٣ : مزيل الطاقة السلبية
أغمضت جيني عينيها محاولة النوم حقاً بعد بكائها الطويل، ما زالت تستشعر ببقاء الشخص خلف الحائط مستيقظاً و لكنها كانت تتأكد بأن لا تزعجه مرة أخرى .. ليس و كأنها تهتم بأحد أو برأي أي شخص عنها ، لولا جدالها مع والدها لكانت أخبرته بكل جرأة أن هذا الأمر لا يعنيه و إن كان يشعر بالازعاج عليه بالانتقال و لكنها وجدت نفسها تعتذر بكل سهولة..
تنهدت بضيق و تقلبت على فراشها تستمع لصوت قطرات الماء التي ما زالت تهطل بغزارة ، ليزا بالفعل نامت بما أنها لم تسمع صوتها مؤخراً ..ذهابكِ لكوريا كان خطأً ، لو كنت أعلم أنكِ ستثيرين المتاعب حتى هناك لوافقتُ بزواجكِ لإبن عائلة أفليك .. سنتحدث في هذا الأمر عند عودتكِ لنيوزيلندا
كلمات والدها ما زالت تتردد في رأسها كمشغل الموسيقى ، ليس و كأنه يستطيع التحكم بحياتها ، أليس كافياً أنه أجبرها على دراسة إدارة الأعمال لكي تعمل في المستقبل في شركته ، إستهزأ بحلمها كثيراً و هي دائماً ما كانت تتمنى أن تصبح مصممة أزياء مشهورة ، لن تنسى اليوم الذي قام بتمزيق دفتر الرسم خاصتها الذي يضم الكثير من التصاميم التي عملت عليها جاهدة ، أغمضت عينيها قليلاً تحاول تناسي هذه الذكرى .
"هل ما زلتَ مستيقظاً ؟!"
فتح بيكهيون عينيه بعد أن سمع صوتها ، إستنكر في البداية أن تكون قد وجهت حديثها له لذلك صمت مدة طويلة يريد التأكد حتى أتى صوتها مجدداً ..
"لقد قلتَ أنكَ أضعت فرصة عمل بسببي ، حقاً؟"
قطب بيكهيون حاجبيه و لكن سرعان ما إبتسم بسخرية و قرب الغطاء قليلاً على جسده..
"يمكنكِ القول أنكِ كنتِ أحد الأسباب !"
"لا أظن ذلك ، يبدو أنكَ المهمل هنا و تضع اللوم على غيرك !"
عاد بيكهيون لفتح عينيه و هو يحدق بالسقف لثوانٍ ، ألم تكن تعتذر قبل دقائق ؟
هل قررت إستعادة كبريائها أو شئٍ من هذا القبيل؟"هل تتحدثين بجدية الآن ؟!"
"أجل ، فما علاقة إزعاجي بتأخركَ عن موعدك ؟"
أجل ، قررت أن تريه أن التي كانت تبكي قبل قليل ليست كما يظن ، لا تريد أن يأخذ أي أحدٍ فكرة أنها فتاة هشة قابلة للإنكسار ، لا بد و أن تظهر هذا الجانب من شخصيتها ..
ما زال بيكهيون مصدوماً من حديثها فجأة عن الأمر ، ليس و كأنه يعرفها بحق الإله!
![](https://img.wattpad.com/cover/149682552-288-k125164.jpg)
YOU ARE READING
فَـوْضـى || B.BH
Short Storyنعيش في شقتين متجاورتين ، يفصل بين غرفِ نومنا حائطٌ رفيع ، لا أعلمُ شيئاً عنكِ سوى أنكِ مُزعجة و لكن ذلكَ اليوم لمْ أسمع ضحكاتكِ و لم أعلم أنّ صوت بكائكِ سيزعجُ قلبي بِهذا الشكلِ ، لذا تحدثتُ معكِ من خلفِ الحائط... كانت هذه البدايةُ لكلِ هذهِ الفوضى...