تكون حبيسة الماضي يا عاصم و انا مش هقدر اضغط عليها
_ عاصم : متقلقش يا صاحبي كل حاجة ليها حل و ربنا من عنده هيعدلها
_ مالك : يا رب يا عاصم يا رب ... وحشتني اوي اوي
و في تلك اللحظة خرجت نور مغلقة الباب خلفها نظرت باتجاه عاصم الذي و بلا وعي تقدم ناحيتها بلهفة غريبة و مالك الذي أسرع إليها و عيناه تنتظران الكلام المطمئن علي معشوقته ..
_ عاصم : خير يا نور مروة عاملة ايه ؟!
_ نور : هي بقت كويسة الحمدلله و بتتكلم عادي
_ مالك : انا هدخلها
و لم ينتظر ردا من احد و بالفعل دخل مغلقا ورائه الباب تعجبت نور من ذلك الشخص الغريب كما تعجبت من اهتمامه الغريب صديقتها قضبت حاجبيها و زمت شفتاها كل ذلك كان يراقبها عاصم بنصف عين حتي سمعها تقول بعفوية .. 
_ نور : مين الراجل  دا
_ عاصم : اقدملك الدكتور مالك صاحبي و ابن خالة مروة صاحبتك

*****************

على أوتار العشق ( الجزء الأول : مكتملة )Where stories live. Discover now