الفصل 26

5.1K 191 5
                                    



بعد منتصف الليل إستطاع الملك ومن معه عدا إيريك قائد الجيش التسلل للداخل ، حيث إنتظرهما أحد مساعدي دارك المتواجدين في القصر مستغلين  عدم إنتباه الحرس وثمالة البعض الآخر .
تقدموا بحذر حتى وصلوا لمكان تخزين الأسلحة والذي لم يكن في حراسته سوا حارسين تمكنوا منهما بسهولة دون إحداث أي ضجة .
قام جيمس بعدها بنثر قطع الحطب الموجود بأحد جوانب المكان بمحاذاة الحائط ليحيط بكل تلك الأعداد الهائلة من السلاح بينما إختار نائب دارك من ضمنها بعض الأسلحة له ولمن معه فهم دخلو القصر دون أي سلاح .

عند جوليانا وتوماس

استكانت جو بين أحضان توماس وهي تشعر بالراحة لتواجده معها بعد لحظاتها العصببة بجانب قاتل والدها ، إبتعدت بعد قليل وقد شعرت بإستيقاظ إيف وإقترابها منهما .
جو : تعالي إيفا ... سأعرفك على اللورد توماس وهو بمثابة شقيق لي كما أنه شقيق ليا وقد رافقني طوال حياتي وهو هنا في مهمة سرية ، توم هذه الليدي إيفانيا مرافقتي وصديقتي .
إيف : تشرفت بمعرفتك سيدي بالتعرف إليك .
توم : إلي الشرف آنستي .. والآن تناولن هذه الفاكهة فهم لم يقدموا لكن الطعام يريدون إبقائكما ضعفاء .
جلسوا معا يتناولون الفاكهة التي أحضرها توم فهما فعلا لم يتناولوا أيا طعام منذ الصباح .
توم : إسمعيني جيدا جو الجيش يحيط المدينة بأكملها ويتم إقتحامها بينما الملك وكارل هنا و ....... ثم شرح لها الخطة التي سيتبعونها .
نادى جاك ليبدأو تنفيذ الخطة حيث تم إصطحاب إيف لغرفة سينيتا حيث قامت بتغير ملابسها الفخمة بملابس الخدم ، لتتسلل إلى الخارج هي و سينيتا بصحبة توم و جيمس بينما بقي جاك في موقعه عند جناح جو ، توجه توم لمخزن الاسلحة مكان اللقاء ، بينما إصطحب جيمس الفتاتين خارج المدينة ليتركهما في مرابط الجيش ويعود مسرعا لينضم لفرقته .

في مخزن الأسلحة

إنحنى توماس يحي ملكه وقد تواجد كارل ودارك وأعضاء فريقه ، لينقل
توماس لهم كل التطورات وأهمها وجود جاك كحليف هام لهم وقد عرض
عليهم رسم تفصيلي للقصر وموقع جناح اللورد والذي جهزه بناء على وصف جاك .
ثم خرج توم وليو متجهان لجناح جوليانا والتي قامت بتبديل ملابسها والعودة لشخصية جوليانو ثم ربطت شعرها لتضع نفس الشعر المستعار الذي أحضره كارل ، ثبتت خنجرها تحت سترتها ووضعت سيفها والذي هو سيف والدها وقد أقسمت أن تنتقم به من قاتل والدها ولو كان يحمل نفس دمائها .
قررت مهاجمة اللورد الآن فتسللت برفقة جاك إلى جناح اللورد وأخرجت سلاحها السري والذي صممه والدها وأكملت تجهيزه بنفسها .
حينما دخل ليونارو الجناح يبحث عن جوليانا فلم يجدها فأدرك أنها ليست موجودة فثار غضبا وتوعدها فهي دائما متهورة .
ليو : أين ذهبت ؟ .... ألم تقل أنها ستنتظرك هنا .
توم : نعم لقد اتفقنا على ذلك ، حتى جاك ليس هنا .... لابد أنها ذهبت لتنتقم بمفرده ولم تنتظرنا .
ليو : تبا لها ... لن تترك عنادها وتهورها مهما حاولنا .
إنطلقا ورائها وبرفقتهم كارل ودارك معتمدين على خريطة جاك ووجهتهم جناح اللورد .
تسللت جو بهدوء إلى ذلك الجناح ، بينما إنتظرها جاك في الخارج شعرت
بحركة خلفها إستدارت بخفة وأطلقت إبرها فسقط ذلك الحارس على الأرض فاقدا الوعي .
تفاجأت حين إلتفتت لتبحث عن اللورد فأمامها يقف ذلك الذي يدعونه بالفارس أمسكت سيفها ليبدأ القتال بينهما كان مقاتلا بارعا وقويا ، عرفت جو بأنها غير قادرة على هزيمته لتناور وتحاول إطلاق إحدى إبرها دون جدوى فدرعه يحميه ، كانت تتفادى ضرباته بحركات رشيقة وراقصة أثارت إعجابه وذكرته بتحركات توم حين هزمه .
بدأت جو تلهث فهي منذ كشف أمرها لم تتدرب على المبارزة مما أثر على مستواها ومن يقف أمامها يفوقها قوة وحنكة .
بحركة مباغتة منه وقع سيفها وأحاطت ذراعه برقبتها مثبتا إياها وقد تمكن من أسرها .
حين دخلو الممر المؤدي لجناح الملك سمعوا صوتا لينفتح باب سري ويخرج منه اللورد وحارسين ليقابل أمامه الملك ليوناردو بنفسه .
لم يصدم ليو حين رأى ذلك اللورد أخيرا فهو نسخة شابة من والد جوليانا لا بد انه إبن عمها ويليام .
إبتسم اللورد بخبث وهو يقول : الملك يتواجد في قصري المتواضع ... ياله
من شرف عظيم ... ليشدد نبرته وهو يتابع ... هل أتيت لتحضر زفافي ..
إنحنى بحركة مسرحية هازئة آسف جلالة الملك لم يبقى لك مكان في حفلنا ربما ندعوك عند ولادة طفلنا الأول ما رأيك .
إشتعلت عواصف عينيه و إشتعل حريق في مجرى دمه خطيبته هو .. زفاف .... إستل سيفه وتبعه من معه بينما رفع اللورد سيفه بالمقابل .
ليلتقي الجبلان وتلتحم السيوف ، بينما تقاتل دارك وكارل مع الحارسين ليستغل توم إنشغالهم ويتسلل عبر الممر السري الذي يقود إلى داخل جناح الملك يبحث عن جوليانا .
في هذه اللحظات أطلقت سهام مشتعلة على المدينة ووبدأ هجوم الجيش عليها من المحاور الثلاث المتفق عليها بقيادة إيريك بينما أشعل جيمس ومساعديه النار في مخزن الأسلحة وسارعا للقصر ...
ليشتعل الحطب مشكلا دائرة حول المخزن من الداخل بينما إشتعل ذلك الخط من الرماد الأسود الذي وضعه كارل ممتدا نحوا منتصف حيث وضعت كمية كبيرة من الرماد الأسود وبعض قوارير من الكحول .
لينفجر المخزن بدوي مرعب وتتعالى ألسنة اللهب ليشتعل الليل وكأن الشمس بزغت باكرا ، بينما تعالى الصراخ والهلع وبكاء النساء والأطفال .
عند ليوناردو
قتل الحارسان بينما كان ليو يقاتل اللورد بكامل طاقته لينتهي القتال بوقوع اللورد على الأرض وسيف ليو على رقبته فمن هو ليصل لمهارة الملك .
ليو : هل ظننت أني سأترك فتاتي لك ... من تظن نفسك ؟
تقدم الفارس جارا جو أمامه متجها نحو الممر وقد سمع أصوات وصليل السيوف في الخارج ليذهل مما رأى ، فلورده في خطر وسيف الملك على رقبته يهدد حياته ، فصرخ بحدة :
_ ألقوا سيوفكم حالا وإلا سأقتل اميرتكم الغالية .
نظر ليو لجو وهي بين يدي ذلك الوغد وهو يهدده بها واضعا سيفه على رقبتها بينما تتظاهر هي بالوهن رامية ثقلها عليه .
ضحك اللورد فرحا فقد خسر الملك رغم فوزه بالمبارزة بينما ألقى الجميع أسلحتهم وقف اللورد يضحك بشدة وينفض ثيابه المبهرجة وقال ساخرا :
_ الملك الذي تضرب به الأمثال ينهزم أمام مشاعره ... صفق وهو يقترب من جوليانا ... ها حبيبتي هل تريدين رؤيته يقتل أمامك قبل أم بعد زفافنا .
لوح بسيفه الذي إلتقطه من الأرض بينما عاد بخطاه نحو ليو قام بطعنه ولكن حينها حدث الإنفجار في مخزن السلاح ، ليختل توازنهم مع إهتزاز القصر .
بنفس الوقت وبحركة رشيقة ضربت جو يد الفارس الممسكة بالسيف و إلتفت لتضرب الفارس في أكثر مكان حساس لديه ليفلتها وهو يتقافز كالأرانب من شدة الوجع الذي ألم به وهو يشتم بألفاظ قذرة مثله ، لينقض عليه توماس القادم من الخلف فقد كان ينتظر اللحظة المناسبة للتدخل كانا يتعاركان ويتقاتلان بقوة .
الفارس : هل تظن أنك تستطيع الفوز ، سأريك كيف تخون أسيادك ؟
فاجأه توماس بلكمة قوية : سنرى أيها المغرور ....
في هذا الوقت التفتت جو فرات اللورد يهم بطعن ليو مما أثار خوفها فصرخت بقوة .
جو : ليو إنتبه وتخرج إبرة طويلة تطلقها ببراعة لتستقر في منتصف ظهر قاتل أبيها وليام والذي كان رافعا سيفه بوجه ليو تبعتها عدة إبر أخرى لينهار ذاك على الأرض غير قادرة على الحركة .
بينما كان دارك وكارل ومن معهما يتقاتلان مع من يتقدم من الحراس لينتهي القتال بإستسلامهم بعد نبأ سقوط اللورد و مقتل الفارس على يد توماس ،
بينما إستسلم سكان المدينة بعد إنهزام حراسهم فمنهم من إستسلم ومنهم من قتل عندها تعالت نداءات تدعوهم للإستسلام لجيوش ملكهم ووعد بالمحافظة على حياتهم إذا لم يرفعوا سيوفهم ضد ملكهم .
نظرت جو لكارل وأمرته بتقيد ذاك القاتل ، بينما إتجهت لليو الذي كان واقفا بإرهاق مستندا على سيفه .
إقتربت منه بسرعة لينهار أمامها ، أمسكت به بفزع وهي تصرخ منادية تطلب المساعدة ،سارع كارل لإسناد ملكه وسارعو به لجناح اللورد القريب ، بينما سارع توماس ورائهم .
تولى دارك وأفراد فيلقه تقييد اللورد رغم عدم إستطاعته الحركة رغم الألم الشديد الذي انتابه ، أما من بقي حيا من الحراس تم وضعهم بأحد الزنزانات والتشديد على حراستهم له .
إقترب إيريك من القصر بينما كان قد قسم أهالي المدينة لعدة أقسام منهم من يعمل على إخماد النيران وآخرون يقومون بإزالة مخلفات الحريق ، أما القسم الباقي كانوا يقومون بدفن جثث القتلى والتي لم تكن كثيرة وذلك لحسن الحظ وبسبب تخطيط إيريك الذي يستحق لقب سيد الحرب ليعلن إنتصارا جديدا يضاف لإنتصاراته وأمجاده .

*************************

في هذا الوقت دخل ذلك الخائن إلى الحجرة السرية حيث سيقام إجتماعهم وتبعه إثنان آخران ليجلسوا على طاولة الإجتماعات يتحدثون منتظرين مجيء
رئيسهم .
كانت رسائلهم مكتوبة بنفس طريقة التشفير المتفقين عليه لذا لم يشكوا بصحة هذه الرسائل والتي طالبتهم بالحضور وإحضار ملفاتهم .
إنتظروا وقتا ليس بقليل ، حتى سمعوا خطوات تقترب منهم تعالت شهقاتهم خوفا ورعبا وهم يرون أمامهم الملك إلكسندر بنفسه وبرفقته الأمير روبيرتو .
بكل سهولة وقعوا بين أيديهم .
فمنهم من كان حاملا لأمانات القصر وخيراته ومنهم من حمل أمانات وعطايا الملك والأخير الوزير المالي وعلى رأسهم نائب الملك بذاته والذي ألقي القبض عليه باكرا ولكنهم أخفوا هذا الأمر ، كي يمسكوا ببقية الخونة .
هبط الوزير المالي على قدمي الملك يتوسله العفو تبعه الآخران بينما ألقى الملك الكسندر بأوامره ليتم سجنهم في سجن القصر تحت حراسة مشددة.
في مكتب ليو
تنهد الملك وهو يقرأ تلك الملفات بصحبة إبنه روبير فما بين يده كان مؤلم بحق فهم يسرقون أموال فقراء مملكتهم ليزيدوا ثراوتهم ، ليدرك كلاهما خبث خطة اللورد فهم يشعلون نار الحقد والغضب من شعوبهم بحرمانهم من كل عطايا الملك وخيرات المملكة لينقلبوا ويتمردوا على حكم ملكهم .
تنهد روبير وهو يخبر والده بما رأته جو حين زارت أفقر حي في المملكة وحاجة الشعب للمساعدة .
ليصمم الملك على تنفيذ أقسى عقوبة بحقهم سيجعلهم عبرة لكل من يستغل منصبه ويستغل ثقته وشعبه .

في جناح ليا وروبيرتو

دخل روبير جناحه وهو متعب بشدة ليرى أن الإضاءة مطفأة فيشعر بالإحباط فحبيبته نائمة ولم تنتظره دخل لغرفة النوم ليشعل إنارة بسيطة ليراها أمامه ترتدي ثوبا من الشيفون الأزرق الداكن والذي ينسدل بطبقات نحو الأسفل وقد رفعت شعرها وتركت بعض الخصل تحيط بوجهها .
إقترب منها بسرعة يحتضن وجهها ينظر في عينيها الكحيلتين وبشرتها الناصعة وقد شعر بسعادة بالغة فحبيبته نبذت خجلها وخوفها لتقترب منه وتتجهز لأجله وحده .
قبل يديها بحنان وهو يشدها لأحضانه ،
فضاعت حروفهما .... وتاهت كلماتهما ...
تحدثت عيونهما .... بحديث القلب والروح ..
تعانقت قلوبهما .... لتتعالى نبضاتهما وتلتحمان....
لتعزفان معا لحن ... عشق أبدي لن ينتهي .....
ليرفعا راياتهما وتسقط حصونهما بسهم الحب ....
ويبارك القدر عشقهما بطفل وهب لهما ......
فتنطلق أول حركة من طفلهما يذكرهما بوجوده لتتعالا ضحكاتهما على طفلهما الغيور الذي يذكرهما بوجوده بينهما ، ليعتذر روبير منه ويحملها بين يديه برفق ليترجما حبهما بلمسات و همسات روبيرتو لها وهي تبادله الهمسات بنبرة خجولة كأنها وردة يرويها بعواطفه لتتفتح على وبين يديها .

********************

بين أسوار مملكته مكتوبة كاملة سلسلة قيد الجواريحيث تعيش القصص. اكتشف الآن