المشهد الاول من احداث الرواية

93.9K 1.4K 69
                                    

المشهد اول من سجينة هوسه
غسان & أزل
وقفت تتطلع الى الصرح العالي الذي أمامها بملامح مندهشة وفاه مفتوح ... كانت الشركة أضخم بكثير مما تخيلت ... فخمة للغايه ... ومظهرها راقي وأنيق لابعد حد ...
تمنت لو انها لم تأت الى هنا فهي لم تتخيل ان يكون المكان على هذا النحو ... شعور بالرهبة تملك منها وسيطر عليها مع رغبة قوية في البكاء اعترتها فجأة ... كان منظرها أشبه بطفلة صغيرة في اول يوم دراسي لها ... وفِي الحقيقة هي كانت طفلة فعلا بملابسها المتمثّلة بفستان زهري يصل الى ما بعد ركبتها بقليل وحذاء رياضي اسود اللون ...  اضافة الى ضفيرتها الطويلة التي تغطي ظهرها من الخلف وملامح وجهها النقية البريئة الخالية  من لمسات أدوات التجميل ...
أخذت نفسا عميقا وهي تحاول ان تمنح روحها الصبر والسكينة حتى تتعدى هذه الخطوة على خير ... سارت متقدمة ناحية الشركة بخطوات واهية متردده ... فُتح الباب بشكل اوتوماتيكي ما ان وصلت اليه ... دلفت الى داخل الشركة بملامح شاحبة وقد أخذ صدرها يعلو ويهبط تدريجيا ... أصبحت داخل الصالة الرئيسيّة للشركة فاخذت تتطلع الى المكان حولها بحيرة شديدة وهي لا تعرف ماذا يجب عليها ان تفعل الان وما الخطوة التالية التي ستقوم بها ... ذهبت ببصرها ناحية الموظفة التي تجلس على مكتبها على بعد مسافة صغيرة منها وأمامها قطعة صغيرة مكتوب عليها الإستعلامات فذهبت بسرعة ناحيتها ... سألتها بصوت مرتبك وأنفاس متقطعة :
"لقد جئت من اجل الوظيفة التي أعلنتم عنها ... ماذا يجب علي ان افعل ...؟"
اشارت الموظفة بيدها ناحية المصعد الموجود على يمينها وهي تجيبها على سؤالها :
" اذهبي الى الطابق الخامس ... هناك يجب ان تلتقي بالسيد لبيد التميمي فهو المسؤول عن تعيين الموظفين الجدد ..."
هزت رأسها بتفهم ثم ذهبت ناحية المصعد وهي تردد اسم المدعو لبيد حتى لا تنساه ... ضغطت على زر المصعد ففتحت لها الباب ... دلفت الى داخله وأخذت تتطلع الى الأزرار الموضوعه أمامها بحيرة شديدة ... كانت تلك مرتها الاولى التي تركب بها المصعد فهي لم تره من قبل سوى في الأفلام والمسلسلات ... بعد تفكير طويل ضغطت على زر رقم خمسة لتغلق الباب أمامها ويرتفع المصعد بها ... شهقت بقوة وتراجعت الى الخلف وهي تضع كف يدها على صدرها الذي ارتفعت نبضاته خوفا ... احساس الرعب سيطر عليها من وجودها داخل هذا المكان المغلق الذي يرتفع بها نحو الأعلى ... أخذت تتلو ما تحفظه من آيات القرأن وهي تدعو ربها ان تخرج سالمه منه ... وأخيرا توقف المصعد بعد لحظات مرت عليها دهرا كاملا ... ما ان فتح الباب حتى خرجت بسرعة وخطوات راكضة لتصطدم بجسد رجولي ضخم للغاية ... ارتعدت أوصالها بشده وعادت الى الخلف لا إراديا ثم رفعت رأسها لتتفاجئ بوجه رجولي وسيم للغايه يتأملها بانبهار شديد...
" ماشاء الله ... اللهم صلي على النبي ... قمر والله قمر ..."
قالها بلا وعي وهو يتمعن بتفاصيل وجهها المليح ... عيناها بلونيهما البني المائل الى الأخضر ... انفها الصغير وشفتيها الكرزيتين ... بشرتها البيضاء الناصعة وشعرها البني الطويل ...
ارتبكت مما سمعته فاخفضت أنظارها أرضا وقد احتل وجهها الأبيض حمرة خفيفة ... استعاد هو الاخر وعيه اخيرا من سكرة جمالها التي سيطرت عليه ... تنحنح حرجا مما قاله ثم سألها بفضول :
" من أنتِ وماذا تفعلين هنا ...؟"
اجابته وهي ما زالت مخفضة رأسها نحو الأسفل :
" لقد جئت من اجل الوظيفة الجديدة ..."
رفعت بصرها ناحيته وسألته على أمل ان يكون احد موظفي الشركة وقد يساعدها فيما جائت اليه :
" هل انت موظف هنا في الشركة ...؟"
اجابها بملامح جادة ونبرة واثقه وهو يمد يده ناحيتها معرفا إياها عن نفسه :
" غسان التميمي ... المدير العام لهذه الشركة التي ستعملين بها ..."
ابتلعت ريقها بتوتر ثم قالت بنبرة خجلة وهي تصافحه:
" ازل العاني ... عاملة النظافة الجديدة في الشركة ..."

"

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.
سجينة هوسه Where stories live. Discover now