|12|

18.7K 418 13
                                    

خيوط العنكبوت
______________

ربما يوماً ما سأعلم ماذا دهاني لأدخل إلي جحره بقدمي!!
ربما يوماً ما سأعرف بما كنت أفكر حين قررت معرفة الحقيقة !!
ربما يوما ما سأكتشف أي عش دبابير أقحمت نفسي فيه!!

______________

صوت صراخ وبكاء وإستجداء من غرفة مغلقة بها ثلاثة رجال كل منهم ضخم الجثة ذات بنيان شديد القوة وفتاة تُضرب بكل شبر من جسدها كما لو كانت في حلبة مصارعة وفجأة يُفتح باب الغرفة ليدخل منه رب العمل فتجري عليه الفتاة تستجديه العطف وتطلب منه النجدة..
كانت سالي واقعه في منتصف الغرفة ممزقة الملابس وجهها متورم ذات كدمات شديدة الزرقة والدماء تسيل من ذراعها وقدمها ملتوية وشعرها أشعث والدموع تنهمر بشدة من مقلتيها عندما رأت طارق داخل الغرفة زحفت إليه أمسكت قدمه تقبلها...
سالي(ببكاء):أبوس إيدك يا طارق بيه إرحمني أبوس إيدك سامحني خليهم يسيبوني.
ركلها طارق بقدمه بعيداً تاركاً الذئاب تضربها كما تضرب الشاه للحركة والسيجار بفمه قائلاً...
طارق(بنظرة إستعلاء):أنا كان ممكن أموتك بس لازم تندمي الأول علي خيانتك ياحلوة (ثُم نظر للرجال الثلاث) كملوا شغلكم لحد ما تموت وميبقاش فيها نفس وبعدين إدفنوها مش عاوز الدبان الأزرق يعرفلها طريق جرة
وخرج تاركاً ذئابه يكملون ما كانوا يفعلون وصوتها يصدح في المكابصراخ شديد (حراااااااااااااااااااام علييييييييييييييييييك)
لم يترك المنزل إلا بعدما سمع آخر صرخة تصرخها سالي ليتأكد من موتها ، وعاد لمنزله كأن شيئاً لم يكن بعد نصف ساعة هاتف يخبره أنه لم يعد يوجد سالي علي وجه الأرض شعُر بالراحة ونام قرير العينين ولكن الذي لا ينام يراقبه وله عقاب عند ربه.

_________________

كانت ريما قد تجهزت للقاء هذا الموظف الذي يملك الأدلة الكافية لإدانه ياسين
وبالطبع خرجت معها هايدي لمقابلته ذهبو للقائه في مقهي يقع علي النيل كان رجل في أوائل الخمسينيات ذات شعر غزاه الشيب ونظارات طبية مقعره ، كانت ريما رافعه شعرها لأعلي بمشبك وترتدي سروال جينز وكنزة رياضية ونظارة شمسية كانت متلهفة لتعلم ما هي الأوراق التي ستودي بحياته إلي الأبد..جلست هي وهايدي وخلعت نظاراتها الشمسية كانت هايدي أول من بدأت الحديث...
هايدي:أعرفك يا ريما الأستاذ أشرف الدراع اليمين لياسين باشا دي ريما هانم يا أستاذ أشرف اللي كلمتك عنها.
ريما :تشرفنا يا أستاذ أشرف.
أشرف:الشرف ليا يا ست هانم.
جلسو ثلاثتهم وطلبوا ما أرادوا من المشروب وعندها بدأ الحديث...
ريما:هايدي قالتلي أن عندك مستندات تودي ياسين ورا الشمس
أشرف(إلتمعت عيناه بحقد دفين):أيوة عندي كل اللي هيخليه يروح في ستين داهيه.
ريما(تساؤل):زي إيه؟
أشرف(وهو يعتدل في جلسته):زي حاجات كتير صفقات سلاح ورشاوي ومخدرات ودي لوحدها مؤبد.
هايدي:أيوة بس أنا أعرف أن المخدرات لازم تلبُس
أشرف(بإبتسامة):سيبي دي عليا يا هانم كله مترتب.
ريما(بتفكير):بيتهيألي أن ياسين مش بالغباء ده علشان يحضر صفقة مخدرات.
أشرف(بمكر):ومين قالك أنه هيكون عارف أي حاجه أصلا 2 كيلو هيروين من حبايب ياسين باشا في شنطة عربيته ومكالمة صغيرة لمكافحة المخدرات وتبقي خلصت.....حضرتك إطمني خالص وسيبي كل حاجة عليا ياسين أحسن حاجة أنه اه رجل أعمال بس لسه مدخلش مجلس الشعب يعني معهوش حصانة واللي بيكرهوه أكبر منه بكتير بتليفون صغير منهم هو كدا بح.
ريما(بإرتياح ):ياااه أخيرا هرتاح...ممكن أسألك سؤال؟
أشرف:أه طبعاً إتفضلي يا أنسة.
ريما:ليه بتساعدني وأنت دراعه اليمين ومعاك كل أسراره وأكيد بيديك اللي يكفيك وزيادة من الفلوس ؟
أشرف(وقد تجهم وجهه):ده موضوع قديم أوووي يا بنتي......
ريما(بحزم):أحب أعرفه لأني هثق فيك وهشغلك معايا ولازم أطمن أنك مش هتخونني زي ما خنته أنا اسفه يعني
أشرف(إبتسم بمرارة):لا يابنتي حقك بردوا هحكيلك كل حاجة بس لو اللي حكيته ده خرج بيننا إحنا التلاته (ثُم أكمل بقسوة) أنا مش هسامحك أبداً ويمكن أعمل فيكي أكتر من اللي هتعمليه في ياسين ده.
ريما(وقد إرتعشت قليلا ولكن بهدوء ظاهري): مفيش كلمة هتطلع بيننا إحنا التلاتة مش كدا ياهايدي.
كانت هايدي خائفة بالفعل من طريقته في التهديد ولذلك وافقت بسرعه عما قاله...
أشرف(بإرتياح):تمام(ثُم أردف بحزن) بنتي كانت بتشتغل هنا في الشركة كانت في يوم متأخرة في الشغل جه شادي إبنه كان سكران ومتنيل علي عينه إعتدي عليها ولما رحت لياسين بيه بحكم أني بشتغل عنده من زمان وبدل ما أبلغ البوليس طلبت منه أنه يتجوزها ويداري اللي حصل رفض وقالي بنفس اللفظ كدا﴿خد القرشين دول وإديهم لبنتك شادي مينفعش يتجوزها الفلوس دي هتنسيك اللي حصل﴾ وقتها كرهته وكرهت حاجة إسمها الفلوس وقررت أني أنتقم منه شر إنتقام ده بعد طبعاً ما إبنه سافر بس والله ما هسيب إبنه بعد ما أوديه في داهية وأخلص منه هوقع إبنه بردوا.
قال الكلمة الأخيرة وهو يمسح دمعته متذكراً شرف إبنته ، عندما سمعت ما حدث لإبنته شعرت بجسدها يتصلب كلياً كأنها تعيش ما حدث مرة أخري إعتداء بقسوة ووحشية  أغمضت عينيها في ألم وتكورت قبضتها في قسوة وإرتعشت يديها بشده حتي أمسكتها هايدي تضغط عليها لمؤازرتها حاولت أن تتماسك وتخفي الدموع في مقلتيها قائلة بصوت جليدي...
ريما:بنتك حقها هييجي ياأستاذ أشرف وياسين وإبنه هياخد جزاءه.
أشرف(يتنهد):عارف عارف كويس أنه هياخد جزاءه بس بنتي هتاخد إيه ؟
ريما(بوحشية):هتشفي غليلها وتريح قلبها من الكلب اللي عمل فيها كدا.
أشرف(بحزن):أنا عارف أني مهما عملت جرحها عمره ما هيخف حتي لو قتلت ياسين وإبنه عارفه ليه...علشان روحها إندبحت بسكينة تلمة ولا أي حاجة ممكن تريح قلبها بنت خلاص فرحتها في أي حاجة ماتت قبل ما تتولد تعرفي أنها قاعده دلوقتي في مصحة رافضة الكلام مع أي مخلوق حتي أهلها بس كل اللي بعمله ده علشان ياسين ميستخدمش نفوذه في كل حاجه ويؤذي الناس بإسم الفلوس.
كانت تستمع لكلماته ودموعها تنهمر لم تستطع تحمل المزيد من ذلك الألم الذي يلف روحها وتلك السكين التي تمزق قلبها...
ريما(بدموع ):أرجوك كفاية أرجوك..والله حق بنتك هييجي وهخليه يتجوزها غصب عن عينه ويطلقها في نفس اليوم وهخليها تتعالج في أفضل أماكن إن شاء الله تسافر برا وكله علي حسابي (ثُم أمسكت يديه) أوعدك أني مش هسيبها غير لما ترجع لحياتها تاني.
ربت أشرف عليها يديها والدموع ملئ عينيه
أشرف:أنتي ليه بتعملي معايا كدا ؟
ريما(بشرود):أنا إتأذيت من ياسين أذكبير واللي حصل في بنتك(أكملت بحشرجة) ممكن يحصل لأي واحده فينا وأنا مقبلش دا.
أشرف:ربنا يخليكي يابنتي ياارب يحفظكم كلكم.
هايدي(حاولت تغيير الموضوع):ها بقي يا أستاذ أشرف الورق اللي معاك هنقدمه للنيابة إمتي؟
أشرف(وقد إستعاد جديته):المستندات مش معايا دلوقتي هقابلك بكرا وأديهالك بس أنتي مش هتروحي أنتي هتبعتيها في ظرف أول ما أتصل عليكي تمام؟
ريما:طيب وليه منعملش كدا علي طول
أشرف:لأ طبعاً أنا لسه هتفق مع المنافس الاشرس لياسين وده بقي راجل واصل أوي أول ما هنحط المخدرات في عربية ياسين وأطمن انه هيتقبض عليه ساعتها بس أنتي تبعتي الملفات دي النيابة علشان كل حاجه تكون جاهزة قدامهم وكل اللي هيخلي الحاجات دي تمشي مظبوط هو الراجل ده تمام كدا
ريما(بتفكير):إممممم تمام
هايدي:طيب هقابلك بكرا إمتي ؟
أشرف(وهو يقوم):أنا هكلمك وأقولك إمتي....أنا مضطر أمشي دلوقتي مينفعش أتأخر أكتر من كدا سلام.
بعدما رحل كانت ريما تشعر بالألم الشديد في قلبها وروحها ها هو رجل ينتقم لإبنته ويخاف عليها ولكن والديها هي كل ما كان يهمهم هو الفضيحة والأموال فقط شعرت بالراحة لأنها لم تخبر والدتها وجهتها فقط أنها ستسافر لندن لتقضي إجازة قصيرة ثُم تعود لباريس وبالطبع وافقت والدتها فجل ما يشغلها هو الحفلات التي تقيمها كل أسبوع وأخبرت والدها هذا أيضاً فحرصت علي ألا يراها في مصر ولو صدفة فهي أصبحت تجيد التخفي أخرجها من تشتت أفكارها صوت هايدي...
هايدي:ريما أنتي معايا
ريما(إنتبهت لها):ها كنتي بتقولي حاجة؟
هايدي(بإنتصار):كنت بقولك خلاص حلمك قرب يتحقق وهتنتقمي من عمك وكله بعيد عنك.
ريما(بتنهد):أيوة هحقق حلمي...يلا بينا نمشي من هنا قبل ما حد يشوفني.
هايدي(بإبتسامة):يلا يا جميل.
عادت للمنزل بعدما أوصلتها هايدي خلعت ملابسها وجلست تنعم بماء البانيو الدافئ حتي تسترخي عضلاتها ، ظلت تفكر في كلام أشرف إبنته مذبوحة من الوريد للوريد شقت روحها إلي نصفين بإنتهاكها ولن تشعر بأي إنتصار حتي إذا قُتل شادي وياسين, تُري هل سيحدث لي ذلك هل ستظل روحي مذبوحة حتي بعد قتلك يا آسر!

فى جحر الشيطانWhere stories live. Discover now