البطل "الفتوّة"

531 49 6
                                    


البطل "الفتوّة"

حسين الله كرم

جاء السيد "حسين طحامي" إلى الـ"روزخانه" وصار يتمرّن مع الشباب. على الرغم من مرور وقت طويل لم يشارك خلاله في المسابقات العالمية، لكنّ جسده كان لا يزال يتمتع بالقوة واللياقة. بعد أن أنهى الرياضة، استدار نحو الحاج حسن وقال: "يا حاج، هل يوجد من يصارعني لجولة؟". أجال الحاج حسن بنظره على الشباب وقال: "إبراهيم"؛ ثم أشار له للتوجه إلى وسط الحلبة. في المصارعة التراثية (الفتوّة) الاحترافية يعتبر اللاعب خاسرًا إذا ما لمس الأرض أو ارتمى أرضًا. لذلك يحتاط اللاعب كل الاحتياط كي لا يتّسخ بالتراب.

بدأت جولة المصارعة ووقفنا نشاهد. تصارع الاثنان حوالي النصف ساعة من دون أن يلمس أحد منهما الأرض، وشعرا بضغط كبير. لكن لم يستطع أيٌّ منهما أن يسقط خصمه أرضًا، وبالتالي لم ينتصر أي منهما. بعد انتهاء الجولة، لم يتوقف السيد حسين عن تكرار: "بارك الله، بارك الله، ما أشجع هذا الشاب، ما شاء الله أيّها البطل، أيّها الفتوّة".

*******

حين انتهينا من جولة الرياضة، رأيت الحاج حسن وهو يتأمل وجه إبراهيم. تقدم إبراهيم نحوه وسأله بتعجب: "ما الأمر يا حاج؟".

33

بعد لحظات من السكوت، قال الحاج حسن: "في ماضي طهران، اشتهر بطلان؛ الحاج السيد "حسن رزاز" والحاج "محمد صادق بلور فروش"، وكانا صديقين مقربين. كما لم يكن أحد ينافسهما في المصارعة. والأهم من ذلك، كانا عبدين مخلصين لله. قبل البدء بالرياضة، اعتادا على قراءة عدد من الآيات القرآنية ومجلس عزاء قصير بعينين باكيتين لحال أبي عبد الله الحسين عليه السلام. كان نَفَس كلّ من الحاج محمد صادق والحاج السيد حسن يشفي المرضى".

ثم أكمل: "أعتبرك يا إبراهيم فتوّة مثلهما".

ابتسم إبراهيم وقال: "عفوك يا حاج، أينني منهما؟!"

أذكر انزعاج بعض الشباب من مدح الحاج حسن لإبراهيم بهذه الطريقة.

في اليوم التالي، جاء خمسة مصارعين من حلبات طهران وكان من المقرر أن يتنافسوا مع شبابنا. استقبل الجميع فكرة كون الحاج حسن حكمًا للمباريات. بدأت المصارعة بعد التمارين الرياضية اليومية. أقيمت أربع مباريات، ربح شبابنا مباراتين وربح الضيوف اثنتين. لكن في المباراة النهائية، عمّت الفوضى قليلًا، كانوا يرفعون صوتهم ويصرخون في وجه الحاج حسن، وقد انزعج الحاج كثيرًا.

ســلامٌ عـلى إبراهيــم "مكتمل "Tempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang