الفصل 9

8.4K 246 6
                                    


    الفصل التاسع


أخذ نفسا عميقا يحاول السيطرة على غضبه كي لا يؤذيها نظر لإنهيارها الصامت ليقترب ويوقفها بحدة قبل أن يخرج ويسحبها ورائه .
جرها بقوة بينما تصاعد خوفها وهي تدرك أين يتجهان تبعه حارسيه الشخصيان حتى وصل ليدفعها أمامه وهما يدخلان إلى غرفة التعذيب .
شهقت وهي ترى توماس مكبلا إلى أحد الأعمدة بينما مربيتها الحنون جالسة على الأرض و مقيدة إلى الحائط .
فقدت صوابها لتقترب منه وهي تتوسل من أجلهما .
أرجوك لا تعذبهما .. أرجوك سأفعل ما تريد ....أتوسل إليك إنهما عائلتي
كان على وشك أن يلين لتوسلاتها ودموعها التي تحرق قلبه لكن كرامته تصارع ضد مشاعره ليسمع كلماتها الأخيرة ليتفاقم غضبه .
دفعها عنه بشدة وهو يرفع سوطه لينزل بقوة على ظهر توماس تحمل دون أن يصرخ ولكنه لم يتحمل توالي الضربات فتعالى أنينه .
تعلقت جوليانا بذراعه إلا أنه دفعها وأمر مرافقه بإمساكها لتسقط إيما فاقدة الوعي مما جعل جوليانا تستجمع قواها لتضرب حارسه وتندفع نحو ليو تدفعه لتقف أمامه وهي تصرخ بحدة : كفى ..... توقف إني أكرهك إضربني عوضا عنه .
وقفت كشعلة من النار بشحوب وجهها وكدمات شفتيها وعواصف عينيها صرخ بغضب
إبتعدي فورا جوليانا لا أريد إيذاءك
كلا لن أبتعد ألا ترى أنك وحش لقد فقد وعيه لن أسمح ...
فقد صبره ليدفعها بشدة يبعدها عنه لتتفاجئ بحركته وتفقد توازنها سقطت بقوة وإرتطم وجهها بالأرض و فقدت وعيها .
أصيب بالصدمة لمرأى سقوطها أمامه تجمد بينما هرع مرافقه إليها وهو يمد يديه ليمسكها لينتفض ليو ويرمي السوط .. لا تلمسها ..
ينحني نحوها يناديها دون جدوى وقد تباطأت أنفاسها وإختفت عواصفها خلف جفنيها .
حملها بين ذراعيه وهو يرى خط الدماء الذي لوث شعرها حملها لجناحه وهو يصرخ طالبا طبيبه الخاص .
أصيب الجميع بالخوف والهلع لرؤية ملكهم فاقدا بروده ويصرخ بالجميع ويحمل تلك الفتاة التي أتت معه والدماء تخفي وجهها .
بعد لحظات عصيبة مرت على ليو بدأت جوليانا تتأوه بعد إستنشاقها العطر بينما عقم الطبيب جرحها ليطمئنه بأنه بسيط ولا يشكل خطرا .
غادر الجميع بينما جلس بجانبها على السرير وهو يتأمل رقتها وجمالها الخلاب وقد إنتشر شعرها على وسادته كشلال العسل مشتعلا بألسنة اللهب ربت على شعرها بلطف لتتأوه من جديد وتفتح عينيها ..
رأته أمامها لتترقرق دموعها من جديد ..
شعر بطعنة في قلبه حالما رأى دموعها وشعر بيدها تمسك أصابعه وبنبرتها المتوسلة ... أرجوك جدتي بخطر أتوسلك إعفي عنهم أنا المسؤولة لا ذنب لهم أرجوك ... إذا كنت فعلا عائلتي فإرحمهما ....
إنهارت من البكاء فهي رغم تربيتها كفتى لم ترى مثل هذه القسوة من قبل وضد من ضد عائلتها ...
تنهد ببطء بينما تسارعت دقات قلبه لرؤيتها حزينة وقد تسللت برقتها لتستولي على قلبه وتحرك مشاعره تنهد بينما يبعد يدها عنه وهو ينهض ليقول لها قبل مغادرته الغرفة .
سأعفو عن العجوز لأجلك ولكن إياك ثم إياكي ذكر إسم رجل آخر وإلا ...
إرتعشت لشدة لهجته وقسوة نبرته لتومئ بصمت مرتعش وقد أدركت أنه لن يقدم لها أيا تنازل آخر .
في الساعات الاحقة تم نقل إيما وتقديم العلاج لها بينما رمي توم بإحدى الزنزانات بإنتظار حكم الملك وسط دعاء جوليانا بتحرك الملك الأب بعد إستلام رسالتها .
في اليوم التالي نصبت ساحة الإعدام فقد أمر ليو بإعدام توماس بتهمة الخيانة و إخفاء معلومات مهمة والتآمر على الملك .
إستيقظت جو على صوت الخادمات وقد أحضرن لها الإفطار ، لاحظت توترهن فسألتهن لتسمع خبر صدور أمر إعدام توماس بعد قليل .
نهضت بسرعة لترفض إرتداء الثوب المحضر لها لتسرع لجناحها في القصر وترتدي بدلة فروسية
وتسرع للخارج ترى ليو جالس على منصة خاصة به ليشرف على الإعدام بنفسه .
ركضت نحوه وهي تصرخ لا يمكنك أن تفعل هذا بي لن أسمح لك
شعر بالغضب الشديد فهي تعارضه علنا أمام حراسه وخدمه .
إبتعدي جوليانا لن أغير أوامري هيا إبتعدي .
حينها ظهر حارسين يجران توماس وهو بالكاد يشعر بما حوله .
دمعت عيناها وهي ترى جروح ظهره وتشعر بغضب شديد لن تسمح بأذيته مرة أخرى نظرت لليو وهو يحدق بها بجمود لتحزم أمرها فحتى لو كشف أمرها فهي تملك مقدرات جوليانو تحركت بسرعة
.... لتباغت أحد الحراس بجانبها وتستل سيفه وتسرع للمنصة وهي تتقاتل مع الحراس ليذهل الجميع من تلك الحسناء التي تقاتل ببراعة وصلت لتوم بسهولة لتمسك به تساعده على الوقوف بعد أن أبعدت الحراس عنه
بينما رفعت سيفها بتحفز وهي تحذرهم من الإقتراب منهما لتصرخ بهم ليبتعدوا بعد أن سمعت أوامر ليو لحراسه بإمساكهما و الحفاظ على حياتها .
بكل كبريائها وعزة نفسها صرخت أنا الأميرة جوليانا باكستون المعروفة بالأمير جوليانو أحذركم من الإقتراب هل فهمتم ..
أصيب الجميع بالدهشة والخوف فالكل يعرف الأمير جوليانو فإن كان فتاة هذا يعني أنها الأميرة الملكية الوحيدة في المملكة .
ساد الصمت بينما إنتظر الجميع أوامر ملكهم الذي وقف بجمود ينظر لها بتلك النظرات الساحقة إقترب منها بتمهل نظراته الجليدية التي تحولت لبركان ثائر وقبل أن يلفظ أوامره الصعبة على قلبه .
سمع الجميع النفير معلنا وصول مبعوث ملكي لتتجه النظرات نحو ذلك المبعوث الملكي الذي تقدم من ليو وإنحنى على ركبتيه ليعلن
بإسم الملك الأب يتم العفو عن اللورد توماس والليدي إيما وتبرئتهم من أي تهمة موجهة إليهم فهم يعملون للملك الأب وإستضافتهم في مضافة الملك الخاصة كضيوف شرف
كما يتم إستقبال سمو الأميرة جوليانا برفسورة علم الأعشاب إستقبالا مناسبا لسمو مكانتها العلمية والشخصية .
والتجهيز لحفل خطوبتها من الملك ليو خلال ثلاثة أيام .
زفر ليو بغضب بينما إتجه نحوها بحزم تحذرها نظراته من أي مقاومة أو تمرد
إرتعشت يدها لترمي السيف بعيدا غير قادرة على الإستمرار بإشهاره بوجهه ، أمسك أحد الحراس بتوماس الفاقد الوعي ،
بينما أمر ليو بتنفيذ أوامر والده ليستدير ويحملها بين ذراعيه ويهبط بها متوجها نحو حصانه يضعها عليه ويمتطيه وينطلق به وهي بين ذراعيه دون أن يبالي بكل مشاهديه الذين شاهدو ملكهم لأول مرة يفقد جموده و يهتم بفتاة علنا وليست مجرد فتاة بل هي تكون أميرتهم والتي ستصبح ملكتهم المستقبلية.
شعرت بالحرج الشديد لقربه منها فإحمرت وجنتيها بينما شد على خصرها يضمها إليه و يمسك الرسن بيده الأخرى .
وصل نحو مقصده ترجل برشاقة ، حملها من خصرها لتقف أمامه على قدميها نظر بعينيها بصمت ثم سحبها وراءه .
شهقت لرؤية هذا الكوخ الصغير المطلي بالأبيض والمحاط بالأزهار والورود الرائعة .
دخلا لتتفاجئ من رقي ما حولها رغم بساطته ترى ذلك البيانو إلى جانب النافذة لتقترب وهي لا تقاوم لمسه .
بعد ثوان تحدث ليو وقد جلس على الأريكة ، أمرها إصنعي بعضا من القهوة فكلانا بحاجتها .
هزت رأسها بصمت لتكتشف مكان المطبخ وتقوم بإعداد القهوة ووضع بعض الكعك الذي وجدته في البراد وهي تخشى التواجد معه في هذا المكان المعتزل فرغم شجاعتها إلا أن من الحكمة الآن التخفيف من غضبه .
قدمت القهوة ثم جلست أمامه بتوتر دون أن تجرؤ على الكلام .
إرتشف قهوته ببطء دون أن يبعد نظرته الجليدية عنه يشعر بالغضب والغيرة تشتعل في صدره من حبها لذلك الشاب وما فعلته ، يريدها له وحده وستكون .
تحدث بصرامة أريد أن أعرف كيف ومتى عرف والدي بسرك ومتى تواصلت معه .
تنهدت بهدوء وقررت إخباره الحقيقة .
○ إنه يعلم كل شيء عني منذ .... .
إحتدت نظراته لتكمل إن والدي قد أخبره فهو عرف أني فتاة حين شاركت بالصيد فوالدي أراد مني تعلم مهنة أجدادي وحمل رسالتهم كوني وريثتهم الوحيدة لأمررها لأولادي ، فوافق على إستمراري بالتنكر كفتى ، كما أني أتابع معه علاجه الذي أثبت فاعليته و جعله يتماثل للشفاء وحين أتيت لمنزلي أرسلت له رسالة طلبت نجدته كي ينقذ توم وجدتي .
○ والحفلة هل قصدتي التلاعب بي ثم الهرب مني ، تذكري جوابك الصدق قد يخفف القليل من العقاب .
○ تنهدت وهي تتململ بقلق تحت أنظاره الصقرية .... كلا إنه .. لأني أردت أن أكون نفسي ، حين هربت من القصر قررت التخلص من شخصية جوليانو لأكون على طبيعتي وأقوم بكل ما تقوم به الفتيات ....
رفعت عينيها بإتجاهه وبكل صدق تحدثت من قلبها
صدقني أردت إخبارك لكني كنت خائفة أردت العيش بهدوء والإبتعاد عن المشاكل لذا إبتعدت وقد نصحني عمي بالإنتظار حتى أصبح بالثامنة عشرة والإهتمام بمتابعة علاجه .. أردت التمتع بالحفل ككل الفتيات .
إرتشف قهوته بكل برودة يفكر بالأمر من وجهة نظرها لكن أمر هربها منه في الحفلة و تعلقها وقربها من ذلك الشاب يزعجه بشدة .
○ وذلك الشاب ماذا يمثل لك .
○ إنه وليا كأخوتي والدتي بسبب خوفها الشديد طلبت منه حمايتي ووهو ضحى بمستقبل أو بوظيفة ملكية من أجلي .
راقبها بحدة إلا أنه لم يرى إلا البراءة والصدق وقف ...
وقفت أمامه وهي تحاول تمالك نفسها والتحكم بتوترها ....
أمرها تعالي إقتربي ..... إقتربت ببطء حتى وقفت أمامه ..... رفعت عيناها لتصطدما بعينيه وهو لم يزح بصره عنها .....
أمسك بوجهها وسحبها نحوه لترتطم بصدره وضعت يديها على صدره العضلي تحاول وضع مسافة بينهما ، شعرت بدفئه وضربات قلبه تحت أصابعها بينما لف يديه على خصرها يثبتها على جسده ليقترب منها يقترب من أذنها نافثا أنفاسه الاهبة على رقبتها ليقشعر جسدها وهو يهمس لها بوعيد
○ أخبرتك أنك لي وحدي حتى لو كنتي أميرة لن تستطيعي الرفض حبيبتي .
حاولت الإبتعاد عنه دون جدوي ليتابع حديثه وهو يقهقه
ستكوني زوجتي أميرتي وتتعلمي طاعاتي وستنسين حياتك السابقة لتكوني لي وحدي وستنسين ذلك اللعين .
إهتزت وقد أعادتها كلماته لما حدث من قبل لتنفجر بحدة .
○ كلا لن تمنعني عنه لن أكون كجواريك هل فهمتني لا أريد الزواج لن أكون لرجل يمتلك النساء .....
صرخ بحدة وقد إشتدت يده على خصرها مما جعلها تتأوه من الألم بينما أمسكت الآخرى بفكها بقوة لتتصادم الفضة في عيناهما
○ ستنفذين ما آمرك به هل فهمتي وإلا أقسم بأن أقتله وأقتل كل من تحبيه فلن أسمح بتمردك ولا تظني أن والدي قادرا على إيقافي لا تنسي من أنا صغيرتي .
○ كلا لا أريد إبتعد عني .
كانت تضربه بيديها الناعمتين على صدره لتزيد من إشتعاله وفورة غضبه من رفضها له لينقض على شفتيها ويزيد من إحتضانه لها مكبلا حركتها .
لم تستطع الإبتعاد وهو يثبت سيطرته عليها لتستلم له وقد إستحوذ تهديده على أفكارها .
أحس بدموعها على وجنتيها ليبتعد عنها ببطء وهو يحاول السيطرة على رغبته التي تحرق صدره .....
نظر لعينيها كأمواج البحر الهائجة ليرق قلبه المتجمد قأطلق سراحها لتبعتد بخطوات متعثرة .
أعطته ظهرها ويديها تحاوط جسدها المرهق لشدة العواصف التي مرت بها سمعته يحدثها
○ هيا إغسلي وجهك و إلحقي بي للخارج سنعود للقصر .
خرج للخارج وهو يتنفس ببطء يهدئ تسارع نبضاته ليرفض ضعفه تجاه نعومتها وجمالها وبرائتها ليسترجع سيطرته وهو يصمم على تملكها فهي لا ترفض شخصه بل ترفض الزواج كله لكنه لا يهتم طالما سيحصل على مايريد سيستغل نقطة ضعفا ليخضع روحها البرية و يسجنها فلا تستطيع الإبتعاد مهما حاولت بل عليها شكره فهي لن تكون محظية بل ستكون ملكة والتي لا يوجد فتاة إلا وتتمنى أن تكون محلها .

♡♡♡♡♥♡♡♡♡

عند روبيرو تفاجأ وهو يقرأ رسالة أبيه ليزفر ببطء وهو يتذكر لحظاته مع جو فهي كانت قريبة منه بالأوقات القليلة التي تشاركانها .
تذكر رحلة الصيد كيف فاجأتهم بقوتها ومجارتها لهم وهم يرونها صبي نحيلا جميلا كالفتيات فهي قاتلت الذئاب ببراعة كما أخبرهم ليو حتى أنها تفوقت عليه بالسباحة .
إستمر شريط ذكرياته ليربط تصرفات توماس وحمايته الشديدة لها كيف لم يكتشفوها حتى ليو بذكائه وفطنته لم يستطع كشف تنكرها .
تذكر حفلته و رقصة أخيه مع تلك الحورية التي قلب ليو المملكة ليجدها ، ليتأكد بأنها وجوليانو شخصا واحدا .
خرج من أفكاره وهو يرى ليا تدخل إليه بوجنتيها المحمرتين وخجلها الذي لم تتخلص منه أشار لها فجلست على وسادة إلى جانب أريكته .
○ مساء الخير سمو الأمير هل طلبتني .
نظر لها بدقة و علت نظراته حدة وصرامة جعلتها ترتجف وتتذكر قسوته عليها التي نستها خلال الأيام الماضية للطفه و تصرفاته العاطفية معها والتي إمتلكت مشاعرها وأحاسيسها ليخرجها سؤاله من عالمها ليرمي بها بقسوة على أرض الواقع .
○ أخبريني هل جوليانو هو فتاة حقا أم هو فتى حقا .
لم يفته إصفرار وجهها وإرتعاش يديها لتمتم بتوتر لا أعرف ....
بشدة سحبها فأصبحت راكعة بين قدميه ممسكا بكتفيها بقسوة ليصرخ بها هيا أخبريني ..... شعرت بضيق نفسها وقلبها ينبض بقوة وكأنه سيقفز خارج صدرها ..... إنه .. إنه فتى ....
صفعها بقوة جعلتها تشعر بفقدان الرؤية للحظات لتنفجر باكية بينما يهزها بوحشية ....
عليكي اللعنة تكذبين بكل وقاحة كلما أعاملك بلطف تباديليني بالخيانة من اليوم ستكوني مجرد جارية في قصري ....
رفعت عيناها ليتجمد وهو يراهما وكأن عسلهما أصبح نار تشتعل ببريق الألم و الحزن تشكي منه وإليه يشعر بجسدها المرتعش ويرى أثار أصابعه على وجنتها وقد إحمرت بشدة وسالت بضع قطرات من الدم من شفتها المتورمة إلا أنه قسى قلبه وهو يقول
سأربيكي لتعرفي من هو سيدك ولمن تدينين بولائك أيتها الكاذبة ... هزت رأسها بصمت ليرعد صوته فيها هل فهمتي ....
حملها إلى فراشه وقد فقد أعصابه ليتملكها بقسوة دون أن يراعي رقتها ورهافة أحاسيسيها .
وضعت يدها على قلبها وهي تكره إستجابتها وخضوع جسدها له يكفيه أن يلمسها لتذوب بين يديه ....
إلتوت قسمات وجهها بألم لتنهار بعدها فاقدة وعيها على السرير وقد فاقت قسوته قدرتها على الإحتمال .

**************

بين أسوار مملكته مكتوبة كاملة سلسلة قيد الجواريحيث تعيش القصص. اكتشف الآن