𝐏𝐚𝐫𝐭 01: أبقِ عدوك قريبا

240K 7.8K 8.7K
                                    


الدبلوماسية هي أن تداعب الكلب بلطف حتى تجد حجرا تضربه به.

..............................................................................................

قصر آل كابوني...ألمانيا....الساعة التاسعة صباحا

كان الحراس الشخصيين منتشرين في كل مكان داخل القصر و أروقته أو خارجا...حول الحدائق ...فوق الأسطح ...في كل بقعة حرفيا...جميعهم يرتدون البذلات السوداء بأسلحة بين يديهم و سماعات خلف آذانهم يتلقون فيها التعليمات من حين لآخر.....كانوا جميعهم بملامح متيقظة حذرة...أعينهم ترصد المكان من كل شيئ و كل حركة....فاليوم كان يوما مهما....

اليوم و لأول مرة منذ أكثر من قرن سيدخل حاملي دماء فاديتا أراضي كابوني....و بصفتهم الإثنين أعلى عشائر المافيا رتبة فإن ذلك سيجلب الأنظار كما ينجذب الضبع للفريسة ...

كان الخدم يركضون مسرعين لأداء مهامهم....بعضهم مكلفين بإكمال التحضيرات للزفاف الذي يبعد أقل من أسبوع...و البقية لإكمال تجهيزات أمور إقامة كل أفراد عائلة فاديتا وفق القائمة التي منحت لهم من قبل رؤساء الخدم...و الذين رتبوا حجم و موضع الجناح حسب رتبة و مكانة كل فرد من آل فاديتا....

و أثناء ذلك و أثناء العمل كان الخدم يتهامسون خفية بينما أيديهم مشغولة .....همسهم كان حول كيف سيحدث هذا؟...كيف و أن الطاولة التي اعتادت أن تناقش الكره باسم آل فاديتا...اليوم ستستقبلهم ليناقشوا السلام...

كلها كانت أمور صعب عليهم هم أشخاص عاديون من الطبقة الوسطى و العاملة أن يستوعبوها.....أمور بهذا القدر من الظلام و السوداوية ...و مؤامرات و خطط..لا شك و أن الشيطان بنفسه لا يجد لنفسه كرسيا معهم على طاولة الشر هذه.....

أو ربما هم رأوها هكذا....

ففي الأسفل وفي قاعة الجلوس....تلك القاعة التي كانت تحفة تسر الناظرين لأهم سبب و أول سبب.....السقف...كان سقفا يشبه سقف الكاتدرائيات قديما بعلوه الشاهق و رسمت عليه رسومات للملائكة و كل الآلهات اللاتي تم ذكرهن في كل أسطورة من الأساطير....

السخرية كانت أن ملائكة يلعبون في سقف يجلس تحته شياطين.....

آل كابوني....

في العالم السفلي كان آل كابوني يمثلون المثالية في الإجرام على عكس كل عدو لهم يسير الأرض ..كانوا هنا معظمهم منتشرين حول المكان...بعضهم جلوس و البعض الآخر يقفون ينظرون لجدهم يجلس مقابلهم يتحدث مع الجميع بجدية تامة حول آخر الترتيبات الوقائية...

داميان كابوني كان الجد الأكبر لآل كابوني..لكنه لم يكن الزعيم الحالي..و هو لم يمنع من أن زعامته السابقة و سنه سمحت له بكسب هذا القدر من الانتباه حين كان الكل يترقب كل خطوة و حرف يصدر منه...

منصب الزعامة يختلف من عشيرة لأخرى...لكل سلالة مافيا مبادىء يختارون وفقها من يحكمهم و في هذه العشيرة هنا...الزعامة للأول ولادة...الإبن الأكبر للإبن الأكبر للإبن الأكبر...بهذا التسلسل الوحيد....لذا من الآمن القول أن من جلس قرب الجد كان أكبر أبناءه يرتدي بذلة رمادية تماثل لون بعض الخصلات في شعره التي تدل على انتهاء عهد زعامته كذلك....

صراع المافياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن