الفصل 15

7K 208 6
                                    


    الفصل الخامس عشر


عند رومينا
مر من الوقت عدة ساعات ورومينا فاقدة الوعي ، بينما كان إيريك بقمة العصبية والتوجس وأفكاره تتخبط ، فحسب الطبيب هناك إحتمال أنها
ستستيقظ وقد إستعادت ذاكرتها ، إقترب منها يجلس بجانبها على الفراش .
داعب وجنتيها بأنامله التي بدأت برسم ملامحها الجميلة شفتيها عينيها خط فكها يتذكر شجاعتها وقوة شخصيتها التي أسرته بكل ذلك الكبرياء الذي تملكه والذي ورثته عن أجدادها ملوك كلابيرون .
تملمت ببطء وهي تشعر بلمساته الناعمة ، فتحت عيناها لتنظر له و تغرق في ظلام عينيه الداكنتان ، لتتذكر ما حدث قبل فقدانها وعيها .
ضمها بحنان وهو يرى عينيها يفقدان صفائهما وبالدموع تنهمر على وجنتيها وهي تسترجع ما حدث لترتعش وتقاوم حضنه الدافئ وتصرخ به :
_ إبتعد ... لا تلمسني بيداك الملطختين بالدم ... إبتعد عني .
إيريك : كفى حبيبتي ... إهدئي .... هذا أنا حبيبك .
رومينا : أنت قاسي .. لما قسوت هكذا ؟
أمسك بكتفيها وهو يحدق بها بحزم وبصوت صارم تحدث لها : إسمعي جيدا عزيزتي هذه شخصيتي بعيدا عنك ، لا تنسي هذا مجرم إستحق العقاب كما أنه خارج عن القانون لو تركناه لأذى غيرها .
_ ولكن ذلك ... غير إنساني إقتله أرحم له .
تنهد بصبر : إسمعي عزيزتي تلك قوانينا وقوانين أجدادنا من قبلنا هو سيكون عبرة لكل من يتعدى حدوده فهذا عقاب كل من يعتدي على فتاة حرة .
_ سألته : ولو كانت جارية سيعاقب بتلك الطريقة .
_ كلا إن كانت جاريته يستطيع فعل ما يريد دون تدخل أحد فهي ملكه .
_ كلا إنها بشر مثلنا ... لا يجوز إيذائها ..
صرخت بحدة تشتم قوانينهم وعنصريتهم ، حاول تهدأتها ، إلا أنها مالبثت أن
أمسكت برأسها وهي تأن من الألم تشعر بصداع حاد ثم بدأت تصرخ وتتخبط بين يده وقد إجتاحتها ذكرى تلك المرأة وهي تتوسلها .... أرجوكي توقفي لا تؤذيني سيعاقبك الجنرال ....
ثم تعالى صراخها المتألم وكأنها تجلد من جديد
دخلت دونا بسرعة وقامت بإعطائها إبرة مهدئة نامت على إثرها .
بينما إيريك كان بقمة توتره وخوفه عليها، وقد أخبرته الممرضة أنها بدأت تستعيد ذاكرتها ولن يعرفوا ما الذي إستعادته حتى تستيقظ ، وبأن العنف الذي حضرته اليوم أجبر ذاكرتها على الإستيقاظ .
فكر إيريك حتى لو إستعادة هويتها فلن يتركها تبتعد هي زوجته ، ملكه ، صح هو أخذها رغم إرادتها ولكنه لم يكن يعلم أنها مخدرة ، فقد أعمته الغيرة عليها وهو يظنها أعطت ما حرمته منه لحارس وضيع ، لكنه عوضها وأوقعها بحبه .
إستلقى بجانبها و سحبها نحوه يحتويها بين ذراعيه ويستغرق في نوم قلق من ما سيأتي لاحقا .
أشرقت شمس الصباح معلنة بدء يوم جديد ...
إستيقظت رومينا ببطء وهي تشعر وكأن هناك ضباب يحجب أفكارها تنهدت وهي بين أحضان إيريك الدافئة إستدارت بين ذراعيه لترى وجهه المسترخي وخصله السوداء مبعثرة على وجهه .... تذكرت قسوته وجبروته التي رأتهما وهو يعاقب ذلك المجرم .... كان شخصا غريبا وليس من تزوجته وأحبته ...
تدرك أنه محق بعقاب المجرم ، لكن ذلك المشهد أصابها بالذعر وهي تشعر وكأن السوط يجلدها حتى كانت تشعر بألم شديد وكأنها عانت نفس الوضع في مكان آخر....
قطبت وتذكرت هنالك إمرأة تراها بإستمرار .. تبا لا تتذكر .
إيريك الذي شعر بها وأحس بشرودها ليضع أنامله على جبينها يدلك تقطيبتها المتألمة ...
نظرت لعينيه الداكنتين وهي تخرج من أفكارها المظلمة على صوته ..
_ حبيبتي كيف أنتي الآن .... أقلقتني جدا كيف تشعرين ...
_ لا بأس أفضل قليلا ...
_ هل تذكرتي شيئا .. لقد كنت تصرخين .
نظرت بلهفة : أخبرني ماذا قلت لا أتذكر سوى وجود إمرأة تريد أذيتي ... من هي ؟
_ لا تشغلي بالك فقط إسترخي وإنسي هذا الأمر .
دفنت رأسها بصدره : هناك شيء غريب إنني شعرت بضربات السوط وكأنها على ظهري أنا ... حتى شعرت بألم شديد .
_ لا تفكري عزيزتي لابد أنه الخوف من ما رأيتي .
إبتعدت عنه ببطء وهي تنظر إليه تتعمق في ظلمات عينيه تتأمله ، بخضار عينيها بتركيز تسأله : أخبرني بصدق هل تعرضت يوما للجلد ، وهل الآثار التي على ظهري من ضربات السوط ....
إهتاجت عيناه لثوان قبل أن يسترخي ويجيبها وهو يتمالك أعصابه :
_ أخبرتك أنها أثار من سقوطك على الدرج وهي تكاد تشفى الآن .
أشاحت بعينيها وهي تومئ بصمت ...
إنحنى يقبل جبينها وهو يقول : سأنادي دونا تساعدك لتجهيز نفسك لتناول الفطور وبعدها سنخرج سويا على ظهور الخيل .
صفقت بسعادة وقد أشرق وجهها : نعم .. أرجوك حبيبي لم أخرج منذ أتيت إلى هنا وقد إشتقت لركوب الخيل .
إبتسم لفرحها وبرائتها : حسنا عزيزتي أسرعي ولكننا لن نغادر حتى تنهي طعامك بأكمله .
دخلت دونا وضمتها برقة وهي تقول : لقد أقلقتنا عليكي .. لو رأيت السيد كاد أن يجن عندما صرخت بتلك الطريقة ... لم أعلم بأن الحب سيدخل لقلب السيد ويعمل المعجزات ...
إبتسمت رومينا بخجل وضربتها على رأسها بمزاح : كفى دونا ستصيبيني بالعين ، والآن ساعديني من فضلك لأرتدي ملابسي .
بعد الإفطار خرجا سويا برحلة على ظهور الخيل حيث عرفها على أراضيه الواسعة و رأت عماله ومزارعيه يحيونه بإحترام وهو يحادثهم ببساطة ويستمع إلى مشاكلهم وطلباتهم ، إبتسمت بحب وهي ترى شهامة و قوة زوجها التي يخفيهم تحت قناعه القاسي ، لتدعو بأن تستعيد ذاكرتها بسرعة وتكمل حياتها مع حبيبها دون أي منغصات أو ألم .

*********************
عند ليا
دخل روبيرتو جناحها وإقترب منها ينظر في عسلتيها وقد إنطفأت شعلتهما وهي مستلقية بلا حول ولا قوة عاجزة عن التحرك وتلك القيود تثبتها للسرير نظرت له بعتاب وحزن بينما تحدث بهدوء وهو يفك قيودها :
جيد أنك هدأتي من اليوم عليكي العناية بطفلي كما أني سأتزوجك عندها لن تكوني محظية بل ستصبحين زوجة الأمير أليس هذا ما كنت تريدنه .
أشاحت بعينيها وهي تقول : لا أريد الزواج بك ، لا أريد رجلا يعاشر النساء كما يريد ، بل أريد رجلا مخلصا أكون له وحده ويكون لي للأبد .
أشعرته كلماتها عن رجل آخر بسعير الغضب والغيرة يشتعل في صدره ، أمسك بكتفيها بشدة : لا تظني أني سأحررك مني ، فأنتي ملكي أفعل ما أريد بك دون أن يحق لك أن ترفضي ، وتذكري من أنا طفلتي ، سأروض تمردك وستتزوجيني ، وتبقين إلى جانبي وتنجبين طفلي ، تذكري غضبي فلا تثيريه طفلتي .
إهتزت بصمت وقد خانتها دموعها لتنهمر على وجنتيها وهي تشهق ، وضعت يديها على وجهها وإنفجرت بالبكاء كطفلة صغيرة.
شدها إلى صدره يحتويها بلطف بالرغم من كل شيء هو يحبها ولكنه يريد كبح جماح تهورها فهي رقيقة ولطيفة ولكن تسرعها وتهورها يضعاها دائما بمواقف سيئة .
حملها برقة وإتجه للحمام يساعدها وهي مستسلمة في أحضنه ساعدها على إرتداء ملابسها عندما إنتهى أجلسها على ساقيه وهو يسرح شعرها الناعم ويشتم عبيرها .
إنتهى ليديرها نحوه ممسكا بيديها ناظرا لعينيها وقال :
إسمعيني صغيرتي ربما لم تسمعي مني كلاما لطيفا ، ولكني أعجبت بك من أول نظرة .... كلعبة جميلة تمنيت إمتلاكها لأدللها وأتفاخر فيها ... إلا أنك
كنت دائما كقطة متهورة أثرتي غضبي وأخرجتي فورات غضب لم أكن أعرف أني أمتلكه فقررت عقابك ..
وكلما رق قلبي لك وحاول أن يدافع عنك كررتي نفس التصرفات المتسرعة والمتهورة ......تجرأت علي ولو كان غيرك لرميته بالسجن ، ولكن قلبي لم يسمح لي بإيذائك.
منذ أن إمتلكتك لم أستطع التقرب من أي جارية ، رفع أناملها يضعها على صدره لتشعر بقلبه الذي ينتفض بسرعة في صدره ، إسمعي نبضات قلبي الذي يصرخ بحبك وحدك ، صدقيني كما أن تلك الجاري أخذت عقابها ، فلن أسمح لأحد بإيذائك صغيرتي ....
توسعت عيناها اللتان إشتعلتا بنيران صفراء سلبت لبه حين سماعها كلماته الصادقة والتي أخرجتها من جمودها بين ذراعيه .....
أكمل وهو يضمها لصدره : حين عرفت أنك بين الحياة والموت عرفت بأن لا حياة دونك فاتنتي فإرفقي بعاشقك وإرحميه فهذا القلب يعشقكي .
إبتعدت تنظر لعينيه وقد دكن خضارهما ليبادلها النظر وهو يتأمل إشتعال
عينيها الذي إشتاق له بينما همست له وقد إحمرت وجنتيها بطريقة خطفت منه أنفاسه وقد إخترقته نبرة العشق في صوتها وهي تقول : أنا ...
أنا رفضت طريقتك المهينة أعرف أني أذيتك لكني كنت خائفة صدقني لم أقصد أن أسيء لك .... أشرق وجهها بإبتسامة ساحرة وأكملت إعترافاتها
أنا .... أيضا أحبك لا بل أعشقك أميري .
ضحك بإنتصار وهو يقف ويحملها بينما يدور بها بسعادة وهي تصرخ ... روبير كن حذرا ... الطفل ...
إبتسم بظفر وهو يحملها للسرير يبثها حبه وينهل من عاطفتها وقد سقطت كل أسوارهما ليتحدا معا ويشتعلان بنيران العشق ، التي ختمت على قلبيهما ختما أبديا سيكلل بطفل صغير يربط بينهما للأبد

********************

عند توماس
وصل توماس للقرية الحدودية التي أخبره عنها إيريك وهو يمتطي الحصان الذي أعطاه له إيريك ، ليس أصيلا ولكن لا بأس به .
وسيفه على خصره يرتدي ثياب فروسية بسيطة وكأنه من عامة الشعب .
إستأجر غرفة صغيرة ولكنها نظيفة في النزل الوحيد الموجود في القرية بينما أودع حصانه في إسطبل النزل ...
في المساء دخل لذلك الملهى وقد إستغرب وجود مثل هذا المكان في قرية صغيرة ليتفاجئ من إزدحامه .
رأته إحدى الفتيات وإقتربت منه وهي تتحرك بإغراء .
_ أهلا بك سيدي تفضل أدلك على طاولتك فالعرض سيبدأ بعد قليل .
هز رأسه وتبعها دون أن يتأثر بحركاتها المغرية بينما يراقب ماحوله بتركيز .
تعالى التصفيق وقد أزيل الستار لتظهر فتاة رائعة الجمال والتي بالرغم وجودها بهذا المكان إلا أنها كانت ترتدي ثيابا محتشمة .
صمت الجميع وهم يستمعون لصوتها الملائكي وهي تغني بإحساس سلب أنفاس الجميع .
إقتربت منه تلك المضيفة وقد أحضرت له الشراب ..
_ إنها نجمة الملهى سينيتا الكل يريدها ويتوق لها الجميع إلا أنها الوحيدة التي يسمح لها برفض كل أولئك المتيمين بها .
_ ما إسمك أيتها الفتاة ؟
أحاطت رقبته بيديها وهي تهمس بإذنه خادمتك إينز سيدي فقط إطلب وسأكون خادمة تحت قدميك .
أبعدها عنه بحزم وهو يرفع ساقه فوق الآخرى و يتأملها ببرود أصابها بالإرتعاش .
توم : إسمعي أيتها الطفلة إلعبي بعيدا من هنا كي لا يصيبك الأذى هل فهمتني جيدا .
هزت رأسها بصمت وقد وصلتها رسالته و إبتعدت عنه .
بينما هو تابع النظر لتلك الجميلة التي بحسب معلوماته هي من طرف الجنرال وستقوم بالتعاون معه ، إرتشف شرابه ببطء بينما يراقب رجلا تبدو عليه مظاهر الثراء .
يجلس في إحدى الزوايا محاطا بصحبة بعض جواري الملهى .
رأت سنيتيا ذلك الرجل الوسيم والذي طلب منها أداء أغنية معينة متفق عليها فعرفت أنه مبعوث الملك لم تظنه سيكون شخصا وسيما ورائعا .
بعد يومين تردد خلالهما توماس على الملهى دون أن يتحدث مع سينتيا ، كان يتجول في القرية حين سمع أصوات شجارا وعراك تأتي من ساحة القرية .
إستوعب الموقف بسرعة فأمامه كان هناك صبي صغيرا واقعا على الأرض وبين يديه بعض أرغفة الخبز بينما وقف أمامه رجل ضخم على وشك أن يقوم بجلد الصبي .
هدر توماس : توقف أيها الرجل إنه مجرد طفل صغير .
الرجل : لا تتدخل أيها الغريب حتى لا تتأذى ...
وقف توماس بينه وبين الصبي : قلت لك توقف ... لن أسمح لك بأذيته .
الرجل : إنه سارق يستحق الضرب لا تدافع عنه لقد سرق خبزي .
نظر توماس للطفل الذي أمسك يده ولعينيه السماويتين وهو يتوسله :
أرجوك سيدي إنه لأمي وأخوتي لم يأكلوا شيئا منذ يومين .
صمت توم وأعاد نظره لذلك الرجل وقد إنضم له عدة رجال : إسمع أخبرني كم تريد ولنحل هذه المشكلة هو مازال صغيرا .
أمره الرجل : لا أريد إبتعد ولا تتدخل إذا كنت لا تريد أن تتأذى .
أشار لرجاله ليأتو بالصغير ، بينما ذلك الصغير يرتعش بقوة .
هجم الرجال ليصدهم توماس بقوة ويضرب بيديه العاريتين على نقاطهم الحيوية ليتساقطوا أمامه على الأرض .
أصيب الجميع بالذهول والخوف من هذا الفارس الذي أسقط أقوى رجال قريتهم في لحظات وبيديه فقط !
رمى توماس بعضا النقود ثمنا للخبز ثم ساعد الصبي الصغير ليقف و يبتعد به نحو المقهى حيث جلسا على أحد الموائد .
توماس وهو ينظر للطفل وهو يشرب كأس حليب وينهي شطيرة الجبن الذي طلبها له : ما إسمك أيها الفتى وكم عمرك ؟
_ دونالد سيدي ويدعوني دون وانا في الثانية عشر .
_ أخبرني دون لماذا تسرق هل تعرف أنه خطأ وعليك إيجاد عملا .
_ سيدي لم يرضى أحد بتشغيلي فيقولون أني صغير ولا أفيدهم وعائلتي تحتاج للطعام .
_ أين والدك وماعدد أسرتك .
إمتلأت عينا الصبي بالدموع إلا أنه منعها بقوة لا يمتلكها : لا نعرف شيئا عن والدي منذ شهر حصل على عمل مربح من ذلك الفارس كي يحضر لنا الطعام وغادر على أن يرسل لنا النقود ولكننا لم نحصل على شيء .
لمعت عينا توم لهذه المعلومات وظهر الإهتمام على وجهه وهو يقول : تعال صغيري أريد رؤية أمك هيا بنا .
وصلا لبيت بسيط على أطراف تلك القرية دخل ليرى الفقر يتحدث في كافة أرجائه ولكنه بالرغم من ذلك يشع بالنظافة .
ركضت فتاتان صغيرتان في السادسة أو السابعة من عمرهما وعانقتا دونالد وهما يتحدثان معا بطريقة مضحكة جعلته يبتسم ، دخلت الغرفة إمرأة في أواخر الثلاثينيات تتكئ على عصى وتمشي ببطء .
_ مرحبا سيدتي كيف حالك أنا أدعى توماس في خدمتك .
_ أهلا سيدي تفضل بالجلوس ، تأملته لتتابع وهي ترى كل الأغراض التي يحملها دونالد : هل فعل ولدي شيئا أغضبك سيدي .
_ كلا سيدتي ولكني رأيته يبحث عن عمل ، وأنا بحاجة للحديث معك قبل توظيفه ليعمل لي .
_ تفضل سيدي إسأل ما تريد فنحن كما ترى مجرد عائلة بسيطة .
نظر لدون ليفهم ذلك الصبي فيصطحب شقيقتيه لغرفة النوم تارك والدته مع ذلك الرجل النبيل في الخارج .
_ حسنا سيدتي أريد معرفة كل شيء وأعدك بتأمين حياتكم وحياة الفتى فقد أعجبتني شجاعته وحس المسؤولية لديه .
_ إسمعني سيدي كنا بحال جيدة يعمل زوجي في الأرض حتى أتى رجل ذلك الفارس وطلب من جميع من في القرية المال للحماية كما يقول ولكن زوجي وبعضا من رجال القرية إعترضوا بأنهم لا يملكون المال فعرض عليهم العمل عند الفارس مقابل الإعتناء بنا وإعطائنا راتبا شهريا .
_ طبعا لم يحققوا ما وعدوكم به أليس كذلك .
_ نعم وحين ذهبت لمكتبه أطلب بعض المال ، ضربوني وطردوني وكما ترى أصيبت قدمي وليس لدينا أي مال لعلاجها .
_ أين ذلك المكتب هل تدليني عليه وتعطيني إسم زوجك لأرى ما أستطيع فعله لتطمئنوا عنه .
نظرت له بإمتنان وهي تعطيه كل المعلومات التي تعرفها .
نهض توم ونادى دون الذي نظر له بأمل وإعجاب وكأنه بطله إسطوري : إسمع صغيري من اللحظة أنت تعمل لدي وغدا صباحا أريدك عند نزل القرية لتبدأ عملك هل فهمت ؟
_ نعم سيدي شكرا لك سأفعل كل ما تريده مني .
حياه توماس وغادر بإتجاه النزل وهو غارق بأفكاره وبتنظيم المعلومات التي حصل عليها حتى الآن وهو يشعر بأنه أمسك طرف الخيط الذي سيكشف كل الخونة والمتآمرين .

************************


بين أسوار مملكته مكتوبة كاملة سلسلة قيد الجواريحيث تعيش القصص. اكتشف الآن