Chapter Nine.

196 19 25
                                    

الصمت طَغَى علي القاعة التي تحوي طاولة إجتماعات طويلة ترأُسها سيلينا جوميز، تُقلِّب الأوراق التي بحوذتها وتتفحّصها بعنايةٍ وتركيز، رجال الأعمال صامِتون إحتراماً لها.. وإنتظاراً لسماعِ رأيها.

إنتهت مِن تفحًّص الأوراق لترفع عينيها وتنقِل نظراتها نحو الجميع في نظام، فإنتبهوا لها وإعتدلوا في جلستهم مُترقّبين إشارةً مِنها..

شبّكت يديها علي الطاولة لتنظّف حلقها قائلة بنبرتها الرسميّة "جيّد! يتبقّي تمزيق عقد السيّد إكس مع الشركة الألمانية ثُم سنعود للعمل سوياً.. بسُمعةٍ وصيتٍ نَظيفَين! أشكركُم علي فِعل ما هو أفضل لكم، ولنا جميعاً." ثم إبتسمت بخفّة لِتنهض، فنهضوا كحركةٍ تلقائيّة ليُلملموا حاجياتهم ويُحيّوها بطريقةٍ نبيلة ثم يغادرون قاعة الإجتماعات.

عدا هو، كان مُنغمِساً في الكتابة حتي أنه لم يلحظ إنتهاء الإجتماع، مرّر الحِبر علي الورقة في دفتره ليرسِم بعض الحروف:

عشقكِ؟! بعثر كل أفكاري! تُقيّدني عيناكِ بسلاسلِ الغرام وتجذبني إليكِ، صوتكِ الدافيء يأسِرني، غيابكِ يؤلمني، لازِلتُ أشتاق لكِ! أشعر بالفراغ.. وروحي تتنهّد ألف مرة باكية مِن الفُراق.

تتقطّع أوتار الحُب، وينزِف شُريان القلب، حُباً في الله أخبِريني.. أين السبيل إلي قلبكِ؟

ذراعاي الصائمةُ عن معانقتكِ، متى يحينُ مَوعِد إفطارها؟

رفع عينيه ليري القاعة فارِغة نسبياً، فتحمحم ليلملم الورق داخل دفتره ويسحب معطفه في طريق الخروج.. فأوقفه صوتها الدافيء مُناديةً بإسمِه.

إلتفّ لها ببطيءٍ ودون مشاعر، فرفعت كتفيها قائلة "لا تنسي أن تخبر براندون أن يتعجّل في إستلام العقود -التي تثبت فضّ التعاقد بين الشركة الألمانية والسيّد إكس- قبل أن تصدُر مجموعتي الشتويّة للملابس.." إبتسم ساخِراً، ثم تسائل ببرود "أهذا كل شيء؟"

"لا.." إبتسمت بتوسُّع.. ثم إقتربت حتي وقفت أمامه مباشرةً وقالت "أردتُ أن أشكرك علي الهدية!"

إنتقلت عيناه مُباشرةً إلي يدها، فرأي الخاتم الذي أهداها إيّاه يلفّ إصبعها ليزيده جمالاً ورقّة، فإبتسم دون وَعي.. ثم تلاشَت إبتسامته حين لاحَظ أنها ترتديه في الإصبع المجاور للذي ترتدي خاتم الخطوبة به، ورفع عينيه إليها بضيقٍ يتغلغل إلي صدره.

"هل أنتِ مُتفرّغة حالياً؟" عقد حاجبيه كاتِماً غضبه، فحرّكت رأسها بالإيجاب قائلة "أجل.. هذا الإجتماع كان آخر نشاطاتي في العمل اليوم، ماذا عنك يا صديقي؟"

إلتزم الصمت وأطرق مُفكِّراً، ثم رفع عينيه إليها ووميض الحماسة يلوحُ فيهما بينما يهمس "سأصطحبكِ إلي مكانٍ ما.."

<<<<<<<<<<<<<<

- مدينة نيويورك، الثالثة عصراً.

Little Bad Girl 3Where stories live. Discover now