الفصل 12

7.2K 219 4
                                    



الفصل الثاني عشر

قضى إيريك و رومينا أجمل اللحظات وسط دهشة الخدم من تصرفات سيدهم فهو أصبح مبتسم وخف غضبه و صراخه عليهم ، ولأول مرة يرونه يعامل أحدا بهذه الرقة فقد توفت أمه وهو صغير مما جعل والده يعامله بقسوة ويشدد على تدريباته القتالية والعلمية .
جلست رومي في الحديقة تشعر با
لسعادة فهو يعاملها برقة وكأنها ملكة ، تحسنت صحتها إلا أنها لم تستطع تذكر أي شيء فقط مهاراتها كالخياطة وتصميم الأزياء .
إقترب ببطء وعانقها من الخلف هامسا برقة :
بما تفكر زوجتي الجميلة .
إبتسمت برقة وهو يوقفها على قدميها يديرها ويضمها إليه ....
أفكر بذكرياتي التي أخاف ألا أتذكر شيئا منها ...
ضمها برفق : لا بأس صغيرتي لا تتعبي نفسك فكري بمستقبلنا سنصنع ذكرياتك معا ومع أولادنا في المستقبل .
إحمرت وأطرقت بخجل بينما قهقه بسعادة فهي كطفلة في الحب وهو معلمها الأول والأخير مما يجعله يشعر بالفخر .
سمع حمحمة خلفه إلتفت ليرى رئيس خدمه وهو يعلن دخول
سمو الأمير روبيرتو
دخل روبيرتو الحديقة ورأى إيريك مع فتاة جميلة جدا توجه بإتجاهه .
إيريك : أهلا بك روبيرتو نورت قصري أيها الأمير .
ضحك روبيرتو وقال بخبث : الآن عرفت لما تركت لي عملك ألن تعرفني على فتاتك الساحرة .
بإبتسامة : أقدم لك زوجتي الكونتيسة رومينا .
أمسك روبيرتو بيدها يقبلها ببطء وهو ينظر لها بتمعن وإحساس غريب سيطر عليه حين رأى عيناها ....
مبارك الزواج عزيزتي إنك مميزة جدا لتتزوجي هذا الجنرال البارد الذي لم تروضه أيا فتاة ، لا بد أنك أذبتي جليده وأستوليت على قلبه .
قهقهت برقة : بل هو من فعل ذلك كما أنه لطيف جدا معي ....
قبلها إيريك على جبينها ، ثم بادر بسؤاله : هل هناك شيء هام دفعك للمجيء للرؤيتي .
إختفى المرح من وجه روبيرتو وقد إرتسمت الجدية عليه وهو يقول أحتاج لمحادثتك الأمر خطير جدا .
إستأذن إيريك من رومينا بينما توجها لمكتبه في القصر .
في المكتب
أطلع روبيرتو إيريك على كل المستجدات كما دخل أحد حراسه وأعطاهم نسخ الملفات لدراساتها .
نظر إيريك لتلك المعلومات التي يقرأها ، وتجهم وجهه وقد بدأ بفرزها وترتيبها بينما يتابعه روبيرتو
إيريك : إنظر لهذه الأسطر وكأنها شفرة ما ... ثم أحضر كتابا من مكتبته ، أخذ ورقة وقلم وبدأ يكتب ، حين إنتهى شهق روبيرتو وهو يقرأ ما كتبه إيريك بعد أن فك تشفير تلك الأوراق ...
إيريك : إسمعني جيدا سأبعث متعقبين أثق بهم لنتأكد من هذه المعلومات أما أنت عليك الإهتمام بالقصر الملكي أريدك أن تضع بعض الحراس أريد تقريرا شاملا لكل ما يحدث .
روبيرتو : كما تريد .. ولكن ألن نخبر أخي الأمر خطر .
_ كلا غدا حفل الخطوبة سنترك الأمور على حالها كي لا يشكو بأننا كشفنا خطتهم فعندها سيكون عنصر المفاجأة عاملا مهما لنا وسنخبره بعد إنتهاء الحفل.
_ كما تريد إن الأمور ستكون خطرة إذا عاد الماضي من جديد .
_ أرسل رسالة للملك الأب وأحطه علما بالتطورات و شدد على تأمين حراسته بأشخاص موثوقين .
هز روبيرتو موافقا .. ليتنهد كلاهما ، إصطحبه إيريك نحو الخارج وقد رفض روبير البقاء .
تنهد بعمق وهو يتذكر لقائهما وشعور روبير الواضح بالألفة تجاهها إنها تشبهه بشدة وكأنها نسخته الأنثوية فقط شعرها أكثر إحمرارا ....
عرف لما كانت دائما تعطيه إحساسا بأنه رآها من قبل ، لن يكشف هويتها حتى يتأكد من إستحالة رجوع ذاكرتها ، فهو غير مستعد لفقدانها أبدا فهي له بإرادتها ولو إضطر رغما عنها .
إنطلق روبيرتو إلى القصر الملكي وقد قرر الإبتعاد عن ليا كم يوم لتهدأ مشاعره نحوها .

♡♡♡♡♡♥♡♡♡♡♡

في القصر الملكي
تسللت جو إلى الإسطبل وقد إرتدت بزة الفروسية لترى حصانها فقد إشتاقت لرؤيته ، أسرجته ثم إنطلقت تجرين به بسرعة تريد نسيان كل ما يزعجها ورميه ورائها إنطلقت نحو البحيرة ....
رآها روبير تنطلق مبتعدة لم يميز سوى حصانها لذا أسرع يلحقها فهو يريد الحديث معها .
ترجلت وإقتربت من حافة البحيرة لتغسل وجهها ثم تمددت على العشب وأغمضت عينيها باحثة عن السكينة والهدوء .
ربط حصانه بعيدا ثم إقترب منها بهدوء وتمدد جانبها .
همست : لما تلاحقني هل تريد لومي على إخفاء حقيقتي وعقابي أيضا .
فتحت عيناها وإلتفتت إليه ... نظر في عينيها الضبابيتان ورأى تشوش مشاعرها ، حزنها ، خوفها ، ترددها .
شعر بالآسى فهو كان يعتبرها صديقه المقرب ، وشعر بالسوء لأنها لم تخبره بسرها .
نظرت له بحزن وهي تدرك عتابه الصامت : صدقني ليس بيدي كان سرا ثقيلا جدا بعد وفاة أبي ولم أدري كيف أخبركم به .
تنهد بعمق وشدها من يدها ... وقف يعانقها بأخوية وقد جعلها لطفه وحنانه تنفجر بالبكاء بعد كل تلك المواقف المؤلمة التي عصفت بقلبها وأرهقت عواطفها .
ربت على رأسها بحنو فقد أشفق على ماعانته في الأيام الذي مضت ، فقد علم بكل ما حدث معها ومع توماس في الأيام السابقة .
أمسكت بيديه وهي ترجوه
_أرجوك روبير أحضر ليا إشتقت لها ، وإشتقت لهم لأن ليو أبعد جدتي وتوم عني ..
_ إسمعي عزيزتي لن أستطيع مخالفة أخي ولكن سأرى ماذا أستطيع بعد حفلتكما ... بحركة سريعة سحب قبعتها لينسدل شعرها بنعومته الحريرية ليبتسم بإعجاب وهو يتأملها ويداعبها ...
_ أين كنت تخفين جمالك أيتها الساحرة .
_ لا تخجلني روب فأنا لم أتعود على الكلام اللطيف .
تبادلا الإبتسامات ليمضيا بعض الوقت يتنزهان قبل أن يعودا للقصر ، وقد خف حزن جو بوجود صديقها وإطمأن قلبها بوعده بمساعدة توماس .
مر الوقت بسرعة مع تجهيزات الحفل ، دون أن ترى ليو حتى حان يوم الحفل الذي دعي إليه نخبة الطبقة الراقية .
وقف ليو بأسفل السلالم ينتظرها ليقومان بالترحيب بضيوفهما عزفت الموسيقا لتطل نجمة مملكة كلابيرون وتخطف أبصارهم .
رفع شعرها الرائع للأعلى وقد وضعت تاج والدتها وتركت بعض الخصل الملتفة على ظهرها وجهها الناصع البياض وقد كحلت عيناها ورسمت بالكحل الأسود لتناقض فضاء عينيها وبياض بشرتها ، أنفها الناعم وفمها المكتنز الذي لون بلون الزهر الفاتح ، رقبتها الرشيقة وقد تزينت بالألماس ، ثوبها باللون الأسود والفضي ينسدل على جسدها حتى خصرها المزين بشريط مرصع بالأحجار الكريمة ، لينسدل حتى قدميها ، بإنتفاخ بسيط .
تحمل باقة من الزهور البيضاء وفي وسطها ورود الجوري الحمراء هبطت بإتزان بإتجاهه دون أن ترفع نظرها نحوه .
شعر بقلبه ينبض من جديد بعد أن توقف لثوان حين رآها أمامه رقيقة جدا ناعمة كالحرير أمسك يدها يقبلها و إصطحبها لمنتصف القاعة ليفتتحا الرقص على ألحان الموسيقا العذبة .
إرتجفت بين ذراعيه وهي تتذكر تهديداته الأخيرة بينما قادها بخطوات سلسلة أثارت إعجاب الحضور ، حسد النساء ، وحسرة الرجال ، وقفت معه يستقبلان المهنئين بعد أن ألبسها خاتمه المتوارث في عائلتهما .....
إقترب روبير يبارك لها يضمها ويقوم بتهنأتها وقد إزداد حزنها حين لم ترى ليا إلى جانبه ...
تنبهت على إيريك يتقدم منهما برفقة فتاة جميلة أخبرهم أنها زوجته ، وقفت جو معها بينما إنزوى الرجال يتحدثون فيما بينهم .
رومينا : مبارك لك سمو الأميرة إنك رائعة الجمال .
إبتسمت جوليانا بلطف وقالت :
إدعيني جوليانا فقط عزيزتي وشكرا لإطرائك ... أخبريني كيف أوقعتي بالكونت الجليدي إيريك ليتزوجك بسرعة هكذا .
إحمرت وجنتيها و تمتمت : لا أدري .. لا أتذكر شيئا من حياتي السابقة .. ولكنه عوضني عن ذكرياتي ..
لا أصدق هل هو حنون معك كان دائما جديا بعيدا عن أي مرح .
بقيتا تتمازحان وقد بدأت أواصر الصداقة تنشأ فيما بينهما .
إنتهى الحفل أخيرا ، تنفست جوليانا براحة وأسرعت بخلع حذائها الذي لم تتعود عليه بعد وتمسد قدميها المتورمين وهي تستلقي على إحدى الأرائك تنشد الراحة قليلا ، ولحسن حظها إختفى ليو مع روبير لتحصل على حريتها المؤقتة ..... شعرت بتعب رهيب ما لبثت أن غرقت بعالم الأحلام وقد غلبها تعبها وإرهاقها على تلك الأريكة .

♡♡♡♡♡♥♡♡♡♡♡

عند ليا
كانت تتناول العشاء حين دخلت جارية روبير فيولا وقد جلست تتناول الطعام معها ، إستمرت ليا بتجاهلها وهي تضبط نفسها لأقصى درجة فلن تتحمل سخريتها .
فيولا : مسكينة أنتي أيها النبيلة كم أشفق عليكي .
ليا : توقفي لا أريد أن أسمعك وأتكلم معك .
- طبعا لا تريدي أن تسمعي أخبار عائلتك المسكينة .
نهضت تغادر وهي تضحك بسخرية بينما نادتها ليا
_ أخبريني ما بها عائلتي ؟
إقتربت منها وهمست لها كالأفعى وهي تبث سمها :
_ حبيبتي أنت هنا وسيدنا يحضر حفلة حبيبتك الأميرة يبدوا أنها تخلت عنكم ...
فشقيقك كاد يموت بعد أن جلد المسكين .
هزت رأسها رافضة التصديق وبسرعة قبضت ليا على قبة ثوبها تهزها وتصرخ
_ أخبريني أنك تكذبين لتؤذيني لا يمكن أن يكون صحيحا .
دفعتها عنها لتتابع أذيتها :
_ إنك مثيرة لشفقة تظنين نفسك أعلى منا شئنا ولكنك جارية مثلنا جميعا مهما إختلفت تسميتك ، سيأخذ منك كل ما يستطيعه ويرميك جانبا ولن يتدخل أحد لمساعدتك .
شعرت ليا بغضب كاسح وهي تسمع تلك اللعينة وكلماتها المسيئة لتنتفض وتهجم عليها تقاتلا بشدة ، فهما غريمتان يجمعهما حب رجل واحد ، تبادلا الصفعات واللكمات التي تفوقت فيها فيولا لتدفع ليا فتسقط على الأرض بعد أن إرتطم رأسها بحافة طاولة صغيرة ليغمى عليها ، بينما إبتسمت فيولا وهي تنفض ثوبها ، غادرت الغرفة وهي تشعر بالسعادة لإنتقامها من غريمتها وقمع غرورها .
بينما كانت ليا فاقدة الوعي على الأرض ، دون أن تشعر بالخطر الذي يحيط بها في تلك الغرفة .

♡♡♡♡♡♥♡♡♡♡♡

عند ليونارد
في غرفة إجتماعاته جلس ليو وروبير بينما وقف إيريك يعرض الملفات التي وجدوها وشرح طريقة فك ترميزها ، وقد فرد خريطة طلب رسمها تصور تلك الممرات والغرف السرية وقرب إحداها من القصر .
إيريك : لابد أن هناك عميلا في القصر وأخشى أن يكون اللورد الأسود وراء تسميم الجنود وإضطرابات الحدود .
زفر ليو وقد أدرك خطورة هذه المعلومات وتأثيرها .
تنهد بعمق قبل أن يلتفت يخاطب إيريك :
أريد توزعا كاملا لحرس الحدود كما يجب إختيار بعضهم ليقوموا بدوريات منتظمة بملابسهم العادية والآخرين إجعلهم يرتادون الحانات والملاهي وليتحققوا بسرية من كل روادها والغرباء خاصة .
إيريك : حسنا ما رأيك أن نستخدم بعض جواري تلك الأمكنة بعد إغرائهم بالمال و بحريتهم إذا أحضروا لنا معلومات مهمة .
ليو : لا بأس ولكن كونوا حذرين بإختيارهن وركزوا على البنات الجديدات هناك كي نضمن إخلاصهم لنا .
إيريك : كما تأمر سموك ... سأشرف على الأمر بنفسي .
ليونارد : أما أنت روبيرتو أريد منك تقارير عن حركة الممالك المجاورة وأي تحرك مريب مهما كان صغيرا أريدك أن تعلمني به .
روبيرتو : كما تريد أخي .
إيريك : وماذا عن هذه السموم التي كتب هنا يجب أخذ كل الإحتياطات الازمة لمواجهة أي هجمة سمية منهم .
ليونارد : لا بأس سأجعل جوليانا تبحث بهذا الأمر ، روبيرتو جهز كل ما يلزمها من مواد لصنع الترياق ، كما أحذركم ستبقى كل هذه الإحتياطات سرا حتى عن مرافقيكم ، أريد منكم التحرك بحذر والتكتم قدر المستطاع .
إنفض إجتماعهم السري وقد وضعوا خططهم وخطواتهم القادمة لكشف هذه المؤامرة التي تهدد مملكتهم .
توجه ليو لجناحه حين رآها مستلقية بهيئتها الجميلة وقد غطت بالنوم إقترب منها بهدوء يتأمل ملامحها وبرائتها ، حملها بين ذراعيه وصعد بها إلى جناحها
دون ن تستيقظ لشدة إرهاقها الجسدي والنفسي .

**************





بين أسوار مملكته مكتوبة كاملة سلسلة قيد الجواريحيث تعيش القصص. اكتشف الآن