كارل : إنها سمو الأميرة جوليانا باكستون صاحبة الدماء الملكية والملكة المستقبلية للمملكة .ليو : هل عرفتن من هي أميرتكم وملكتكم المستقبلية قراراتها ستنفذ كما تريد هي وأمور القصر وكل ما يتعلق بكن تابع لسلطتها وأي تمرد كالسابق أو إهانة لمقامها سأقوم بمعاقبتكن بنفسي ولن يكون كعقاب الأميرة المتسامح التي عفت عن تلك الجارية وإكتفت بنفيها .نظر لها نظرة ألهبت كيانها وأشعرتها بأنها أنثى وهو رجلها يدافع عنها ويحميها ، يدق قلبها بل يركض ويتسابق ، إحمرت وجنتيها وتاهت حروفها لتبادله نظراته بنظرات معجبة وبريئة أعجبه ذلك بشدة فأنوثتها تتفتح على و بين يديه .أنهى كلماته ليخرج معها وهي لا تكاد تصدق فقد أيدها بل أثبت مكانتها في هذا المكان .دخلا غرفة الإستراحة الخاصة بالملك وجلسا على الأرائك بينما أدخلت لهم ميرتا القهوة وبعض البسكويت الفاخر .صبت جو القهوة بكل أناقة ورشاقة كما شكرت في قلبها والدها لإصراره على تعليمها أصول الضيافة وكل ما يلزم ككل أميرة وفتاة نبيلة .تابع حركاتها الراقية وهي تقدم له القهوة بتقدير ، بينما حاولت جو كبح فضولها لمعرفة ما سيخبرها عنه .ليوناردو : والآن صغيرتي هل ستكفي عن تصرفاتك الخطرة وتكتفين بكونك أميرتي وملكتي المستقبلية .جو : أنا لم أفعل شيئا خطرا ._ وتصرفك في السوق أليس خطرا ، أم ظننتي أن كارل لن يخبرني . صمتت وهي تنظر له ثم قالت : لا يهمني فلو رأيت ذلك المشهد لتصرفت نفس التصرف مرة أخرى ، كيف تعامل الجواري والعبيد بتلك الطريقة هم بشر مثلنا أقل حق من حقوقهم أن يحصلوا على معاملة تليق بإنسانيتهم .
تنهد فهو لأول مرة يدرك صحة ما تقوله وتفكر به فهو لم يهتم يوما بأمر هذه الفئة المستضعفة من قبل فقد كان يعتبر وضعهم طبيعي ومعرفته بقصة إيفانيا وشقيقتها جعلته يفكر ويفكر بحل لهذا الموضوع .
جو : أرجوك ألست خطيبتك ؟ أرجوك حبيبي ليس لي إلا هذا الطلب .
تجمد ليو ونظر لها بذهول : أعيدي ما قلتي مرة أخرى ؟
إرتبكت جو وقد ادركت انها نادته بتحبب . إنتابها الخجل فإحمرت وجنتيها بفتنة وجمال .
إقترب منها هامسا : هل ستسمعيني إياها مرة أخرى وأعدك أن أفكر بهذا الأمر .
جو : أنا .... حبيبي .
إبتسم بإنتصار فأخيرا لقد قسى عليها جدا لأنه كان مجروحا ، لسنين وهو يتعذب لفكرة أنه يحب رجلا ويميل له ، وبأنه غارق في خطيئة لا تغتفر ، كان يعاقب نفسه بشدة ليمنع نفسه من التفكير ولو للحظة بهذا الحب ، ثم إكتشف أنها فتاة ، لم يدري أيغضب أم يفرح ، يعاتب ام يعفو ، يعاقب أم يسامح ،
ليفوز طبعه وعصبيته ، ليفور غضبه كالبركان يحرق ماحوله حتى محبوبته ، ليخمد بركان غضبه بإبتعاده عنها ويدرك أن حبه لها قد تملكه وسيطر على
أحاسيسه ، وبأنها أصبحت تجري بين أوردته وتعتلي عرش قلبه الذي
لم تطئه إمرأة قط .
قبل جبينها ووجنتيها لكنه لم يتماد فقد وعد نفسه بإحترامها والإنتظار وخصوصا أن والده قد عنفه لقسوته معها وهدده بمنعه من رؤيتها إن تابع معاملته القاسية لها ، وما أدهشه ان والده قد أعطاه نصائح وطرق ليجعلها تحبه وتطيعه من نفسها دون إجبار ، لطالما حصل على كل مايريده ولأول
مرة يشعر بالحيرة فهو يريدها زوجة له يريد روحها قبل جسدها لكن
عصبيته دائما تسيطر على أفعاله .
بقيت إلى جانبه لا تعلم ماذا تفعل فهي لم تعتد تلك المشاعر والضعف الذي يعتريها تجاهه كانت تهرب من عينيه منذ صغرها فلطالما كان تهديدا بالنسبة لوضعها ، والآن أصبح تهديدا لقلبها بتصرفاته المراعية .
ليوناردو : والآن ألا تريدين هديتك ، لقد إحترت ماذا اقدم لك لذا طلبت صنع الهدية بنفسي .
أمسكت بالصندوق الفاخر الذي أعطاها إياه ثم فتحته ببطء وهي تظنه بعض الجواهر ، شهقت بقوة فقد فرش الصندوق ببتلات الأزهار الحمراء داخل الصندوق وقد وضع فوقها خنجر مرصع بالجواهر حملته تبعد غمده لترى
نصله ، شهقت لرؤية دقة صنعه وجمال زخارفه لم تتمالك نفسها ، عانقته بقوة وهي تقول : أشكرك إنه رائع ... إنها أجمل هدية تقدمها إلي .
كانت تتحدث بسرعة وإنفعال دون ان تنتبه لما فعلته ، نظرت لوجهه فرأت إبتسامته الخبيثة فإنتبهت لوضعها تقف بين ذراعيه وتحيطه بذراعيها ،
إبتعدت عنه بسرعة وجلست بإرتباك لا تدري ماذا تقول فإلتزمت الصمت .
شعر بالسعادة لردة فعلها وعفويتها معه ، كما تمتع بخجلها فهي بدأت
تتصرف كالفتيات بعد أن كانت تتحداه وتقاوم قربه إبتسم بثقة وشكر والده لنصائحه المفيدة والتي بدأت تظهر نتائجها ، فعلا الأنثى كائن حساس تقاوم وتتحدى كالنمرة إلا أن أقل تصرف رقيق يؤثر بها حينها يسهل إخضاعها وإمتلاكها.
ليو : أريد منك وضع هذا الخنجر تحت ثيابك دائما كما رأيتي إن غمده قد زود بأربطة تساعدك على وضعه .
جوليانا : لا تقلق أكيد اني لن أفترق عنه فمن اليوم سأحمله معي دائما .
هز رأسه وأكمل : اخبريني ماذا فعلتي بالنسبة لترياقات السموم هل
أصبحت جاهزة .
جوليانا : نعم إنها جاهزة وقد جهزتها ضمن عبوات صغيرة بكميات مخصصة لشخص واحد كي يسهل حملها وهناك بعض ترياقات لسموم متعددة جهزتها لكم .
ليو : هذا جيد ، يجب أن نحتاط جيدا فعدونا يزداد قوة يوما بعد يوم .
جو : أتمنى ان ينتهي الأمر على خير .
وقف ليو وقبل يدها وإستأذن منها قبل أن يغادر فيجب أن يجتمع مع ليو وإيريك و مستشاريه .
أما جوليانا فقد قررت الذهاب مع إيفانيا للمختبر ، في غرفتها غيرت ثوبها وإرتدت ثوبا أكثر راحة من تصميم رومينا أعجبها بشدة فهو عبارة عن أفرول قد صنع له تنورة ملحقة يمكنها خلعها لتتحرك بحرية ، ثم أخرجت الخنجر وثبتته على فخذها ، تحركت قليلا لتبتسم فهو لايعيق حركتها ومثبت بشكل جيد ومدروس بوساطة أحزمته .
غادرت هي و إيفانيا للمختبر ، فحين طلب منها ليو صنع المزيد اخبرته انها بحاجة لبعض المواد ، لذا أتت لترى ماتحتاجه ، دخلو الفيلا لتقوم جو بعملها وتساعدها إيفانيا بتدوين ملاحظاتها وما تمليه عليها .
وبينما كانا تغادران رش شيء في وجههما لتسقطا فاقدتي الوعي ، حيث كان هناك رجال ملثمون قد قتلوا حراسهما وقامو بتخديرهما و نقلوهما إلى عربة بضائع متوقفة بالخلف ثم قامو بوضعهما في مكان سري هيء لنقلهم ثم وضعوا تمويهاتهم فوقهما لتسير العربة مبتعدا بحملها الثمين .

********************

عند جيمس شعر بتحركات غير طبيعية في تلك المزرعة وقد خرجت عربة بضائع منها منذ الصباح والآن عادت ، لقد مضى وقت طويل بين خروجها وعودتها ، كما إستطاع رؤية الحرس يحيطون بها بينما إستمرت بالسير مبتعدة ليجزم أمره سيخاطر تحدث لنيك وطلب إخبار دارك بالتطورات بينما هو سيتبعهم عبر طريق مختصر فقد قام أحد أعضاء فيلقهم حسب أوامر دارك بالحصول على خريطة للمنطقة ستتيح له التنقل بحذر .
اما توماس لاحظ الإستعدادات والإستنفار بين الجنود فبقي متحفزا ومتوتر مما سمعه من حصول اللورد على الأميرة جوليانا .
راقب وصول العربة لقصر اللورد وقد شاهد فتاتان على ظهرها ميز جوليانا بينما لم يتعرف على الفتاة الأخرى .
شاهده الفارس يقف قريبا فناداه ليحمل الأميرة ، ونادا شخصا آخر من زملائه ليحمل الفتاة الأخرى .
تبعاه بحملهما الثمين لينزل للقبو حيث جهزت زنزانة لهما لا بأس بها ووضعت خادمة خاصة ، وضعها توم على الفراش وهي ما زالت فاقدة الوعي ، ثم غادر هو والحارس الآخر المدعو جاكسون وأغلق الفارس باب الزنزانة .
نظر لهما و كان قد راقبهما حين نقلا الفتاتان وتأكد أنهما مناسبان للقيام بالحراسة ، اعطى توم المفاتيح وقد أمرهم بالمراقبة وإستدعائه حين إستيقاظهما .
في هذه الأثناء تم إبلاغ الملك بخطف جوليانا و إيفانيا ومقتل بعض حراسها وإصابة الباقي بجروح خطيرة .

في مكتب ليونارو
ليو : إسمعوني جيدا إيريك جهز الجيش لابد لنا من التحرك أبكر مما إتفقنا لابد أن هجومهم قريب وخاصة السموم ، أريد أخذ إحتياطاتكم و الحذر التام ووضع حراس موثوقين ليراقبوا الطعام والشراب كي نتجنب وضع أي من تلك السموم ، كما أريد توعية الجيش بالكامل ،
كارل ستذهب للمختبر وتجلب باقي المضادات التي صنعتها جو .
روبير ستنفذ حملة الإعتقالات التي قررناها حسب الخطة كما إتفقنا ، إيريك ما أخبار توماس وفيلق الصاعقة .
إيريك : إن توماس قد إستطاع الإنضمام لصفوفهم كما إكتشفنا وجود مدينة كاملة لهم على الحدودز، و هناك تحركات مريبة لدينا الآن رجلان بالقرب من الموقع ، كما أن الفيلق بكامل الجاهزية ينتظرون أوامرك .
روبيرتو : كما أن حراسنا في القصر قد جمعوا كل ما يدين الخائنين ويثبت التهمة عليهم .
ليو : حسنا إذا .... أنا وكارل سنغادر بعد قليل مع بعض الحرس كي لا نلفت الإنتباه وسنتوجه لذلك المكان وسيساعدنا عامل المفاجأة ، بينما أنت إيريك ستلحق بي مع الجيش وقم أيضا بفرز بعض جنودنا الموثوقين لحماية القصر من اي غدر ، روبيرتو ستبقى هنا وتشرف على الإعتقالات ولا تنسى السرية المطلقة في التنفيذ ، و لا تخبر والدنا بشيء كي نجنبه القلق ، والآن
هل هناك اي أسئلة او إقتراحات .
روبيرتو : ما رأيك بإخبار المملكة المجاورة هي حليفتنا وستساعدنا .
ليوناردو : كلا لن نغامر بخسارة عامل المفاجاة الذي سيساعدنا على التغلب عليهم فلن نثق إلا بأنفسنا .
تم الامر وحددوا خطواتهم القادمة لينطلق كلا منهم ينفذ المهام الموكلة له ، بينما إيريك صعد يودع أميرته المتمنعة .


***************************

بين أسوار مملكته مكتوبة كاملة سلسلة قيد الجواريWhere stories live. Discover now