الفصل 10

7.8K 247 10
                                    



الفصل العاشر

خرجت جوليانا بهدوء وقد أيقنت أنها لن تستطيع الهرب منه فهو الملك وعمها يريدها زوجة له لينتجا سلالة صافية فقد سامح والدها لفرحته بمعرفة أن الفتى الذي ولد وتمناه أن يكون فتاة ليزوجها من إبنه كانت بالفعل فتاة وأي فتاة بارعة بالقتال و قوية الشخصية وبالأخير وريثة عائلتها لذا وافق على بقائها لتتعلم من والدها على شرط أن تلقن كل قواعد وعلوم الأميرات لتصبح خطيبة ليوناردو حين تبلغ الثامنة عشر من عمرها .
رأته واقفا يداعب حصانه الضخم لتقترب منه ليمتطي حصانه ويمد يده إليها نظرت لوجهه وجسده القوي لتمد يدها تمسك بيديه وبلمح البصر شدها لتجلس أمامه تمسكت بالسرج بينما يشدها إلى صدره وينطلق بحصانه يشعر بالسعادة لخضوعها ووقوعها بين يديه ليشدد من إحتضانها ويضع رأسه على كتفيها يشم عبيرها المحيط به وهو منطلق على حصانه .
دخلا للقصر لينحني الجميع لهما ليلقي أوامره وقد إسترجع قساوته وبروده الثلجي .
○ كارل أريد حفلا خطوبة يليق بالأميرة كما أريد أفضل حراسنا لحمايتها كما تنقل السيدة إيما وحفيدها للقصر الريفي مع تقديم الرعاية الصحية لهما ولا يسمح لهما بحضور الحفل .
○ ميرتا إصطحبي الأميرة لجناحها و قومي بتوفير كل طلباتها وتجهيز كل مايلزم لحفل الخطوبة
○ مارك أشرف على حزم ونقل كافة متعلقات الأميرة إلى القصر وتجهيز المخبر وكل ما يلزم من أجل الأميرة .
هل هذا مفهوم .
إنحنو له وبصوت واحد .. أمرك سمو الملك .
نظر لها وهي تقف بذهول تسمع أوامره أمرها والآن إذهبي مع ميرتا وسأراكي لاحقا .
هزت رأسها بصمت وعرفت أن لا مفر لها من تنفيذ أوامره
تبعت ميرتا رئيسة سيدات القصر و فوجئت حينما إصطحبتها لجناح الملكة الذي ظل فارغا منذ وفاة الملكة الأم
دخلت ببطء تتأمل ماحولها .
غرفة ضيافة واسعة ما أعجبها حقا كثرة نوافذها و ضوء الشمس يغمرها بدفئ ، يطغى عليها اللونين الأبيض والعسلي بحوائط مزخرفة بعروق الورود والأوراق وقد فرشت
الأرضية بقطع من السجاد العجمي الفاخر ...
○ شكرا لك ميرتا لست بحاجة لشيء يمكنك الإنصراف أنا متعبة و لا أريد أيا إزعاج .
إنحنت ميرتا أمرك سمو الأميرة .. ثم عادرت بهدوء .
أخيرا بقيت وحدها تقدمت تستكشف باقي غرف الجناح الذي سمعت عنه كثيرا من والدتها دخلت غرفة تناول الطعام المجهزة بسفرة ثنائية حميمية ومكتب فخم .... نظرت للسرير الضخم المزين بالستائر الحريرية الحمراء وقد غلبت ألوان الأحمر والأسود والبيج ملحق بها غرفة واسعة مليئة بالثياب والفساتين الفخمة وكل ما تحتاجه أي فتاة ...
دخلت لرؤية الحمام الذي صدمها فهو عبارة عن حوض مرتفع بأعمدة وزخارف وستائر من الشيفون على أعمدته وعلى جانبه أريكة طويلة وعدد من الوسائد وعلى الجهة الأخرى طاولة أرضية وعدد من الوسائد .
تنهدت بعمق ثم خلعت ملابسها لتستحم وتستلقي على السرير وقد تملكها الإرهاق والضغط العاطفي الذي مرت فيه لتذهب في نوم عميق .
في المساء وقفت مع وصيفتها تجهز نفسها لتناول العشاء معه فقد إستيقظت لترى كثير من الوصيفات الذين إعتنين بها وبطلتها .
وقف أسفل السلالم ينظر لها تتقدم نحوه لم يصدق مدى جمالها وروعة منحنياتها وقد إرتدت ثوبا مخمليا باللون الأحمر مزين بالأحجار الكريمة
يحتضن صدرها ليضيق عند خصرها الرفيع ليتسع عند وركها تدريجيا إلى الأرض
ما جعله يغرق حين نظر لعينيها المكحلتان والمرسومات بدقة
وذلك الفم الملون بالأحمر .
أمسك يدها يقبلها يقودها بإتجاه غرفة السفرة التي جهزت من أجلهما وزينت بباقات الورود .
رغم رفضها الزواج إلا أن قلبها ينبض بشدة أول ما رأته واقفا ينتظرها بوسامته المثيرة وهيبته وهو يرتدي بزته الرسمية وينظر لها بطريقة أشعلت النار في جوفها لم تجرؤ على الكلام .
تناولا الطعام بهدوء رغم أن كلاهما يشتعل بنيران لا يعلمان كيف ومتى زاد عمق مشاعرهما كل تجاه الآخر .
بعد العشاء خرجا إلى الحديقة الصغيرة الخاصة بالملك ، شهقت جوليانا حين رأت كل تلك الأزهار والورود المزروعة فيها بذوق وذلك الشلال في زاويتها
والأشجار الخضراء وقد شكلت سورا عازلا محيطا بها إقتربت من الشلال وقد سحرها وقد وضعت الأزهار على سطح ماءه ليفوح عبيرها سالبا الأنفاس.
لاحظ إعجابها بحديقته ليقترب لافتا نظرها إليه ليبتسم لها وقد قرر أن يستميلها ليحظى بإستجابتها ليصل لمراده .
أجلسها على أريكة قريبة وجلس إلى جانبه ...أحست بالخجل من قربه .. إلا أنه وضع ذراعه حول كتفيها لتلتصق به .
○ تنهد ليقول لها لا تفكري دعينا نحظى بالهدوء ودعيني أتعرف عليكي وكأننا إلتقينا لتو دون أي أفكار سابقة .
هزت رأسها موافقة ..... ليديرها نحوه وينظر في عينيها .
○ حسنا أخبريني لما تهربين مني ولا تريدين قربي رغم أنك لا تنفرين من لمساتي .
○ سأحدثك بصراحة أنا عشت دائما كفتى لم أفكر بالزواج جل همي كان راحة أمي ورضا والدي فأمي كانت دوما تحكي عن القصر وتخشى كشف السر كي لا يأخذوني للقصر ..... أما والدي كان قاس علي عاملني كفتى وعلمني كل مايعرفه حين .... بحزن ... حين توفيا أحسست بالخوف أردت إسترجاع هويتي لكن لم أعرف الطريقة .
○ ووالدي ما دوره وكيف ضمنت مساعدته لك .
○ بسبب علاجه إستطعت إستخلاص تركيبة جعلت الحساسية التي كان يعاني منها تتراجع فقد عمل والدي كثيرا لنصل للدواء ... لذا طلبت مساعدته من أجل ...
صمتت وهي ترى النار الذي إشتعلت في عينيه سارعت تقول وهي تمسك
بيده .... صدقني إنه كشقيقي رافقني لحمايتي كل تلك السنين بيما كان بإمكانه الحصول على مركز مرموق
صرخ بها لا تحدثيني عنه لقد كذب بوجهي دون أي تردد ..
صدقني كله من أجلي لقد كان رافضا ولكني توسلته تمنيت أن أكون فتاة وأتمتع بأول حفلة لي .
نفض يدها بحدة وقد إسترجع برودته الجليدية ليمسك كتفيها وشد عليهما بقسوة .... إياك ثم إياك أن أسمعك تتحدثين معه هل تفهمين وإلا لن أكتفي بإبعاده هل فهمتي ....
هزت رأسها بصمت فرغم بروده إلا أن غضبه يحرق .
أكمل بشدة ستكوني زوجتي وتنفذين ما أطلب هل فهمتي إياكي أن تنسي أنني الملك وأفعل ما أريد .
تتوترت بحدة ... بحركة مباغتة تملصت من بين يديه لتنهض وهي تقول :
لا أريد الزواج لن أتزوجك إفهمني لن أتزوج رجلا أتشاركه مع أحد أبدا هل تفهمني .
إقترب بسرعة منها حاولت المقاومة إلا أنه تفوق عليها بقوته الجسدية وخبرته الكبيرة .... ضربته بشدة على ساقه ليفقد توازنه ويسقطان معا على العشب
... إرتطمت بصدره بشدة حاولت الإبتعاد إلا أنه بلمح البصر أدارها فأصبحت ممددة أسفله على الأرض وقد ثبت يديها فوق رأسها وبساقيه ثبت قدميها نظر لها .
إسمعيني أيتها الأميرة أنت ستكونين لي رغما عنك وستتشاركين مع جواريي فأنت رغما أنك ستكوني الملكة إلا أنك وجدت لخدمتي فقط وستتأنقين وتتظاهرين بالسعادة يوم الحفل وإلا أقسم أنك ستستيقظين على نبأ إعدام من تقولين أنه شقيقك
.... دفعها عنه و نهض مبتعدا عنها قبل أن يؤذيها ..
إستلقت على العشب وهي تضم نفسها تشعر بالألم الشديد فهي لا تملك حتى نفسها سالت دموعها بعد أن كبحتها بقوة لتعلن ضعفها وإستسلامها لجبروته لكنها لن تستسلم مهما عانت على يديه ........

♡♡♡♡♥♡♡♡♡
عند رومينا
تم نقلها بعد تخديرها إلى عزبة إيريك بعيدا عن قصره وقد حزم أمره على إرتباطه بها مستغلا فقدان ذاكرتها ليحظى بها دون مقاومة.
إستيقظت رومينا ببطء وهي تشعر ببعض الصداع وبخمول في جسدها نظرت حولها لتلاحظ إختلاف الغرفة وتلك الجدران المزخرفة والملائات الحريرية التي تحيط بها ...
دخلت ممرضتها دونا فشعرت ببعض الإرتياح .
_ صباح الخير آنستي الجميلة كيف تشعرين الآن .
_ لقد خف الألم ولكني رأسي يؤلمني .
_طبيعي آنستي بعد وقوعك القوي عن الدرج .
_ تنهدت لكني لا أذكر أي شيء أنا أتذكر وفاة جدتي وإنتقالي ولا شيء آخر .
أمسكت دونا يدها وربتت عليها بعطف
_ لا بأس لا تحزني إن خطيبك الكونت سيعتني بك جيدا .
عبست رومينا فهي لا تتذكر أنها خطيبة أحد ... أخرجتها دونا من عبوسها لتخبرها أن الكونت ينتظرها ليفطرا سويا .
تأملت ما حولها كان المكان فخما ومريحا بنفس الوقت دخلت إلى غرفة واسعة .... رأته أمامها إقترب منها ببطء .... طويل القامة وسيم جدا ولكن لا تعرف لما أول ما رأت عيناه الكالحتان إرتعشت وتسارعت نبضات قلبها .
إقترب منها بخفة وشدها بعناق لطيف ثم قبل رأسها .
_ هلا حبيبتي كيف حالك لقد أقلقتني عليكي هل أنتي بخير .
هزت رأسها بصمت بينما سحبها نحو المائدة ليتناولا إفطارهما بهدوء ... ثم إنتقلا إلى غرفة الجلوس .
بعد برهة نظرت له تتأمل هيبته ووسامته البالغة تشجعت لتسأله عن كيفية لقائهما .
جلس بجانبها يضمها إليه ممسكا بيدها
_ حسنا حبيبتي لقد إنتقلتي حديثا للمدينة رأيتك بمنزل أحد زبائنك وقد لفتي نظري وتقربت منك ووافقتي أن تكون زوجتي وسنتزوج عن قريب .
_ إعذرني لكني لا أريد الزواج حتى أسترجع ذاكرتي .
_ علينا الزواج بسرعة حبيبتي لقد إتفقنا من قبل كما أن كل ترتيبات جاهزة .
نظرت إليه بتردد وشك وقد دكنت عينيها الخضراوين ... لاحظ ترددها وشكوكها نحوه والتي ستبعدها عنه .
إقترب ببطء وأمسك بوجهها يرفعه نحوه ليغرق في فتنة عينيها ليمد يده فينسدل شعرها المحمر ليحيط بوجهها بفتنة .... إقترب ليقبلها بلطف ورقة مالبث أن شدد عناقها بينما يقبلها بشغف ....
حين رأت عينيه وتلك النظرة بهما والتي سلبت أنفاسها وهي تشعر بقلبها ينبض لأجله ....
بخبرته الواسعة تجاوبت معه وذابت بين يديه ليتمالك نفسه ويبتعد قليلا وما ظال يضمها بحنان بينما ربت على رأسها .
_ أرأيت حبيبتي إنك لا تنفرين مني لن ننتظر سأصلح تسرعي تجاهك .
لم تجرؤ على النظر إليه وقد إحمرت وجنتيها بينما إستوعبت معنى كلماته لتشهق وتسأله .
_ هل .. هل كنا مع بعض قبل الزواج .
_ نعم حبيبتي لقد أهديتني أحلى هدية تهديها الفتاة البريئة لحبيبها .
خجلت بشدة وقد فهمت معنى كلماته ... وفكرت لا بد أن هذا سبب ردة فعلها
ليس خوفا منه ولكن خجلا .... تنهدت .
_ لا تخجلي مني حبيبتي فأنا زوجك وأحبك .
وبتصرفاته المدروسة والرومانسية إستطاع أخذ موافقتها على إتمام زفافهما في الغد رغم ترددها ورغبتها بالإنتظار .
_ حسنا حبيبتي كل شيء جاهز ستساعدك دونا لتتجهزي غدا .
أومأت ببطء وكأنها مسلوبة الإرادة ... بينما إبتسم بظفر فكل شيء يجري لصالحه فرغبته بتملكها كانت أقوى من صوت ضميره سيستغلها ويستعمل كل ما يساعده على الإستحواذ عليها ولن يسمح بإنكشاف هويتها لتبقى أسيرة مملكته .

♡♡♡♡♥♡♡♡♡

جلست إيما إلى جانب توماس بينما كان مستلقيا على بطنه وتلك الأثار قد تركت خطوطا حمراء على ظهره ... كانت تشعر بالحزن العميق وهي تراه بهذا الضعف وقد أنهكته الحمى لولا ما أرسلته جو من أدوية لعانى من إلتهاب جروحه .
تأوه ببطء ليبدأ بإستعادة وعيه لقد بقي نهارا كاملا فاقد الوعي...
رمش بعينيه ينظر حوله ليجد نفسه في غرفة كبيرة وفخمة بدأ ينهض ببطء وهو يكز على أسنانه متحملا الألم لتنهض جدته وتسانده ليجلس .
_ جدتي ماذا حدث .. وأين نحن الآن .
_ لا تقلق حبيبي لقد عفى عنا الملك الأب وطلب مكوثنا في مضافتهم إلا أن الملك ليوناردوا أبعدنا للعزبة على الحدود .
_ وجوليانا ماذا حدث لها لا أتذكر سوى أنها كانت تحاول إنقاذي .
تنهدت إيما بهدوء وهي تضع يدها على يده .
_ لا تقلق هي بخير ولكن ...
_ ماذا أخبريني لا تقلقيني أكثر.
_ لقد أعلنوا خطوبتها للملك ليوناردو دون الإهتمام برأيها .
زفر بحنق وهو يشتم .
_ ذلك الوغد لطالما نظر إليها حتى عندما كان يظنها فتى كان متأثرة بقربها تبا هي لن تتحمل ضغوط القصر .
_ ليس هناك مفر لن يمكنها الرفض وللأسف لا بد أنه يهددها بنا .
_ آه ... لم أستطع حمايتها .
_ لا بأس يا ولدي إنه القدر الذي لا مفر منه ....
نهضت ببطء وأحضرت له رسالة أعطته إياها .
_ خذ هذه من جوليانا إقرأها بينما أحضر لك الطعام .
أمسكها بلهفة وفتحها ليقرأ ما جاء فيها
عزيزي توماس كيف حالك أتمنى أن تكون بخير أنا آسفة لم أستطع إنقاذك يجب أن تعتني بنفسك لأجلي أخي الحبيب فقط إستمر بوضع العلاج وستختفي جروحك حتى لن تترك أثرا .
لا تقلق علي إني قوية سأتزوجه لأحافظ على كل ما أحبه وسأكون بمكانة أستطيع مقاومته فيها .
أرجوك أخي لا تتهور إنه قدري سأمشي في دروبه ويكفيني أن أسمع أنكم بخير لأتشجع سآتي لآراك بأول فرصة .
إنتبه لنفسك ولجدتي
أختك المحبة جوليانا .
شعر بحزن رهيب يكتسح صدره فليس بيده أي شيء ... تنهد لطالما لاحظ نظرات الملك نحوها وتذكر ردود فتله حتى حين كانت كفتى .... وفي تلك الحفلة المشؤومة كان مفتونا بشدة لدرجة فقد أعصابه وهو يبحث عنها
فكر بعمق شديد ربما يحبها تمنى ذلك من كل قلبه .

******************

بين أسوار مملكته مكتوبة كاملة سلسلة قيد الجواريحيث تعيش القصص. اكتشف الآن