الحلقة الثالثة

790 114 51
                                    

تحيط بها الأسوار العالية المنيعة والحراس الأشداء ، تجعل الناظر يعتقد أنها أحد القلاع...الإختلاف الوحيد هو اتخاذ الكاميرات كحصون عوضا عن أبراج المراقبة التي قد تحمي من هجمات الغزاة والأعداء.

تسللت الرهبة إلى نفسها رويدا رويدا بتوالي الأحداث كشريط فيلم بمشاهد مروعة و ومضات متداخلة نحو عالم شرس يخلو من مشاعر الرحمة.

قابلهما و هو يضع يده في جيوبه ، بالكاد سيطر على أعصابه ثم أهدى الطفل نظرات مريرة لينطق قائلا : ما رو ، رافق الحارس لغرفتك بالأعلى.

ما رو بنفي : لا أريد ، أود البقاء مع عمتي أو دعنا نغادر لم أتيت بنا إلى هذا المكان ؟

تحدثت آريوم بتأييد : ما رو على حق ، ما الذي نفعله هنا بالفعل ؟

رأته يهز رأسه وقد ظهر التهجم بين حاجبيه وهو يقول : دعي الطفل يغادر أولا.

عقد ما رو يديه ثم قال : لست طفلا !

آريوم بلطف : ما رو ، انتظرني في الغرفة و سآتي إليك بعد قليل.

انصاع لها ليصعد الغرفة و توجه نظراتها نحوه ثم تقول : الآن نحن وحدنا ، هلا أطلعتني عن سبب إحضارنا إلى هنا ؟

- أشار لها باللحاق به لتقول بحدة : تحدث عوضا عن إلقاء الأوامر..

دونغهي : الحقي بي.

زفرت بعصبية لتلحق به نزولا لتلك الغرفة السفلية الشبه مظلمة ، وقف الإثنان يحدقان ببعضهما والشرر يتطاير منهما ثم تحدث بصوت دامغ : أين يختبىء شقيقك ؟

آريوم : ما الذي تقصده بسؤالك ؟

دونغهي : سؤالي واضح ، و لا أحب تكراره.

آريوم : كانغ إن و داهي ذهبا لقضاء بضعة أيام في البيت للصيفي.

صفق بإستعراض : ممثلة بارعة كدت أصدقك ، كما نجح شقيقك في خداع دا هي قبلا.

فاجأها برده ليعلو صوتها الصارخ المكان وهي ترد : لِم تصر على التحدث إلي بطريقة مبهمة ؟ أحتاج تفسيرا لكل ما يحدث.

دونغهي : أنا بحاجته أيضا ، و بإنتظار الإمساك بشقيقك سأبقيك في هذا المكان الذي سيليق بك كليا.

نظرت للمكان حولها ، الأتربة تخفي معالم الغرفة التي تدل على أنها شبه مهجورة و لم تطأها قدم بشر قط ، لم تستطع آريوم التمييز أكثر و عندما حاولت لجم صدمتها كان قد أوصد الباب من الخارج و هم بالمغادرة ، حاولت لأكثر من مرة طرق الباب بقوة إلا أن توقفت عن ذلك و كل تفكيرها منصب على الطفل بالأعلى الذي قد يصاب بالذعر.

أخرجت هاتفها و أخذت أناملها في هذا الظلام تتراقص على لوحة المفاتيح و تنتقل من حرفٍ لآخر بإرتجاف لا يوصف ، لم تجد مجيباً فخفق قلبها واضطرب...ساقها الإلتباس إلى التفكير في طريقة للخروج من هذا المكان و النافذة كانت سبيلها الوحيد ، أبعدت نسج العناكب والصراصير التي تشق طريقها بين الركام بصعوبة ثم أخرجت رأسها و تلفتت يمينا و شمالا حتى تأكدت من خلو المكان من أي حارس لتهم بالمغادرة.

 爪onsterKde žijí příběhy. Začni objevovat